الأسرار بين الزوجين موضوع قد يكون فيه شيء من الحساسية لما تمثله هذه المواقف التي تتم عادة في الخفاء والتي لا يحب كلا الزوجين اطلاع الآخرين عليها حتى لو كانوا من المقربين إليهما كالأهل والأصحاب فكل إنسان في الحياة لديه سر لا يحب أحدا أن يطلع عليه حتى شريكته .
كما قال تعالى [ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون]: فهذه الآية الكريمة دلالة على أن الله عز وجل جعل بين الزوجين من التراحم ما لا نجده بين ذوي الأرحام. فهذه أخص علاقة في الوجود وهي سبب سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة أو شقاؤه فيها.
والسر بين الزوجين يجب ألا يخرج بأي حال من الأحوال حتى للأقارب المقربين ، فكلما تلاشى السر قويت العلاقة لأن المفترض أن كلا منها مرآة لصاحبه. لكننا للأسف نجد زوجات يحفظن أسرارهن عند زميلاتهن وصديقاتهن وهؤلاء بدورهن لا يحفظن السر .. في الوقت الذي تضن فيه الزوجة بذلك عن زوجها.
بل الأعجب من ذلك أن كثيرات من النساء العاملات يبحن بأسرارهن إلى زملائهن الرجال في العمل، والعكس صحيح فالرجال يفعلون نفس الشيء. وهذا أمر خطير وحرام في من الناحية الشرعية ، فيجب أن يكون الزوج مستودعاً لأسرار زوجته وكذلك الزوجة لزوجها ، وعلى كل منهما أن يتفهم ذلك ويتفاعل معه وطالما أنه رضي برفيقه وقبله فليقبله على ظروفه وعيوبه وليصبر على ذلك ويحتسب الأجر عند الله.
وعلى الزوج الذي يعلم أن زوجته تساعد أهلها أن يبادر هو بهذه المساعدة إذا كانت في استطاعته ..
هل يحق لكلا الزوجين كتمان أسراره حفاظا على استقرار الأسرة وصوناً لكرامته
الجواب : هذا الأمر فيه شي من التفصيل وهي على ثلاثة أمور :
الأمر الأول الأسرار التي تتعلق بالعلاقة الزوجية بين الزوجين وهذه وجب سترها ولا يجوز إفشاؤها للحديث الشريف (إن شر الناس منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها وتنشر سره) والحديث دليل على ما يدور بين الزوجين من أمور العلاقة الزوجية.
الأمر الثاني .. إذا كانت الأسرار تتعلق بالأسرة نفسها كتربية الأبناء أو قلة النفقات أو ما شابه ذلك فهو شركة بينهما فإذا استطاع أحدهما أن يمر بالأزمة وحده تخفيفاً عن صاحبه مع قدرته على الوصول بالأسرة إلى بر الأمان فلا حرج في ذلك. فإذا ترتب على ذلك ضرر فيحرم على أحدهما أن يكتم الأمر على صاحبه كأن تكون الفتاة معوجة وعجزت الأم عن إصلاحها ،أو فسد خلق الابن وخرج عن الجادة وعجز الأب عن تقويمه فقد يكون في المصارحة والمشاركة الوصول بالأسرة إلى بر الأمان.
الأمر الثالث .. فهو إذا كانت الأسرار تتعلق بالعلاقات الاجتماعية وعلى رأسها علاقة أحدهما بأهله من حيث الصلة المعنوية أو المادية … وكان إفشاء هذه العلاقة يهدد كيان الأسرة بالانهيار فيباح لأحدهما أن يكتم عن صاحبه بره بأهله. والمرأة كالرجل في ذلك باعتبار أن الشرع أباح لها حرية إطلاق اليد فيما تملك.
الضوابط التي يجب على الزوجين اتباعها للمحافظة على العلاقة الزوجية
المصارحة الكاملة هي أفضل اسلوب يتعبه كلا الزوجين في التعامل مع بعضهما .
عامل مهم في نشؤ الثقة والاطمئنان وعدم الريب والشك ، حتى في الأمور التي حدثت قبل الزواج مثل الخطوبة أو عقد القران.. فإذا خطب كل منهما أو عقد قرانه قبل ذلك فعليه ألا يخفي هذا عن صاحبه فهذا أمر رسمي يعرفه الناس وربما عرف الطرف الآخر ذلك عن طريق آخر بينما كان الزوج أو الزوجة تخفيه فهنا تهتز الثقة ، أما إذا كانت هناك علاقات عاطفية فقط فالأفضل إخفاؤها، كما يجب على كلا الزوجين الإحاطة بكل المشكلات العلمية والنفسية والاجتماعية لزوجه.
وإذا ساعدت الزوجة أهلها فعليها أن تخبر زوجها بذلك وتقول له إن أهلها ضعفاء وتشركه في ذلك، ولها أيضًا أن تعرف دخل الزوج بالتفصيل حتى لا تتفق على أشياء غير هامة فربما تكون معتقدة أن دخل زوجها أكبر مما تتصور ويجب أيضًا أن تعرف إذا كان عليه ديون وما هو حجمها ، أما إذا كان الزوج مسرفاً ومبذراً فعليها أن تستخدم أسلحتها النسائية ومع الصبر والإلحاح يمكنها أن تغير سلوكه وهذا أفضل من أن تخفي عليه شيئًا.
كما أن على كل طرف قبل الزواج وبعده أن يكون على علم كامل بالمشاكل الصحية والمالية للطرف الآخر ففي المصارحة والمشاركة تخفيف من المشاكل.