يعتبر الزواج في الغربة بنية الطلاق إحدى صور الزواج المنتشر في بلاد الغربة والتي يلجأ إليها بعض الشباب وكبار السن كرافد من روافد الإحصان والإعفاف ، وعند خوف الوقوع بالمحرم في الخارج ، كما يلجأ اليه الطالب المغترب و من يبتعث للدراسة والموظف المنتدب للعمل في الخارج .
أن هذه ظاهرة الزواج في الغربة بدأت تتنامى خلال الفترة التي تزايد فيها سفر الكثيريين للخارج. إذ يتورط كثير من الشباب في الزواج من أجنبيات تحت ظروف السفر والغربة في الخارج ، وهذا الزواج المصلحي وقتي ينتهي بزوال المصلحة، وعادة ما يتفق الطرفان على المصلحة المادية التي ستعود على كل طرف، ويتفقون أيضا على ألا ينتج عن هذا الزواج أولاد وقد ينتهي الزواج بهروبه إلى بلده .
ويعد زواج الغربة نوع جديد من أنواع الزواج المبتكرة الحديثة إنه زواج موسمي حيث يبدأ مع سفرات الصيف السياحية وينتهي بانتهاء السفر .
أما دواعي هذا الزواج فهو رغبة الرجل المسافر الذي ترفض زوجته السفر معه فيلجأ للبحث عن امرأة ترافقه وترضى بشروطه أثناء السفر ،وطبعا ستكون وقاية له من مفاتن الفتيات الخارجيات..وفي نفس الوقت هو لن يلتزم بعد العودة لأرض الوطن بأي إلتزامات تجاه الفتاة التي تزوجها وطلقها خلال شهور لاتتعدى الثلاثة
تعاملت مع أحد الحالات حيث اقترنت فتاة في الثلاثين من عمرها من رجل أعمال وقد اتفقا على الطلاق بعد انقضاء فترة محددة، مشترطا عليها بعد عقد القران أن يقيم في منزلها لمدة اسبوعين، يتم بعدها الانتقال إلى شقة مفروشة حتى انقضاء الإجازة الصيفية والانتهاء من تجارته في البلد .
يخبرني أحد التجار انه كلما سافر للخارج من اجل التجارة يقوم بالبحث جعن فتاة للزواج، ويفضلها أن تجيد اللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة ، فعملي يستدعي سفري باستمرار، وزوجتي لا ترغب بمرافقتي لوجود الأبناء ، مما جعلني أبحث عن زوجة لمرافقتي في السفر حتى وجدت فتاة وتزوجتها زواجاً رسمياً لكي أستقر معها وتقوم على رعايتي في الغربة، واشترطت عليها عدم الإنجاب لأنني أخاف أن ينشأ أولادي في تلك البلاد فلما رجعت لبلدي اتفقت معها على الطلاق وكأن شيئا لم يحدث.
السلبيات المترتبة على هذا الزواج
يترتب على هذا الزواج عدة آثار سلبية لأنه إذا حددت مدته فإنه يضيع حقوقا للمرأة و حقوقا للرجل ، كما يضيع الأولاد تماما فما دامت المرأة تعرف أن الزواج عبارة عن مدة معينة ، فلن تهتم بالإنجاب ، بل تحرص على عدم الإنجاب حتى يكون من اليسير عليها الإرتباط بآخر ، دون أن يعيقها أبناء ترعاهم ، كذلك الرجل الذى يرتبط بإمرأة لمدة معينة ، لن يشغله الحرص على الإستقرار والإستمرار و الجد من أجل إقامة أسرة ممتدة .
فضلا عن الكرامة التى منحها الله للإنسان ، فعندما تجد المرأة نفسها متنقلة من رجل إلى رجل ، وكانه يستأجرها لفترة من الوقت ثم يرحل عنها لتجد غيره فأى كرامة هذه ، و كيف يتحقق إستقرار البيوت فى ظل هذه الفوضى.
فإن الأصل في الزواج التأييد وليس التوقيت أى أنه يتم بنية الأبد إلا أن يشاء الله و يقدر ، حتى يتحقق الهدف منه كما تفتقد معايير الكفاءة وأنماط القيم والسلوك والمرجعية الأخلاقية والاجتماعية والدينية التي تحول دون التفاعل السليم والكامل بين الزوجين، ثم تضاف مشكلة الأولاد خاصة إذا نتج عن هذا الزواج أطفال، فيحدث النزاع بين الطرفين، كل منهما يريد حضانة الأطفال أو خطفهم، وتتسع المشكلة لتصبح مشكلة دولية بعد أن كانت مشكلة اجتماعية شديدة الخصوصية.