دراسة ميدانية حول ظاهرة الخلافات الزوجية وأسبابها ودوافعها
الباحث / خليفة محمد المحرزي
لا تخلو الحياة من وقوع بعض المشكلات والمصدامات بين الزوجين أثناء المعايشة اليومية والاحتكاك الدائم والمستمر ببعضهما البعض ، وهذا أمر طبيعي لا غرابة فيه بحكم أن الفرد يتعرض للزلل والخطأ وارتكاب بعض الممارسات الغير مرضية للطرف الآخر والحياة ليست مثالية بالنسبة للكثير من البشر ، لذلك نجد أن المشكلات تحدث في كل لحظة وفي أي وقت ما دامت الحياة قائمة مستمرة ، وهذه مسألة طبيعية فطرية محكومة بسلوك البشر وطريقة معايشتهم للحياة المشتركة ، ويختلف الناس في مواجهة هذه المشكلات كل على طريقته واسلوبه التي تعود على ممارسته منذ صغره في معالجة المواقف اليومية التي تعترضه سواء في العمل أو المنزل أو في مكان ما ؛ فمنهم من يحكم عقله ومنهم من تغلبه عواطفه ومنهم من ينساق وراء مشاعر الأخرين ، ومنهم من يقف عاجزا عن حل أي مشكلة تعترضه ، ومنهم من يترك مشاكله على طرف حياته الجانبية ويدعي انه يعيش بسلام ، وإن كانت حياته مستقره على العموم ولا شئ يعكر صفو عيشه ، لكنه يخفى مشاعره السلبية التي تنموا بداخله بطريقة ملتوية وهو يعاني بصمت من ألم السياط التي تكوى مشاعره وأحاسيسه بسبب دخوله دائرة مغلقة من مشكلات لا يعرف خلاصا لها.
يقسم الخبراء والمختصون في علاج المشكلات الزوجيه إلى نوعين :
– المشكلة المغلقة : وهي المشكلة التي لها محددات واضحة بحيث نستطيع أن نشخص المعضلة وأن نجعل لها علاجات واضحة لتنتهي المشكلة باتباع التعليمات والإرشادات المطلوبة ، لأن المشكلة ما دامت بارزة ومعروفة الأسباب ، فإننا نجهز لها كل الأدوات التي تشتمل على كل ما يلزم للحل ، ويكون لها جواب محدد ومعلوم ، كوجود عطل في جهاز ما ، أوإصابة شخص بمرض ما ، ففي مثل هذه الحالات يتم تشخيص المشكلة ويوضع الحل لها بناء على المعلومات المتوفرة .
– المشكلة المفتوحة: وهي التي لا يعرف لها حل أو جواب محدد بالضبط بسبب تشعب الجذور المرتبطة بالمشكلة ، وتنقصها المعطيات والمعلومات التي تساعدنا للوصول للنتائج المطلوبة ، ومعظم ما يواجهنا في حياتنا من مشكلات ينتمي لهذا النوع ، وهذا يتطلب وضع استراتيجية لبدء الحل ، ثم تحديد الوجهة والطريقة ، ثم اختيار الحل الأمثل الذي يحقق العلاج المنشود للمشكلة .
وإذا كانت مواجهة المشكلات الزوجية والتصدي لحلها تتطلب القدرة على التفكير السليم والتماسك النفسي ومعرفة الطرق والأساليب المتبعة في تقديم كل وصفة تتطابق مع كل مشكلة على حدة وهذا قد يتيسّر لكثير من الناس بغض النظر عن معتقداتهم ومقدراتهم في هذا .
فالوسائل والأدوات التي سوف نتحدث عنها في هذا الكتاب سوف تمدنا بطاقة عالية من الحاجات النفسية والفكرية التي تجعلنا مؤهلين لمواجهة أصعب المواقف وأشدها ضراوة
هنالك مسالة هامة يغفل عنها الكثير من الأزواج اثناء معالجة مشكلاتهم الزوجية ، وهي أنهم لايعرفون أين تكمن المشكلة الحقيقية أو أين يكمن موضع الألم بالتحديد والذي نطلق عليه بالجذر الأساسي للمشكلة ، ومن أين يجب أن نعالج المشكلة كخطوة أولى في عملية الإطفاء قبل استفحال الأمور وتفاقمها بشكل سلبي ، فعدم القدرة على تحديدها يجعلنا أمام كمية من المشكلات المتناثرة التي سوف تلتحم مع بعضها لتشكل أزمه عاصفة للطرفين ، ولا نعرف في أيهما نبدأ وهذا الأمر من شأنه أن يجعلنا عاجزين في حل مشكلاتنا الزوجية .
علم العلاقات الإنسانيه
خلال العقد الأخير من هذا التاريخ المتآكل والذي أرهقه الزمن المتثاقل بهموم العالم ومآسيه بدأت العلوم والأبحاث الحديثة تتجه نحو الإهتمام بالذات الإنسانية والعناية الخاصة بها ، ومحاولة الأهتمام ورصد كل ما يتعلق بها من عوالق المكدرات والمنغصات والعقبات التي تعترض حياتها لسبر أغوارها السحيقة وتفكيك رموزها وطلاسمها السرية ، مع الأخذ بعين الإعتبار مسألة الحياة المشتركة بين الأفراد ، كونها تتسم بالمشاركة الوجدانية والعاطفية والسلوكية والنفسية والمادية ، واطلقوا عليه مجازا دراسة علم العلاقات الانسانية الذى يشمل عدة جوانب من أبرزها: –
– فن معالجة الأخطاء.
– فن التعامل مع الآخرين.
– فن الاقناع وكسب القلوب.
– فن السيطرة على الذات .
– فن التعامل أثناء الأزمات .
يعبر أساس علم الإرشاد الأسري عن طبيعة العلاقة التي تنشأ بين الزوجين بما يلي
1-يقيس مدى القوة والمنهجية التي تسير عليها .
2- يساهم هذا العلم في إنجاح العلاقة الزوجية بشكل فعال من أجل استقرارها وضمان استمرارها طوال الفترة التي يقضيها الشريكان مع بعضهما البعض.
3- يتطرق إلى أن السلوك السلبي الذي يرتكبه أحد الطرفان أثناء قيام الحياة الزوجية هو مجرد عارض مؤقت لخلل ما داخل الأسرة ، قد يكفون منشأه رواسب نفسية أو عاطفية أو اجتماعية أو لظروف ناتجة عن أسباب جاءت مصاحبة لظروف عابرة نتيجة الحالة التي تعيشها هذه الأسرة خلال تلك الفترة ، أو ربما يعود ذلك لخلافات زوجية داخل الأسرة .
4- يعمل على تقريب العلاقة الزوجية بشكل انسجامي إذ أن انحراف أحد الشريكين عن الوضع الطبيعي قد يجعلهما بعيدين عن مناقشة مشكلاتهما الزوجية والانشغال بمشكلات أخرى نابعة في الأصل من المشكلة الرئيسية حيث لوحظ أن بعض الأسر تحاول البقاء على وضعها على الرغم من وجود عدة مشكلات قد تكون قائمة .
5- يؤكد على أن الأسرة عبارة عن مجموعة من الضوابط التي تخضع لحكم الشرع في المقام الأول ومن ثم للنظام الإجتماعي الذي يحكم الأسرة .
6- يقوم بالتعرف على المشكلة الزوجية والتي هي عبارة عن خلل في أحد العناصر التي تشكل مفهوم الأستقرار في الأسرة ، فعندما يختل أحد العناصر فإنه سيحدث على ايجاد الخلل بشكل عام وهذا بدروه سيؤدي إلى فشل النظام وخلله، وبالتالي يفرز سلوكات غير مرضية في العلاقة الزوجية .
تقنيات حل المشكلات في المنهج الإسلامي
يعتبر علم الإرشاد الأسري وتوجيه الأسرة نحو ادراة حياتها بالطريقة المثلى ليست جديدة على المجتمع الإسلامي على العموم ، باعتبار أن المنهج الإسلامي بتشريعاته وأحكامه الشاملة الوافية لم يغادر صغيرة ولا كبيرة في الحياة إلا ووضع لها ما يناسبها من حلول وعلاجات ناجعة تكفل بالقضاء على مكمن الخطر قبل استفحاله وانتشاره بما يحول دون السيطرة عليه فوضع مبدأ الوقاية قبل أن يقدم العلاج ، كما أن المنهج الإسلامي يعمل على مساعدة كل فرد من هذه الأمة الإسلامية من يريد أن يتعامل مع كافة المشكلات التي تقع في بيته بأسلوب سلس وبدقة متناهية مفعمة بتلك المبادئ والأخلاق الربانية المباركة التي تعينه على المحافظة على أسرته من التشقق والضياع ، ويخرج بنتائج ايجابية فعالة
في الجانب الأخر نجد أن علم الإرشاد الأسري يعد من أبرز العلوم المقدسة عند مدارس الغرب التي يتغنى بها ويباهي العالم بشعابها على أنهم أسيادها ، ولم يدركوا أن المسلمين هم أول من تكلموا واعتنوا بهذه العلوم وعرفوا أسرار الذات الإنسانية وكيفية التعامل معها وإدارتها بكل مهارة واقتدار من أجل السيطرة عليها نحو الاستقرار والسلام الداخلي ، وأن المولى عز وجل قد رفع من شأن العلماء وكان من بينهم المصلحون والمربون والفضلاء ، لأنهم ينطلقون إلى إصلاح أنفسهم في المقام الأول ومن ثم الآخرين وتوجيههم ومعالجة أخطائهم ، وهذه الأمور تحتاج إلى حكمة وبصيرة بالأساليب التى تعين على كسب قلوب الآخرين وتصحيح أخطائهم دون خدشهم أو توجيه اللوم والتقريع بهم .
كما هو الحال مع الموجهين الأسريين الذين يعدونهم من النخبة في المجتمع ، وأنهم أصحاب السعادة بين أفراد المجتمع ، على اعتبار انهم يعملون على المحافظة الدائمة لاستقرار الأسرة التي هي عماد المجتمعات وأساس النسيج الإجتماعي المتكامل ، فالموجه الأسري يملك عددا من المهارات الأساسية التي تسهم في تحقيق الهدف الأساسي من العملية الإرشادية الواقعية بالإضافة الى السمات الشخصية المميزة التي يجب أن تتوفر في شخصيته بما يؤهله للقيام بعمله الإرشادي والعلاجي على أكمل وجه 0
ما هو دور الموجه الأسري في معالجة المشكلة
يلعب الموجه الأسري دورا مهما في معالجة المشكلة القائمة ، حيث يقوم أثناء مقابلة الزوجين بتوضيح فكرة الإرشاد الأسري وما هو الدور المنوط به في علاج المشكلة الزوجية ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي كانت السبب الرئيس في نشوء المشكلة ، وما هي الأحداث التي صاحبت المشكلة والمواقف التي رافقت الحالة النفسية التي كانا عليها .
- يحرص الموجه الأسري على معرفة الطرق التي حاول الزوجان استخدامها لعلاج المشكلة وماهي الخيارات التي استنفذوها قبل مجيئهم إلى المكتب , وإلى مدى حاجتهم للأستعانة بالموجه الأسري وماهي المساندة التي من المفترض أن يقدمها لهما .
- يتأكد الموجه من نوعية الأستشارة المطلوبة والتي قد يحتاجها أحدهما أو كليهما إذا كانت الحالة تستدعي ذلك في بداية العلاج .
- يتم تحديد عدد الجلسات التي يحتاجها الطرفان من أجل الاستماع للمشكلة التي يعاني منها الزوجين والتي تكشف للموجه الكثير من الأسرار التي تتحدث عن طبيعة العلاقة ومدى قوتها حيث يتكشف له الكثير من الخبايا التي ستعينه على وضع الإطارات العامة للتوصل للمشكلة وماهي نوعية العلاقة القائمة ، كأن يتعرف على كيفية الحوار والتعبير عن المشاعر والأولويات التي يطالب كل منهما الآخر
- حصر المفاهيم والأفكار والمشاعر الخاطئة أو المبالغ فيها لهذه العلاقة وما وصلت إليه من طلاق نفسي أو طلاق مخبئ تسيره مفاهيم ذكوريّـة خاطئة بالذات من قبل الزوج .
- يؤكد للطرفين أن الناس على نوعين الأول من يعالج المشكلة والثاني من يعيش المشكلة ، وإنهما في الدائرة الثانية وبالتالي يحاول أن يوضح لكلا الزوجين أنه حتى إذا كانت مشاكلهما لها ما يبررها فإن توترهما وقلقهما بسببها ليس له ما يبرره حتى يصل معهما إلى خفض توترهم وكآبتهم أو عدوانيتهم وشعورهما تجاه بعض
- يقوم بإعطاء الزوجين الدعم الكافي من المساندة النفسية لتجاوز المشكلة القائمة ، وعلى أساس أن كلا منهما يحتاج لرعاية خاصة ومساندة مختلفة نوعا ما ، مع الاهتمام بكـل منهما بوصفه فردا يمكن مساعدته في مواجهة مشكلاته الانفعالية سواء قرر البقاء معا أو الانفصال اكثـر مما يهـتم بالزواج بحـد ذاتـه .
- يهدف في الأساس إلى تعليم الزوجين الأسس النفسية والعقلانية التي تجعلهما قادرين على تقبل ذواتهم والآخرين وعلى كيفية التعامل مع خلافاتهما الزوجية وكيفية علاجها
كيف يعالج الموجه الأسري المشكلة
الموجه الأسري يساهم في فتح قنوات التواصل الايجابي بين الزوجين حال نشوب خلاف ما بينهما ، كما يسعى جاهدا للقيام بدور واضح من أجل تحسين الوسائل المتبعة وتفعيل سبل الاتصال بين الشريكين في حال تأزم العلاقة بينهما ، والتي عادة ما تكون غير واضحة وتمتاز بتقاطع متعاكس في الفهم والاستيعاب بين الطرفين وتكون خلالها الصور الذهنية غير مكتملة ، كما يساعد الطرفين على السماح بالتعبير عن انفعالاتهما وأفكارهما بكل حرية وآمان مع حرصه على توضيح الأمور التي قد تفهم بطريقة سلبية ، كما يحاول أن يحدد المشكلة وأصل نشؤوها وكيف يراها كل فرد من وجهة نظره ، وذلك من خلال:
1 ـ سماع رأي كل زوج ورؤيته للمشكلة.
2 ـ إعادة تذكير الطرفين ببعض مفاهيم الأستقرار الزوجي التي أرساها الدين الحنيف
3 ـ توضيح أساليب وطرق الاتصال وزيادة التفاهم بين الزوجين .
4 ـ تدريب الزوجين على الديمقراطية في عملية اتخاذ القرار ومهارات الحوار والاستماع .
5 ـ توزيع المسؤوليات والأدوار كل حسب طاقته وإمكاناته.
6 ـ كيفية حل المشكلات الزوجية بصور تدريجية .
7 ـ تدريب الزوجين على احترام نظام الأسرة وقوانين الزواج .
8 ـ مساعدة الزوجين على كيفية توفير الدعم النفسي والاجتماعي لكل منهما .
9 ـ تنسيق الجهود وخلق التفاهم والتعاون للقيام بالواجبات المنوطة بكل زوج في المنزل .
10 ـ مساهمة الجميع في معالجة المشكلة الزوجية سواء بداخل المنزل أو خارجه.
الخصائص المميزة التي يتمتع بها الموجه الأسري
1- الصبر في كل مراحل المقابلات الإرشادية 0
2- الإخلاص في القول والعمل مع من يرشدهم ويساعدهم 0
3- الصدق في القول والعمل مع من يتعامل معهم 0
4- مساعدة الآخرين وإيثارهم على نفسه وتفضيلهم 0
5- حب الاختلاط بالناس وقضاء أطول وقت مفيد له ولهم 0
6- التعاطف والرفق والرحمة مع ضيوفه الذين يرشدهم ويعالجهم 0
7- الثبات الانفعالي وهدوء أعصابه واتزانه النفسي أثناء مقابلتهم 0
8- التسامح والتماس العذر لمن يخطء منهم 0
9- حسن الخلق في كل خطوة مع المحيطين به والمخالطين له ممن يتعامل معهم
اختبار طبائع الزوجين النفسية تجاه الخلافات الزوجية
هذا الإختبار موجهة للزوجين تجاه الخلافات الزوجية
• كم أنتما مختلفان ؟ عندكما ميل لإفراز انفعالاتكما من خلال الخلافات الزوجية الجادة؟
- ما الذي يجعلكما تثوران وتنفعلان؟
- ماذا يحدث عندما تختلفان ؟
- لاكتشاف ما إذا كان عندكما توجه أو ميل وطبع نحو الاختلاف.
- حاولا الإجابة على هذه الاستمارة ، ثم أحصيا كم حصلتما على إجابات بنعم في الأسئلة المزدوجة ( 2 و4 و6 و8 و10 ) ثم الفردية ( 1 و3 و5 و7 و9 ) وراجعا النتيجة في النهاية.
السؤال :
1- الخلافات الزوجية تنشب عادة بسبب الشؤون العائلية ( زيارات للأقارب – نظافة الأبناء – ترتيب البيت).
2- ( سؤال مزدوج ) أثناء الاختلاف هل يحدث أن تتبادلا أنواعاً من التقويمات الشخصية مثل: أنت أكبر أناني عرفته في حياتي … توقفي عن تمثيل دور الضحية دائماً ؟ .
3- بعد الانتهاء من إفراز كل انفعالاتك وتوترك، هل تحس بأنك ارتحت وتخلصت مما يضايقك من خلال شعورك بأنك قلت للآخر كلاماً قوياً وجارحاً؟
4- ( سؤال مزدوج ) هل تثير كلما – سنحت الفرصة – أسباباً بعيدة وقديمة لمحاكمة وإثارة الطرف الثاني مثل هل تذكر يوم تركتني أنتظر بالساعات )؟
5- بعد جدال حار، هل تستطيعان إرجاع المياه إلى مجاريها في اليوم نفسه أو على الأكثر في اليوم التالي؟
6- ( سؤال مزدوج ) هل تشعر أن الطرف الثاني يخصص لك وقتاً واهتماماً أقل مما كان عليه في السابق؟
7- إذا واجهك الطرف الثاني بـ نقد بسيط ، هل يكون رد فعلك رفع صوتك في الدفاع عن نفسك؟
8-( سؤال مزدوج ) هل تجدان مشاكل وصعوبة في التعبير بوضوح عن احساساتكما ومطالب أحدكما من الآخر.9- إذا سمعت إنساناً آخر قريباً أو صديقاً ينتقد زوجك في القضايا التي تنتقدينه فيها بنفسك وبالرؤية نفسها، هل هذا يضايقك؟ ( الشيء نفسه بالنسبة للزوج )؟
10- ( سؤال مزدوج ) هل هناك مشاكل متكررة منذ سنوات وتؤدي إلى نشوب الاختلافات بينكما رغم كل المحاولات لتجاوزها لم تستطيعا حلها؟نتيجة الإستمارة:
1- إذا أجبتما بنعم على الأكثر (3) مرات للأسئلة المزدوجة وعلى الأكثر (3) مرات للأسئلة الفردية: ميولكما نحو الاختلاف ضئيلة جدا، من جهة هذا أمر يستحق التثمين، ومن جهة أخرى يمكن أن يشكل عائقاً معيناً، هناك احتمال، خصوصاً إذا كانت الإجابات بنعم على الأسئلة الفردية غير موجودة أو لا تتجاوز مرة واحدة، أن بداخلكما مبالغة كبيرة في التسامح تصل إلى حد التنازل عن الحق والعدل أو الخضوع المطلق للطرف الآخر خلافات – في هذه الحالة – لا تثار أبداً، وبالتالي لن تجدا لها صمامات للإفراز والتنفيس ونعرف جميعاً ماذا يحصل للقدر المقفول فوق النار، إذا لم يجد منفذاً للتنفيس!!2- إذا أجبتما بنعم على الأقل (3) مرات للأسئلة الفردية أو المزدوجة: نسبة الاختلاف عندكما طبيعية وفي أحسن الأحوال تحسنان الدفاع عن آرائكما حتى ولو كان الثمن صداماً بسيطاً، وعموماً أنتما في مستوى التحسن في خلافاتكما ويمكنكما إنهاؤها دون أن تترك آثاراً سلبية على مستقبل علاقتكما الزوجية .
3- نعم على الأقل (3) مرات سواء على الأسئلة الفردية أو الزوجية : عندكما اتجاه فوق ما هو طبيعي للاختلاف الذي يتجاوز حدود المقبول منه. هناك احتمال أن مجموعة من القضايا المتنازع حولها والتي لم تحسم في حلها تنجرف بكما باستمرار نحو دوامة الاصطدام، وفي أحيان كثيرة يرجع هذا لأسلوبكما في التعامل مع الخلافات الزوجية . 4- إذا أجبتما بـ نعم على (3) أو أكثر من الأسئلة المزدوجة وأقل من (3) على الأسئلة الفردية. عندكما ميل نحو الخلافات الزوجية يتجاوز كل الحدود المعقولة، بل يتخذ أنماطاً مرضية.
القواعد الأساسية في التعامل مع المشكلة الزوجية ..
من خلال تجربتي العملية في التعامل مع المشكلات الزوجية التي كنت أمارسها بشكل يومي استطعت أن استخلص بعض القواعد الهامة التي يجب أن نستدركها قبل أن نتعامل مع أي مشكلة زوجية قائمة وهي كالتالي .
- بعض الحالات التي تشتكي من الحياة الزوجية ، مشكلتها الأساسية ليست بوجود مشكلة قائمة بالفعل ، أو بالأحرى لا توجد مشاكل ما دامت أسبابه ليست مشاكل لم تحل فقط ولكن هناك حالة من عدم الرضى على الوضع القائم مع شريك الحياة ، وعدم الاقتناع بالحياة الزوجية أو بالطرف الثاني ، وهذا يسبب استياء عاما في النظر للعلاقة الزوجية .
- علينا أن نساعد الأزواج على طرح المشكلة التي يعانون منها بكل شجاعة وجرأة والاعتراف بها بدلا من الإنكار بوجودها أو تبرير التصرفات الخاطئة كنتيجة لسلوك الطرف الآخر ، وبالتالي مواجهتها وطرحها للبحث قبل أن تستنفد الحالة المستمرة للنزاع والخلاف كل إمكانية للإصلاح والتعديل.
- تلعب بعض الأسباب النفسية والاجتماعية المرتبطة بالكفاءة بين الزوجين وعدم التوافق بينهما وخاصة التوافق النفسي والعاطفي والوجداني والشكلي والعمري والصحي والجسدي دورا هاما في حدوث الخلاف بينهما ، كأن تكـون شخصية الزوجين متنافرتين سلبا ، أو غير متفاهمين على العديد من النقاط الأساسية ، فالفارق السني بينهما ونوعية الثقافة والمستوى الفكري والإجتماعي تعد من العوامل التي تسبب في وقوع المشكلة وتؤدي إلى توتر العلاقة وظهور المشاكل والخلافات
- البعض من الحالات التي ستتعامل معها ستجدها تتسم على الغالب بنمطين واضحين ، إما علاقة زوجية شكلية قائمة ولكنها غير ممارسة بشكل فعلي ، وهذا يكون مقدمة للطلاق أو الهجر الذي يسبقه ، أو طلاق نفسي غير معلن للآخرين ، ويكون في كثيـر من الحالات عن طريق طرف واحد ، في حين أن الآخر يجهل ذلك كليا أو علاقة شبه ميته ومعلنة أمام الجميع .
- إذا كان الطلاق النفسي عن طريق الزوجة فإن العلاج يكون أصعب خاصة إذا وصلت الزوجة إلى قناعة بعدم أهلية زوجها للقيام بدور القيم والمسؤول عن إدارة الحياة الزوجية ، لأن هذه القناعة تعني بصورة آلية حدوث الطلاق النفسي مستقبلا حتى ولو استمرت في زواجها بشكل طبيعي وإن أنجبت .
- من خلال متابعة الكثير من الحالات المتوترة سوف تتجلى أمامك حقيقة واضحة وهي أن السبب المباشر في اندلاع الخلافات بين الزوجين عائد إلى اضطراب التواصل اللفظي بينهما ، وأن ثمة مشكلة قائمة تدور في فلك انعدام الحوار وجهل الزوجين في إقامة حوار ناجح يستطيعان من خلاله تجاوز خلافاتهما الزوجية فالكثير من الأزواج لا يجيدون مهارات الحوار بصورة إيجابية وإنما سرعة انفعال وتفاعل سلبي للمشاعر بين الطرفين .
- تجد الكثير من المراجعين ما يبحثون عن الحلول الجاهزة التي بإمكانها أن تقضي على المشكلات في لحظة واحدة ، أو من خلال زيارة واحدة للموجه الأسري ، البعض من الأزواج يريدون حلولا سحرية وفورية لمشاكلهم وخلافاتهم التي تعود لسنوات قديمة رغم أن لكل فرد إمكانياته وقدراته الخاصة لإيجاد الحلول التي تريحه وتعيد استقراره في العلاقة المتبادلة للحياة الزوجية .
- الزوج أو الزوجة يكونان أكثر قناعة بالنصيحة أو المشورة النفسية إذا توفرت لهما ظروف تساعدهما على فهم ما يعانيه كلا منهما ، وفي وجــود متخصـص قادر على دعم الحــوار الإيجـابي بين الزوجين .
- يحتاج الكثير من الأزواج للمزيد من وسائل التطمين والتشجيع على الاستمرار في تحسين العلاقة الزوجية المهزوزة ، حيث نجد الصور السلبية والسوابق المجترة تأخذ حيزا كبيرا في طريقة تفكيرهما لمعالجة المشكلة ، كما أن البعض منهم من يقتنع بعدم الجدوى للأستمرار في هذه العلاقة الزوجية ويرفض فتح صفحة جديدة نتيجة عجزه عن مواجهة مشكلة العلاقة المتوترة التي يلعب كل منهما فيها دور المؤثر إيجابيا أو سلبيا وتارة أخرى خوفهما من الفشل والتعامل معه رغم أن ترقب الفشل في أسوء الاحتمالات يكون أشد من الفشل نفـسـه ألذي لا محالـة واقـع .
- إن حالات التوتر بين الزوجين ، والتي قد تفضي إلى الانفصال أو البقاء على الوضع القائم ، تنعكس آثارها السلبية على ذوات الأطفال الذين يعايشون أجواء الاختلاف ، وتبادل الاتهامات ، والصراخ الذي يصل إلى آذانهم رغم انغماسهم في مهاجعهم داخل غرفهم الخاصة … إشكالية تحدث في كثير من الأسر ، وهي نتيجة منطقية لزواج غير متكافئ وصل إلى مرحلة الطلاق النفسي بين الزوجين من طــرف أحدهما أو كليهما ، وهنا فإن السلبية بكل إبعادها سيتقاسمها جميع أعضاء الأسرة لأنها ناجمة عن ديناميات أسرية متداخلة ليس لأن الزوجين جنات فيما يحصل منهما وإنما هم ضحايا لسياقات اجتماعية أكدتها مفاهيم وأحكام خاطئة تدعم بقاء العلاقة وإن كانت متوترة ونهايتها متوقعة ، ولكن بعد أن يزداد أفراد الأسرة وتتفاقم المشكلة ، ويحدث مـا يخافه الزوجين فتكون الخسائر النفسية قد شكلت ذوات أفراد الأسرة سلباً كل حسب شخصيته ، وحساسيته لما يحدث بين الزوجين …
الخبرة ثم الخبرة في الأداء .
من المعلوم بمكان أن طبيعة المشكلات الزوجية لا يستطيع أي فرد أن يعالجها أو يفكك رموزها المستعصية كما يتصورها البعض أو يعتقدها البعض الآخر ، وحتى كبار المتخصصين في شتى العلوم الإنسانية ، لا يمكنهم فهم أسرار العلاقة الزوجية بالصورة المثلى ، أو حتى مجرد الاقتراب من حماها، أو الوقوف على معلم جوهري من معالمها التي تمتاز بالسرية الخصوصية ، إن لم يكونوا ضالعين بها بالصورة الكافية التي تجعلهم مؤهلين ببعض الأدوات النفسية والذهنية اللآزمة للعملية العلاجية ، وبخاصة ما يتصل بالزوجة من نفسية ومشاعر تكون عليها عندما تنتابها مشاعر الضيق والنفور والكراهية تجاه زوجها، سواء كان من غير سبب أو بسبب ظاهر، فالمرشد الأسري إذا لم يتعامل مع المشكلات الزوجية بشي من الواقع والنزول الميداني والأحتكاك المباشر مع أصحاب الحالات الزوجية التي تعاني في حياتها من بعض الأزمات والمشكلات التي تعترض مسيرتها ، فإنهم لن يستطيعوا التوصل إلى العلاج المناسب وإعطاء الوصفة الناجعة التي تشفي النفوس من أضغانها الملتهبة ، فالنفس البشرية بئر عميقة لا يقف على ظاهرها وباطنها سوى خالقها – جل في علاه – ولا يضع الحلول السوية والحاسمة والمريحة لهذه النفس سوى الله تعالى عبر كتابه الكريم وسنة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام حيث صنف النفس وعرف مراتبها وشؤونها وكيفية التعامل معها ، وهذا هو المنهج الذي يستقي منه المختصين في معالجة مثل تلك المشكلات · لذا جاء الإسلام بالحلول المناسبة لعلاج المشكلات التي تقع بين الزوجين سواء أكانت من غير سبب ظاهر أم بسبب واضح جلي ، وذلك لحماية أفراد المجتمع من الآثار المدمرة لهذه المشكلات وتداعياتها على أفراد الأسرة ، وتداركها بالعلاج الإسلامي الناجع ، للقضاء على أساس الداء قبل استفحاله في الوقت المناسب، وبمنتهى الحكمة والواقعية والإنصاف·
الحب الوهمي بين الأزواج
ما زالت الاختلافات قائمة حتى وقتنا الحالي حول الزواج وإذا كان هو العنصر الأساسي لقتل الحب بين الزوجين؛ نظراً لما يعيشه الكثير من الأزواج في تفاوت واضح واختلاف كبير قبل الزواج وبعده، إذ ترى العديد من النساء أن الزواج هو الحب والمشاعر الفياضة التي لا تنتهي، ولكن جاءت كل توقعاتهن مخالفة لما يعتقدن .
أن من الأوهام الغير حقيقية في مجتمعنا العربي أن الكثير من النساء يعتقدن أنه يوجد حب في الحياة الزوجية، ولكن المفاجأة التي لا تتوقعها جميع النساء أنه لا يوجد حب في العلا أن الكثير من النساء يعتقدن أن الحب يستمر بعد الزواج، ولكن في الحقيقة ليس هناك حب في العلاقة الزوجية.
أن العلاقة الزوجية تختلف عن فترة ما قبل الزواج، أن شعور الرجل مرتبط ببعض الهرمونات فهناك غدد للمشاعر العاطفية، وتتوقف هذه الخلايا وتموت بعد الزواج، وينتج بدلا منها خلايا مسؤولة عن المودة.
كما أن الحب يتحول إلى شعور آخر بعد الزواج عبارة عن خليط من المودة والرحمة، مؤكدا أن هناك دراسة تشير إلى أن الحب ينتهي بعد 18 شهرا من بداية الزواج ، ثم ينتهي هذا الشعور وتبدأ مشاعر أخرى في الظهور مثل المودة والمعزة ، فالحب بالنسبة للرجل عبارة عن شعور معين في فترة معينة، ولكن المراة تعيش الحب لفترة طويلة جدا.
تعريف المودة في اللغة هو خالص المحبة أي أن المودة هي ممارسة عملية ووجدانية وسلوك بين الطرفين فهي أعمق من الحب الذي يمثل الشعور النفسي واللفظي بين الطرفين أثناء فترة الخطوبة ، ومعني ذلك أن الحب بعد الزواج يزيد حتى يرتقي إلى درجة المودة مع الرحمة .
إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ضرب أروع المثل في علاقته الزوجية بأم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضى الله عنه ، بل استمر حتى بعد وفاتها في صلة أهل ودها حتى غارت منها عائشة فقال لعائشة” لا تؤذيني في خديجة فإن الله رزقني حبها ”
يجب أن تعلم الزوجة بأنه لا يوجد “حب” بعد الزواج، وإنما هناك صداقة ومودة، وهذه الحقيقة الصادمة يجب أن تتعامل معها كل زوجة بصورة جدية ، وأضيف أن أبرز الممارسات الخاطئة التي تفعلها المرأة وتتمثل في الاهتمام الزائد بالزوج وإعطائه أكثر مما يحتاجه، والإلغاء الذاتي والتضحية السلبية، منبها إلى ضرورة أن تهتم بذاتها أكثر وأن تحب نفسها أكثر من حبها لزوجها، لأن الرجل يهرب من العلاقة العاطفية الخانقة عندما يتلقى كمية هائلة من المشاعر العاطفية الزوجية، وتلك الحقيقة التي لا تعترف بها أغلب النساء.
أن العلاقة الزوجية تختلف تماماً عن العلاقة الشعورية والرومانسية بين الزوجين، فالرجل بشكل عام مشاعره تكون متعلقة بقضية الهرمونات، والتي تسمى بالطاقة الكيميائية، وقد أثبت هذا الطب قديماً في دراسة صدرت منذ عام 1911 في جامعة كاليفورنيا، وأن هناك غدداً للمشاعر العاطفية تسمى “الدوبامين”، وهي عبارة عن غدد تصدر شعوراً عاطفياً وشعوراً حسياً، ولكن بعد الزواج تلك الخلايا تتوقف وتموت وتتلاشى وتنطلق مكانها خلايا أخرى تسمى “الاكستاسين”، وهي التي تجسد مشاعر مفهوم المودة والرحمة والاستمرار، ذاكراً في لقائه ببرنامج “صباح الخير يا عرب” أن الحب بعد الزواج يتحول إلى شعور آخر تماماً، وهذا ما يجب على جميع الزوجات تفهمه، فأغلب الزوجات يطالبن الأزواج بالحب، وما يجهلنه تماماً أن الحب لدى الرجل يستمر بعد الزواج لمدة 18 شهراً فقط بناء على دراسة قام بها الدكتور ابسن، ويسمى بحب الالتقاء لإثارة المشاعر، ثم يذبل إلى أن ينتهي ويبدأ شعور آخر يسمى المودة والصداقة، وما تقع فيه النساء دائماً من ممارسات قاتلة تقوم بها الزوجة يعجل في القضاء على الحب في الحياة الزوجية من خلال إغراق الرجل عاطفياً بأكثر مما يحتاجه، فيبتعد الرجل عنها ويهرب، ومن أهم هذه الممارسات:
- الاهتمام الزائد بالزوج، فيجب على الزوجة أن تهتم بنفسها هي وتحبها أكثر.
- يجب الا تعطي الزوجة للزوج أكثر مما يحتاجه بأضعاف مبالغة وهو لا يحتاج لتلك المشاعر فيشعر بالاختناق والنفور.
- الإلغاء الذاتي، حيث تقوم الزوجة عادة بإلغاء ذاتها لتضحي من أجل زوجها.
- التضحية السلبية، فدائماً نرى شكوى الزوجة المستمرة أنها المضحية الأولى في العلاقة الزوجية، ويجب أن تعلم الزوجة أن الزوج لا يحرص على مفهوم التضحية، ولكن يركز على أن يأخذ أكثر مما يعطي عكس المرأة تماماً.
لذا يجب على المرأة أن تعطي لنفسها أكثر وتهتم بها وتحب نفسها قبل أن تحب الآخرين ولا تجعل الرجل هو شغلها الشاغل، فالرجل يفسد عندما يتلقى كمية هائلة من المشاعر العاطفية، لذا يجب تجويعه عاطفياً، فعند إشباعه سيهرب تلقائياً، والأزواج لديهم تركيبة كيميائية تختلف عن المرأة، حيث بإمكانهم أن يحبو 10 نساء في وقت واحد وبمشاعر متساوية وعادلة عكس المرأة إن أحبت شخصاً لا تستطيع أن تحب غيره، بل يستمر حبها بنفس المشاعر والعطاء لمدة أربع سنوات دون أن يختلف حبها أو تقل نسبته.
وقد شكلت تلك الدراسات والمعلومات صدمة كبيرة للنساء، حيث أصابتهن بالذهول بعد أن تم انتشارها وتبادلها على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، وقد غيرت تلك المعلومات من مفاهيم كثيرة متأصلة لديهن، وعلقن على ما ذكره المستشار الأسري المحرزي بأهمية “تطنيش الزوج” كي لا يهرب منهن، وأن لا يتباهين بحب أزواجهن لهن، فلا يوجد زوج يحب زوجته بعد انتهاء الأشهر المعدودة للحب لديه.
حكايات تروي انتهاء فترة المشاعر الوردية
اشتكى العديد من الفتيات اللواتي لم يمض على زواجهن إلاّ أشهر قليلة أو بعد عودتهن من شهر العسل من صدمتهن بواقع جديد لم تكن تتخيله؛ حيث تختفي “الرومانسية”، وكأن الرجل الذي كان تعيش معه أجمل لحظات حياتها قد أصبح فجأة أحبته قد تغيّر، ويتبدل حالها، من سعادة وحياة وردية إلى ربما شقاء وصراع وصراخ دائم، حتى كأنّ الحب قد هرب، وتناسى الاثنان أنّهما خطيا قريباً أول خطواتهما نحو عش الزوجية المليء بالتفاؤل، والإيثار، ونكران الذات من أجل الآخر.
شباب الإستراحة
وذكرت “فهيمة” أنّها قضت من زوجها أياماً سعيدة وحلوة في شهر العسل بماليزيا، وبعد عودتها وانتقالهم للسكن في شقة مستأجرة تغيّر زوجها عليها، إذ لم يكن يهتم بها كما كان في السابق، واختفى اللطف والحنان، مبيّنةً أنّها عندما كانت تحضر طعام العشاء بعد عودته، وتطلب منه أن يأتي ليشاركها، يخبرها أنّه قد أكل مع أصحابه في الاستراحة، لتخبره بهدوء أنّه من غير المقبول أن تطبخ ما يكفيهما وتجوع وتنتظره ثم يفضّل عليها طعام شباب الاستراحة، إلاّ أنّه يرد دائماً بعصبية أنّه هذه عادته ولن يتركها، وأنّ كل أًصحابه يفعلون ذلك مع زوجاتهم!، وإن كان الأكل كثيراً عليها أن تبقي عليه للغد، مشيرةً إلى أنّ كلماته دائماً ما تكون قاسية وتتحول إلى سياط يضربها، إذ أنّها كثيراً ما تنصدم من مواقفه، كاشفةً أنّها لجأت إلى والدتها لتطلب منها المساعدة، حيث أخبرتها أنّ هذه الأفعال نتيجة طبيعية لتغير نمط حياته، وعليها الصبر.
زوج عصبي
وكشفت “خلود” أنّها تمضي عليها الأيام والليالي وهي تبكي حزينةً على حالها، بعد أن اكتشفت أنّ زوجها عصبي حاد المزاج، ينفعل بسرعة، مبيّنةً أنّه لم يكن كذلك في الأيام الأولى لزواجهم، حتى إنّها كانت تمتدحه لأهلها، بل تقول لهم إنّها وفقت كثيراً به، وأنّ الله أرسله لها ليسعدها، لافتةً إلى أنّ انفعاله المستمر وضيقه من أتفه الأمور يشعرها بالتعاسة، بل الخوف من أن تجادله أو تبدي موقفاً معارضاً له، على الرغم من أنّه شخص متعلم، ومثقف، بل وأكاديمي، متمنيةً أنّها لم تتزوج، حيث أنّ القرار بيد الزوج في مختلف الأمور المتعلقة بحياتهم الأسرية؛ مما أشعرها بأنّه سحق شخصيتها.
خبر الحمل
ولفتت “نجوى” إلى أنّه لم يمض على زواجها أكثر من عامين، متسائلةً: لا أدري هل أنا عاطفية أكثر من اللازم أم أنني ما زلت أفكر كفتاة مراهقة تحلم دائما بكلمات الحب؟، مبيّنةً أنّها تعمدت استعراض صور شهر العسل مع زوجها بعد أن شعرت بتغيّره عليها، ليرد عليها بكل برود: “قومي سوي لنا عشاء، بلا كسل وأيام العسل، انتهى وقت هذا الكلام!”، موضحةً أنّها صدمت من كلماته، وشعرت أنّها مجرد خادمة، حيث كانت تتوقع منه رداً لطيفاً، ويذكرها بتلك اللحظات المهمة في حياتهم، إلاّ أنّه بات متابعاً بجد للقنوات الفضائية، أو مداعباً للوحة مفاتيح كمبيوتره الشخصي، بل وأحياناً يخفي وجهها عنه، موضحةً أنّها عندما حملت توقعت أنّه سوف يطير من الفرح مثلما ترى في الأفلام، إلاّ أنّها صدمت عندما سألتها: “ليه تسرعتي في الحمل؟”، لتقضي ليلها باكية على حسرتها.
أشياء لا تسر
وأوضحت “هند” أنّها مثل غيرها من البنات كانت تحلم بزوج لطيف يداعب مشاعرها بالكلمات العذبة التي تسعدها، وقد كتب الله لها أن تزوجت بشاب من أسرتها وظيفته ممتازة، إلاّ أنّها اكتشفت فيه الكثير من العيوب والأشياء التي لا تسر، مبيّنةً أنّ كونها من أسرة معروفة يمنعها من إفشاء أسراره، ولكن هذا قدرها وعليها الرضا به، داعيةً الله أن يسامح زوجها، ويصلحه حتى يلتفت إلى بيته، كاشفةً أنّها اضطرت للعمل حتى لا تطلب منه مالاً، حيث أنّها لا تريد الشعور بذل السؤال، مضيفةً: “إني افوض أمري الى الله، وكان الله في عون كل فتاة تحلم، فليست كل الأحلام والآمال تتحقق، سوف يواجه البعض واقع الحياة وحقيقة أشباه الرجال!”.
إصرار على الموقف
وبيّنت “دعاء” أنّها الآن مقيمة في بيت اهلها ولا ترغب العودة لزوجها، حيث أنّها اكتشفت أنّه يتعاطى المشروبات الكحولية، مشيرةً إلى أنّ لا يشرب في البيت، لكن يعود متأخراً وبحالة غير طبيعية؛ مما جعلها تنفر منه، فهي لم تتعود مشاهدة ذلك إلاّ في الأفلام أو المسلسلات، وعندما خيّرته بين أن يترك هذه العادة القبيحة، عنفها بالكلام، وكاد أن يمد يده عليها، لولا أنّها هربت لغرفتها، واتصلت بشقيقها الذي جاء مسرعاً، وذهبت معه لبيت أسرتها، مضيفةً: “له الآن عدة أشهر وهو يحاول إعادتي إليه، لكني مصرة على موقفي؛ إما أن يتوقف عن عادته أو يطلقني، وما زال بعض أفراد أسرتي وأسرته يحاولون معالجة الموضوع بصورة ودية من دون مشاكل”.
فتاة ساذجة
وكشفت “فاطمة” أنّها أحبت أحد أقاربها لمدة ثلاث سنوات، وكان الهاتف هو الذي أجج رغبتهما في الزواج، معتبرةً ذلك رغبةً ساذجة، بل حمقاء عندما اندفعت في حب، حيث أنّها اكتشفت أنّ واقع الزواج مختلف كثيراً، فهي الآن تعيش حياة مختلفة عن التي رسمتها في الماضي، إذ أنّ زوجها شخصيته متوترة؛ مما يعرضها يومياً لمواقف متباينة، تدعوها دوماً للإحساس بالقلق والخوف والإحباط والحزن، مضيفةً: “لم أتوقع أبداً أن يصل حبنا وزواجنا إلى هذا المنعطف الخطير، إنني دائماً خائفة ووجلة من زوج دائم التوتر والإنفعال، وأحياناً أفسر ذلك نتيجة لضغوط الحياة أو لعدم وجود المال لديه، أو أنّه يحلم بأشياء لا يمكن أن يستطيع تحقيقها، وغالباً ما أحاول أن أتقرب منه ومناقشته، ولكنه يعصب، ليخرج من البيت، ويتركني وحيدة محبطة”
متاعب الحياة
وقالت “ثريا الهاشم” -أخصائية اجتماعية- “بعض الأزواج الشباب يتصورون أنفسهم أنهم ما زالوا في المرحلة الأولى من الزواج والرومانسية والحب، ومسميات شهر العسل، ويحلمان -خصوصاً العرائس الجدد- بحياة قد لا تتحقق، ولا يجب أن يتوقعها أحد من إنسان آخر له شخصيته، وظروفه، ونفسيته، وسيكلوجيته، وحتى تركيبته الفسيولوجية، وهناك كثير من الفتيات والشباب يصطدمون بالواقع”، لافتةً إلى أنّ متاعب الحياة يومية، وتكاليف المعيشة صعبة، خصوصا لمن دخله لا يتناسب مع مصاريفه. وأضافت أنّ بعض الأزواج يعانون من الديون والالتزامات المالية التي كانت بسبب الزواج، ويزيد على ذلك مسؤولية الزوج على الأسرة، وقلقه على عمله؛ مما يضاعف من توتره وانفعاله، ويدفعه للبحث عن مسلك للهرب من معاناته، فتتغير طريقة حياته وأسلوب معاملته مع زوجته، مشددةً أنّه يجب على الزوجة أن تراعي ظروف زوجها، وتنظر بموضوعية لمختلف الجوانب، وأن تحاول قدر المستطاع معالجة ما يمكن بعقلانية وعدم تسرع، فالزوجة الحكيمة هي التي تكيف نفسها مع مختلف الأجواء داخل بيتها؛ حفاظاً عليه، إذ تقدم تنازلات من أجل أن تستمر حياتهما الزوجية للأبد.
العشر مفاجآت في كل علاقة زوجية
الكثير من الأزواج يتعامل مع الزواج مفاجآت لمن لم يستعد له أو لمن لا يعرف حقيقة الزواج ومستقبله ، فكل واحد منا كان همه في البداية أن يتزوج ويستقر ، فلما تحقق هدفه بدأ يكتشف أموراً كثيرة تشككه في نجاح زواجه واستمراره ، فلهذا أردت أن أكتب ( 10 ) مفاجآت لكل متزوج لابد أن يعرفها حتى يزداد سعادة واستقراراً .
المفاجأة الأولى :
يشعر المتزوج أحياناً ( بالوحدة ) على الرغم من وجود الطرف الآخر والأولاد في حياته ، وهذا أمر طبيعي في كل حالات الزواج ، فلا يظن من يشعر بذلك أن زواجه غير سعيد أو أن حياته الاجتماعية خاطئة ، بل الشعور بالوحدة أحياناً أمرٌ طبيعي .
المفاجأة الثانية :
يشعر المتزوج أحياناً بالفتور وعدم الشعور ( بالحب الناري ) تجاه الطرف الآخر ، وهذا كذلك أمرٌ طبيعي في كل حالات الزواج ، دوام المحبة بدرجاتها العالية أمرٌ مستحيل وللنفس إقبال وإدبار ، والعلاقة العاطفية تمر بحالة مدّ وجزر .
المفاجأة الثالثة :
التغيّر الذي يطرأ على أحد الزوجين في الاهتمامات أو الشكل أو الهوايات أو القراءة ، هذا أمر طبيعي في كل إنسان ، وهذا دليل تقدّم الإنسان بالعمر ونضجه في الحياة ، فلا ينكر أحد الزوجين على الآخر هذا التغيير ، وإنما هو أمر طبيعي .
المفاجأة الرابعة :
ليس بالضرورة الاتفاق على كل شيء في الحياة العائلية بين الزوجين ، فبعض الأزواج يؤذيه كثرة الخلاف في الآراء بين الزوجين ، وهذا أمر طبيعي وموجود في كل حالات الزواج ، لأن ذلك من طبيعة البشر ، ولكن السعادة في أن نتعلم كيفية التعامل مع الخلاف .
المفاجأة الخامسة :
يصطدم الزوجان عندما يكتشفان أن ليس لكل مشكلة حل ، وهذه مفاجأة كبيرة بالنسبة لهما ، لأنهما كانا يتوقعان أن لديهما القدرة على علاج كل المشاكل ونسيا أن الزمن في كثير من الأحيان هو جزء من العلاج .
المفاجأة السادسة :
تمر حالات على الزوجين لا يكن بينهما اتصال جنسي لأكثر من اسبوعين ويتوتر كل واحد منهما لهذا الأمر ، بل ويفكر في قرب انتهاء العلاقة الزوجية ، ولا يعلمان أن هذا أمر طبيعي يحدث مع كل زوجين ، فأحياناً يكون للنفس إقبال على حسب الظرف والاستعداد النفسي ، وأحياناً يكون فيها إدبار .
المفاجأة السابعة :
يتوقع كل زوج أنه يستطيع أن يخفي الكثير عن الطرف الآخر ، ولكن المفاجأة تكون بأن الحقائق والأسرار في الغالب يكشفها الطرف الآخر ، وهذه تكون غالبا في جميع حالات الزواج .
المفاجأة الثامنة :
يعتقد الزوجان أن أيام الزواج ولياليه كلها سعادة ومتعة وفرح ويصطدمان عندما يكتشفان أن الأيام متقلبة بين الحلو والمر ، وهذه مرحلة يمر بها جميع الأزواج .
المفاجأة التاسعة :
ان كل واحد من الزوجين يعتقد أنه يضحي للآخر أكثر من الآخر ، وعندما يتحاوران يكتشفان أن كل واحد منهما يرى أنه أكثر تضحية ، و هذه حالة يمر بها أغلب حالات الزواج ، فلا بد من التضحية حتى يسعد الزوجان من بداية الزواج حتى نهايته ، فليس للتضحية عمر محدد .
المفاجأة العاشرة :
اتركها للقارئ فيكتب عن حياته الخاصة ما اكتشفه بأنه مفاجأة ، وفي الحقيقة هو أمر يمر به أكثر الأزواج ، ولكنى كتبت في هذا المقال من واقع مشاهداتي وتجاربي في التعامل مع الأزواج ، ولو عرف كل زوجين هذه المفاجآت لكانت حياتهما أكثر سعادة ومتعة .
ما هي المشكلة الزوجية
تقول القاعدة الشرعية إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وحقيقة المشكلة ومعرفة مكنوناتها تتمثل في عدة جوانب أساسية قد تصعب الإحاطة بها عند أول وهلة ، وهذه عين المشكلة ومن هنا تبدأ المعضلة والتي يجهلها معظم الأزواج ، حيث أنهم يدركون المشكلة في ظواهرها الخارجية فقط دون معرفة المنطلقات الجوهرية لنشأتها وكيفية حدوثها واستفحالها بطريقة تصعب السيطرة عليها لاحقا ، ولذلك يقتضي الأمر ضرورة التعرف على جزئيات المشكلة ومسبباتها ، حتى نستطيع التعامل مع المشكلة بكل سهولة ويسر .
فلا يمكن أن نجبر زوجة على تقبل واقع مرير لا تريد الاستمرار فيه مع زوج تبغضه أو لا تود العيش في كنفه ، بحجة إننا نحاول جاهدين أن نحافظ على تماسك الأسرة ونقنع الزوجة بأن مبرراتها واهية لا تحمل درجة هدم أسرتها وضياع بيتها ، ونمارس معها كافة الأساليب التي تجعلها تعدل عن قرارها بالإنفصال عن شريكها ، خاصة إذا أحست أنها قد استنفذت كافة الوسائل والعلاجات التي كان من المفترض أن تخفف من وطئتها ، فلا يوجد على وجه الأرض امرأة تريد أن تهدم بيديها بيتها أو أن تسعى لإنهاء الرباط المقدَّس الذي يجمعهما، وبخاصة ما نص عليه الشارع الحكيم – جلَّ وعلا· – عندئذ لامناص من اللجوء إلى طلب الطلاق من زوجها للتخلص من مشاعر الأم وعدم توفر الأمن النفسي والعاطفي مع شريكها.
لا نراها حتى نشعر بها
لا يدرك الكثير من الأزواج حقيقة المشكلات التي تجثم على حياتهم ، إلا عندما يشعرون بأثرها العكسي في الممارسة العامة لحياتهم الزوجية ، وملاحظة التغير الذي طرأ على نفسية الطرف الآخر بشي من اليقين ، وعلى ذلك فإن الكراهية والجفاف العاطفي والعناد والمزاجية ما هي سوى نتائج لتلك الممارسات التي يشعر بها الأزواج في هذه المرحلة العصيبة من حياتهم ، والتي نسميها بمرحلة النفور الزوجي ، فالزوج عادة لا يرى أن العلاقة الزوجية بدأت تدخل مرحلة جديدة إلا عندما يتأكد يقينا من أن المشاعر والأحاسيس التي كانت تدر حبا وغراما وشوقا قد بدأت تنقلب إلى شي من البغض القلبي، والنفور الذاتي، والرفض النفساني، المتمثل في طغيان مشاعر الصدور وتجنب الاحتكاك بالطرف الآخر ، مخافة أن يدر المزيد من الاحتقان ، عندئذ يشعر الزوج بوجود مشكلة زوجيه قائمة في بيته خاصة ، وأنها يرى الكراهية في عين زوجته وهذا نذير شؤم قادم على حياتهما ·
فالكثير من الأزواج لا يفرق بين الكراهية والنفور.. فقد يكون هناك نفور بين الزوجين في مرحلة أو أخري من تاريخ زواجهما ، وهذه ترجع لعدة أسباب قد تكون نفسية مرتبطة بالزوجة أو عاطفية تتعلق بمواقف سابقة أو مادية متعلقة بالأمن المادي للمنزل ، وقد تحدث لمرات عديدة ولكن بصورة بسيطة ولمدة قصيرة ثم تعود العلاقة لسابقتها ، لكن الكراهية هي درجة حادة وشديدة وتنطوي في الكثير من الأحيان على العدوان بشكل أذى بدني أو مادي أو نفسي أو معنوي وعادة ما تنشأ في المرحلة الأخيرة عندما لا تتقبل الزوجة أن تتعامل مع زوجها أو أن تعطي شيئا من ذاتها بكل رضا .
وقد يحدث أحياناً نفوراً بين الأزواج مع طول فترة الزواج نتيجة لأسباب بعضها قد يكون موضوعي كعدم حرص كل طرف أن يضفي معنى جديدا في حياة الآخر ومن هنا تتحول العلاقة الزوجية إلى نوع من الرتابة والملل كما أن إهمال أحد الطرفين في إظهار المودة للطرف الآخر وهذا مطلب ضروري في الحياة الزوجية فكل زوج أو زوجة يريد أن يسمع من الآخر ما يطريه ولكن المسألة تبدو نادرة في الحياة الزوجية وتبدو الحياة صامتة ومحبطة للطرفين وهذا يفسر في بعض الأحيان لماذا تحدث الخيانة الزوجية.
من خلال دراسة قام بها العالم الأمريكي “توميسون” أعلن أن ثلاثة أرباع الأزواج يتعرضون لأزمات حادة ومنازعات متوترة مع زوجاتهم في فترة من فترات حياتهم الزوجية وذلك لأسباب مختلفة منها العاطفية أو الجنسية أوالمادية أو غير ذلك ، واخطر مرحلة تزداد فيها المشكلات التي تتعلق بالجانب المادي والنفسي يكون في سن الثلاثين إلى الأربعين.
ففي هذه المرحلة يشعر الرجل بالقلق إزاء حياته المستقبلية بوجود الأبناء وكثرة التكاليف المادية ومتطلبات المنزل وتأمين الجانب المادي لأفراد أسرته ، ويصبح عندئذ فريسة سهلة لأي مشكلة قد تطرأ على حياته الزوجية .
أما الدكتور .كارل جيك المتخصص في علاج المشكلات الزوجية، فيرى أن أسباب عزوف الرجال عن التحدث عن مشاعرهم لزوجاتهم: بقوله “إن ذلك ميراث طويل؛ فقد كان الرجل في القديم مسئولا عن العالم الخارجي من تأمين الأسرة، وتوفير الغذاء لها، وكان يحقق ذاته من خلال الفعل والعمل؛ أي عن طريق أشياء مادية يمكن للجميع رؤيتها. واليوم يتحدث الرجال ويتناقشون عن كيفية زيادة العائدات في العمل والتغلب على المنافسة”.
أما بالنسبة للمرأة فإنها على مرّ تاريخها كانت المسئولة عن رعاية المكان والأسرة والمشاعر، أي أن مسئوليتها تتركز في العالم الداخلي، وكانت تستخلص شعورها بذاتها فقط من خلال مدى انسجام الحياة الأسرية وتوافقها، وظل الرجل لعهد طويل يحتل داخل الأسرة المكانة الرئيسية كمسئول، وبالتالي فإنه ليس لديه شريك يتحاور معه في ندِّيَّة.
لماذا ازدادت وتيرة المشكلات الزوجية
لو سألت أي انسان عن ماهية السعادة الزوجية وعلى ماذا تقوم ، لأسرع بالإجابة قائلا بأن السعادة لا تقوم إلا على المودة والمحبة والألفة بين الزوجين ، فالسعادة معاني قد تكون غير محسوسة ولكننا قد ندرك بعض من آثارها الإيجابية وهي الإستقرار العاطفي والنفسي والجسدي والمعنوي لكلاهما ويشوب حياتهما الحوار اليومي واللقاء كل ساعة أو دقيقة في مختلف الأوقات ، كما أن طبيعة العلاقة بين أفراد أسرة الزوجين تكون نوعا ما مستقره وهادئة في أغلب الأوقات ، ولكن ما نجده الآن في بعض البيوت من انتشار المشكلات الزوجية واستفحالها ودخولها في كل صغيرة وكبيرة في حياة الزوجين ، حتى بات الكثير منهم من يأن من وطأة هذه الحياة على قلبه وكانها ورطة ودوامة لا مخرج منها .
– أن شكوى المرأة من صمت الرجل وانعدام الحوار هو نتيجة مترتبة على تغير التوقعات في العلاقة الزوجية؛ فقبل جيل أو جيلين كانت المرأة تشعر بالرضا في زواجها إذا وفر الزوج دخلا معقولا ولم يُسئ معاملتها أو يضربها أو لم يدخل في حياتها امرأة أخرى.والمسألة تختلف اليوم؛ فتوقعات السعادة غير محددة ولكنها كبيرة، وملخصها أنه ما لم تسعدني وترضِني من جميع الجوانب فإنك تكون شريكًا سيئًا وفاشلا..
– إن ما حدث من اجتياح المشكلات الزوجية وطريقة تعامل الأزواج معها بصورة سلبية جدا قد دمر معظم خطوط الإتصال الداخلية بين الأزواج ، وفتح خطوط من الإتصالات السلبية التي لا طائل منها سوى المزيد من التذمر والاحباط المتبادل ، حتى يجد الزوج نفسه خارج الدائرة الأسرية ويبدأ بإختلاق الأعذار الواهية في إنشاء علاقات عاطفية أخرى خارج نطاق المنزل كبديل عن الزوجة والأبناء والحياة الزوجية التي أسسها .
تنقسم اسباب المشكلات الى نوعين هما : الاسباب الظاهرة والأسباب الغير ظاهرة
يمكن إجمال الأسباب الظاهرة لحدوث المشكلة بين الزوجة وزوجها في نقاط معينة أهمها ما يلي:
1 – عدم المعاشرة بالمعروف فيما يسمى بعدم إلاشباع العاطفي : أي بترك توجيه أي نوع من الأذى إلى الزوجة بالقول أو بالفعل، أو حتى مجرد التهديد بالعقاب أو بالطلاق أو بالتجسس عليها بلا دواعي لذلك فتحس الزوجة بعدم الإستقرار العاطفي مع زوجها وينتابها شعور بعدم الثقة بهذا الزواج ·
2 – عدم الإنفاق أو التقصير عليها :- والمشكلة التي لا يتنبه إليها الأزواج أن هذا الحرمان المادي قد يؤدي إلى حرمان الزوجة من الضرورات التي قد تحتاجها في حياتها الزوجية كأمرأة ، بسبب بخل الزوج عليها ، وقدرته على الإنفاق المعتدل بلا إفراط أو تفريط، وهذا البخل والتقتير يعتبر من أهم وأبرز الأسباب الظاهرة لكراهية المرأة زوجها·
3 – عدم الاعتدال في الغيرة وخاصة من جهة الزوجة ، لأنها إذا اندلعت شرارتها فقد تحرق البيت، ولكن عندما تمارس باعتدال فإنها تدخل السرور إلى المنزل، لكنها تعني حفظ المرأة وصيانتها، والحرص على كل ما يصون عرضها ·
4 – عدم كتمان الأسرار الزوجية، وبخاصة ما يتم بينهما في علاقتهما الحميمة، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: <إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضى إلى امرأته وتفضى إليه، ثم ينشر سرها> وقال صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء الذين يفعلون ذلك ما روته أسماء بنت يزيد عنه عليه الصلاة والسلام: <فإنما ذلك مثل شيطان لقى شيطانة في طريق، فغشيها والناس ينظرون>، وكفى بهذا تنفيرا، وأي تنفير!·
5 – وجود العيوب المنفرة، سواء كانت خَلقية أو خُلقية، ومن أهمها عدم الحرص على النظافة أو وجود عيب عضوي ظاهر تتعذر معه مواصلة الحياة الزوجية بما فيها من سكينة واستقرار·
6 – وقوع الخيانة الزوجية، لأنه لا شيء يجرح المرأة، بل يطعنها في مقتل سوى إحساسها بتعلق زوجها بامرأة غيرها ويتسع جرحها، ويشتعل قلبها، وتنسحق مشاعرها إذا تأكدت من خيانة زوجها، وقد تسارع إلى إنهاء علاقة الزوجية فلا يمكنها زوجها من مرادها فتزداد كراهيتها له، وربما بلغت حداً يمكن أن يتصور معه وقوع ما لا تحمد عقباه، بسبب هذا الكراهية المقيتة·
7 – هجر فراش الزوجية بلا سبب مشروع، لأن هجر الزوج لزوجته لا يعنى بالنسبة لها سوى الكراهية المجسدة، والبغض الشديد، وبخاصة عندما يكون بلا حاجة أو ضرورة، ومن غير سبب ظاهر يعود إليها·
تلكم أهم الأسباب الظاهرة لكراهية المرأة زوجها·
الأسباب غير الظاهرة للمشكلة الزوجية
1 – غياب أو تغييب مشاعر الحب، لأن عدم الشعور بالحب المتبادل بين الزوجين يجعل العلاقة بينهما مجرد مساكنة، أو زواج مصلحة بارد لا حياة فيه ولا دفء·
2 – افتقاد الشعور بالأمن أو الطمأنينة، بسبب توقعها لغدر الزوج بها، كونه يهددها تصريحاً أو تلميحاً بالزواج بأخرى، لمجرد وقوع خلاف بسيط في وجهات النظر·
3 – الامتناع عن إعفاف الزوجة، بسبب الإهمال لها أو العجز عن إشباعها لأمر ظاهر أو خفي، واستحياء الزوجة من الإفصاح عن رغبتها المضطرمة، وشوقها الشديد للمعاشرة، لأنها ترى يهملها·
4 ـ انعدام التوافق النفسي، يقول ابن حزم في هذا الشأن: <ترى الشخصين يتباغضان لا لمعنى ولا لعلة، ويستثقل بعضهما بعضاً بلا سبب>(6)، فالنفور وعدم التوافق النفسي، وانقطاع التواصل الروحاني بين الزوجين، يعتبر من أدق وأخفى الأسباب، ولعل سببه يرجع لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: <الأرواح جنود مجنَّدة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف>، وهذا لا يعني انتشار التباغض بينهما، فلربما يحب أحدهما الآخر، والأخير يبغضه، وبالعكس، فالحب من طرف واحد أمر واقع ومشاهد ولا ينكره إلا مكابر، وعدم التوافق النفسي هو معول هدم للأسرة، إذا لم يتداركه الحرص من الزوجين على الاستمرار لاعتبارات أخرى·
5 – انعدام المصارحة وتأخر المصالحة عند وقوع الشقاق أو ظهور أسبابه، وذلك قبل أن يستفحل خطره، ويهدد كيان الأسرة فالكتمان للآلام المجهولة المصدر وعدم مسارعة الزوج لاسترضاء زوجته عقب استغضابها مباشرة أو بفترة وجيزة، يغرس في نفسها بذور البغض، ويبعث في قلبها نبضات الكراهية··· لا ستشعارها الإهانة من زوجها، ولتأخره في جبر ما صدعته هذه الإهانة التي قد لا تغتفر إذا تأخرت المصارحة أو تعثرت المصالحة، بسبب التكبر أو العناد أو التقاعس غير المبرر·
ولا يمكننا حصر أسباب الكراهية غير الظاهرة، نظراً لتداخلها وصعوبة وضع معيار موضوعي لها، لأنها تتفاوت زيادة ونقصاناً بحسب ما يكمن في نفسية كل زوجة، لكنها لا تخرج – في الجملة – عن ما ذكرناه، من أسباب كامنة تؤدي غالباً إلى كراهية الزوجة لزوجها، من حيث تدري أو لا تدري، لتراكم أسباب هذه الكراهية في النفس بلا اجتثاث أو تناس أو إسقاط لحساباتها القاسية·
أبرز الأسباب هي الحالة المزاجية للزوج
يجب التمييز بين الشخصية السيكوباتية الحقيقية والشخصية الذهانية أو العصابية أو المضطربة عاطفياً. الشخصية السيكوباتية الحقيقية تتصرف بطريقة دافئة، جذابة، تتصف بالعناد والتشبث بالرأي، يتوقع الحصول على ما يريد من المجتمع، يرفض النصيحة، عنيدة، انخفاض في رد الفعل العاطفي والانفعالي، صعبة الانجذاب. وإذا وقعت الشخصية في السلوك الجنائي فإنها تصبح أكثر صعوبة للإصلاح. وتشير الدراسة الفيزيولوجية إلى أن الشخصية السيكوباتية تختلف فيزيولوجياً عن بقية الناس، وتتمتع بصعوبة الاستثارة والانتباه الذي يفسر صعوبة تعلمهم للقوانين الاجتماعية. كذلك لوحظ أن معظم الأشخاص الذين يعانون من شخصيات سيكوباتية لديهم موجات دماغية غير عادية تتسم بالبطء تشبه موجات دماغ الطفل، مما يشير إلى أن الجهاز العصبي لديهم غير مكتمل النمو. كذلك تتضمن موجات الدماغ إشارات ذات علاقة بالعدوان وموجات هجومية مما يشير أن هؤلاء قد يكونون مولدين ولديهم الاستعداد لأن يكونوا كذلك (Bartol, 1980).
تشير الدراسات حول طفولة ذوي الشخصية السيكوباتية إلى أنهم كانوا يتمتعون بالنشاط والحركة الزائدتين. فذوو الشخصية السيكوباتية لا يستجيبون للتهديدات والعقاب مثل زملائهم العاديين. لذلك لا يتعلمون توقعات المجتمع وقوانينه. كذلك إن فقدان أحد الوالدين من العوامل المسببة في تطور الشخصية السيكوباتية، هذا بالإضافة إلى العقاب وخبرات الطفولة المؤلمة ورفض الوالدين للطفل (Cleckley, 1976) وكذلك تدليل الوالدين للطفل .
يكاد يتفق معظم الأزواج على أن العصبية والحالة المزاجية لكلا الطرفين ، جزء لا يتجزء من الحياة الزوجية المشتركة بين أي زوجين ، وهذه الحالة عبارة عن مجموعة من المشاعر النفسية والعاطفية الممتزجة مع بعضها البعض تكون كامنة في العقل الباطن تدفعها الحالة الانفعالية التي يكون عليها أحد الأزواج عندما يصطدم مع شريكه في موقف لا يعبر عن موقفه بطريقة مناسبة مما يدفعه للإنفعال والانفجار الداخلي ليعبر عن مدى استياءه من هذا الموقف كردة فعل منه اتجاه الطرف الآخر ، وهذا شعور عاطفي مستشر بين العديد من الأزواج . فكم من الحالات التي تعاملت معها التقي خلالها أزواجا في حالة من الاستنفار العاطفي ، فتجدهم غاضبين باستمرار، كذلك الكثير من الأزواج يواجهون شركاء غاضبين يحاولون التعامل معهم بشئ من الهدوء والحزم والمدارة حتى الوصول الى حالة من الهدوء والإستقرار ، والمشكلة التي يعاني منها الكثير أن مشكلة العصبية تظل في كثير من الأحيان على حالها بل وتتفاقم إلى الأسوء دون معالجة فعالة للحد من استخدمها أو التقليل من حدتها ، وتظل مع الزوجين فترة ليست بالقصيرة دون تغيير بل قد تتطور الى مرحلة أسوء من الأولى .
نحن لا ننظر على أن العصبية في المنزل هي معاول هدامة للمشاعر الايجابية على الأغلب والغضب الزوجي ليس دائما يشير الى معنى سلبي أو دلالة على وجود أزمة عاطفية بين الشريكين ، فالحقيقة تؤكد على أن العصبية لها جوانب إيجابية في الحياة الزوجية وقد تعمل على تعديل مسار القطار الزوجي الى الطريق القويم إذا تم وضعها في الإطار السليم وبالطريقة المناسبة التي تخدم مصلحة العلاقة الزوجية بشكل مناسب . فالعصبية والنقاش بين الزوجين وتفريغ تلك المشاعر المكبوته علامة فطرية راسخة في الذات الإنسانية منذ الأزل ، كما انها لا تعدو سوى آلية مهمة لتنظيم المستويات الجسدية والعاطفية أو لتمكين الإنسان من إدارة دفة الحياة بطاقة أكبر ، وبصورة تجعل من الطرف الأخر أكثر استعداد للتعامل مع مواقف الحياة بطريقة فعالة أكثر ليتجنب الوقوع في الخطأ بشكل متكرر ، فالعصبية علامة تدل على أن شيئاً ما قد حصل بصورة غير سليمة قد عكرت الحياة الزوجية فتأتي هذه الحالة لتصحيح الوضع الذي خرج عن المسار الطبيعي للعلاقة الزوجية .
ولكن نحذر الأزواج من استخدام الغضب والعصبية بصورة كبيرة ومع كل صغيرة ، حيث يسبب في أحيان كثيرة حالة من السخط والتبرم وعدم التكيف مع تلك الحالة ، وتجعل الأخرين أكثر حساسية تجاه الأشياء التي قد يتعرضون لها وبالتالي تصبح الحالة الغضبية نوعا من الحدة الغير مطلوبة والتي قد تؤدي الى تفاقم المشكلة بدلا من حلها بصورة سلسة وبسيطة ، كما تعمل هذه الحالة على الإحساس بعدم هدوء المزاج بشكل عام ، والإحباط من تصرفات الآخرين اتجاهنا ، والذي يعبر في كثير من الأحيان عن نفسه على هيئة لوم النفس، والافتقار إلى المرح واليأس. وهذا سوف يعطل قدرتنا على التعامل مع المواقف بصورة أفضل ويجعلنا في حالة دائمة من الانفعال والغضب مما يؤدي إلى احتقان المواقف بشكل دائم ، ومن شان كل هذا أن يؤدي إلى درجة من الهياج، الغضب، العدوانية، وفي بعض الأحيان مهاجمة الآخرين ، ويقلل من قدرة الآخرين على التسامح معنا في المواقف القادمة ، فيغلق علينا أبواب الخير في الإتيان بطرق الصلح ويصبح الغضب هو المفتاح الرئيسي لمعظم المشاكل ، فتكون النتيجة المؤلمة أننا ندور في حلقة مفرغة من الصراع دون أن نستطيع تجاوز خلافاتنا الزوجية بطريقة مثلى ، وتمنعنا من الإستفادة من تعلم طرق أخرى للتعبير عن مشاعرنا نحو مشاكلنا بصورة أفضل
لهذا تحدث المشكلة بين الزوجين
حدد خبراء الاجتماع العوامل التي تؤدي إلى الصمت الزواجي، الذي يؤدي شيئا فشيئا إلى الطلاق العاطفي وبرود المشاعر بين الأزواج في جملة من العوامل، جاء على رأسها عملية الاختيار التي قد تكون غير موفقة أو تمت بطريقة سريعة، وبالتالي لم يفهم كل من الطرفين الطرف الآخر جيدًا، وبعد أن يتم الزواج يحدث الهرب كوسيلة للتخلص من الزواج.
كما أشاروا إلى أن الأنانية بين الزوجين من العوامل المهمة في هذا الصدد أيضًا؛ إذ أن كلا من الزوجين يركز على ذاته، وإشباع رغباته الشخصية دون حساب للآخر، وأضافوا إلى ذلك عاملا مهما متمثلا في غياب الوعي الديني لدى كلا الزوجين، وعدم احترام كل منهما الآخر الذي قد يبدو في إهمال الآخر وعدم سماع متطلباته
إن اختلاف الطباع والنفسيات والأفكار بين الزوجين ، تؤدي حتما الى اختلاف الزوايا يسلطان الضوء على جميع جوانب السلوك الجنائي، ويقدمان لنا نظرة شاملة متكاملة حول طبيعته وعوامله وظروفه، لأن هذه المعارف تكمل بعضها البعض وتشكل حلقة متكاملة (Bartol, 1980). وفي هذا الجزء من الموضوع سنتناول جميع العوامل والمتغيرات التي تؤدي إلى المشكلة الزوجية .
تجمع المصادر والمراجع إلى تصنيف العوامل والمتغيرات ذات العلاقة بالسلوك الجنائي إلى ثلاث فئات:
1 ـ فئة العوامل الجينية والوراثية.
2 ـ فئة العوامل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
3 ـ فئة العوامل النفسية التي تكمن داخل الفرد.
تجدر الإشارة إلى أن دراسة السلوك الجنائي كمتغير تابع ناتج عن هذه العوامل والمتغيرات المتفاعلة فيما بينها. حيث تتفاعل الأسباب والعوامل الجينية مع العوامل النفسية لتسمى بالعوامل النفس ـ بيولوجية، كما تتفاعل العوامل الاجتماعية مع العوامل النفسية لتنتج عوامل النفس ـ اجتماعية وتتفاعل كل هذه العوامل مع بعضها البعض لتنتج عوامل جديدة تؤدي إلى جنوح الأحداث أو السلوك العدائي على الآخرين والممتلكات إلى غير ذلك من السلوكات الجنائية.
يقول الحكماء في إحدى قواعد الحياة ، لا شيء يأتي من لا شيء وإنما الشيء يأتي بسبب شيء ما ، والمشكلة الزوجية لا تحدث دون سبب جلي يجعل من هذه العلاقة تخرج عن مسارها الطبيعي لتنعطف نحو مفترق طرق لا يعرف مصيرها وإنما تكون نتيجة أسباب تتجمع مع بعضها لتشكل بوتقة يطلق عليها مشكلة زوجية ، أي أنه لا مشكلة بلا سبب كامن أو ظاهر قد ساهمت في صنع هذه المشكلة ، وغالبا ما تحدث المشكلة دون وعي من أحد الطرفين في نشوءها أو في معرفة كيفيه تكوينها بسبب الفيروسات العاطفية التي تجتاح المنطقة العاطفية لدى الزوجين فتعمل على تعطيل كافة المشاعر والأحاسيس الرومانيسة ، فالمشكلة في أساسها عبارة عن مشاعر واحاسيس تسري في كوامن الذات وتتردد بين جنبات هذا الجسد المثقل بهموم الحياة ، تنمو رويدا وبشكل متنامي حتى تصبح ماثلة أمام الزوجين على انها مشكلة زوجيه حقيقية ، أنها مشاعر تسري في قلب ونبض الإنسان عموماً، وفي حياة كل زوجين على وجه الخصوص ، لذلك نجد الزوجة عندما تدخل دائرة المشكلة الزوجية فإنها تشعر بالظلم والقهر، وتتولد بجنباتها نزعات الكراهية والبغضاء ، فستنفر من هذه الحياة، وتقع فريسة في شراك الكراهية، لشعورها بالظلم والقهر والتسلط من قبل الزوج ، والنظرة الدونية ممن حولها، بلا سبب أو منطق مقبول، وعندما تتراكم كل هذه المشاعر عندئذ تظهر المشكلة، المبذورة في نفس الزوجة منذ مدة ـ سواء طالت أم قصرت – بعد أن تشبعت جذورها وتشعبت وامتدت في نفسها إلى شعاب كثيرة متناثرة ، فتسبب شيئا من النفور باب الباعثة على الكراهية، سواء ظاهرة أكانت هذه الأسباب أم خفية، لأنها لم تعالج من البداية على النحو المشروع، ولذلك تؤدي إلى تدمير الحياةالزوجية، في وقت (ما)، وربما بلا مقدمات، أو حتى مجرد شكوى أو تضجر وهذا هو لب المشكلة·
فبعد أن تنتهي الفترة أو المرحلة الأولى من الزواج والتي تكون مفعمة بالعواطف وممتلئة بالغزل والغرام والمشاركة الوجدانية والسلوكية المتناغمة بين الشريكين ، يبدأ نمط متكرر للحياة يسوده الضجر والملل وانشغال الزوجين أو أحدهما بمطالب الحياة اليومية وتوفير الأمن المادي خشية تعرض الأسرة لأية هزة مادية تسبب العجز والحرج . وقد تظهر كثير من المنغصات والصعوبات التي لا مفر من وجودها في العلاقات الزوجية. وقد تمر هذه الصعوبات بسلام إلا أنها قد تتكرر وتتزايد بحيث يشعر أحد الزوجين أو كلاهما بالسأم ويرى أنه يستطيع الحصول على إشباعات أكبر خارج العلاقات الزوجية.
عندما تبدأ المشكلة بين الزوجين ، تأخذ مسارا معينا أسميها مسار آلية المشاعر المفككة ، وأقصد بها المرحلة التي تتفكك خلالها المشاعر الزوجية التي يملكها كل طرف اتجاه الآخر ، كما تحدث عدة متغيرات كمؤشر لتنامي المشكلة ووصولها لمرحلة عصيبة تدل على أن هذه العلاقة الزوجية بدأت تشق طريقها نحو الانهيار البطئ ، كانفصال الزوجين في المنزل وتوقف بث الرسائل العاطفية بينهما واقتصارها على بقية أفراد الأسرة من الابناء ، مع احتفاظ الطرفين على التماسك الزوجي الظاهري كواجة خارجية توهم بالاستقرار والهدوء ، ولكن دون حدوث الطلاق وقد يكون هذا الانفصال مؤقتاً ثم تعود العلاقة من جديد كما كانت ، ولكن المشكلة عندما تستمر هذه الصورة بشكل دائم والتي تسمى بمرحلة الطلاق العاطفي وهي أولى مراحل الانفصال .
وعندما تتنامى هذه المرحلة تبدأ العلاقة تأخذ طورا جديدا ، حيث يعمد أحد الطرفين في التحلل من كافة مسؤولياته الأسرية أو بعضها اتجاه المنزل والابناء وتوفير احتياجات الأسرة ، دون أن يشعر بأنه قد اعتدى على قيم وتقاليد العلاقة الزوجية المقدسة .
تقول عالمة النفس الشهيرة والمتخصصة في العلاقات الأسرية د. سوزان فورودارد من خلال الدراسة التي استمرت 14 عاماً حول الأسباب التي تدفع الزوج لأن يكره زوجته والتي تدفع الزوجة لأن تكره زوجها أيضاً.
حيث توصلت إلى أن الأسباب الحقيقية التي تدفع الزوج لأن يعامل زوجته بطريقة سيئة وكأنه يكرهها هي البيئة الحقيقية للزوج، فالزوج الذي يكره زوجته غالباً ما يكون ضحية تعسف عاشه وسط أسرته .
فعلى سبيل المثال عندما يشاهد الطفل أباه وهو يحقر أمه تظل هذه الصورة مطبوعة في خياله حتى عندما يتزوج فيعتقد أن تلك هي الطريقة المثلى للتعامل مع المرأة .
وبالمثل فإن الفتاة التي تشاهد والدتها وهي تخضع لمعاملة والدها السيئة لها تظل هذه الصورة مطبوعة في خيالها وعند زواجها تعتقد أن دور المرأة هو الطاعة العمياء للزوج ومهما فعل حتى وإن كان ذلك على حساب سعادتها.
ومن خلال التعامل مع العديد من الحالات الأسرية ، وجدت أن هذا النمط السلوكي أكثر ظهوراً في الأسر النووية المستحدثة حديثا والتي يكون عمر الزواج فيها ما بين سنيتن إلى خمس سنوات ، وهي التي تتعرض للتغير الاجتماعي السريع وحيث تنشأ العلاقات في الغالب بين عائلات لا ترتبط بصلة قرابة وقد تكون العلاقات متنافرة بين بعض أفرادها ، كما تكثر هذه الحالات بين العائلات التي تتميز بالتماسك الديني التي لا تفضل الطلاق على العموم إلا إذا أجبرت على اتخاذ هذا الأمر قسرا .
مراحل تطور المشكلة الزوجية
الخطوات المرتكسة التي تأخذ طريق الانفصال العاطفي والجسدي والقانوني على النحو التالي:
1 ـ بداية نشوء المشكلات والتوترات بين الزوجين .
2 ـ تراكم المواقف السلبية المتكررة داخل الذات وكبتها .
3- اجترار الخلافات السابقة داخل النفس وتضخيمها .
4 ـ الانفعالات السلبية والحدة في التعبير عن المشكلة أثناء الكلام .
5- توقف الحوارات والمناقشات التي تتعلق بالأسرة عامة .
6 ـ محاولات متقطعة لحل المشكلات الزوجية بشكل فردي ثم عائلي.
7 ـ انفلات بعض الأسرار الخاصة بالمشكلة عند المقربين .
8- ايقاف تدفق المشاعر العاطفية بين الطرفين .
9- الحرمان المادي وعدم توفير الاحتياجات المنزلية
10- توقف الزيارات والطلعات المشتركة والاعتماد على الذات .
11- النوم في حجرة منفصلة أو في مكان منعزل في المنزل .
12 ـ الإشارة إلى الطلاق كإحتمال متوقع للعلاقة من الزوج أو الزوجة.
14 ـ الوصول إلى صلح مؤقت غير مجدي في الغالب .
9 ـ التلميح ثم التصريح بطلب الحصول على الطلاق.
10 ـ مناقشة طلب الطلاق لإيذاء المشاعر الداخلية.
11 ـ المطالبة بالطلاق عند الأهل .
12 – تجديد المطالبة بالطلاق والذهاب للجهات القانونية .
13 – الحصول على الطلاق بشكل رسمي .
14 ـ الانهيار النفسي والعاطفي وإظهار المشاعر المعكوسة أمام الأخرين
15 ـ. التكيف مع الوضع الجديد.
16 ـ الانفصال والمعيشة في أماكن مختلفة .
أسباب المشكلة في السنوات الأولى وكيفية تفاديه
الحياة الزوجية كأي مشروع جديد، تنقصه الخبرات وتصقله الأيام والتجارب وبالتالي فإن الوصول إلى السعادة يتطلب تخطي هذه المرحلة، وأما إن لم يتم تجاوز مشاكل هذه المرحلة بالسرعة وبالطريقة المناسبة، فإن ذلك يهدد بتفاقم المشاكل لتصل إلى النهاية وهما لم يزالا في البداية، إلى الطلاق لا سمح الله
أما كيف يتفادى الزوجان أسباب الطلاق فذلك يكون بالأسس التالية:
1- بمعرفة وعلم كل من الزوجين بطبيعة طرفه الآخر.
2- ألا يفرض أحد الزوجين على الآخر تغيير شخصيته، فقد يكون الزوج أو الزوجة غير اجتماعي، فيحاول طرفه الآخر أن يجعله اجتماعاً في يوم وليلة، وهذا خطأ إذا كان الزوج أو الزوجة غير اجتماعي، فعلى الطرف الآخر أن يحاول تغييره بطريقة غير مباشرة حتى لا يجرحه وبالتالي تكثر المشكلات.
3- التسامح بين الزوجين: فالتسامح بين الزوجين مهم جداً، لأن الزوجين إذا حاسب كل منهما الآخر على كل صغيرة وكبيرة فستحدث الكثير من المشكلات لا محالة والمفروض أن تكون الزوجة مسامحة وصدرها أوسع من الزوج، تكون مثل الأسفنجة تمتص وتتحمل، حتى تتغير الأمور وتستقر حياتهما، فالصعوبة والمشكلات تكون في الخمس سنوات الأولى غالباً.
4- التناصح بين الزوجين: فالنصيحة بين الزوجين مهمة جداً فهي تساعد على زيادة التفاهم، ولكن لابد أن تكون بلا تجريح أو إشعار الطرف الآخر بالخطأ، وعلى الزوجة إذا نصحت زوجها أن تكون النصيحة بطريق غير مباشر لأن الرجل بطبيعته يكره النصيحة ويتأذى منهما وخصوصاً إذا جاءته بطريقة مباشرة.
الأسباب الظاهرة للمشكلة الزوجية
عندما نتعامل مع أي مشكلة زوجية ، علينا أن نركز الانتباه إلى بعض العوامل الأساسية والتي تعلب دورا كبيرا في المشكلة والتي قد تؤثر على طبيعة العلاقة وتكون أحد أسباب اندلاع المشكلة بشكل مباشر ، وهي ثلاثة عوامل أساسية :
1 ـ مدة الحياة الزوجية: والتناسب في هذا العامل تناسباً عكسياً، أي انه كلما زادت مدة الحياة الزوجية كلما قلت فرصة حدوث الطلاق، نتيجة العشرة والتقارب الفكري والذهني بين الزوجين بينما نجد أن الفترة القصيرة في الحياة الزوجية تعتبر عاملا مساعدا على زيادة المشكلة وتضخمها نتيجة عدم الفهم وسيطرة المشاعر الفردية على عقلية الزوجين وإصرار كل طرف على التمسك برأيه وإحفام الطرف الآخر والسيطرة عليه .
2 ـ العوامل الخارجية: ومثال ذلك الأزمات الاقتصادية التي يمر بها الزوجان والديون التي يقع تحتها الزوج ، والظروف المادية التي يكون عليها الطرفان حال وقوع المشكلة والتي تؤثر في نسبة نوعية المشكلة في فترات معينة ، فالجانب المادي يعلب دورا مؤثرا في استقرار العائلة .
3 ـ الظروف التي تم فيها الزواج: وكيف تم فيها الإختيار وما هي الظروف التي احاطت بهذا الزواج وهل هو زواج كان قائم على عاطفة أو معرفة عائلية ، لأن التعرف على هذه الأسباب تعطينا مؤشرات كبيرة لطبيعة هذ العلاقة ، كما نستطيع أن نستخلص منها العلاقة بين هذا الزواج ومدى النضج النفسي والاجتماعي لكلا الشريكين .
الرؤية العاطفية المفقودة
عند اندلاع المشكلات في المنازل ومع بداية الأزمات التي يقع بها الأزواج ، أرى الكثير منهم من يمني نفسه في التطلع إلى وجود شريك جديد أفضل ولو قليلا من الشريك الحالي الذي يعيش معه ، وهذا الشعور يتولد عند الرجال بصورة أكبر من النساء كما هو ملاحظ ، ولكن هذا لا يشير إلى شي من التمرد على الولاء الزوجي أو الخروج عن الطاعة التي يطالب بها كل زوج ويتمنى تحقيقها بالصورة التي يريدها هو وبالطريقة التي تناسبه بصرف النظر عن احتياجات الطرف الآخر ومدى استعداده لتحقيق مآربه الزوجية ، وإنما إشارة نفسية أو يمكننا أن نطلق عليها بالمناورة العاطفية في اختراع شريك وهمي نتخيله في الشريك الحالى الذي يفتقر لمثل تلك المواصفات المطلوبة ، فندخل في حوار داخلي غير مسموع ونغوص في حديث نفس قابع في الذات لا يعني بالضرورة إننا نريد أن نقترن بشريك آخر بشكل جاد ، ولكننا نختلق لأنفسنا حالة نفسية تعتمد على الخيال الذهني في وجود ثمة شخص حتى لو كان الزوج نفسه وبطريقة مستنسخة ليكون شخصا آخر تتوفر فيه كل المواصفات المثالية المطلوبة ، بحيث يكون على ما نريده أن يكون من توفر كافة الامنيات التي كنا قد حلمنا أن نجدها في شريك حياتنا عندما فكرنا في الزواج ، كأن يكون دمث الأخلاق طيب القلب حنون العشرة واسع القلب ومجزل العطاء وغيرها من الصفات الحالمة .
المشكلة تكمن في أننا عندما نعاني من وجود هوة بين ما لدينا وبين ما نريد ، ينتابنا شعور بعدم الرضا عن هذا الزواج ، ونقارن حياتنا بالآخرين ونعتقد بأنهم يعيشون حياة مثالية لا سابق لها ، فيزيدنا إحساسا بعدم الثقة أو بأننا فاقدون للأمل ، والاستنتاج العام الذي نخرج به هو التمني وطلب التغيير ومحاولة خداع الذات ببعض العبارات الداخلية التي لا يسمعها أحدا غيرنا كأن نقول على سبيل المثال ” أود لو أن شريكي كان مختلفا أو يتخذ شكلا معينا أو يحدث بعض التغييرات اللازمة في نمط سلوكه وطريقة ادارة حياته لكي يصل إلى مستوى توقعاتي فساعتها سأكون سعيدة ، أواتمنى لو كان شريكي كمثل فلان من الناس أو مثل فلان زوج صديقتي أو كمثل ذاك الممثل وهذا خطأ كبير تقع فيه الكثيرات لسببين أحدهما ، لأن الشخص القادم لن يخلوا من النقائص أبدا وسيكون لديه عيوب قد لا تقل عن الشريك الحالي ، فمع كل شخص تعايشه سوف تصطدم ببعض السلبيات التي يتمتع بها ويتميز بها عن غيره من الأشخاص ، وبالتالي نظل ندور ونرواح في نفس دائرة المشاكل التي تواجهنا في كل تفاصيل حياتنا ولو كان معنا أفضل إنسان على وجه الأرض قاطبة ، لأنه لن يخلوا من العيوب أبدا ، فمع كل شريك جديد تأتي حزمة من المشكلات تختلف عن سابقتها تماما ، والسبب الثاني هو لأنك تعيش هنا الحياة الواقعية التي تحس بكل الأشياء السلبية والإيجابية التي تعايش تفاصيلها أما التمني فإنك تتخيل الواقع الذي يغيب عنه التفصيل المطلوب من المعايشة الدقيقة كما هو الحال الآن !
يقول الدكتور( ريتشارد كارلسون) المتخصص في العلاقات الأسرية : إن مجرد التفكير في أن ما ليس معك أفضل مما معك يحول بينك وبين التمتع بما لديك بالفعل ويمنعك من الاستفادة القصوى من علاقتك الزوجية القائمة ؛ فعندما يكون تركيزك في البحث عن الأفضل أو في مقارنة ما لديك بما تتخيلين أنه موجود لدى شخص آخر فهذا يدعوك كثيرا إلى عدم الرضا والإحباط بما لديك وقد يدفعك هذا للقول ” لو أنني مع شخص آخر لم أكن لأواجه هذه المشاكل ” ، وقد يكون هذا صحيحا لأنك ستواجهين مشاكل أخرى ؛ فكم من رجال ونساء تركوا شركاءهم إلى غيرهم فوجدوا مشكلات جديدة اعترضتهم .
ما يثير مخاوف المرأة أن الزوج لا يظهر ما يبطن فقد يكون على احسن حال أمام زوجته بينما يخفي في نفسه أمرا آخر.
ونظرا لتمتع المرأة بالحساسية الزائدة تجاه تصرف زوجها بالمنزل فهي تستطيع معرفة أن هناك قصة حب في حياته وعندئذ عليها أن تبحث عن السبب، وإلا تتغاضى عن الموضوع، لان الأمور إذا تفاقمت فان الحياة الزوجية تفقد بريقها، وتصبح العلاقة بين الزوجين جامدة، ما يجعل الزوج ينظر إلى خارج المنزل ويبحث عن امرأة أخرى.
المشكلات التي يتسبب بها الزوجان
تحدث المشاكل في كل البيوت نتيجة احتكاك الأفراد ، وهذه مسألة فطرية جبل عليها بنو البشرمنذ بدء الخليقة ، ما دام التعامل قائما فيما بينهم على الداوم ، فلا يوجد منزلا قائما يحوى أفرادا يخلو من وجهات النظر المختلفة والنظر للحياة الزوجية من زوايا مختلفة ، فيحدث الاختلاف لإختلاف وجهات النظر وطريقة كلا منهما في معالجة الأمر وطريقتهما في النظر للمشكلة باعتبار أن كل طرف يرى المشكلة من وجهة نظره ، ومن خلال التعامل مع العديد من الحالات الأسرية ، يمكن تقسيم أسباب المشاكل العائلية إلى ثلاثة محاور:
أ– من وجهة نظر الرجل:
1- عدم تقدير الزوجة لأعباء زوجها وواجباته اتجاه منزله
2- عدم مراعاة الزوجة لأوضاع زوجها الماليه وظروفه التي قد تعيق استقراره النفسي.
3- اختلاف ميول الزوجة ورغباتها عن الزوج.
4- إهمال المرأة لشؤون الأسرة.
ب– من وجهة نظر المرأة:
1- تدخل الزوج في الشؤون البيتية أكثر مما ينبغي.
2- بقاء الزوج فترة طويلة خارج المنزل خاصة إذا ارتبطت بعمل أو وظيفه .
3- رغبة الزوج في الانعزال عن الآخرين أو الاختلاط في المجتمع المحيط.
4- النظرة الدونية للمرأة.
5- النقاش السلبي والتلفظ بما لا ينبغي به أمام الأطفال.
6- انخفاض المستوى الثقافي والاجتماعي للزوج مقارنة بالزوجة.
7- عدم إعطاء الزوجة الحرية أو الثقة في تصرفاتها الشخصية.
8- عدم تعاون الزوج في توفيق الزوجة بين العمل ومتطلبات الأسرة.
ج– أسباب مشتركة:
1- تحكيم العاطفة أو المصلحة المادية عند اختيار الزوج أو الزوجة .
2- سوء فهم كل من الزوجين لطباع الآخر،
3- الاختلاف المستمر في الآراء ووجهات النظر،
4- المشكلات الجنسية والعاطفية،
5- تباين أسلوب كل منهما في تربية الأبناء،
6- المسائل المادية،
7- كذب أحدهما على الآخر،
8- تدخل أهل الزوج أو الزوجة في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالأسرة،
9- العناد، الغيرة الشديدة، الأنانية،
10- فارق العمر، انعدام الحوار،
11- الرغبة في إنجاب الكثير من الأبناء،
12- عدم تحمل المسؤولية،
13- عدم فهم كل طرف لشخصية الآخر،
14- افشاء أسرار البيت،
15- انفاق المال في غير محله،
16- العمل المرهق خارج المنزل،
17- التسلط، الخيانة.
هذه الأسباب وغيرها هي الدوائر التي يدور حولها الزوجان في حلقات متسلسة تعمل كل واحدة منها على تفعيل الدائرة الأخرى وهكذا دواليك تنتقل المشكلة من سبب لآخر حتى تجتمع كلها في حلقة واسعة تستعصى على الزوجان في معالجتها بطريقة مرنة ، وتصبح حجر عثرة في حياتهما ، حين يعجر الزوجان عن حلها بطريقة ودية مناسبة ، لتكبر وتنمو وتصبح معضلة كبيرة ، يعجز الكثير من تفتفيتها ، وعند سؤال أي موجه أسري اليوم فإنه سيتحدث بما يسمعه ويراه كل يوم من مشاكل بين الزوجين كان بالإمكان أن تمر بقنوات أخرى لحلها قبل الوصول إلى القضاء ووقوف الزوجين أمام المحكمة..
كيف نتعامل مع مشكلاتنا
المشكلة الزوجية كما هو معروف عند كل ذي لب وحكمة ، لا تحدث بين ليلة وضحاها ولاتتولد في لحظة واحدة ، ولا تبزغ في ومضة واحدة ، بل تنمو عبر الوقت وتتجمع مع مرور الزمن نتيجة الاحتكاك والمعاشرة السلبية بين الزوجين ، وعندما يشعر الطرفان بعدم الألفة والمحبة تبدأ المشكلة في النمو التدريجي حتى تغدوا كالجبل الأشم أمام أعينهما ، فلا نستغرب إذا وجدنا المشكلة الزوجية تستشري لأسباب واهية لا تستحق الذكر أو حتى التحدث عنها لأن لها جذورا ضاربة في أعماق الطرفين بعد أن استحوذت على مساحة كبيرة من المحبة واستبدلتها بمساحة من النفرة ، وهذه هي البداية التي تتجمع خلالها الفيروسات العاطفية المدمرة لتشل الحركة العامة لهذه العلاقة المستقرة ، لتحيلها الى ما يشبه الجسد العاجز عن السير اتجاه مبتغاه ، ولذلك يجب على كل زوجين التعامل مع مشكلاتهما بشكل مبكر والمبادرة الى وسائل الإصلاح والقضاء على مسببات المشكلة من أجل اجتثاث بذور الشر والعداء والكراهية ، ولتحصين هذا المنزل من براثن الشيطان الذي أخذ العهد لتفريق أي محبة قائمة في الأرض كما جاء في الحديث .
فإذا استشرى روح العداء بين الزوجين نتيجة اندلاع المشكلات المتوترة وبشكل مستمر بينهما فإن العلاقة القائمة بينهما تحال إلى نفق مظلم لا يحمد عقباه ، كما تلعب هذه المشكلات دورا سلبيا في اندلاع نيران الكراهية والنفور في جنبات المنزل بصورة متسارعة فتلحق الضرر النفسي والمعنوي في أحشاء الزوجين ، وتأخذ المشاعر كفايتها من الجفاف والجفاء بينهما ، وتتأجج نيران البعد والشقاء الداخلي لكل منهما ، في هذه المرحلة الصعبة كل طرف يعيش في غصة من الألم الداخلي ، ستجد الزوجة نفسها غارقة في وحل التخبط وعدم الاستقرار النفسي مع زوجها وبالتالي فإنها ستلحق الضرر بمشاعرها وأحاسيسها التي سيخيم على جنباتها الظلمة والوحدة ، فضلا عن مشاعر الزوج الذي سيحاول عبثا وقف هذا النزيف الذي أرهق رعيته قبل أن يستنزفه بصورة متهالكة فلا يجد سبيلا لعلاج مشكلته ، حتى تلوح أمامه الخيارات المتوافرة من أبرزهما خيارا الإستمرار في هذا الجحيم أو الانفصال عن شريكته وكلاهما أمر من الصبر ، ناهيك عن وجود الأبناء المحطمين عاطفيا من هذا الدمار الماثل أمامهم ، فتراهم يعيشون مرحلة أليمة صعبة بلا ذنب ارتكبوه سوى أنهم أبناء هذه العائلةالمحطمة والممزقة الامشاج ، فلا يتمخض من تلك المشاعر المهزوزة بين أفراد العائلة سوى المزيد من النفور والابتعاد والغربة العاطفية المدمرة ، هذه باختصار الآثار المدمرة للمشكلة الزوجية عندما تترك في المنزل دون علاج ، ولذلك يدعونا ديننا الحنيف في الكثير من المواضع في الكتاب والسنة المطهرة إلى بذل المحبة والمودة بين الزوجين ، وإشاعة روح الرحمة في التعامل وإزكاء الوفاء والإخلاص في بذل المزيد من العطاء الزوجي وإشباع الحاجات الخاصة لكلا الزوجين كما قال تعالي: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) فصلت:34.
هل للمشكلات الزوجية أثارا سلبية
1- كشفت دراسة حديثة قام بها علماء النفس أن الزوجات هن الأكثر تضررًا جراء المشكلات الزوجية ، وبخاصة في حال استمرار الطرفين في اتباع نفس الوسائل المتكررة والتقليدية في معالجة المشكلة ، إذ تتعرض الزوجة إلى عدد من الأعراض المرضية، كأعراض نفسية تتمثل في الاكتئاب، والتوتر، والنسيان، والمخاوف المرضية، أو أعراض سيكوسوماتية، تظهر في شكل اضطرابات في الجهاز المعوي، والتنفسي، وضغط الدم، وقد تكون هذه الأعراض متفاعلة مع ظروف أخرى راجعة إلى معاناة الزوجة من وجود الزوج الذي يصر على استخدام وسائل سلبية في معالجة المشكلة .
2- أوضحت دراسة قام بها الدكتورلويس جميس استاذ علم الأٍسرة بجامعة برادفورد ، أن استمرار المشكلات داخل المنزل ، يجعل الزوجة تقع في صراع بين تعاطفها مع ما يتحمله الزوج من تعامل سلبي صادر منها لأجل ذلك، وتذمرها من الوضع القائم ، ويتخذ هذا الصراع أشكالاً مرضية، من بينها: توجيه العدوان للذات، أو الإفراط والمبالغة في الاهتمام بأبنائها، أو الشعور بالذنب.
3- المشكلات الزوجية التي تدور في رحى التكرار لا تهدد الزوج والزوجة فقط، ولكنها تطال الأبناء أيضا؛ حيث أكدت الدراسات النفسية أن الطفل الذي ينشأ في أسرة متوترة لا يستطيع التعبير عن نفسه ، كما يكون انطوائيًا لا يسهل عليه إقامة علاقة مع الآخرين
4- كثرة المصادمات بين الزوجين تؤدي إلى نشوء أطفال فاقدي الإحساس بالأسرة ، فيهرب بعضهم من المنازل تخلصًا من مشاكل الأبوين.
5- يتحول المنزل الى بيئة طاردة للزوجين ، إذ سيجد الرجل أن لدية زوجته نكدية ، وأن بيته قطعة من الجحيم ، فلايفضل الرجوع لبيته عندما ينتهي من عمله يعود إلى بيته فتداهمه الكآبة، إذ يطالعه وجه زوجته الغاضبة الحاد النافر المتجاهل الصامت. بيت خال من الضحك والسرور ويغيب عنه التفاؤل مثلما تغيب الشمس عن بيته فتلتهمه الأمراض.
القواعد التي تجنبك الوقوع في فخ المشكلات الزوجية
وإليكم بعض القواعد المهمة في هذا العلم ، والتي تعتبر من الركائز التي حث عليها النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ومارسها بطريقة عملية في حياته الزوجية مع زوجاته امهات المؤمنين ، وكانت أحد أسباب السعادة والإستقرار في البيوت النبوية الطاهرة .
1- تجنب اللوم وكثرة العتاب أثناء نقاش أي أمر مع شريكك ، وحاول أن تتذكر كيف تحافظ على مشاعرك أثناء الحوار وألا تفقد السيطرة على نفسك قدر الإمكان ، فالأسلوب الهجومي وتجريح الطرف الآخر أثناء التحدث معه لايأتي في الغالب بنتائج إيجابية ، بل تعمل على تسريع عملية إيذاء المشاعر وتجريح الطرف الآخر والتقليل من نفسه ، وفي السيرة النبوية نجد أحد الصحابة الكرام كيف يثني على خير البرية وهو يدلي بشهادته في كيفية تعامل النبي صلى الله عليه وسلم معه طوال فترة وجوده عنده والتي امتدت لأكثر من عشر سنوات كان يخدمه فيها ، يقول أنس بن مالك رضى الله عنه: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنوات ما لاماني على شىء قط . وإذا حدثه في ذلك بعض أهله قال:دعوه فلو كان شىء مضى لكان .0
2- عندما يقع شريكك في سلوك خاطئ فقد لايشعر أنه مخطىء أو يدرك حجم الزلل الذي وقع فيه ، بحكم القصور في طبيعة البشر ، والعلاقة الزوجية قد تشوبها بعض الممارسات التي لا ترضينا في الأساس ولا تساعدنا في المحافظة على الاستقرار العام للأسرة , لذا لابد أن نزيل طبقة الخطأ من أمام شريكنا ، ونحاول أن نبصره بما ارتكبه من سلوك لا يساعدنا على تحسين علاقتنا الزوجية ، نحاول أن نعطيه المنظار الذي يساعده على اكتشاف الخطأ بنفسه لا أن نضع الخطأ أمام عينيه وإنما نعينه على معالجة الخطأ نفسه. وفي السنة خير شاهد على هذه
ذلك الشاب الذى جاء يستأذن النبىّ صلى الله عليه وسلّم في الزنا بكل جرأة وصراحة فهمَّ الصحابة أن يوقعوا به فنهاهم وأدناه (وفي روايات أخرىأنه وضع يده على صدره وقال :أترضاه لأمك؟! قال: لا.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الناس لايرضونه لأمهاتهم ,ثم قال :أترضاه لأختك؟! قال:لا.قال:فإن الناس لايرضونه لأخواتهم,…فكان الزنى أبغض شىء إلى ذلك الشاب فيما بعد.
3– الإكثار من العبارات اللطيفة أثناء طرح المشكلة : لا نجعل من المشكلة متنفسا لنا لبث كل سمومنا الحارقة التي تحرق مشاعر الأخرين ، وإنما نحاول أن نستثمر هذه المشكلة في التقرب للطرف الأخر ومحاولة تقديم المساندة العاطفية المطلوبة في مواجهته لهذه المشكلة ، فحينما نقول للمخطىء: لو فعلت كذا لكان خيرا أو باستخدام عبارة أخرى كأن نقول له عزيزي عندى وجهة نظر أخرى في هذا الأمر أود أن أخبرك به مارأيك لو تفعل كذا ؟ وغيرها كثير …بلا شك أنها أفضل مما لو قلنا له : عجزت وأنا أكرر عليك قولي ، وانت شخص عنيد لا تريد أن تفعل إلا ما يملي عليك هواك دون أي احترام لمشاعري ، أو ألاتعقل كم مرة قلت لك لا تفعل هذا مجددا ، لو كنت تفقه أوتعقل لما ارتكبت هذا الفعل وغيرها من العبارات التي فيها بث الأذى لا غير ، مما يجعل شريكنا يتخذ على الفور موقفا دفاعيا ، ويرفض أن يستجيب لنا بالقدر المطلوب اعتقادا منه بأننا نريد السيطرة فحسب .
والنبىّ صلى الله عليه وسلم كان يستخدم مثل هذا فقد روى مسلم حديثا مرفوعا:لوأعطيتها أخوالك كان أعظم لك لأجرك0 والسر في تأثير هذه العبارات أنها تشعر الطرف الأخر بتقديرالذات وإلاحساس بالاحترام ، كما يعطي الشعور بالانصاف وعدم الجور فيساعد على علاج المشكلة بطريقة ايجابية .
4- تجنب الجدال والدخول في مواضيع أخرى أثناء النقاش : فقد يكون أكثر وأعمق أثرا وألما من الخطأ نفسه فالأمر سوف يأخذ طورا جديدا من الحوار وستجد نفسك قد ابتعدت كثيرا عن الحوار الأساسي الذي تود مناقشته مع شريكك وقد يتطور النقاش إلى الأسوأ فالهدف من النقاش مع شريك ليس هدفه الانتصار والتغلب عليه واخضاعه تحتنا ، بل هي محاولة جادة لتقديم الدعم المطلوب من أجل التحسين ، وتذكر أنك عندما تنتصر في الجدال مع خصمك المخطىء فإنه يحزّ في نفسه ذلك ويجد عليك أويحقد عليك ، روى عن مالك بن أنس رضى الله عنه أنه قيل له:ياأباعبدالله الرجل يكون عالما بالسنة أيجادل عنها؟قال:لا.ولكن يخبر بالسنة فإن قبلت وإلا سكت وفعلا فطالب الحق إذا سمع السنة قبلها. وإن كان صاحب عناد لم يقنعه أقدر الناس على الجدال ، حتى ولو كان المجادل محقا فينبغي له ترك الجدال مع المعاند ففي الحديث الذى رواه أبو داود مرفوعا :أنا زعيم بيتٍ في رياض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا.
5- الرفق في معالجة الخطأ.عن عائشة رضى الله عنها مرفوعا:إن الله رفيقٌ يحب الرفق ويعطي على الرفق مالا يُعطي على سواه0
6 – استخدم نظرية الصور الذهنية كأن تضع نفسك موضع شريك حياتك وفكر من وجهة نظره هو ولماذ تصرف هكذا وماهي المحركات الذهنية والعاطفية التي كان عليها أثناء هذا التصرف , وهل من الممكن إنك سوف تتصرف بنفس الطريقة التي تصرف بها هو وما هي الظروف التي جعلته يرتكب هذا الفعل ، وفكر في الخيارات الممكنة التي يمكن أن يتقبلها فاختر له ما يناسبه.
7–حتى يتقبل الآخرون تصحيح الخطأ ونقدك أشعرهم بالانصاف وعدم الظلم في الحكم على الأمر ، وطريقة ذلك هي أن تذكر قبل نقدك الجوانب الإيجابية التي يتحلون بها حيث لا يخلوا إنسان من بعض المميزات التي تعلوا من شأنه ، فقد روي عن النبي النبىّ صلى الله عليه وسلم كيف كان يركز على الجوانب الآيجابية التي يتميز بها أصحابه الكرام ويشجعهم على استثمارها بكل فعالية وحماس ، حتى يكثف من الإحساس بتلك المميزات التي قد لا يستشعرها وهو في غمرة المشكلة فقد كان يركز على الجوانب المميزة في كل شخصية من رفاقه ، عندما أراد أن يغرس حب قيام الليل في نفس الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال له :(نعم العبد عبدالله لو كان يقوم الليل)فكانت النتيجة أنه لم يترك قيام الليل حتى قبض رضي الله عنه .
فعندما يعمل إنسان عملاً فيحقق نسبة نجاح 30% فإنه يثنى عليه بهذا الصواب ثم يطلب منه تصحيح الخطأ.
8 –عندما يبلغك سلوك ما غير مرضي عن شريكك ، فلا تستعجل الحكم عليه بل عليك التثبت من الأمر واستفسر عنه بشئ من التفصيل مع إظهار حسن الظن به ومعرفة الداوفع التي جعلته يتصرف هكذا , فيشعر بالخجل وأن هذا الخطأ لا يليق بمثله كما قال عمر رضى الله عنه : ياأباإسحاق زعموا أنك لاتمشي تصلي .
9 –محاولة تصحيح الأخطاء الظاهرة واستغفال الأخطاء الخفية التي يتعمد الزوج إخفائها خشية افتضاح أمره ، فليس سيد قومه الغبي ولكن سيد قومه المتغابى الذي يعلم أن صاحبه يقترف أمرا ما ولكنه يتظاهر بعدم المعرفة حتى يتسنى له معالجة الأمر بروية هادئة ، وأحذر كل زوجة عن التوقف عن ممارسة التحري الخفي والتجسس من دون علم الزوج والبحث في اوراقه وبين ثيابه للتثبت من أمر ما جعلها تشك في أمره ، فهذا سلوك غير مناسب ومن شانه يعزيز العداوة والبغضاء في نفس الزوج ، فلا نبحث عن الأخطاء الخفية لنصلحها لأننا بذلك نفسد القلوب وقد نهى الإسلام عن تتبع عورات الناس فعن معاوية مرفوعاإنك إن تتبعت عورات الناس أفسدتهم أوكدت أن تفسدهم0