الخلافات الزوجية في المجتمع الخليجي وانعكاساتها على الأسرة
دراسة تحليلية نمائية
دراسة تطبيقية على موقع “المجلس الإستشاري الأسري”
إعداد
خليفة محمد المحرزي
مستشار أسري بموقع المجلس الإستشاري الأسري
الملخص:
تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على أبرز أسباب الخلافات الزوجية وانعكاساتها السلبية التي تنتهي بالطلاق وانحلال الأسرة وضياع الأبناء وإثارة المشاكل المترتبة على ما بعد الطلاق من حقوق وواجبات متعلقة بالحضانة والنفقات والمطالبات المالية وغيرها ، وماهي العلاجات التي تم وضعها لرأب الصدع في تقليل نسب حالات الطلاق في منطقة الخليج من وجهة نظر الحالات الأسرية ، وكانت عينة الدراسة مجموعة من الحالات التي تعاملنا معها خلال جلسات الإستشارات الأسرية ، بالإضافة الى البيانات الواردة في موقع المجلس الإستشاري الأسري .
استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي ، كما تم استخدام المقابلات الشخصية كأداة لجمع المعلومات وللإجابة على أسئلة الدراسة .
توصلت الدراسة إلى النتائج الآتية:
دلت النتائج أن هناك أسبابا لظاهرة الطلاق من أهمها:
١ .سوء الإختيار الغير المتوافق .
٢ .تدخل أهل الزوجين الدائم بحياتهم الخاصة.
٣ . الخيانة الزوجية والإهمال والمتغيرات الحديثة
4- ارتباط الطلاق بالخلافات الزوجية التي عجز الزوجان عن التعامل معها
كما دلت النتائج أن هناك مجموعة من المقترحات لعلاج ظاهرة انتشار الخلافات والمشاكل الزوجية التي تنتهي بالطلاق من
أهمها:
١ .اتباع المنهج الإسلامي في عملية اختيار شريك الحياة.
٢ .اللجوء الى مكاتب للإصلاح الأسري وتدخل المستشارين الأسريين.
- إكساب الأزواج مهارة إدارة الخلافات الزوجية وطرق حل النزاعات
وأوصت الدراسة بمجموعة من التوصيات من أهمها:
١ .عقد الندوات و الحوارات واللقاءات للمقبلين على الزواج لتعريفهم بأهمية
الحياة الزوجية ودور الأسرة في تربية الأولاد.
٢ .اهتمام وسائل الإعلام بالأسرة وكيفية إدارة الحياة الزوجية المستقرة .
3 0 طرح المزيد من البرامج الحكومية التي تساعد على إكساب المهارات الزوجية
مشتملات الدراسة
القسم الأول : الإطار العام للدراسة
– مقدمة وموضوع الدراسة
– مشكلة الدراسة
– الإفتراض الرئيسي للدراسة
– أهمية موضوع الدراسة
– الأهداف العامة للدراسة
– – المنهج العلمي للبحث:
– أسئلة الدراسة :
– المنهج وإجراءات الدراسة
– أدوات جمع البيانات للدراسة
– خطة الدراسة:
– مصطلحات الدراسة
– محددات الدراسة
– الإطار النظري للدراسة
– المنهجية المستخدمة في الدارسة
– مجال وحدود الدراسة
-الفصل الثاني
-الدراسات السابقة المتعلقة في بحث الدراسة
-دراسة المسماري رهام فرج (2012)
-دراسة خليل، محمد بن إسماعيل ( 2015)
– دراسة محمود، حاتم يونس ( 2010م )
-دارسة أحمد محمود فايزة (2017 )
-دراسة الحراسيس خديجة علي ( 2015 )
-دراسة اليعقوب ، محمد أحمد (١٩٩٤م)
-دراسة عمر، أحلام العطا محمد ( 2018 م )
– دراسة عبد الرحيم آمال صلاح (١٩٩٣م)
-دراسة الكعبي إبراهيم محمد عبدالله ( 2015 )
-دراسة جامعة السلطان قابوس (2015)
-دراسة درويش أ.د. حنان محمد محمد
-دراسة عابدين، آمال عبد الله لافي بجامعة عمان العربية( 2009 )
-دراسة كاظم رباب راسم (2018)
– دراسة خضير القاضي الشيخ/ ماهر عليان
-دراسة م.د. فخري صبري عباس ( 2012 م )
-دراسة المنجد منى صلاح الدين
– دراسة ظاهرة الطلاق في قطر .. الأسباب والتقليل منها ( 2015)
– دراسة مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية
– دراسة طنيش 2008
-دراسة المنيع حمد محمد ( 2109 م )
الفصل الثالث
القسم الأول : مفهوم التوافق الزوجي لإستدامة العلاقة الزوجية
– المحاور الأساسية التي تؤثر على سلامة العلاقة الزوجية وإستقرارها ما يلي .
– مظاهر الخلافات والصراعات الزوجية
– المقومات الأساسية التي تساعد على ديمومة المشاعر والإستقرار الزوجي
– الأمر الأول : طرق التعامل وإدارة الخلافات الزوجية
– الأمر الثاني : مفهوم التوافق الزوجي وضرورته لاستقرار وسلامة الأسرة
– الأمر الثالث : صراع الأدوار بين الرجل والمرأة في المجتمع الحديث
– الأمر الرابع : عدم التوافق الجنسي
– الأمر الخامس : متغير العامل الاقتصادي
القسم الثاني : معدلات الطلاق في دول الخليج ومقارنتها ببعض الدول الأخرى
– الأمر الأول : الطلاق في الدول العربية .
– الأمر الثاني: نسبة الطلاق في دول الخليج
القسم الثالث : الخلافات الزوجية وأثارها على الأسرة
– الأمر الأول : عوامل ومسببات المشكلات الزوجية في واقع الأسرة الخليجية
– الأمر الثاني : الأسباب الرئيسية لنشوء الخلافات الزوجية
– الأمر الثالث : الدوافع التي تساعد على الطلاق
– السبب الأول : الخيانة الزوجية
– السبب الثاني : سهر الزوج خارج المنزل
– السبب الثالث : عدم التوافق في العلاقة السريرية
– السبب الرابع سوء معاملة أهل الزوج للزوجة
– السبب الخامس : الإهمال وعدم الاهتمام
– السبب السابع : العنف الأسري الصامت
– السبب الثامن عدم الشعور بالاحتواء أو الاهتمام
– السبب التاسع : عدم الإحترام بين الزوجين
– السبب العاشر : تدخل الأهل في خصوصية العلاقة الزوجية
– السبب الحادي عشر : التقنيات الإلكترونية والعولمة
القسم الرابع : الآثار الإجتماعية التي رصدتها الدراسة للخلافات الزوجية في المجتمع؟
– الأمر الأول : انعكاس أثر الخلافات على أفراد الأسرة
– أولا – الآثار المترتبة على الزوجة
– ثانيا – الآثار المترتبة على الزوج
– ثالثا – الآثار المترتبة على الأولاد
– رابعا – الآثار المترتبة على المجتمع
القسم الخامس : التعليق على الوضع العام لنمط العلاقات الزوجية
الفصل الرابع
القسم الأول : بعض التصورات والاستراتيجيات لمواجهة المشكلات الزوجية في الأسرة الخليجية
– الأمر الأول : المبادرات الحكومية في دول الخليج
– الأمر الثاني : مواقع الزواج الخليجية والتي يشارك فيها الخليجيون
– الأمر الثالث : وزارة العدل والمحاكم
– الأمر الرابع : نشر ثقافة الحكمين في المجتمع
– الأمر الخامس : مكاتب الإستشارات الأسرية الخارجية
– الأمر السادس: المدارس والجامعات والكليات
– الأمر السابع : مواقع الإرشاد الأسري الإلكترونية
– الأمر الثامن: البرامج الإذاعية
– الأمر التاسع : البرامج التليفزيونية
– الأمر العاشر : المبادرات الإجتماعية التوعوية
القسم الثاني :
الأمر الأول : الخاتمة : بعض التصورات والاستراتيجيات لمواجهة المشكلات الزوجية .
الأمر الثاني : التوصيات الختامية
الأمر الثالث : المراجع العلمية
الأمر الرابع : الملاحق التابعة
الفصل الأول
القسم الأول : الإطار العام للدراسة
المقدمة وموضوع الدراسة :
ليس من شك أن مؤسسة الأسرة تعد من أهم وأعرق مؤسسة عرفها الإنسان منذ بدأ الخليقة ، وهي تستمد أهميتها من الوظائف المنوطة بها في بناء شخصيات الأبناء ، وإشباع حاجاتهم ورغباتهم العاطفية ، والحفاظ على هوية وتماسك الأسرة واستقرارها وكيفية التعامل مع الخلافات التي تطرأ على الشريكان .
كما تعد الأسرة اللبنة الأساسية في المجتمع ، فكلما كانت الأسرة متماسكة ومتفاهمة فإننا سنكون أمام مجتمع قوي لأن العلاقة بين أفراد الأسرة أساسها المودة والرحم والإنسجام ، لذا فإن صلاح المجتمع يأتي من صلاح الأسرة، وأن الحفاظ على كيان الأسرة يتطلب مجهودا كبيرا من جميع أفرادها. [1]
ولعظم الدور التربوي للأسرة فقد خصها المولى سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بمكانة عظيمة ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليطبق الآيات الكريمات بشكل عملي مع زوجاته وأسرته ، فقدم بذلك النموذج العملي للزوج والأب وهو النموذج الذي سيستمر هادياً ومرشداً للإنسانية إلى يوم الدين .( الحافظ ، 1993م )
الأسرة في المجتمع الخليجي الحديث تنعم بالأمن والسكينة في ظل مجتمع فلسفته الإسلام ، وهويته تستضيئ بهدي النبي محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، ولقد كانت هذه الأسرة وماتزال محور ارتكاز المجتمع الخليجي ، وخصتها كافة المؤسسات الرسمية بالعناية والرعاية الصحية والنفسية والتربوية والاقتصادية ، إيماناً بأن سلامة البنيان الإجتماعي في سلامة البناء الأسري.( الرشيد 1419هـ)
كما أن الإختلافات الزوجية هي أمر وارد وطبيعي في مؤسسة الأسرة شريطة ألا يتفاقم الخلاف بحيث يهدد البناء الأسري وتصبح وبالا على استقرار العلاقة الزوجية ، ومن هنا أيضاً اهتمت علوم التربية والإجتماع والنفس والخدمة الإجتماعية بمعالجة الخلافات الأسرية والزوجية ، بل ثمة تخصصات مستقلة اليوم تتعلق بعلم اجتماع الأسرة ،وعلم إرشاد الأسرة ، وعلم التخطيط الأسري .
- مشكلة الدراسة
يعتبر الطلاق مشكلة اجتماعية كنتيجة للعلاقات الغير مستقرة ، وهو ظاهرة عامة في جميع المجتمعات وبنسب متفاوتة ، ويبدو أنه يزداد انتشاراً في مجتمعاتنا الإسلامية في الأزمنة الأخيرة ، إن كثرة الخلافات الزوجية وآثارها قضية لا تخص فرد معين أو فئة محددة بل هي ظاهرة اجتماعية تعم آثارها على المجتمع بأسره ، لقد أصبح الطلاق مشكلة تهدد أمن واستقرار المجتمع الخليجي ، لاسيماً وأن نسبة كبيرة من الخلافات الزوجية تتم في السنوات الأولى للزواج دون وعي الأزواج بالتعامل معها بصورة سليمة .
وفقا للتقارير الرسمية الصادرة من الجهات ذات العلاقة في دول الخليج ، تعتبر معدلات الطلاق في دول منطقة الخليج العربي كنتيجة مباشرة للخلافات الزوجية هي من بين أعلى المعدلات في المنطقة العربية ، وتعزى أسباب ارتفاع معدلات الطلاق إلى كثرة الخلافات الزوجية والتي تأتي نتيجة عدة أسباب لعل من أبرزها الخيانة الزوجية، وضعف التواصل، وفقدان الوظيفة أو المرور بضائقة مالية، ناهيك عن تأثير وسائل التواصل الإجتماعي، والإختلافات الدينية والثقافية، وتغير الأجيال ورسم توقعات غير واقعية عن الزواج .
- الإفتراض الرئيسي للدراسة
ثمة افتراض رئيسي تنهض عليه الدراسة الراهنة مؤداه : أن تحليل عوامل وأسباب المشكلات الزوجية يُعد مقدمة لازمة وضرورية لتمكين القائمين على شؤون ورعاية الأسرة الخليجية على معرفة أسباب الطلاق ومنابعها التي تؤدي إلى تسمم العلاقة الزوجية وتدهور المشاعر بين الشريكين ، وحتى يتسنى كذلك للباحثين والمعنيين بالسياسات الإجتماعية الإنمائية من رسم السياسات واتخاذ القرارات التي تُعين على سلامة واستقرار البناء الأسري .
- أهمية موضوع الدراسة :
- تستمد هذه الدراسة الأهمية من ناحية بناء النسيج الإجتماعي لأي كيان قائم في الأرض ، وتعتبر الأسرة من أهم المؤسسات التربوية التي تهتم في بناء المنظومة الأخلاقية وتربية النشأ على السلوك الحسن وتحقيق الإستقرار النفسي والوجداني وتحقيق الأمان الإجتماعي ، فكل دولة تسعى من خلال المؤسسات ذات الصلة بوضع التصورات والخطط والبرامج لتعزيز الإستقرار وتحقيق الإنسجام ، وأنها تحتل الأولوية القصوى في أي برامج حكومية .
- تنطلق أهمية هذا البحث من ضرورة استمرارية رصد وتصنيف المشكلات الأسرية التي تواجه الأسرة في المجتمع الخليجي على اعتبار أن النسيج الأسري في منطقة الخليج العربي يكاد أن يتطابق من ناحية العادات والسلوكيات بحكم التقارب الإجتماعي والعلاقات الأسرية المترابطة بالنسب والقبيلة ، على الرغم من المتغيرات والمتحولات التي عصفت في المجتمعات بأسرها ولعبت دورا مؤثرا في إحداث الخلل في العلاقات ، وبروز المشكلات الزوجية التي عجز الأزواج في التعامل معها بصورة جيدة ، مما جعل المختصين في العلاقات الزوجية يسعون بشكل دائم في طرح مبادرات وأدوات حديثة وأساليب لتطبيقها ، للمساهمة في مواجهة كثرة الخلافات الزوجية واندثار العلاقات الزوجية المستقرة والحد من ارتفاع نسبة حالات الطلاق .
- تشير الإحصائيات إلى أن هناك زيادة مطردة في عدد حالات الطلاق بالنسبة للزيادة السكانية في المجتمع مما يشكل خطرا كبيرا على تفكك الأسرة، وضياع الأبناء، وخاصة عند الزواج بعمر مبكر، حتى أصبحنا نتحدث عن وجود مشكلة حقيقية في المجتمع ينبغي تسليط الضوء عليها من خلال معرفة أسباب وعوامل الطلاق والآثار المترتبة عليه.
- الدراسة تعنى فهم أسباب الخلافات الزوجية وآثاره في المجتمع الخليجي وتقديم المقترحات والحلول للاستفادة منها في وضع الخطط وطرق المعالجة ، والتوصل إلى نتائج تساهم في مواجهة هذه الظاهرة ومعالجتها لتسهيل العمل في اتخاذ القرار للحد منها.
- الدراسة تُعنى بتحليل مضمون المشكلات الزوجية في الأسرة الخليجية المعاصرة ، مما يعكس نوعية هذه المشكلات وارتباطها بالمستجدات والمتغيرات على الساحة الإجتماعية والثقافية .
- الدراسة تضع ترتيب لأولويات المشكلات الزوجية في الأسرة الخليجية المعاصرة ، مما يكشف أيضاً عن أولويات الحلول والاستراتيجيات المطلوبة لمواجهتها .
– الأهداف العامة للدراسة
– تهدف هذه الدراسة إلى عرض مشكلة ارتفاع نسب الطلاق في المجتمع الخليجي كنتيجة للنزاعات والخلافات الزوجية التي تهدم كيان الأسرة وتعصف بها ، من خلال الإحصاءات الرسمية مثل إدارة الإحصاء والبحوث أو وزارة العدل في كل دولة خليجية .
– التطرق إلى واقع المشكلات الأسرية بالمجتمع الخليجي
– معرفة أسباب تفاقم المشكلات الإجتماعية.
– تصنيف المشكلات الأسرية بالمجتمع الخليجي ؛ لتحديد المشكلات ذات الأولوية منها بالبحث، واقتراح موضوعات للبرامج المناسبة لها.
– التعرف على أسباب وتطور هذه المشكلة وآثارها المترتبة على أفراد المجتمع من خلال الدراسات الأخرى التي تمت بهذا الشأن، للوقوف على أسبابها والعمل على معالجتها بشفافية وسرعة وجدية وتقديم الحلول والمقترحات والتوصيات التي قد تسهم في علاج هذه المشكلة.
– المنهج العلمي للبحث:
– استخدام المنهج الوصفي للإحاطة بواقع المجتمع الخليجي وذكر أبرز الخلافات الزوجية التي تواجه الأسرة الخليجية.
– استخدام الأسلوب الاستشرافي لوضع إطار تصوري وبناء المشاهد ( السيناريوهات المقترحة ).
أسئلة الدراسة :
تطرح الدراسة الأسئلة البحثية الآتية :
1- ما واقع المشكلات الزوجية في الأسرة الخليجية في السياق الإجتماعي الحاضر ، وما أهم عواملها ومسبباتها ؟
2- وما ترتيب المشكلات الزوجية في الأسرة وفقاً لتكرار حدوثها وما تحمله من آثار وتداعيات على المجتمع الخليجي؟
3- هل الخلافات بين الزوجين تؤثر على الأطفال من الناحية الجسمية والنفسية؟
4- هل الخلافات بين الزوجين تؤثر على سلوك الأطفال؟
5- ما هي الأسباب الرئيسية التي تؤدي الى الخلافات الزوجية
6- وما أبرز الحلول والاستراتيجيات والتوصيات التي تعين الأسرة الخليجية على مواجهة مشكلاتها ودرء التصدع الأسري ؟
المنهج وإجراءات الدراسة :
– تستخدم الدراسة أسلوب المنهج الوصفي في التعرف على طبيعة وخصائص المشكلات الزوجية في الأسرة الخليجية المعاصرة ، ومدى تأثير المتغيرات والمتحولات الجديدة التي عصفت في المنطقة العربية ، ولعبت دورا مؤثرا على التركيبة البنائية في الأسرة الخليجية كمتغير التعليم الحديث والمناهج المتطورة ، ودخول المرأة المتزوجة الى سوق العمل ، والإنفتاح الإعلامي على كافة الثقافات العالمية ، ومن ثم استخلاص العوامل والمسببات التي تكمن وراء الخلافات الزوجية في الآونة الراهنة .
– تستخدم الدراسة أسلوب تحليل المضمون للوقوف على أهم وأكثر المشكلات الزوجية حدوثاً في الأسرة في الوقت الراهن ، وذلك من خلال إجراء تحليل نوعي للمشكلات السائدة من واقع الإستشارات الأسرية والإلتقاء مع الحالات الزوجية في عينة الدراسة
هذا وتتبع الدراسة الإجراءات الآتية :
1- مفهوم التوافق الزوجي وأبعاده في منظور الفكر الإسلامي .
2- تحليل المشكلات الزوجية وعواملها في السياق المجتمعي الراهن من خلال الدراسات المرتبطة .
3- تحليل مضمون حالات وشهادات من ذوي المشكلات الزوجية ، حيث ترصد الدراسة عددا من حالات أصحاب المشكلات الزوجية تم اختيارها من موقع المجلس الإستشاري الأسري .
-تقوم الدراسة بتحليل هذه الحالات واستخدام طريقة ” الاتجاهات الغالبة ” لمعرفة أكثرها حدوثاً وتكراراً ، وكذا عواملها وأسبابها ، وأهم الحلول المطروحة لها .
4- بعض الاستراتيجيات وطرق المواجهة للمشكلات الزوجية في الأسرة الخليجية .
أدوات جمع البيانات للدراسة:
- رصد وحصر عدد (44 ) من المشكلات الأسرية المختارة من خلال موقع المجلس الإستشاري الأسري ، ورصد عدد ( 44 ) تم التعامل معها عبر مكتب الإستشارات الأسرية وتحليلها، ورصد المشكلات الواقعية التي تم التعامل معها .
- إجراء استشارات مباشرة مع عدد ( 44 ) من الحالات ( عبر خدمة الإستشارات الهاتفية ).
– خطة الدراسة:
يتم رصد وتحليل الأدبيات التي تتناول موضوع الدراسة مسلسلة كما يلي:-
– الإطار العام للدراسة.
– واقع المشكلات الأسرية بالمجتمع الخليجي .
– أسباب تفاقم المشكلات الإجتماعية بالمجتمع الخليجي .
– حصر وتصنيف بعض المشكلات الأسرية بالمجتمع الخليجي، وتحديد المشكلات ذات الأولوية لمعالجتها.
– الدراسة الميدانية.
– الرؤية الاستشرافية: “تصور مقترح لأساليب حصر ورصد المشكلات الأسرية في المجتمع الخليجي وتصنيفها.
قال الله تعالى ) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) [ الروم: 21 ]
مصطلحات الدراسة :
تستخدم الدراسة المصطلحات الآتية لتجلية وتوضيح موضوعها وأهدافها :
- الأسرة : هي الأسرة الزواجية المؤلفة من رجل وامرأة لكل منهما حقوق شخصية مستقلة ، وكذلك تضم الأولاد القاصرين من حيث الرعاية والحضانة والتربية والنفقة وتتناول القربة بالعصبة أو الرحم .( سوسن الحميدان 1429هـ )
- التوافق الزوجي :
- يعرف على أنه محصلة المشاركة في الخبرات والاهتمامات والقيم واحترام أهداف الطرف الأخر وحاجاته ومزاجه ، والتعبير التلقائي عن المشاعر ، وتوضيح الأدوار والمسئوليات والتعاون في صنع القرارات وحل المشكلات والاتفاق على تربية الأبناء وأوجه انفاق الأسرة والإشباع الجنسي المتبادل .( هدى 1416هـ )
- الخلافات الزوجية:
- تعرف بأنها ” تضارب توجهات الزوجين حيال بعض الأمور التي تخص أيا منهما أو تخصهما الاثنين ، بحيث تستثير انفعال الغضب ، أو السلوك الانتقامي أو التفكير فيه، وتعبر هذه الخلافات عن نفسها بمظاهر شتى مثل النقد أو السخرية، والمناقشات الكلامية الحادة، وقطع التواصل الكلامي أو التقليل منه ، وعدم القيام بالأدوار سواء بصفة كلية أو جزئية ، وقد يصل الأمر إلى هجر المنزل وفراش الزوجية أو حتى الضرب والإيذاء البدني. [2]
- المشكلات الزوجية :
- هي المواقف والمسائل الحرجة المحيرة التي تواجه الفرد فتتطلب منه حلاً، وتقلل من حيويته وفاعليته وإنتاجه ومن درجة تكيفه مع نفسه ومع المجتمع الذي يعيش فيه[3]
- تعريف مشكلات الطفولة :
- عبارة عن صعوبات جسمية،أو نفسية،أو اجتماعية تواجه بعض الأطفال بشكل متكرر، ولا يمكنهم التغلب عليها بأنفسهم أو بإرشادات وتوجيهات والديهم ومدرسـيهم ، فيسوء توافقهم ويعـاق نموهـم النفـسي أو الاجتماعي أو الجسمي ، ويسلكون سلوكا غير مناسب لسنهم أو غير مقبول اجتماعياً ، وتضعف ثقتهم بـنفسهم ، ويسوء مفهومهم عن أنفسهم وعن الآخرين، وتقل فاعليتهم الايجابية في المواقف الاجتماعية ، وتضعف قابليتهم للتعلم والتعليم والاكتساب، ويحتاجون إلى رعاية خاصة ” [4]
- الطلاق لغة: هو حل القيد والاطلاق، ومنه ناقة طالق: اي مرسلة بلا قيد.
وأسير مطلق: اي حل قيده وخلي عنه.
- الطلاق شرعا: هو حل قيد النكاح أي حل عقد النكاح بلفظ الطلاق ونحوه.[5]
- الطلاق إصطلاحا : هو حالة من الانفصال يعيُشها ويتّخذها كل من الزوج والزوجة نتيجة عدة أسباب خاصة تتعلّق فيما بينهما، ويتمُ عن طريق حل عقد الزواج بين الرجل والمرأة وفق الدين أو الشريعة التي ينتميان إليها[6]
- مفهوم الإرشاد الأسري :
- هو عملية مساعدة أفراد الأسرة فرادى أو كجماعة في فهم الحياة الأسرية ومسؤلياتها لتحقيق الاستقرار والتوافق الأسري وحل المشكلات الأسرية . ويمكن تعربفه أيضاً بأنه عملية مساعدة جميع أفراد الأسرة فرادى أو جماعة لفهم متطلبات الحياة العائلية وما يتصل بها من حقوق وواجبات متبادلة .[7]
- يعرف التماسك الأسري بأنه” زيادة العلاقات الموجبة التي تدور في المحيط الداخلي للجماعة، فكلما ازدادت العلاقات ازداد تماسك الجماعة ،وكلما تشتت هذه العلاقات ، واتجهت نحو الجماعة الخارجية ضعف التماسك الداخلي” [8]
- مفهوم النزاع بين الزوجين :
- هو الذي يتعلق في الجوانب التالية: الاجتماعية والعاطفية والسلوكية والشرعية والشخصية والاقتصادية والصحية والنفسية والتعليمية والوظيفية، وطريقة التعامل بين الزوجين ، وما يتعلق بالأطفال وتعدد الزوجات ،ويؤدي هذا النزاع إلى عدم تحقق التوافق الزواجي[9]
- محددات الدراسة:
- يتحدد موضوع الدراسة بما يلي:
- اقتصرت الدراسة على البحث عن أسباب الخلافات الزوجية ومحاولة معالجتها وماهي نتائجها السلبية والمتمثلة في الطلاق وإنحلال الأسرة من خلال عدم قدرة الزوجان على التعامل مع الخلافات بصورة صحيحة
- الإطار النظري للدراسة :
مكانة الأسرة في الإسلام:
لقد عني الإسلام بالأسرة وبيان أحكامها، دعماً لوجودها وتمتيناً للصلات بين أفرادها، تحصيناً للفرد والمجتمع المسلم، فالأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، وبسلامة الأسرة وقوتها قوة للمجتمع ، فبالأسرة تتحقق المقاصد الكبرى التي ارتضاها التشريع الإسلامي من حفظ النسل والأنساب والأعراض ، وتحقيق المتطلبات البيولوجية والثقافية للإنسان ، ولهذا نجد أن الإسلام أعلى من شأن رابطة الزوجية، وسماها ميثاقاً غليظاً، وفصل أحكامها في كل شأن من شؤونها، حتى لا تعبث بها الأهواء والأمزجة (السرطاوي ٢٠٠٨م).
- المنهجية المستخدمة في الدارسة
- الإحصـاءات الواردة في هذا الإصـدار وخاصة الأرقام ونسب الطلاق مسـتمدة من المصـادر الرسـمية في دول مجلس التعاون الخليجي ، حيث تعتبر هذه الأجهزة الإحصـائية بدول الخليج المصـدر الرسمي التي تصدر البيانات الرسمية من المركز الإحصـائي الخليجي والتي يتمثل بدورها حلقة الوصـل بين المركز الإحصائي الداخلي ومنتجي البيانات من مختلف الجهات .
- تم تجميع بيانات الزواج والطلاق من الأجهزة الإحصـــــائية الوطنية في الدول الأعضـــــاء من خلال النشـــــرات الإحصـــــائية الســـــنوية والتي تنشـــــرها في المواقع الالكترونية الخاصة بها .
- تمثل البيانات المنشورة هذا الإصدار سلسلة زمنية من عام 2015-2020م.
- تستند المجاميع على مستوى مجلس التعاون إلى تجميع البيانات من الدول الأعضاء، حيث أن بعض البيانات والمؤشرات غير متوفرة دائما لجميع الســـــنوات أو لجميع الدول. كما أن بعض الأرقام الأخرى لا تتوفر التصـــــنيفات التفصـــــيلية لبعض المؤشرات على مستوى فئة مواطن وغير مواطن .
- مجال وحدود الدراسة :
- تقع الدراسة في تخصص علم اجتماع التربية المعاصر ، ويرتبط موضوعها بتخصصات أخرى كونها تعد ” دراسة بينية ” مثل تخصصات الإدارة ، علم النفس ، علم الخدمة الإجتماعية ، علم إدارة الأسرة . وثمة محددات للدراسة كما يلي :
- تحليل المشكلات الزوجية في الأسرة الخليجية في السياق المجتمعي الراهن .
- تحليل شهادات الزوجات والأزواج الواردة بموقع المجلس الإستشاري الأسري
- الحلول المقترحة لمواجهة المشكلات الزوجية والمتعلقة بذات المشكلات التي وردت بالموقع الإلكتروني.
- الفصل الثاني
الدراسات السابقة المتعلقة في بحث الدراسة
- دراسة المسماري رهام فرج (2012) مقدمة لجامعة عين شمس المصرية كلية الأداب قسم الإجتماع بعنوان أثر المشكلات الزوجية على أساليب التنشئة الاجتماعية للأطفال ، عبارة عن دراسة ميدانية على عينة من الأطفال بمدنية البيضاء ، حيث ذكرت الدراسة أن السعادة الزوجية تؤدي إلى تماسك الأسرة مما يخلق جواً يساعد على نمو الطفل بطريقة متكاملة يؤثر أسلوب التنشئة الإجتماعية المتبع من قبل الوالدين ، تأثيرا كبيرا في تكوين شخصية الأطفال، حسب ما أوضحته نتائج بعض الدراسات المتخصصة، من أن التذبذب في أساليب معاملة الوالدين للطفل إنما يرتبط موجبا بجنوح الطفل في مراهقته وشبابه ، الأمر الذى يعني أن الأسرة وهي مصدرا لأمن والإستقرار قد تكون في بعض الأحيان مصدر المشكلات التي تؤدي إلي إضطراب الأطفال وانحرافهم عن السلوك القويم ، إذ أن ثمة علاقة بين المناخ الأسري والأنماط السلوكية الصادرة عن أفرادها.
- هذا وقد تكون المشكلات الأسرية ناتجة عن عدم قدرة الأسرة تلبية وظائفها إقتصاديا، وقد تتمثل المشكلة في علاقة الزوجين وشجارهما المستمر، أوفي علاقة الزوجين بالأبناء ، وأيا كان الأمر فإن هذه المشكلات تنعكس دون شك علي قدرة الأسرة على القيام بوظائفها ، وينعكس هذا كله علي الاطفال فى الأسرة وفرص حياتهم ، لقد إهتمت هذه الدراسة بالتعرف على أثر المشكلات الأسرية على أساليب التنشئة الإجتماعية للأطفال و محاولة تفسير ذلك ، من خلال مداخل نظرية للوصول إلى تفسير سوسيولوجي يساعدنا في فهم هذا الأثر . [10]
- دراسة خليل، محمد بن إسماعيل ( 2015) بعنوان الوسائل الودية فى حل الخلافات الأسرية بين الشريعة والقانون ، هدف البحث إلى الكشف عن الوسائل الودية في حل الخلافات الأسرية بين الشريعة والقانون. استخدم البحث عدة مناهج، هما: المنهج الاستقرائي، والمنهج التحليلي، كذلك المنهج الوصفي. واشتملت هيكلة البحث على خمسة مباحث رئيسة. المبحث الأول تناول مفهوم الوسائل الودية والخلافات الأسرية، وتوصل البحث إلى عدة نتائج، من أهمها: إن النصوص القرآنية أشارت الي حتمية الخلافات الزوجية وهذه الخلافات لها فوائد فالمحبة تأتي بعد العداوة والتوافق لا يأتي إلا بعد التصادم والحوار ولكن بشرط أن لا تضخم هذه الخلافات وتتطور فتؤثر على مكون الأسرة والأبناء. وأوصى البحث بضرورة إيجاد حلول بديلة عن القضاء وهو تفعيل الوسائل الودية في حل الخلافات الأسرية وهي تتمحور في تطبيق القيم الأخلاقية في حل الخلافات الأسرية، واستخدام الوسائل الودية في علاج النشوز والتحكيم والصلح بين الزوجين.[11]
- دراسة محمود، حاتم يونس ( 2010م ) هدف البحث التعرف على طبيعة الخلافات الزوجية وانعكاساتها على كل من الزوج والزوجة والأبناء واستخدم الباحث منهجي المسح الاجتماعي والمقارن واستعان الباحث فـي جمع البيانات بوسائل الاستبيان والمقابلة وتوصل البحث إلى مجموعة من النتائج والتي أهمها أن الخلافات الزوجية لها آثار سلبية على الزوج والزوجة والأبناء من خلال تأثيرها على الراحة النفسية وعمل الزوجين الوظيفي والبيت والتنشئة الاجتماعية للأبناء وكذلك تأثيرها على روح المحبة والتسامح بين أفرادها كما تؤثر على العلاقات داخل الأسرة الأمر الذي يؤدي إلى رغبة أفراد الأسرة بعدم البقاء في المنزل وبالتالي ينعكس هذا على الأسرة ويجعلها غير مستقرة الأمر الذي يؤدي إلى عدم استقرار المجتمع[12]
- دارسة أحمد محمود فايزة (2017 ) لجامعة السويس كلية التربية بعنوان تفعيل دور بعض المؤسسات التربوية نحو التفكك الأسري بالمجتمع وأثره على النشئ دراسة ميدانية بمحافظة السويس المصرية ،حيث ذكرت بأن الخلافات الزوجية تقوض الإستقرار الأسري وتعمل على زعزعة الإتزان النفسي والعاطفي لدى الأبناء وأثر المتغيرات الاجتماعية على تشكيل شخصية الأبناء وظهور سمات أخلاقية غير سوية لأنهم يتأثرون بطبيعة العلاقة الدائرة بين الوالدين وتنعكس على شخصياتهم ، فالإنتماء الأسري يؤثر على التحصيل الدراسي للأبناء وأن مستقبلهم مهدد بسبب المشاكل الأسرية من خلال :
- كثرة الشجار بين الوالدين والتسلط الأبوي على الأبناء والأم.
- يتمثل أثر المشكلات الأسرية على أساليب التنشئة الاجتماعية في الأسرة من حيث علاقتها بانحراف الأحداث: بخروج الحدث إلى الشارع لتفادي شجار الأبوين وحدوث تأثير كبير للمشكلات الأسرية على الحدث من خلال قضاء أوقات كبيرة خارج المنزل واستخدام العنف الدائم للحدث من قبل والديه. [13]
- دراسة الحراسيس خديجة علي ( 2015 ) تناولت هذه الدراسة مشكلة الطلاق في الأردن ودور المرأة فيها هدفت إلى معرفة أبرز المتغيرات الإجتماعية والاقتصادية التي من أجلها تبادر المرأة لطلب الطلاق من زوجها وتم توزيع استبانة على عينة مكونة من ٢٦٨ من المطلقين والمطلقات، وتبين من خلال النتائج بأن المرأة تبادر لطلب الطلاق إذا ارتفع لديها مستوى التعليم والعمل والدخل الناتج عنها، وإذا لم يتم تحقيق التوافق النفسي والمادي ، كما تبين أن سوء الاختيار وتدخل أهل الزوجين كان له دورا مؤثرا في فشل حل الخلاف الزوجي وطلب الطلاق . [14]
- دراسة اليعقوب ، محمد أحمد (١٩٩٤م) هدفت إلى التعرف على المشكلات الأسرية والإجتماعية والتربوية التي نجمت عن الطلاق في محافظة إربد ومحافظة المفرق وعينة الدراسة تكونت من أربع مجموعات وهي القضاة والتربويين والباحثين والإجتماعيين ورجال الأمن ، وأداة القياس الاستبانة ، وقد أظهرت نتائج الدراسة هناك علاقة إيجابية بين حالات الطلاق في محافظتي اربد والمفرق وبين المشكلات الأسرية والأخلاقية.
- دراسة عمر، أحلام العطا محمد ( 2018 م ) هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على دور العوامل الاجتماعية والاقتصادية في الخلافات الزوجية في المجتمع السعودي، من وجهة نظر الأزواج السعوديين في مدينة الرياض، والمتمثلة في المستوى التعليمي، العمر، تدخل الأهل، الدخل، مدى مسئولية الزوج في الإنفاق. وقد استخدمت الدراسة منهج المسح الاجتماعي بأسلوب العينة، وأداة الاستبانة في عملية جمع البيانات، وطبقت العينة غير العشوائية على (410) زوجا وزوجة، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها: وجود علاقة عكسية بين مستوى تعليم الزوجين وحدوث هذه الخلافات، الفرق الكبير في السن بين الزوجين، وجود علاقة عكسية بين تدخل الأهل السلبي في حياة الزوجين وحدوث الخلافات بينهما، وجود علاقة عكسية بين مستوى الدخل وحدوث الخلافات بينهما، وتخلي الزوج أو تقصيره في الإنفاق على أسرته، يسبب الخلافات الزوجية بينهما.[15]
- دراسة عبد الرحيم آمال صلاح (١٩٩٣م) بدراسة بعنوان ظاهرة الطلاق في سورية، أسبابها ومتغيراتها الإجتماعية المعاصرة، وهدفت الدراسة إلى دراسة متكاملة عن أسباب الطلاق، وعن العوامل التي تسهم في ارتفاع نسبته، وما مدى اختلاف هذه الظاهرة بين المدينة والريف؟ والكشف عن حجم الظاهرة في المدينة والريف، والتعرف على الاختلاف الموجود في هذا الحجم معهما، الكشف عن الترابط بين المستوى التعليمي لكل من الزوج والزوجة ، وتأثير ذلك في الطلاق ، الكشف عن الترابط بين الطلاق والزواج المبكر لكلا الزوجين، بما يمثله هذا المتغير من أهمية كبيرة على الظاهرة المدروسة بارتباطه بعدد من المتغيرات، كالإقامة المشتركة مع الأهل، واختيار الأهل للطرف الآخر، وتدخل الأهل في حياة الزوجين، والتبعية المادية للأهل، وما يترتب عنها، والكشف عن مدى الترابط بين الطلاق وسوء الاختيار.[16]
- دراسة الكعبي إبراهيم محمد عبدالله ( 2015 ) هدفت الدراسة الى تطوير تطوير نموذج لحل الخلافات الأسرية في المجتمع القطري لحل الخلافات الزوجية لممارسته في المؤسسات القطرية التي تتعامل مع الاسرة والتعرف على نوعية المشكلات المؤدية الى الخلافات الزوجية في الاسرة القطرية والمقترحات لحلها. استخدمت الدراسة المنهج النوعي والكمي في تطوير هذا الانموذج. وتوصلت الدراسة إلى تطوير تطوير نموذج لحل الخلافات الأسرية في المجتمع القطري لحل الخلافات الزوجية لممارسته في المؤسسات القطرية التي تتعامل مع الاسرة والتعرف على نوعية المشكلات المؤدية الى الخلافات الزوجية في الاسرة القطرية وكان من اهمها الشجار الدائم بين الزوجين لأتفه الاسباب واخيرا خرجت هذه الدراسة بتوصيات هامة من شأنها المساهمة في حل الخلافات الزوجية والتقليل منها واهمها ضرورة مواجهة الخلافات الزوجية عن طريق المؤسسات الاسرية التي تسهم في توعية وتدريب الزوجين في مواجهة الخلافات التي تنشأ بينهم.[17]
- دراسة جامعة السلطان قابوس (2015) بالتعاون مع وزارة التنمية الإجتماعية حول واقع الطلاق في المجتمع العماني دراسة ميدانية وطبقت على 396 مطلقة، و117 مطلقا، ورصدت هذه الدراسة عددا من الأسباب المؤدية للطلاق كالعنف بين الزوجين، وعدم الاحترام وسوء المعاملة والإهمال، وتعدد الزيجات وعدم تحمل المسؤولية وغيرها .. مشيرة بحسب تقديريها أن هنالك أسبابا أخرى بينها دينية كعدم التزام أحد الزوجين بالفرائض كالصلاة، وسوء استغلال مفهوم القوامة، والاستعلاء، وعدم إدراك الحقوق والواجبات المشتركة بين الزوجين وهذه في غاية الأهمية، إذ إن عدم إدراك الزوج أو الزوجة أن الله تعالى يغضب على منتهك حقوق عقدة النكاح الذي سماه عز وجل بالميثاق الغليظ؛ سيؤدي إلى التهاون في تحقيقه، وضعف في الإحساس بقيمته العظيمة، والتهاون في تحقيق هذه الحقوق والواجبات يؤدي إلى الطلاق .. كما أن هنالك أسبابا أخلاقية متمثلة بالعدوان الجسدي واللفظي، والخيانة الزوجية، وإدمان المسكرات، وكذلك أسباب اجتماعية تتمثل بتدخل الأهل أو غيرهم في خصوصية حياة الزوجين، وضعف شخصية الزوجين، أو أحدهما، والفروقات بين الزوجين كالفروقات في العمر، وفي المستوى الثقافي والتعليمي، وفي المستوى الإجتماعي، ولعل من أهمها في الآونة الأخيرة هو إدمان مواقع التواصل وما قد يحدث بسببها من خيانات من قبل الزوج أو الزوجة، وتأثيرها على طريقة تفكيرهما، فمثلًا تتأثر الزوجات بنصائح مشهورات مواقع التواصل ذوات الحياة المزيفة، والنصائح المغلوطة البعيدة عن المعيارية الأخلاقية والدينية والعلمية، فتفشل حياتها الزوجية بسبب تلك النصائح.[18]
- دراسة درويش أ.د. حنان محمد محمد مستشار تربوي وأسري بموقع المستشار بعنوان مشكلات الحياة الزوجية في المجتمع السعودي ، دراسة تحليلية نمائية
دراسة تطبيقية على موقع “المستشار” بعنوان” لمشكلات الزوجية بالمجتمع السعودي .. رصد الواقع .. ورؤية للحل “تُعنى بتحليل مضمون الخلافات الزوجية في الأسرة السعودية المعاصرة سعياً لمعرفة أسبابها وعواملها ، وتصنيفها ، ومن ثم إمكانية وضع الاستراتيجيات والحلول الملائمة لها من قبل أولي الأمر والمعنيين . تستخدم الدراسة أسلوب المنهج الوصفي في التعرف على طبيعة وخصائص المشكلات الزوجية في الأسرة السعودية المعاصرة وارتباطها بالأوضاع والمتغيرات الاجتماعية والثقافية المعاصرة كمتغير التعليم والعمل والإعلام وأوجه الحداثة في البيت السعودي ، ومن ثم استخلاص العوامل والمسببات التي تكمن وراء الخلافات الزوجية في الآونة الراهنة ، كذلك استخدمت الدراسة أسلوب تحليل المضمون للوقوف على أهم وأكثر المشكلات الزوجية حدوثاً في الأسرة في الوقت الراهن ، وذلك من خلال إجراء تحليل نوعي للمشكلات السائدة من واقع الشهادات الواقعية للزوجات والأزواج في عينة الدراسة . [19]
- دراسة عابدين، آمال عبد الله لافي بجامعة عمان العربية( 2009 ) ، كلية العلوم التربوية و النفسية / قسم علم النفس و الإرشاد و التربية الخاصة ، هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن الأسباب و الآثار النفسية و الاجتماعية لحالات طلاق قبل الدخول و سنة أولى زواج ، تألفت عينة الدراسة من (100) سيدة مطلقة، منهن (50) سيدة طلاق قبل الدخول، و (50) سيدة طلاق سنة أولى زواج.
ولكون الدراسة اعتمدت المنهج النوعي لجمع البيانات فقد تمت مقابلة أفراد عينة الدراسة بشكل فردي، و طرح سؤالين أحدهما يتعلق بأسباب الطلاق، والآخر بآثار الطلاق على المطلقة ، حيث أشارت النتائج إلى أن أهم أسباب الطلاق لدى المطلقات هي سوء الاختيار، يليه تدخل الأهل، ثم عدم تحمل المسؤولية، ويليه تبعية الزوج لوالدته أو أحد أفراد أسرته ، واختلفت بعض الأسباب في مدى إسهامها بالطلاق لدى المطلقات قبل الدخول وسنة أولى زواج، فقد كان سوء الاختيار، يليه تدخل الأهل، ثم عدم تحمل المسؤولية من أهم الأسباب لدى المطلقات قبل الدخول.
بينما احتل تدخل الأهل يليه سوء الاختيار، ثم تبعية الزوج لوالدته أو أحد أفراد أسرته من أهم الأسباب لدى المطلقات سنة أولى زواج ، أما أهم الآثار النفسية التي يتركها الطلاق على المطلقات بشكل عام فهو الشعور بالإحباط والتعاسة والحزن، ثم الشعور بالظلم.[20]
- دراسة كاظم رباب راسم (2018) التي نشرها جامعة المثنى- علم الاجتماع – كلية الآداب- العراق بعنوان صراع الأدوار عند المرأة والمشكلات الاسرية (دراسة ميدانية في محافظة المثنى) يسلط الضوء على اهم المشاكل التي تتعرض لها الاسرة بسبب تعدد أدوار المرأة ومساهمتها في الجانب الاقتصادي للأسرة، جاء البحث في ثلاث مباحث شمل المبحث الأول والثاني الجانب النظري للبحث وما يتضمنه من العناصر الأساسية كمشكلة واهمية واهداف وفرضيات ومفاهيم البحث، وبعض من الدراسات السابقة والنظريات الاجتماعية التي تفسر مشكلة البحث وقد اعتمدت الباحثة في ذلك على النظرية البنائية الوظيفية كونها أقرب نظرية لتفسير المشكلة. والمبحث الثالث كان الجانب الميداني، الذي اعتمدنا فيه المنهج الوصفي باستعمال استمارة الاستبيان على عينة عشوائية تشكلت من (60) امرأة موظفة، ومن اهم نتائج البحث بان اغلب المبحوثات لديهن شعور بأنهن يعيشن في جو أسرى مفكك حيث كانت النسبة مرتفعة وهي (%70) كما تأكدت فرضية البحث وهي (هناك فرق معنوي بين التفكك الاسري وتعدد أدوار المرأة) وأكدت نتائج البحث ان الثقافة الذكورية للمجتمع تنتقص من مساعدة الزوج لزوجته في أعباء المنزل مما جعل أعباء المرأة كثيرة وهذا أدى الى تدهور أحوال الاسرة.[21]
- دراسة خضير القاضي الشيخ/ ماهر عليان ، قاضي محكمة الاستئناف الشرعية- غزة، فلسطين بعنوان الطلاق آثاره وأضراره ونشرها مركز المعلومات الفلسطني الوطنى على موقعه الرسمي بين في دراسته الآثار الشرعية والاجتماعية والتربوية، وأيضاً الآثار الاقتصادية الناتجة عن الطلاق، وقدم دراسة إحصائية لحالات الطلاق في محافظة غزة ، وبيان آثار انتفاضة الأقصى على الطلاق وذلك بحكم اطلاعه المباشر على كثير من هذه الحالات بصفته كقاضي غزة الشرعي في تلك الآونة.
- دراسة م.د. فخري صبري عباس ( 2012 م ) بعنوان دراسة تحليلية للعوامل المرتبطة بالتفكك الأسري للعائلة العراقية بعد أحداث ٩/٤/٢٠٠٣، يبحث هذا الموضوع في عوامل التفكك الاسري ومـسبباته لـدى العائلـة العراقية في ضوء التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتحول السياسي الذي طرأ على المجتمع العراقي بعد احداث ٩/٤/٢٠٠٣ . وقد سلط الباحث الضوء على عوامل التفكك الاسري المرتبطة بفقدان الاب والهجرة والتهجير والعنف الطائفي وجرائم الارهاب … الخ من العوامـل التي تستدعي الوقوف عندها والتعامل معها واق عياً مستفيدين من معطيـات علم الاجتماع والانثرويولوجيا في دراسة هذه العوامل وبيان تأثيرها علـى الاسرة والمجتمع . وقد خرج البحث بجملة من التوصيات والمقترحات بعد الدراسة النظرية التحليلية للتفكك الاسري .[22]
- دراسة المنجد منى صلاح الدين تحليلية شاملة أشارت إليها الورقة البحثية التي صدرات بعنوان (الطلاق في دول مجلس التعاون الخليجي: المخاطر والتداعيات) وتطرقت إلى أن نسبة الطلاق من إجمالي السكان تكاد تتساوى مع نسبة الزواج في الفئة العمرية 20 ـــ 29 عاما، وبلغت معدلات الطلاق حدها الأقصى في الفئة العمرية 30 ـــ 39 عاما، ما يشير إلى أن الأزواج الشباب في كثير من الأحيان هم أكثر عرضة للطلاق في السنوات الأولى من الزواج أو بعد مرور فترة قصيرة من عمر الزواج. وذكرت إن هنالك حاجة ماسة إلى معرفة أسباب ارتفاع معدلات الطلاق في دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك لمساعدة واضعي السياسات الإجتماعية على تحديد ماهية الأنماط الجديدة التي تؤثر سلبا في مستقبل التنمية الإجتماعية في دول مجلس التعاون الخليجي، وبالتالي إيجاد سبل تسهم في الحد من ارتفاع معدلات الطلاق.[23]
- دراسة ظاهرة الطلاق في قطر .. الأسباب والتقليل منها ( 2015) وتعتمد الدراسة على أحوال المنفصلين والمطلقين والمطلقات ممن عولجوا في مركز الاستشارات العائلية بقطر ( موقع صحيفة العرب القطرية )[24]
- دراسة مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية نشرتها وكالة الأنباء الكويتية كونا في 13/12/2004 وتشير الدراسة إلى ارتفاع حالات الطلاق في الدول العربية ، وأثر الطلاق على المرأة منها الضغوط النفسية عليها بسبب وجود أبناء لها وعدم رغبة أكثر الشباب من الزواج بالمطلقة بل ونظر إليها الرجال أنها صيد سهل للاستمتاع بها ، ولكن الضغوط تنتاب كذلك الرجل بدرجة أقل من المرأة ، وأوصت الدراسة إلى توعية الشباب المقبلين على الزواج بعد أن تبين أن هذه التوعية مفقودة حيث أن معظم حالات الطلاق يتم في السنوات الأولى من الزواج[25]
- دراسة طنيش 2008 عن أثر الطلاق على انحراف الأحداث وهي دراسة ميدانية تقدمت بها الباحثة لنيل رسالة الماجستير ، وأشارت الباحثة إلى أن الدراسات الإجتماعية تشير أن انحراف الأحداث من أهم أسبابه انفصال الأبوين أو حدوث الطلاق بينهما [26]
- دراسة المنيع حمد محمد ( 2109 م ) هدفت بعنوان المشكلات الأسرية وظاهرة إدمان المخدرات ونشرتها مجلة البحث العلمي في التربية / جامعة عين شمس – كلية البنات للآداب والعلوم والتربية وتهدف إلى التعرف على المشكلات الأسرية لدى المدمنين والتي كانت سببا لوقوعهم في الإدمان، كما هدفت إلى معرفة العوامل المؤثرة والتي تحول دون التقدم للعلاج من الإدمان، تم اتباع منهج البحث الكيفي وذلك عن طريق المقابلة الشخصية، وتم اختيار عينة عشوائية من نزلاء مستشفى الأمل بمنطقة جيزان بلغ عددهم (20) مفردة. واستخدمت استمارة المقابلة الشخصية لجمع البيانات من أفراد العينة والذين تسمح حالتهم بذلك، أو من أحد القائمين على رعايتهم الذين لا تسمح حالتهم بإجراء المقابلة معهم، وتوصلت الدراسة الى نتائج أهمها أن من المشكلات الأسرية لدى المدمنين وكانت سبباً لوقوعهم في الإدمان (القدوة السيئة من قبل الوالدين- إدمان احد الوالدين- انشغال الوالدين عن الأبناء)، كما أكدت نتائج الدراسة أن هناك معوقات تحد من إقبال المدمنين على علاج الإدمان بمستشفيات الأمل وهذه المعوقات مترابطة ومتشابكة لا يمكن اعتبار كل عنصر منها عائقاً مستقلاً عن العناصر الأخرى بل هي عوامل متشابكة ومتعددة منها ما يتعلق بالعلاج ومنها ما يتعلق بالمدمن والبيئة الاجتماعية المحيطة به ومنها ما يتعلق بالمادة المخدرة، وعلى ضوء الاستنتاجات توصلت الدراسة الى توصيات أهمها حث المدمنين على التقدم للعلاج باعتبار أن العلاج خطوة ضرورية للشفاء من الإدمان، مع التركيز على أن العلاج محاط بسرية ولن يؤثر في مركز المدمن الوظيفي أو الاجتماعي، والعمل على التركيز الإعلامي وزيادة حملات التوعية بأضرار المخدرات من خلال البرامج التلفزيونية.[27]
الفصل الثالث
القسم الثاني
مفهوم التوافق الزوجي لإستدامة العلاقة الزوجية
تعتبر الخلافات الزوجية من أكبر المشاكل التي تواجه الأسر، والطلاق أكبر خطر يهددها إلا أنه شرع على كراهته في الإسلام كمنفذ أخير لحل مشكلات الأسرة متى تفاقمت واستعصت عن الحل وامتنعت كل جهود التوفيق والإصلاح والتحكيم شرعاً وقانوناً، فالطلاق لم يجعله الشرع والقانون أول علاج يلجأ إليه المرء إذا ما ظهرت بوادر الشقاق، وإنما شرع من الأوامر والأحكام ما أن اتبعت لا يقع الطلاق إلا عند وجود ما يقتضيه ولإستقرت الحياة الزوجية على قرار مكين، فيكون الطلاق علاج لمشكلات الأسرة التي تعجز عن حلها الوسائل الأخرى وباتباعها أيضاً تنتفي المفاسد التي تنجم عنه[28]
– المحاور الأساسية التي تؤثر على سلامة العلاقة الزوجية وإستقرارها ما يلي .
– التماسك الأسري والذي يأتي عبر خمسة مقومات أساسية :
1- المقوم البنائــي: ويتطلب وجود أسرة متكاملة من أب وأم وأبناء وغيرهم إن وجد.
2- المقوم الديـني : وهو أهم المقومات التي تؤدي إلى زيادة التماسك والوحدة بين أعضاء الأسرة،ويزيد من تماسك الأسرة فكرياً ومعنوياً ويقيها من التفكك والانحراف.
3- المقوم العاطفـي : ويعتمد على ما يسود الأسرة من عواطف إيجابية تربط بين جميع أعضائها،تتجلى في الحب والتقدير والاحترام المتبادل.
4- المقوم الاقتصادي:ويتمثل في قدرة الأسرة على إشباع الحاجات المادية لأفرادها المنتمين إليها،بحيث يشعر الفرد بالأمن والسعادة لانتمائه إلى هذه الأسرة.
5- المقوم الصحي : ويقوم على مدى خلو الأسرة من الأمراض المختلفة ،وخلوها من الأمراض الوراثية على وجه الخصوص، ومدى قدرة أفرادها على الترابط والتماسك ومواجهة أزمات المرض وما تخلفه من تبعات السيد رمضان [29]
إن الخلافات والصراعات الزوجية لا ترتبط بعوامل مرتبطة بالعلاقات الزوجية فقط ولكن تتضمن عناصر خبرات الحياة لكل من الزوجين ومدى تأقلمهم و ملاءمتهم بين الخبر ا ت الماضية و المواقف الحالية وأما أقوى الخلافات وأشدها بين أفراد الأسرة فهي تلك التي يتعرض لها الزوجان في الوقت الحاضر، بسبب كثرة المشاكل والضغوطات التي تتعرض لها سواء أكانت مشاكل بيتيه أو اجتماعية أو نفسية أو اقتصادية أو في مجال العمل. فهذه الضغوطات تجعل من دورها دورًا أكثر تعقيدًا بحيث تتعرض كل أسرة إلى عوامل الصراعات ولكن يجب التميز بين ما يطلق عليه صراع هدام وبين الذي يحدث نتيجة الخلافات البسيطة العادية التي تحدث بين أي زوجين ، وهذه المتغيرات والتحولات السريعة في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية، التي شهدتها دول منطقة الخليج لعبت دورا مؤثرا في العقود الثلاثة الأخيرة حيث تمخضت هذه التغيرات عن قفزة في الظروف المعيشية والتعليمية والخدمات الاجتماعية. وقد أدت ظروف عملية التحول إلى تغيرات عميقة وواضحة في الأسرة العمانية، وهذا التغير لم يصب شكل الأسرة فحسب بل امتد إلى أدوارها الاجتماعية، نتيجة ما أصاب النسق الأسري من اعتلال بفضل العديد من مظاهر عدم الإستقرار الزواجي. [30]
إن نمط الخلافات الزوجية ليس سمة عامة بل تواجدها بطريقة مطلقة في كل الزيجات و لكن يرتبط فقط بتلك الزيجات التي تعجز عن الوصول إلى تكييف مناسب و حل للموقف أو الصراع[31]
مظاهر الخلافات والصراعات الزوجية:
للخلافات والصراعات الزوجية عدة مظاهر تتفاوت من حيث قوتها وحدتها ،حيث يمكن أن تمتد من الاضطهاد اللفظي إلى الاضطهاد الجسدي مرورًا من رفض الخصائص الشخصية والسلوكية للطرف الآخر ، فقد ذكرت دراسة أجريت في الأردن قام الباحث بدراسة سجلات وملفات القضايا في محكمة إربد الشرعية (قضايا الشقاق والنزاع، والتي تم الفصل فيها لعام 2016م ، وقد أشارت نتائج الدراسة إلى وجود أسباب تتعلق بأمور (دينية وثقافية ونفسية واجتماعية واقتصادية وتكنولوجية) يعزى لها النزاع والشقاق بين الزوجين. [32]
ومن أبرز مظاهر الخلافات والصراعات الزوجية:
الشجار الدائم بين الزوجين، وهجر الفراش والمنزل، تحريم الزوجة بالإيلاء أو الظهار، العناد والخصام والتهديد بالطلاق والانفصال والتوقف عن القيام بالواجبات الزوجية ،عدم نسيان كل من الزوجين أخطاء الآخر، وإثارتها عمد كل خلاف يحدث بينهما.[33]
- المقومات الأساسية التي تساعد على ديمومة المشاعر والإستقرار الزوجي تتمثل فيما يلي
الأمر الأول : طرق التعامل وإدارة الخلافات الزوجية
الخلافات الزوجية شيء طبيعي خاصة مع بداية الحياة الزوجية ، تتعرض لها كل البيوت لخلاف الطباع والتصرفات، وعدم معرفة الشخصين ببعضهما بعضا، وعدم خبرتهما في تجاوز هذه الأمور، حتى إن بيت النبوة تعرض لذات المشكلة لكن مع الفرق، ففي بيت النبوة والسلف الصالح كانوا يحسمون الخلافات من البداية قبل تطورها واستفحالها ويعالجونها بحكمة وبما يتفق مع تعاليم الإسلام الكفيلة بحل تلك المشكلات ، لكن الآن مع الأسف، تتطور الخلافات بين الزوجين، لتصل إلى حد النفور والكراهية والتفكير في الطلاق ، رغم أن أغلبها يكون لأسباب تافهة، وقد كان الإسلام سباقا لحل مثل هذه المشكلات بأن وضع الأسس والقواعد منذ البداية، حيث دعا إلى حسن اختيار الزوج أو الزوجة، على أساس الدين.
لانختلف إن الخلافات الزوجية واردة في كل بيت ، وتصيب كل علاقة شراكة، ولكن العبرة تكمن في كيفية مواجهتها بالطرق الصحيحة ، وطريقة التعامل معها بصورة منطقية دون تهويل أو تشوية أو تضخيم ، إن الحياة الزوجية عبارة عن زوجاً وزوجة تتشابك بينهما المصالح وتتوزع الوظائف وتختلف الميول والاهتمامات والطموحات والنظرة للحياة مما يترتب عليه حدوث اختلاف في وجهات النظر وقد تتولد بينهما المشاكل وتتراكم وتتشابك مما يسبب حالة من القلق والغضب ولا تخلو حياة زوجية من مشاكل وخلافات مهما بلغت درجة التدين والثقافة لدى الزوجين.[34]
فكم من خلاف تافه تحول إلى مراكز الشرطة والمحاكم بسبب تعاملنا الخطأ معه ، وكم من مشكلة كبيرة صغرت وربما انتهت بسبب التعامل الصحيح الحكيم وقت المشكلة.
نحن لا ندعي الكمال ، وطبيعي أن يتغير مزاج الإنسان، أو تمر عليه بعض الظروف النفسية كالغضب أو الصمت ونحوه، ولكن هذا مؤقت، المهم في هذا الوقت لا نضغطه بالاتهام، وهناك زوجات تخطئ عندما ترى زوجها في وضع عصبية أو فتور مؤقت من قبله، فتبدأ تتهم الزوج بالتقصير والتغيير، وهذا الأسلوب في حقيقة الأمر يزيد البعدُ والفجوة، في حين أن الأفضل أن تمنحه فرصة لكي يراجع فيها حساباته، وأن تعرف جيداً كيف تتعامل معه بحكمة وهدوء ، أنه عند الخلافات الزوجية، هناك خطأ متكرر الحدوث، وهو سرعة اتخاذ القرارات الخطأ الحاسمة كالطلاق، فتجد البعض من الأزواج يقدِّم قرار الطلاق على أي قرار آخر وقت الخلاف الزوجي ، وهذا خطأ كبير، لأنه ليس من الحكمة أن يكون القرار أكبر من الحدث نفسه، وبالتالي يجب على الزوجين أن يتركا لنفسهما مساحة للتفكير قبل اتخاذ القرار في حال ظهور أي مشكلة بينهما، لأن من علامة الحكمة أن يتم النظر لأبعاد القرار قبل اتخاذه.
وعلينا أن ننظر إلى الهدي النبوي في علاج الخلاف الزوجي وذلك من خلال بيان مفهومه، وأنه أمر فطري بين البشر، وطبيعي بين الأزواج، ووارد وقوعه في أي علاقة زوجية، نظرا لتفاوت العقول والافهام، كما كان يحدث بين الرسول عليه الصلاة والسلام، – أكمل الخلق – وبين زوجاته خلافات زوجية، ومع ذلك لم تؤثر هذه الخلافات علي صحة الصدور وسلامتها، ولم تتغير المحبة المستقرة في القلوب، كما هو حاصل في الزمن الحالي بين الأزواج حيث تحولت العلاقة الزوجية بين معظمهم إلي علاقة نفور وخصام وشقاق دائم، لا سبيل لعلاجه، ولا مجال لاحتوائه، لعل السبب الذي ميز الخلافات الزوجية في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام عنها في الزمن الحالي هو صدق إيمان الأوائل حيث عدوا العلاقة الزوجية علاقة مقدسة، فلم يتهاونوا في إقامتها علي النحو الذي يرضي الله عز وجل.[35]
أن من الأمور المزعجة المتكررة، خاصة عند الأزواج الجدد، أنه بمجرد الخلاف مع زوجته فإنه يباشر في لفظة الطلاق أو «نحن ما نصلح مع بعض»، أو بعض الزوجات بمجرد حدوث خلاف تطلب الطلاق وتحكم على حياتها أنها نكد وملل.
الأمر الثاني : مفهوم التوافق الزوجي وضرورته لاستقرار وسلامة الأسرة
- مفهوم التوافق الزوجي يُعد مفهوماً محورياً في تحصين الأسرة أمام التفرق والانقسام الذي ينتاب العلاقة الزوجية في أحيان كثيرة وهو ” مفهوم بنائي ” بمعنى أنه يتدرج ويتصاعد مع نمو شخصية الشباب في مراحل نموهم في فترة الإعداد للزواج ثم يلي ذلك في مقتبل حياة الزوجين ، ويستمر بطريقة تراكمية مع استمرار الحياة الزوجية حتى الوصول إلى مرحلة نضج العلاقة الزوجية .
- التوافق الزوجي مفهوم ممتد في كافة التخصصات التي تناولت الزواج والأسرة ، وبحثت في أسباب التصدع الأسري ، ومن ثم فهو ” مفهوم مرجعي “أي يتم في ضوءه تفسير كافة المشكلات الزوجية ، وقد عنى الإسلام بهذا المفهوم وأوضح المعاني والمرامي التي يقصد إليها من واقع الآيات الكريمة وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وكذا معطيات الفكر الفقهي والدعوي والتربوي المعني بالزواج والبناء الأسري في الإسلام .
- لقد جاء تعبير الإسلام عن التوافق الزوجي في معاني ومرادفات عديدة مثل : السكن ، المودة ، الرحمة ، القوامة ، التكافل ……. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ” نموذجاً ” في تحقيق التوافق والتعاطف والتآلف مع زوجاته فضرب بذلك المثل الأعلى للزوج والزوجة المسلمة وفي السياق المعاصر فقد كثرت الدراسات ، وبخاصة السيكلوجية والإجتماعية التي تتناول قضية التوافق الزوجي، في علاقتها بالمتغيرات الشخصية والمجتمعية ومتغيرات العصر الحالي . هذا ومن الأهمية أن نعرض لأهم النتائج والإستخلاصات المتعلقة بدراسات التوافق الزوجي في السياق التربوي والإجتماعي الراهن.
الأمر الثالث : صراع الأدوار بين الرجل والمرأة في المجتمع الحديث
لقد شكل خروج المرأة للعمل ظاهرة اجتماعية خاصة بعد الثورة الصناعية التي عرفها المجتمع الإنساني، فقد شهد تزايد ملحوظ في نسبة النساء العاملات من نسبة لأخرى.
فقد كان ذلك قفزة نوعية في حياة المرأة بصفة عامة ، التي استطاعت أن تعمل في جميع المجالات، وفي جميع القطاعات من: تعليم، وصحة، وثقافة واقتصاد وسياسة، وحتى في مجال الأمن الوطني، وهذا نتيجة ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية جعلتها تغير من دورها الطبيعي كربة بيت إلى امرأة عاملة في جميع الاختصاصات، كما استطاعت أن تثبت أهميتها ومكانتها في المجتمع فأصبح عمل المرأة أمرًا مألوفًا سواء داخل المنزل أو خارجه، متحدية بذلك كل العراقيل والصعوبات، لكن وراء عملها هذا كانت جملة من الدوافع كما عاد عليها بجملة من الآثار على مستوى أسرتها وأبنائها وزوجها وحتى على نفسيتها ( مقدود، فريدة مؤلف) .[36]
أن خروج المرأة للعمل والتعليم كان له تأثيرات متباينة على الأسرة الخليجية . وتبرز النتائج والشواهد ميل الأسرة الخليجية المعاصرة إلى الإستقرار والتوافق وتقبل عمل وتعليم المرأة أكثر من الاتجاه نحو عدم التوافق كما إن صراع الأدوار بين الرجل والمرأة في المجتمع الحديث أسفر عن خروج المرأة لسوق العمل مما ساهم في تصدع في الحياة الأسرية والزوجية ، (مختار، هادي رضا مؤلف) . [37]
الأمر الرابع : عدم التوافق الجنسي
أثبتت الدراسات الحديثة أنّ ۷٠ في المئة من المشاكل الزوجية ناتجة عن عدم وجود توافق جنسي بين الزوجين، وهذا الرقم خطير جداً ويشير الى وجود مشكلة يجب الحذر منها ، التوافق الجنسي له دور بالغُ الأهمية في العلاقات الحميمية بين الزوجين، وقد يتحقق الإشباع الجنسي الدوافع التي يسعى إلى تحقيقها بعد طرق أبرزها الارتباط العاطفي، ولا يمكن أن يحصل الإشباع إذا لم يكن هناك توافق جنسي بين الزوجين ولو بحده الأدنى. وعلى صعيد الأسرة فإن للتوافق الجنسي بين طرفي العلاقة أثراً في تحقيق الاستقرار الزواجي وزيادة الرضا الزوجي. [38]
واضطراب إشباع هذه الغريزة لمدة طويلة يسبب توترًا نفسيًا ونفورًا بين الزوجين؛ إلى الحد الذي جعل كثيرًا من المتخصصين ينصحون بالبحث وراء كل زواج فاشل أو متعثر عن اضطراب من هذا النوع
ويمكن أن يعرف عدم التوافق الجنسي بأنه عدم الانسجام الجنسي والتفاعل السلبي في تلبية الرغبة الجنسية للطرف الآخر، مما يؤدي بدوره إلى عدم الإشباع الجنسي ، إن عدم التوافق الجنسي ، في العلاقة الزوجية يُعد من أهم وأبرز أسباب عدم التوافق الزوجي ، وهذا يتطلب بدرجة كبيرة نوعاً من التثقيف والتوعية يمكن أن يتصدى لها علماء الطب والتربية والدعوة والإجتماع والخدمة الإجتماعية . ( شلبي ، 1408هـ )
الأمر الخامس : متغير العامل الاقتصادي
العامل الاقتصادي المتعلق بميزانية الأسرة وما يترتب على تخطيط هذه الميزانية في مواجهة حاجات الأسرة والأولاد ، يُعد عاملاً محدداً للتوافق الزوجي ، وبخاصة في ظل طموحات الأسرة الخليجية المعاصرة ، والرغبة في الإنفاق والسفر وشراء الهدايا . ومن الأمور التي أوضحتها بعض الدراسات أن دخل الأسرة قد يكوم مناسباً ، ولكن يأتي الخلل من عدم قدرة الزوجين على التخطيط ووضع أولويات الإنفاق [39]
القسم الثالث
معدلات الطلاق في دول الخليج ومقارنتها ببعض الدول الأخرى
ينبغي أن نعترف بأن المنازعات الزوجية عملية اجتماعية طبيعية في الحياة الزوجية، وأن النزاع في حدود معينة يعتبر أمرا ملائما لمواجهة المشكلات. [40]
ولكن انتشار الطلاق بسبب كثرة الخلافات الزوجية من الظواهر الخطيرة التي ظهرت في عصرنا الحاضر، والتي تهدد الأسر والمجتمعات ، على الرغم من وجود الدستور القرآني والمنهج النبوي الذي أسهم سهأسهم في التصدي لأسباب الطلاق، ومعالجة مشكلاته. والناظر في السنة النبوية يجد أن الأصل في الحياة الزوجية منع الطلاق، وكراهته إلا لضرورة قصوى، وسبب وجيه، كفقد الباءة، وسوء العشرة، والعقم، ونحو ذلك، وقد عالجت السنة النبوية كل أسباب الطلاق، ووضعت مبادئا عامة لما قد يستجد من مشكلات. ومن تدابير السنة النبوية لمواجهة ظاهرة الطلاق ما سنته من تشريعات من شأنها أن تؤخر أمد الطلاق، لعل الزوجين يراجعان أنفسهما، وحرمت السنة كل الأسباب التي تعاون على إيقاع الطلاق، وأوصت الأزواج بتحمل زوجاتهم، والارتقاء فوق الخلافات. كما أن في السنة من التشريعات الرحيمة ما يساعد على إعادة الحياة الزوجية بعد إيقاع الطلاق[41]
أزمة حقيقية تواجه المجتمعات العربية في ارتفاع معدلات الطلاق ، وهي نتيجة طبيعية لعدم الإستقرار الأسري وعدم قدرة الشريكان على المحافظة على علاقتهما بصورة ودية وعاطفية ، فمن المحيط إلى الخليج تزداد يوميًّا نسب المطلقين والمطلقات؛ بل وتدخل دولة عربية لتتصدر قائمة الدول الأعلى وقوعًا لحالات طلاق، وتخرج الجهات المعنية بالبيانات والإحصائيات بالدول العربية؛ لتحذِّر من تفاقم هذه الأرقام خلال السنوات المقبلة، إذا لم يتم طرح حلول عاجلة تواجه الخطر القائم.
- تشير أبحاث رسمية إلى أن الطلاق في الدول العربية بات ظاهرة واضحة، فإضافة إلى 7 حالات طلاق تقع كل ساعة بمعدل 162 حالة يوميا في السعودية، تسجل تونس 940 حالة طلاق شهريا بمعدل 4 حالات كل 3 ساعات، وفي العراق 62 ألف حالة طلاق سنويا، وفي الجزائر ارتفعت حالات الطلاق إلى 64 ألف حالة سنويا أي بمعدل حالة كل 12 دقيقة، وفى الأردن 14 ألف حالة طلاق سنويا .
- الأمر الأول الطلاق في الدول العربية .
- الطلاق في المملكة المغربية
- ارتفعت حالات الطلاق في المغرب العربي خلال آخر 8 سنوات وسجلت الإحصاءات أن كل ساعة تحدث 10 حالات طلاق أي بمعدل 90 ألف حالة سنويًا، وهذا بحسب موقع “أصوات مغاربية” وانتقل معدل الطلاق في المغرب من 26914 حالة في 2004 إلى 25852 في 2018، وارتفع إلى أكثر من 55 ألف حالة في 2019.
- تعد الدار البيضاء الأعلى على مستوى المدن المغربية ، حيث تصدرت بـواقع 15956 حالة طلاق العام الماضي.
- بحسب التقرير الصادر كشف تقرير صادر عن المندوبية السامية للتخطيط، ارتفعت مؤشرات الطلاق في صفوف النساء البالغات ما بين 45 و49 سنة في المغرب، مقارنة مع الرجال، سواء في العالم القروي أو الحضري.
- حسب المعطيات الواردة في التقرير فإن عدد المطلقات مثّل 77.0 في المئة من إجمالي المطلقين سنة 2014، منخفضا بذلك من 79.1 في المئة المسجلة سنة 2004؛ بينما نسبة الرجال من المطلقين بلغت 23.0 في المئة، بعدما كانت 20.9 في المئة سنة 2004
- من ناحيته ذكر المركز المغربي لحقوق الإنسان، إن المغرب تشهد تصاعدا مضطردا بحالات الطلاق، وأنها قد تجاوز 50 ألف حالة سنويا .
- الطلاق في الجزائر
- بلغ عدد حالات الخلع بالجزائر أرقاما قياسية غير مسبوقة ، حيث تجاوز عتبة 10 آلاف حالة، مقابل 44 ألف حالة طلاق في نفس الفترة، حسب ما أوردته جريدة “المساء” العمومية.
- وحسب الإحصائيات الأخيرة الصادرة عن وزارة العدل حول حالات الطلاق في الجزائر، فقد تجاوز عدد حالات الطلاق في الجزائر أكثر من 100 ألف حالة خلال سنة ونصف، فيما فاقت حالات خلع الأزواج 10 آلاف حالة خلال السداسي الأول من سنة 2021 ، فقد ذكرت وزيرة التضامن الجزائرية أن عدد حالات الطلاق في الجزائر خلال عام 2017 وصل إلى 65 ألفاً و637 حالة، فيما سجلت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان (منظمة غير حكومية) أكثر من 68 ألف حالة طلاق في 2018 بزيادة قدرها 3 آلاف حالة، مقارنة بعام 2017، ما جعل الجزائر تحتل المرتبة الـ8 عربياً و73 عالمياً.
وكشفت أرقام وزارة العدل أنّ حالات الطلاق في الجزائر في تزايد مخيف، حيث قدرت بأكثر من 44 ألف حالة خلال 6 أشهر الأولى من السنة الجارية، مقابل 66 ألف حالة في 2020.[42]
وسجلت حالات الخلع تصاعدا هي الأخرى، حيث قدرت في 2019 بأكثر من 13 ألف حالة، لتتجاوز 15 ألف حالة في 2020، وتصل خلال السداسي الأول من 2021 إلى أكثر من 10 آلاف حالة؛ فبعدما كان عدد حالات الطلاق 57 ألف حالة في عام 2015، ارتفع في 2016 إلى 63 ألفًا، ثم إلى 68 ألف حالة، حسب تأكيد في وقت أرجعت فيه ، السبب وراء ارتفاع نسب الطلاق في الجزائر إلى عدم نضج الشباب المقبل على الزواج، وأن 80% من حالات الطلاق تحدث في أول شهور الزواج؛ بسبب عقلية الزوجَين الخاطئة عن الزواج وتكوين الأسرة.[43]
- الطلاق في تونس
- على الرغم من القيود التي وضعها المشرّع التونسي للحدّ من ظاهرة الطلاق داخل العائلات التونسية، إلا أن الإحصائيات الأخيرة تؤكّد عكس ذلك، إذ بلغ عدد قضايا الطّلاق التي تم البت فيها حوالى 45 حالة طلاق يومياً، ويشير بعض الدراسات إلى أن أسباب الطلاق في البلاد تنحصر في مشاكل عدة أهمها الجنسية والاجتماعية والمادية ومظاهر العنف.
- في السياق ذاته أفادت دراسة نشرها مرصد الأسرة وهو منظمة غير حكومية، في آخر دراسة له، أن هذه الظاهرة التي تهدد الأسر التونسية ستبقى في ارتفاع إذا ما تواصل التكتم عن سببها الرئيسي، لا سيما الاضطرابات الجنسية لدى أحد الزوجين أو كليهما بحسب تقييمه، إذ ما يزيد على 48 في المئة من قضايا الطلاق سببها المشاكل الجنسية، بحسب المصدر نفسه، وحوالى 30 في المئة تعود لأسباب مادية، و20 في المئة سببها العنف الزوجي بمختلف أشكاله، استناداً إلى بيانات إحصائية وقع تحليلها من قبل المنظمة لدى عينة تمثيلية تتكون من 2345 شخصاً؛ حيث إن المحاكم التونسية أصدرت ما يقارب 14982 حكمًا بالطلاق خلال سنة واحدة.
- كما أفصحت مؤسسة الإحصاء الوطنية أن المحكمة أقرت بحدوث 14.527 حالة طلاق عام 2014 وهذه زيادة واضحة بالنسبة إلى عام 2010 التي كان فيه عدد حالات الطلاق 12.871 حالة ، كما كشفت إحصائيات قدمتها وزارة العدل، في بداية العام 2020، عن تسجيل 46 حالة طلاق يوميا في تونس و13 ألف قضية طلاق سنويا. كما تشير البيانات إلى ارتفاع عدد الحالات مقارنة بالعام 2017 حيث كانت المحاكم لا تبت سوى في 41 حالة طلاق يوميا.
- في المحكمة هناك نحو 5 مكاتب مسؤولة عن معاملات الطلاق وكل مكتب يصادف نحو 10 إلى 20 قضية طلاق في الأسبوع، إضافة إلى وجود 26 محكمة في تونس أي أن الرقم تخطى 12.000 حالة بكثير”رغم أن تونس تسجل 1000 حالة طلاق شهرياً، وفقاً لمركز الإحصاء الوطني التونسي، أي نحو 4 حالات كل 3 ساعات، فإن هذا الرقم يعد كبيراً هناك، نظراً لأن المجتمع التونسي لم يتجاوز 12 مليون نسمة. ويظهر في تونس سبب جديد للطلاق، بعد أن تحدث خبير معتمد لدى المحاكم التونسية في الصحة الجنسية والعلاقات الأسرية عن أن 40% من حالات الطلاق تعود لأسباب جنسية. [44]
- الطلاق في موريتانيا
- كل ثلاث زيجات في موريتانيا، تؤول إحداها إلى الفشل، ونسبة الطلاق في موريتانيا تبلغ 31 في المئة، ويحصل الانفصال في 60 في المئة منها في السنوات الخمس الأولى من الزواج، هذا ما يكشفه آخر تقرير رسمي صادر عن الحكومة الموريتانية، ما ينذر باختلالات بنيوية مجتمعية خطيرة. في هذا الصدد تأتي إحصاءات “المركز الديمغرافي والصحي بموريتانيا”، التي تؤكد أن نسبة الطلاق في البلاد وصلت في العام 2012 إلى حوالي 50 في المئة، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بما كان عليه الحال في العام 1997، إذ لم تكن تتعدى 16 في المئة.
- وتشير إحصاءات حديثة أعلنتها “رابطة النساء معيلات الأسر”، وهي منظمة موريتانية غير حكومية، إلى تفاصيل أكثر بشأن واقع الطلاق في موريتانيا. وتقول رئيسة الرابطة آمنة بنت المختار إن “المعلومات الموثّقة لديها تؤكد أن نسبة الطلاق تفوق الـ 50 في المئة في الأرياف والمدن الداخلية، بينما تناهز في العاصمة نواكشوط الـ 53 في المئة”.[45]
- كما أصدرت وزارة التنمية الموريتانية بيانًا أعلنت فيه أن نسب الطلاق بلغت 31%، وأن 60% من حالات الطلاق تحدث في السنوات الخمس الأولى بعد الزواج.[46]
- الطلاق في مصر
- في جمهورية مصر العربية فقد أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر أن هناك حالتي زواج كل دقيقة، بينما توجد حالة طلاق كل دقيقتين ، فقد شهدت مصر ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الطلاق، وهذا ما كشفت عنه الإحصاءات الصادرة من رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2014 والذي قال إن هناك 950 ألف حالة زواج و160.000 حالة طلاق في المقابل، و35% من حالات الانفصال تكون في الخمس سنوات الأولى من الزواج وترتفع النسب بين الشباب في الفئة العمرية من 25 إلى 35 عامًا ، أما لعام 2015 فهناك نحو مليون حالة طلاق حدثت في محاكم الأسرة بمصر، أي 240 حالة طلاق يوميًا بمعنى 10 حالات كل ساعة، وبالنسبة لحالات الخلع فقد وصلت إلى ربع مليون حالة بزيادة 89 ألف حالة عن عام 2014، هذا يعني أن هناك ارتفاع من 7% إلى 40% خلال الخمسين عامًا الأخيرة وزيادة في عدد المطلقات الذي وصل إلى 3 مليون مطلقة، وأشارت محكمة الأسرة التابعة لمجلس القضاء الأعلى أن من أسباب إقدام النساء على الخلع إلحاد الزوج.
- الطلاق في العراق
- في آخر إحصائية شهرية عن حالات الزواج والطلاق في العراق، نشرها مجلس القضاء الأعلى، بلغ عدد الزيجات الجديدة في شهر أغسطس الماضي قرابة 23500 حالة زواج، فيما بلغ عدد حالات الطلاق بينها نحو 6250 حالة طلاق، بنسبة تقارب 30 في المئة من إجمالي عدد حالات الزواج التي تمت خلال شهر واحد فقط.[47]
- وقد أثارت هذه النسبة المرتفعة القلق من تصاعد ظاهرة الطلاق التي تعصف بالمجتمع العراقي، وتؤثر سلبا على أمنه واستقراره، فهذه النسبة تعبر، بحسب المختصين، عن اتساع نطاق دائرة التفكك الأسري، وما ينجم عنه من مشاكل وأزمات اجتماعية حادة ومتناسلة، حيث تحصل كل يوم نحو 210 حالة طلاق تقريبا، بواقع قرابة 9 حالات في الساعة الواحدة.[48]
- نشرت الجهات القضائية العراقية، إحصائية عن عدد حالات الطلاق في البلاد خلال يناير الماضي، ووصلت لنحو 7 آلاف حالة طلاق، بواقع 10 حالات كل ساعة تقريبا وجاءت محافظة بغداد بالمركز الأول من حيث حالات الطلاق، وبحسب الإحصائية، فقد حصلت 6486 حالة طلاق في مختلف المحافظات العراقية، عدا إقليم كردستان، حيث تصدرت محافظة بغداد حالات الطلاق بـ2390 حالة ، ومن جانب آخر فقد أعلنت السلطة القضائية الاتحادية في العراق أن حالات الطلاق ارتفعت بنسبة 70% في السنوات العشر الأخيرة. وأصبحت تسجل حالات الطلاق أكثر من 60 ألف حالة سنوياً.[49]
كما كشفت دراسة مجتمعية سبباً جديداً لارتفاع هذه النسب في العراق، هو المسلسلات التركية التي تظهر الصورة الوردية للأزواج، ما يؤدي إلى سخط الأزواج في العراق على حالهم، في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها العراقيون، منذ الغزو الأمريكي. وكانت مؤسسة العراق لمنظمات المجتمع المدني،
- الطلاق في سوريا
- سجلت إحصائية مديرية الشؤون المدنية أكثر من 4470 حالة طلاق في مدينة حلب خلال شهري نوفمبر وديسمبر لعام 2018، وبالمقارنة مع معدّلات الطلاق التي حصلت بين شهري يناير وسبتمبر من العام 2019 والتي بلغت 944 حالة طلاق، سجّلت المحاكم الشرعية باللاذقية في الفترة ذاتها لعام 2020 ارتفاعاً في حالات الانفصال في المدينة، وصلت إلى 1001 حالة.[50]
- فقد أصدر القصر العدلي في دمشق إحصائية جديدة حول معدلات الزواج والطلاق في المدينة، قال فيها إن نسبة الطلاق ارتفعت عام 2017 إلى 31% وبلغ عدد حالات الطلاق في دمشق 7703 حالات ، عام 2017، فيما بلغت حالات الزواج نحو 24697 حالة، كما سجلت المحكمة الشرعية في دمشق 7028 حالة طلاق في العام 2015 مقابل 5318 في العام 2010، أي بزيادة قدرها 25 في المئة.
- وفق ما نقلت صحيفة “الوطن” المحلية عن المحكمة القضائية. وبحسب الأرقام القضائية فإن نسبة الطلاق إلى الزواج لم تتجاوز 27% عام 2016، فيما تجاوزت 31% العام الماضي، بمعدل زيادة قدره 4%.أرجعت المحكمة القضائية سبب ارتفاع نسبة الطلاق في دمشق إلى غياب الزوج، وأن 6946 حالة طلاق كانت تحت بند “دعوى تفريق لعلة الغياب”، إذ رفعت العديد من النساء دعوى تفريق بسبب طول مدة غياب أزوجهن دون أن يعرف مماته من حياته.[51]
- الطلاق في السودان
- أما في السودان فقد ارتفاع مقلق في عدد حالات الطلاق بالسودان، فبعد إحصائية صادمة صدرت العام الماضي كشفت عن وقوع 7 حالات طلاق في الساعة الواحدة، ليرتفع عدد الحالات في عام 2020 إلى 60 ألف حالة. كشفت إحصائية جديدة صدرت منذ أيام عن وقوع 70 ألف حالة طلاق خلال 2021. أي بمعدل زيادة 10 آلاف حالة. وتستحوذ ولاية الخرطوم على نصيب الأسد من حالات الطلاق، فبعد أن سجلت وحدها، 22 ألف حالة في عام 2020، كسرت رقمها القياسي مجدداً بتسجيل 20 ألف حالة 2021. ولم يقتصر ارتفاع الحالات على العاصمة فقط، بل سجل عدد من الولايات أعداداً هائلة تفوق كل واحدة على حدة خمسة آلاف حالة. الارتفاع السنوي لحالات الطلاق جعل المجتمع يتقبل الفكرة عكس الماضي، حيث كانت النظرة للمطلقة قديماً تحمل العديد من الاتهامات ونعتها بأنها غير مسؤولة، لكن الآن مع الانفتاح الثقافي والفكري أصبح خيار الطلاق هو الأكثر فوزاً، ويتم التعامل معه بترحيب.[52]
- الطلاق في الأردن
- صدر مؤخرا تقرير إحصائي صادم عن دائرة قاضي القضاة في الأردن يتضمن ارتفاعا مضاعفا لنسب الطلاق في المملكة عام 2017 مقارنة بالعام الذي سبقه. وأشار التقرير أن إجمالي حالات الطلاق المسجلة في الأردن لعام 2017 بغض النظر عن سنة الزواج كانت حوالي 26 الف حالة، في حين بلغت في عام 2016، 12 الف حادثة.
- بحسب دراسة أميركية، عن الدول العربية التي تشهد أعلى معدلات الطلاق ، جاء فيه الاردن الاول عربياً والـ14 عالمياً من حيث معدل الطلاق في الوقت الذي كشف فيه تقرير محلي لدائرة قاضي القضاة أن الأردن يشهد يومياً 60 حالة طلاق.[53]
كما أشار معهد تضامن النساء الأردني مؤخرا أن 21%من الذكور المطلقين و51 من الفتيات المطلقات أعمارهم تقل عن 25 عاماً، ما يشير الى أن الزواج المبكر من أهم أسباب الطلاق في الأردن. وساعد على ارتفاع نسبة الطلاق حالات زواج القاصرات في الأردن في السنوات الأخيرة، فقد شهدت المملكة ارتفاعا متزايدا في زواج الصغيرات تحت سن 18 خاصة بعد إقامة اللاجئين السوريين داخل البلاد.[54]
- الطلاق في لبنان
- ارتفعت نسبة الطلاق لدى المسلمين، أو إنهاء عقد الزواج أو بطلان الزواج أو فسخه لدى المسيحيّين في لبنان، من 4 في المئة من مجموع حالات الزواج في تسعينات القرن الماضي، إلى نحو 35 إلى 40 في المئة في الوقت الحاضر، ونصفها حصل في السنة الأولى من الزواج؛ ففي العام 2014 بلغت أرقام عقود الطلاق 7180 حالة لدى مجموع الطوائف في لبنان، في حين سجّلت المحاكم المسيحيّة والإسلاميّة 41717 عقد زواج في العام نفسه. وفي العام 2010 سجّلت المحاكم المسيحيّة والسنّية 41758 عقد زواج مقابل 5897 عقد طلاق. وفي العام 2009 سجّلت هذه المحاكم 5957 عقد طلاق، في مقابل 40565 عقد زواج. وفي العام 2008 سجّلت 5389 عقد طلاق، في مقابل 37593 عقد زواج. وفي العام 2007، سجّلت 5859 عقد طلاق، مقابل تسجيل 35796 عقد زواج، منها 512 معاملة طلاق و620 معاملة زواج في المحكمة الشرعيّة السنّية في بيروت. وفي العام 2007، سجّلت المحكمة الجعفريّة الرئيسيّة في بيروت 399 عقد طلاق، مقابل 1289 معاملة زواج. وفي العام 2006، سجّلت المحكمة نفسها 435 عقد طلاق، مقابل 1427 معاملة زواج. وفي خلال السنوات الأربع الماضية، أبرمت المحكمة نفسها 1512 معاملة طلاق، مقابل 4517 معاملة زواج. وفي العام 2014، سجّلت المحكمة الجعفريّة في النبطيّة وقضائها نسبة طلاق وصلت إلى 25 في المئة. وفي العام 2008، سجّلت محكمة بعقلين الدرزيّة 67 معاملة طلاق في الشوف مقابل 574 معاملة زواج. وفي العام 2007، سجّلت المحكمة نفسها 76 معاملة طلاق في الشوف مقابل 451 معاملة زواج. وفي العام 2008، سجّلت المحكمة المارونيّة، في زوق مصبح، 261 دعوى بطلان زواج، و29 دعوى هجر؛ وفي العام 2007، بلغ عدد دعاوى البطلان 245 دعوى، والهجر 47 دعوى. وفي العام 2006، بلغ عدد دعاوى بطلان الزواج 179، وعدد دعاوى الهجر 48 دعوى ، إشارة إلى أنّ المحاكم الدينيّة لا تفصح عادة عن الأرقام الحقيقيّة لحالات الطلاق، علمًا بأنّه لا توجد مرجعيّة واحدة في لبنان لتحديد نسب الطلاق، فلدى كلّ طائفة خصائص معيّنة في مسألتي الزواج والطلاق.[55]
الأمر الثاني
نسبة الطلاق في دول الخليج
أصبحت ظاهرة الطلاق في الخليج تشكل هاجسًا كبيرا جدا لدى دول الخليج حيث أصبح الطلاق مشكلة اجتماعية، وتنجم عن فشل الزوجين في الانسجام، وقد كشفت دراسة حديثة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي أن معدلات الطلاق سجلت ارتفاعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة في دول المنطقة، وما زالت في ارتفاع مستمر.
أظهرت الإحصاءات التي وردت في هذه الدراسة أن معدلات الطلاق الإجمالية كنسبة مئوية من جميع حالات الزواج في دول الخليج بلغت 20 بالمائة في السعودية عام 2018، و24 بالمائة في البحرين 2017، و25.62 بالمائة في الإمارات 2018، و34.76 بالمائة في قطر 2019، و37.13 بالمائة في الكويت 2017. وقالت الدراسة التي صدرت بعنوان (الطلاق في دول مجلس التعاون الخليجي: المخاطر والتداعيات) إن هنالك حاجة ماسة إلى معرفة أسباب ارتفاع معدلات الطلاق وذلك لمساعدة واضعي السياسات الإجتماعية على تحديد ماهية الأنماط[56]
نسبة الطلاق في دولة الإمارات العربية
بات الطلاق مشكلة تؤرق الجهات الرسمية في دولة الإمارات وتزداد مع زخم الحياة المتصاعد حيث ارتفاع نسبة الطلاق بالدولة بين المواطنين (مواطن ومواطنة )، (مواطن غير مواطنة)، في ارتفاع مما يسبب قلقا نحو مستقبل الأسرة في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ حيث بلغت نسبة الطلاق في إمارة أبوظبي في نهاية عام 2020م 30% تقريباً، وفي إمارة دبي بنسبة 29%،وفي إمارة رأس الخيمة ما نسبته 35%، إمارة أم القيوين بنسبة 28%.
كشفت دراسة أجريت مؤخراً عن الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق بين المواطنين الإماراتيين. وقالت الدراسة الصادرة عن وزارة الشؤون الإجتماعية، ونشرتها جريدة “ذا ناشنوال” الصادرة أمس عن شركة أبوظبي للإعلام ، إن عدم التواصل بين الزوجين، مع تدخل أفراد الأسرة من أهم أسباب الطلاق، الدراسة أوضحت أسباب أخرى للطلاق من بينها، المعاملة السيئة للزوجات، وتناول الأزواج للمخدرات والمشروبات الكحولية، وكذلك التورط في قضايا أخلاقية أبرزها الخيانة. وأوضحت الدراسة، التي شملت 1335 حالة طلاق داخل الدولة وقال 30 بالمائة ممن شملهم الدراسة إن زيادة أعباء تكاليف الحياة الأسرية، ضمن أهم أسباب الطلاق أيضا بين المواطنين.
أما بحسب المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، فقد بلغ عدد حالات الطلاق بالدولة 4554 في 2019، وشملت 1845 بين زوجين غير إماراتيين، و1799 بين زوجين إماراتيين و728 بين زوج إماراتي وزوجة غير إماراتية، و182 بين زوجة إماراتية وزوج غير إماراتي. وبلغ متوسط العمر، عند الطلاق، لكل الجنسيات 39.2 للذكور و33.5 للإناث .[57]
كما كشفت إحصاءات صادرة من وزارة العدل الإماراتية ، أن إجمالي حالات الزواج التي سجلت خلال العام الماضي، والتي تم إثباتها في المحاكم الاتحادية في الشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة، حسب نظام الزواج الإلكتروني، بلغ 4542 عقد زواج مقابل 648 حالة طلاق.
وتوزعت حالات الطلاق بين 311 حالة بين مواطنين ومواطنات، و194 بين غير مواطنين وغير مواطنات و128 بين مواطنين وغير مواطنات، و15 حالة بين مواطنات وغير مواطنين.
وبينت الإحصاءات تسجيل أسرع حالة طلاق بعد يوم، وأخرى بعد يومين فقط من الزواج بين مواطن وغير مواطنة، وحالة أخرى بعد ثلاثة أيام بين مواطن وغير مواطنة، وسجلت حالات عدة تم الطلاق فيها بعد أقل من 10 أيام من الزواج، وأخرى بعد أقل من أسبوعين وأقل من شهر، ومنها حالة طلاق بين غير مواطن وغير مواطنة بعد 15 يوماً من الزواج.
وأظهرت الإحصاءات عدداً من حالات الطلاق التي تمت بعد فترة طويلة من الزواج، تصدرتها حالة طلاق بين زوجين بعد 47 سنة زواج، فيما سجلت حالات طلاق عدة بعد مرور أكثر من 30 سنة زواج.
الطلاق في المملكة العربية السعودية
ذكرت المصادر المطلعة عن عدد حالات الطلاق على نحو مطرد في المملكة العربية السعودية ، حيث وصل إجمالي عدد صكوك الطلاق حسب ما جاء في بيانات الهيئة العامة السعودية للإحصاء إلى 57 ألفاً و595 صكاً، وذلك خلال الشهور الأخيرة من عام 2020، مرتفعة عن عام 2019 بنسبة 12.7%.
ورصدت جريدة الوطن في إحدى منشوراتها الدورية ارتفاعا في حالات الطلاق خلال الـ10 سنوات الأخيرة، وتحديدا منذ عام 2011، حيث كانت حالات الطلاق في ذلك العام 34 ألف حالة، ثم ارتفعت خلال هذه السنوات العشر بنسبة وصلت إلى 60 %.
وارتفعت حالات الطلاق في عام 2022 عن الأعوام السابقة، فقد كان عدد حالات الطلاق في عام 2010 هي 9233 حالة، وحسب التقارير في العام الحالي فإن هناك 7 حالات طلاق تتم كل ساعة في المملكة، مما يجعل أنه مقابل كل 10 حالات زواج هناك 3 فوفقاً لإحصائيات وزارة العدل في المملكة العربية السعودية لعام 2015، هناك مايقارب الثماني حالات طلاق كل ساعة، أي نحو 188 حالة يومياً، هذه النسبة لم تختلف عن إحصائيات 2014، التي سجلت 4 حالات طلاق كل نصف ساعة، عدا حالات الخلع، وقضايا الانفصال أمام المحاكم.
فحسب بيانات الوزارة ارتفعت حالات الزواج المسجلة خلال عام 2014 بنسبة 30% مقارنة بالعام الذي سبقه مسجلة 77.512 حالة زواج وارتفعت حالات الطلاق المسجلة في محاكم المملكة بنسبة 22% خلال الفترة نفسها مسجلة 54.471 حالة طلاق لتحقق معدل 7 حالات طلاق مقابل كل 10 حالات زواج جديدة.
فهناك أكثر من ٣٠ ألف حالة طلاق خلال العام الواحد، أي بمعدل ٨٠ حالة في اليوم الواحد، وبمقدار ٣ حالات في الساعة الواحدة. وقد احتلت “فئة السعودي المتزوج من سعودية” النصيب الأكبر من حالات الطلاق بين الفئات الأخرى بنسبة ٩٠٪، بينما “فئة غير السعودي المتزوج من غير السعودية” جاءت في المرتبة الثانية بنسبة ٧٪، تلتها “فئة السعودي المتزوج من غير سعودية” بنسبة ٢٪، وأخيراً “فئة غير السعودي المتزوج من سعودية” بنسبة ١٪.
وفي آخر احصائية اصدرتها وزارة العدل على موقعها الإلكتروني، اظهرت أن هناك ٣٣٩٥٤ حالة طلاق خلال العام ٢٠١٤، فيما بلغت حالات الخلع على مستوى جميع المناطق ٤٣٤ إثبات خلع، بينما دخل القفص الذهبي ١١٨١٧ عن الفترة الزمنية نفسها. كما أن أعداد حالات الطلاق خلال العام الحالي زادت بأكثر من ٨٣٧١ حالة طلاق عن العام الماضي. وتصدرت منطقة مكة المكرمة قائمة المناطق السعودية الأكثر إصداراً لصكوك الطلاق بإجمالي بلغ ٩٩٥٤ إثبات طلاق، بينما جاءت مدينة جدة على رأس قائمة أكثر المدن السعودية كافة إصداراً لإثباتات الطلاق بواقع ٥٣٠٦ إثباتات، تلتها العاصمة المقدسة بواقع ٢٣٢٦ إثبات طلاق، و١٤٥٩ إثبات طلاق في الطائف، بينما توزعت بقية حالات الطلاق البالغة ٨٦٣ حالة على بقية مدن ومحافظات منطقة مكة المكرمة.
الطلاق في سلطنة عمان
شهدت سلطنة عمان في العقود الثلاثة الأخيرة تحولات سريعة في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية، تمخضت هذه التغيرات عن قفزة في الظروف المعيشية والتعليمية والخدمات الاجتماعية. وقد أدت ظروف عملية التحول إلى تغيرات عميقة وواضحة في الأسرة العمانية، وهذا التغير لم يصب شكل الأسرة فحسب بل امتد إلى أدوارها الاجتماعية، نتيجة ما أصاب النسق الأسري من اعتلال بفضل العديد من مظاهر عدم الإستقرار الزواجي. من هنا هدفت الدراسة إلى استكشاف أهم الأسباب المؤدية للطلاق من وجهة نظر المطلقات والمطلقين في المجتمع العماني، وقد وزعت استبيانات عشوائية على (500) مطلق ومطلقة عمانيين لم يمر على طلاقهم أكثر من عشر سنوات، من مختلف محافظات السلطنة . [58]
كشف استطلاع نفذه المركز الوطني للإحصاء والمعلومات عن عدد حالات الطلاق في السلطنة والتي بلغت 3728 حالة في العام 2019؛ وذلك بمعدل يزيد على 10 حالات طلاق يوميا، ومرتفعة بنسبة 3% عن شهادات الطلاق المسجلة في العام 2015، وكانت محافظة مسقط أكثر المحافظات تسجيلا لعدد حالات الطلاق؛ وذلك للسنة السابعة على التوالي ، وقابلها محافظة مسندم بأقل المحافظات في عدد حالات الطلاق ، وكانت صلالة أكثر ولاية من حيث تسجيل وثائق الزواج والطلاق معا ، وكان شهر يناير أكثر الشهور تسجيلا لوثائق الزواج وشهر يوليو لحالات الطلاق، أما شهر مايو فكان أقل الشهور في حالات الزواج وأغسطس في حالات الطلاق ، ويوضح توزيع عدد حالات الطلاق في السلطنة -حسب جنسية الزوج والزوجة- أنَّ أعداد حالات الطلاق كانت الأعلى عند فئة المواطنين (عماني/عمانية) بنسبة 90.4%، تليها نسبة الطلاق لجنسية (عماني/وافدة)؛ حيث بلغت 4.3%، ثم بنسبة 3% تسجلها جنسية (وافد/وافدة).[59]
وبلغ عدد شهادات الطلاق (عماني/وافدة) 160 شهادة طلاق، ووصل عدد شهادات الطلاق (وافد/عمانية) إلى 76 شهادة طلاق خلال العام 2019.
وفي وقت سابق، أن 54% من العمانيين يفضلون العيش في أسرة معيشية نووية مقابل 46% يفضلون الأسرة الممتدة. وتعرف الأسرة النووية بأنها الأسرة التي تشمل الأب والأم والأبناء غير المتزوجين. أما الأسرة الممتدة فهي التي تشمل أفرادا آخرين غير الأب والأم والأبناء غير المتزوجين.[60]
وتتصدّر محافظة مسقط العدد الأعلى لحالات الطلاق بين المحافظات بعدد بلغ 796 حالة، تليها محافظة شمال الباطنة بـ 672 حالة، في حين أنّ محافظة مسندم جاءت كأقل المحافظات في عدد حالات الطلاق بعدد بلغ 18 حالة.[61]
- الطلاق في مملكة البحرين
أفادت الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة العدل والشؤون الإسلامية بأن عدد حالات الزواج اليومية في عام 2020 بلغت 16 حالة زواج مقابل 4.7 حالات طلاق في اليوم، تقترب نسبة الطلاق في المجتمع البحريني إلى 5 حالات طلاق يوميًا خلال العقد الأخير ما بين العام 2010 و2020 فقد بلغت حالات الطلاق بين البحرينيين 16936 خلال العشرة أعوام الأخيرة حيث بلغت حالات الزواج 55526 في الفترة ذاتها، أي أنه أمام كل 3 حالات زواج هناك حالة طلاق واحدة.
فيما شهد عدد حالات الطلاق انخفاضا بنسبة 17.3% خلال العام نفسه، إذ وصل عددها إلى 1724 عقدا.[62]
وبلغ عدد حالات الزواج لذكور في سن 15-19 سنة نحو 71 حالة، بيد أن عدد حالات الفتيات ممن تزوجن في السن نفسه بلغ 670 حالة لإناث (599 منهن بحرينيات)، كان من بينهن 14 حالة لبحرينيات تزوجن للمرة الثانية أو الثالثة.. وسجلت محاكم البحرين الشرعية خلال العام الماضي حالات زواج لبحرينيات من أجانب بلغت 259 حالة مقابل 654 حالة لبحرينيين من أجنبيات ، فيما تطلقت 102 بحرينية من أجانب مقابل 232 بحرينيا تطلقوا من أجانب أيضا. وأفادت الأرقام بأن 141 بحرينية -ممن تزوجن العام الماضي- كان هو الزواج الثالث أو الرابع بالنسبة إليهن، في حين أن 17 بحرينيا كان في عصمتهم 3-4 زوجات مقابل 18 غير بحريني. وأفصحت عن 73 حالة خلع قبل الدخول، 48 منها تم الخلع في السنة الأولى و19 حالة في السنة الثانية و6 حالات بعد 3-9 سنوات. إلى ذلك، بلغ عدد حالات الطلاق الخلعي خلال السنة نفسها 372 حالة والرجعي 813 حالة والبائن بنوعيه 276 حالة.
كما كشفت نتائج احدث دراسة ميدانية حول “تزايد نسبة الطلاق في المجتمع البحريني” عن ان تزايد نسبة الطلاق في الآونة الاخيرة في المجتمع البحريني هو “حقيقة” ، موصية الى ضرورة ايجاد الحلول المناسبة لها.[63]
وأظهرت الدراسة ان العنف الاسري يعد احد اهم أسباب الطلاق وبنسبة 88.22 % ، ليأتي بعده بخل الزوج وسوء عشرته كسبب للطلاق وبنسبة 87.24 % ، بينما شكلت الخيانة الزوجية سببا للطلاق بنسبة 85.98 % ، وشكل تناول الزوج أو الزوجة للمسكرات بنسبة تصل الى 82.08 % كأحد الاسباب المهمة في الطلاق ، واظهرت الدراسة ضعف المؤسسات المدنية في تعزيز التوعية الاسرية.
واستهدفت الدراسة 1027 عينة من الذكور والاناث المتزوجين والمطلقين ، ولاحظت الدراسة ان استجابة الاناث للاستبيان اعلى من الذكور، وكان المشاركين بأعمار من دون 25 وفوق الـ 41 عاما ، ومن حاملي الشهادات الدراسات العليا والشهادات الجامعية من ما يدل على ان اغلب فئة الدراسة هم من المثقفين لحرص ادارة الجمعية على اختيار الكفاءات ذات الخبرة العلمية التي تساعد وتسهم في حل مشكلة نسبة الطلاق في الآونة الاخيرة .
أما في عام 2012 قد ارتفعت نسبة الطلاق بشكل كبير جدا والذي ينذر بخطر يهدد المجتمع البحريني. فقد بلغ عدد الحالات (1572) حالة طلاق أي بمعدل من ثلاث إلى أربع حالات طلاق يومياً . [64]
- الطلاق في دولة الكويت
احتلت الكويت الصدارة في ارتفاع عدد حالات الطلاق، إذ أوضحت البيانات أن 60% من العلاقات الزوجية انتهت بالانفصال في الجزء الأول من عام 2017، ففي أول شهرين من السنة سجلت المحاكم ما يقارب 2001 حالة زواج ومقابلها 1.193 حالة طلاق، وأضافت أن حالات الزواج قلت عن العام الماضي والتي كانت 2425 وعلى نقيضها 1180 حالة طلاق، وهذا وفقًا لوزارة العدالة في الكويت بحسب موقع “عرب تايمز أونلاين”.
كشفت الاحصائية الصادرة من ادارة الاحصاء والبحوث في وزارة العدل للربع الاول من العام الجاري، أن عدد حالات الزواج بلغت 3735، فيما بلغت حالات الطلاق 1815، مما يعني أن نسبة الطلاق بلغت 48.5 خلال هذه الفترة، غير أن حالات الطلاق لا تنحصر فيمن تزوجوا في الربع الاول من 2016 فقط.
وأوضحت الاحصائية، أن حالات الخلع بلغت 298، كما افادت أن اكثر المحافظات لحالات الطلاق هي حولي، حيث بلغت حالات الزواج 44 حالة، قابلها 188 حالة طلاق بنسبة تجاوزت الـ%400.
وحلت محافظة مبارك الكبير ثانياً بـ113 حالة زواج، و171 حالة طلاق، وسجلت محافظة الاحمدي 267 حالة زواج، و247 حالة طلاق، اما محافظة الجهراء كانت اقل نسبة في حالات الطلاق، حيث سجلت 390 حالة زواج، قابلها 148 حالة طلاق.
وأشارت الاحصائية الى ان ادارة التوثيقات الشرعية تلقت 152 ألفاً و200 معاملة خلال الربع الاول من 2016، كان اكثرها في الفرع الرئيسي، حيث تلقى 42 ألفاً و500 معاملة، وأقلها في حولي بـ2900 معاملة.[65]
كشفت دراسة حديثة أعدتها إدارة الإحصاء والبحوث بقطاع تكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة العدل عن إجمالي حالات الطلاق في المجتمع الكويتي على مدى 10 سنوات والأسباب الرئيسية وراء ارتفاع معدلاته.
التي كشفت عن ان نسبة الطلاق بين الكويتيين خلال 10 سنوات في نفس سنة الزواج بلغت 5.9%
وأوضحت ان من بين 100017 حالة زواج لمواطنين من زوجات كويتيات خلال الفترة من 2007 الى 2017 بلغ عدد حالات الطلاق 5926 حالة خلال عام الزواج
وأشارت الى ان الدراسة لم تسلط الضوء فقط على عدد حالات الطلاق خلال الفترة 2007-2017م ولكنها تنبأت بأعداد حالات الطلاق خلال الخمسة أعوام التالية لها من عام 2018 وحتى عام 2022م.
الطلاق في قطر
أكدت دراسة في قطر تناولت ظاهرة الطلاق في المجتمع القطرى أن نسبة الطلاق بلغت 8،31% عام 2000، في حين أوضحت دراسة أخرى عام 2003 وجود 319 حالة طلاق مقابل 978 حالة زواج، وأن أكبر نسبة من المطلقين 27% تتركز في الفئة العمرية ما بين 25-29 سنة، و 19% تتركز في فئة 20 -24سنة، أما أكبر نسبة من المطلقات 72،34% فتتركز في الفئة العمرية من 20-24 سنة، بالإضافة إلى وجود 47 حالة طلاق في الفئة العمرية 15-29 عاماً، مما يعني أن أغلب المطلقين والمطلقات من الشباب .[66]
القسم الثالث : الخلافات الزوجية وأثارها على الأسرة
- القسم الأول : عوامل ومسببات المشكلات الزوجية في واقع الأسرة الخليجية
- القسم الثاني : الأسباب الرئيسية لنشوء الخلافات الزوجية
- القسم الثالث : الآثار الإجتماعية التي رصدتها الدراسة للخلافات الزوجية في المجتمع؟
- القسم الرابع :إنعكاس الطلاق على أفراد الأسرة الواحدة
- القسم الخامس : التعليق على الوضع العام لنمط العلاقات الزوجية
- القسم السادس : بعض التصورات والاستراتيجيات لمواجهة المشكلات الزوجية في الأسرة الخليجية
الأمر الأول : عوامل ومسببات المشكلات الزوجية في واقع الأسرة الخليجية
تنطلق الدراسة في فهم تلك العوامل والمسببات من نتائج عدد من الدراسات المرتبطة ذات العلاقة ، والتي أجرتها عددا من المراكز البحثية والجهات الرسمية ذات الصلة لمعرفة واقع الخلافات الأسرية ونتائجها المتمثلة في النزاعات وتدخل العائلة وطلب الطلاق واختلال العلاقة الأسرية وتزعزعها وفقدان الإستقرار النفسي والعاطفي . وتؤكد العديد من الدراسات ، التزايد المطرد في المشكلات الزوجية والأسرية؛ وبالتالي تزايد الطلاق في المجتمع. والطلاق ظاهرة واسعة الانتشار، ومتعددة الأسباب، ولها آثار مدمرة في حياة الأفراد والأسرة، وهي تشكل تكلفة اجتماعية مرتفعة على المستوى المادي والنفسي والإجتماعي. بالإضافة إلى ذلك. [67]
من الدراسات التي ساهمت في استكشاف أهم الأسباب المؤدية للطلاق من وجهة نظر المطلقات والمطلقين ، ما قامت بها الباحثة المعمري، وفاء بنت سعيد بن مرهون على عنية من أفراد المجتمع العماني بلغ عددهم 500 مطلق ومطلقة لم يمر على طلاقهم أكثر من عشر سنوات، من مختلف محافظات السلطنة ، وتمثلت أهم أسباب الطلاق في الأسباب العاطفية ، والأسباب الأخلاقية ، والأسباب الدينية، والأسباب الجنسية، وأسباب متعلقة بتدخل أهل الزوجين في شؤونهم، وأسباب اقتصادية، وأسباب متعلقة بالسكن، وأسباب متعلقة بوجود الأبناء، والنفور وعدم الأقناع بالآخر، وتشير بيانات الدراسة بأن أول سبب لوقوع الطلاق لدى عينة المطلقات والمطلقين هي الأسباب العاطفية، وتمثل السبب الثاني في الأسباب الأخلاقية والدينية. وتشير النتائج أيضا أن السبب الثالث في حدوث الطلاق لدى عينة المطلقات هو وجود الأبناء وإهمال الزوجة لحقوق زوجها، أما عينة المطلقين فتمثل السبب الثالث في الأسباب الدينية، وأظهرت الدراسة أن السبب الرابع في حدوث الطلاق لدى عينة المطلقات هو الناحية النفسية، أما عينة المطلقين فتمثل السبب الرابع في التدخل الشديد من قبل أهل الزوجين في شؤونهم الأسرية.[68]
وقد أظهر تحليل مضمون حالات الاستشارات لتلك الحالات التي قمنا بجمعها وتفريغها وتحليلها أن المشكلات الزوجية بالمجتمع الخليجي( والتي نقصد بها المشكلات بين الزوج والزوجة) يتم تصنيفها إلى:
(1) مشكلات ناتجة عن إدمان الزوج ( مخدرات – كحول – تدخين ).
(2) مشكلات ناتجة عن تعدد الزوجات ( عدم العدل بين الزوجات ).
(3) مشكلات ناتجة عن العلاقات السابقة لأحد الزوجين قبل الزواج ( اكتشاف الزوج أو الزوجة خيانة سابقة ).
(4) مشكلات ناتجة عن الخيانة الزوجية (الإنترنت، الهاتف، الخادمات، أقارب الزوجة، علاقات خاصة، النظرات المحرمة لنساء العائلة، خيانة الزوجة لزوجها ).
(5) مشكلات ناتجة عن خبرة حياتية سابقة سيئة لأي من الزوجين ( زنا محارم، اغتصاب، عنف الوالدين وسوء معاملتهم لأحد الزوجين قبل الزواج، الحرمان من العاطفة الأبوية قبل الزواج، التمييز بين الأبناء في المعاملة، سوء معاملة الأم للبنات ( الضرب، والسب، والألفاظ الجارحة، والإهانات، و خطبة البنات دون موافقتهن).
(6) مشكلات ناتجة عن كراهية أحد الزوجين للآخر وعدم تقبله ( الخرس الزواجي، العلاقات عبر مواقع الزواج، وغيرها ).
(7) مشكلات ناتجة عن تخلي أحد الزوجين عن مسؤوليته الأسرية كاملة ( سهر الأزواج خارج بيت الزوجية، إهمال الزوج تربية الأبناء، الزوجة المهملة لبيتها ( النظافة _ الطعام _ تربية الأبناء _ إهمال متطلبات الزوج ).
(8) مشكلات ناتجة عن السمات الشخصية السلبية لأحد الزوجين ( عدم التوافق بين الزوجين، سلبية أحد الزوجين، ضعف الشخصية، الكذب، العصبية، كثرة الانتقاد والسخرية، الرائحة الكريهة).
(9) مشكلات ناتجة عن الشكل الظاهري ( السمنة المفرطة، عدم النظافة بالملبس والجسد ).
(10) مشكلات ناتجة عن تدخل أهل الزوجين بحياتهما ( تحريض الأهل على أحد الزوجين، السكن المختلط، ميل الأطفال للجدة أكثر من الأم، إهمال الزوج لمطالب بيته واهتمامه بمطالب أبويه وعائلته، تسلط أم أحد الزوجين ).
(11) مشكلات ناتجة عن التقصير في الواجبات الزوجية ( عدم الإشباع الجنسي للزوجة الأولى بعد الزواج بغيرها، هجر الزوجات بدون مبرر، عدم الالتزام بشروط الزواج من الطرفين).
(12) مشكلات ناتجة عن الاختلاف بين الزوجين في أساليب تربية الأبناء ( أثر الخلافات الزوجية على الأبناء ).
(13) مشكلات ناتجة عن الخلافات المادية ( عدم إنفاق الزوج على أسرته، الإسراف، البخل).
(14) مشكلات ناتجة عن العنف الأسري ( إهمال الزوجة لزوجها حينما يمرض عقابا له على سوء معاملته السابقة له، ضرب الزوجات، تعنت وعناد الزوجات، إهانة أحد الزوجين للآخر، التهديد الدائم للطلاق).
(15) مشكلات ناتجة عن زواج سابق ( حضانة الأولاد، الرغبة في العودة للزوج السابق، المقارنة بين الأزواج السابقين ).
(16) مشكلات ناتجة عن الحرمان العاطفي ( الهوة بين الزوجين، وعدم المشاركة الحياتية، إكراه البنت على الزواج بمن تكرهه، افتقاد الحب والرومانسية بين الزوجين، حرج الزوجة من طلب الجماع من زوجها رغم حاجتها إليه ).
(17) مشكلات لطبيعة وظروف الزواج ( زواج المغتربين، الزواج بالأجانب ).
(18) مشكلات ناتجة عن الشخصية غير السوية لأحد الزوجين ( مرض نفسي، الشك، عدم التوقير، اللسان السليط، كثرة السباب
والإهانات، الغيرة المرضية، التحرش بالخادمات، العناد، رفض الزوجة للعلاقة الحميمة، اللواط، السحاق ).
(19) مشكلات ناتجة عن ظروف بيئية واجتماعية ( غلاء إيجارات المساكن يسبب الحرمان من خصوصية المسكن، الفقر، تأخر عمر الزواج للنساء، اعتقاد أحد الزوجين في السحر، أثر الجيران على علاقة الزوجين، الزواج للمصلحة ( المال – الإنجاب – العمل – السلطة )، طلاق الزوجين الكبار).
(20 ) مشكلات ناتجة عن عدم التكافؤ بين الزوجين ( الهوة الثقافية بين الزوجين، تحقير أحد الزوجين للآخر أمام المجتمع، غيرة الزوج من الزوجة الأكثر تأهيلا وثقافة).
الأمر الثاني : الأسباب الرئيسية لنشوء الخلافات الزوجية
ذكر الخبراء في شئون الزواج أن هناك 16 سبباً للخلافات الزوجية المؤدية للطلاق المنتشر في منطقة دول الخليج العربي وتكاد أن تكون الدوافع متقاربة جدا والتي ينتج عنها وقوع الخلافات الزوجية وتدهور العلاقة وانحسار المشاعر العاطفية بين الشريكين وتوقف أحدهما عن ممارسة دوره في إستقرار العلاقة بصورة طبيعية ، وتأتي في مقدمة هذه المؤشرات بسبب إكتشاف أحد الشريكين قيام الآخر بالخيانة الزوجية ، وعدم التفاهم وغياب الحوار ، والضائقة المالية لبعض الأزواج التي تمنع الزوج من تلبية الواجبات الأسرية، وهذا هو السبب الأقوى الذي تكثر بسببه حالات طلب الطلاق؛ حيث تشهد المحاكم ذلك؛ بسبب عدم النفقة وعدم توفير مسكن، وعدم توفير الكثير من الاحتياجات الخاصة بالأسرة، التي يستحيل استمرار الحياة بدونها ، وإقبال الرجال على الارتباط بزوجة أخرى، وتقصير بعض الزوجات، وعدم الاهتمام بواجباتها زوجة وأماً، والعنف بين الأزواج، وتدخل أقارب الزوجين، واختلاف الثقافة والعادات والطباع، وانشغال المرأة بمحاولة إثبات الذات على حساب دورها الإجتماعي، ورفع سقف التوقعات، وعدم تمكين العروسين من التفاهم أثناء الخطوبة والاستعجال في إبرام عقد الزواج ، وطلب الزوجة مبالغ ومتطلبات تفوق القدرة المادية للزوج تقليداً للمشاهير والصديقات ، وعدم احترام أحدهما للآخر وعدم الاهتمام واللامبالاة ، وغياب التواصل بين الزوجين والتقليد الأعمى من الآخرين ، وأسباب أخرى تافهة وغير مجدية تحليل مضمون حالات وشهادات من ذوي المشكلات الزوجية في الأسرة الخليجية المعاصرة .
فقد ذكرت دراسة ميدانية عن أسباب الخلافات الزوجية تدني علاقات التبادل القائمة على المكافآت المادية والمعنوية ، حيث اتضح أن العلاقة بين الزوجين تتسم بالأنانية والفردية، والاتصالات السلبية أکثر مِن الإيجابية ، وعدم اللطف بين الطرفين ؛ على سبيل المثال لا الحصر : إهمال الأزواج لاحتياجات المرأة، مما ينبى بالخلافات التي تصل إلى الطلاق؛ نظرا لجفاف المشاعر بين الطرفين ، وقد ظهر ذلك على مستوى کافة الحالات المدروسة.[69]
تتعدد المشكلات الزوجية بأي مجتمع ولاسيما المجتمع الخليجي، وقد تتشابه في غالب المجتمعات حيث أن العلاقات الإجتماعية في دول الخليج تمتاز بالتقارب في العادات والتقاليد ولها طبائع متعارف عليها ، وفيما يلي حصر وتصنيف لأهم المشكلات الزوجية التي تعاني منها الأسرة الخليجية :
وقد أسفر التحليل عن أن أكثر المشكلات الزوجية انتشاراً بالمجتمع الخليجي الترتيب هي:-
1-الخيانة الزوجية
2-سهر الزوج خارج المنزل
3- عدم التوافق في العلاقة السريرية
4-سوء معاملة أهل الزوج للزوجة
5-إهمال الزوج لزوجته
6- إهانة الزوج لزوجته والنقد الدائم والمفرط بين الزوجين
7-العنف الأسري الصامت
8-بخل الأزواج
9-عدم الاحترام بين الزوجين
10-اطلاع الأهل على المشكلات الزوجية وتدخلهم فيها
11- التقنيات الإلكترونية والعولمة
12- الأزمات المالية والعجز المادي
الأمر الثالث : الدوافع التي تساعد على الطلاق
تزداد حالات الطلاق بين الأزواج الذين تراوح أعمارهم بين العقدين الثاني ومنتصف الرابع، حسب بعض الدراسات لأسباب لا يستوعبها العقل ولا المنطق، وترد عنها قصص تكاد تكون غير واقعية وخيالية، كالزوجة التي طلبت الطلاق لأن زوجها أجبرها على إلغاء حساباتها في مواقع التواصل الإجتماعي، وغيرها من القصص التي يرى كثيرا أن ما فيها لا يستحق أن تكون سببا لإنهاء علاقة مقدسة كالزواج.
وكذلك من ضمن الأسباب تمسك الأزواج ببعض الشروط في عقود الزواج وعدم التزام الطرف الآخر ببعضها، مثل شرط إكمال الزوجة دراستها أو بحثها عن وظيفة.
ورغم أن الغالبية يعيشون في ظروف اقتصادية جيدة، فإن خبراء علم الإجتماع وجدوا أن الحالة الاقتصادية الجيدة قد تكون من بين أسباب الطلاق، بسبب سهولة الزواج للمرة الثانية إذا أراد الزوج، إضافة لقدرة المرأة على العيش دون حاجة لزوج ينفق عليها، خصوصا أن هناك ما يشبه الرعاية للمطلقات من قبل الجهات الخيرية التي تسعى للحد من آثار الترمل والطلاق وتحييد آثارهما على الأسرة.
يتضح مما سبق أن أكثر مسببات الخلافات الزوجية هي أساليب التعامل بين الزوجين، تليها العوامل النفسية التي تنتج عن حب من طرف واحد أو كراهية أحد الزوجين للآخر، أو القهر الناتج عن سوء المعاملة والإهمال وغيرها، ثم تأتي العوامل الإجتماعية والسلوكية والعاطفية، وهكذا كما يتضح لنا بالجدول السابق.
السبب الأول : الخيانة الزوجية
نادرا ما نجد أحد الزوجين دون ماضي قبل الزواج خاصة أنه مع تطور نمط العلاقات الإجتماعية نتج عنه خروج المرأة للعمل، واندماجها في المجتمع بشكل جعلها تتحدث إلى الرجال وتتقرب منهم، وهذا ينتج عنه دخولها في أكثر من علاقة قبل الزواج، وهنا تبدأ الغيرة الزوجية ثم معاقبة الآخر أو الانتقام منه على علاقاته السابقة، رغم أنها بالفعل قد انتهت.
السبب الثاني : سهر الزوج خارج المنزل
تعد مشكلة سهر الأزواج خارج المنزل معظم ليالي الأسبوع وحتى ساعات متأخرة من الليل هو المنغص الحقيقي لحياة العديد من الزوجات ، ومسببا للعديد من المشاكل الزوجية التي يصعب حلها في كثير من الاحيان ، بالاضافة لتأثيره على الابناء الذين يعتبرون اشد المتضررين من اغلاق ابواب الحوار بين الزوجين الذي قد يؤدي الى تصعيد المشكلة بينهما لتصل في كثير من الاحيان الى حد الانفصال ، حيث إن ذلك قد يولد الكثير من المشاكل الزوجية والتي عادة ما تؤثر على الزوجة بالدرجة الأولى ثم الأبناء ، كثير من الرجال تعودوا الخروج من المنزل من دون سؤال من الزوجة ما أدى إلى التمادي في الخروج وزيادته، بالإضافة إلى عدم وجود الاهتمامات المشتركة بين الزوجين فيخرج الزوج بحجة أنه يريد الحديث في مواضيع وأمور لا تفهمها زوجته وليس لها دراية فيها ، على الزوج أن يعرف حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، ولا أقصد أن يبقى كل الوقت في المنزل، بل يجب أن يعدل بين أسرته وأصدقائه، فلا يتأخر عن بيته فترات طويلة، ويترك العبء على الزوجة، لأن ذلك قد يؤثر عليها، ويتعبها أمام متطلبات الأبناء والزوج، لسعيها لإرضاء الجميع على حساب راحتها النفسية والجسدية، خاصة إذا كان الأبناء في سن متفاوتة، ولكل منهم احتياجاته ورغباته، ما يستوجب أن يكون الزوج بجانب زوجته ليتقاسم معها تحمل المسؤولية في إطار الانسجام والتوافق”. ولعلاقة زوجية ناجحة .
أن هذا السلوك يؤدي إلى اللامبالاة وعدم المسؤولية عند كافة افراد الاسرة ، كون الأبناء يشعرون بان الأب الذي هو القدوة والنموذج لديهم غير مهتم بهم ولا يتابع شؤونهم ، وبالتالي فان الابناء سوف لا يكترثون الى أي سلوك يقوموا به ويؤدي إلى مزيد من الأعباء على الزوجة ، وهذا يؤدي إلى أن تقوم الأم بعدة ادوار وهو ما يسبب لها الإرباك عند القيام بواجباتها الأسرية والاجتماعية والوظيفية ، إذا كانت تعمل في وظيفة خارج المنزل . وايضا يؤدي الى عدم اكتراث الابناء بها وافقادها لدورها في الضبط والتنشئة الاجتماعية والتوجيه ، وهذا السلوك يؤدي إلى المشاجرات والمشاكل الأسرية بين الأزواج ، إذ ان سهر الرجل خارج المنزل إذا لم يكن لسبب مقنع وضروري فهذا يفسر على انه هروب من الزوجة بالدرجة الأولى .
السبب الثالث : عدم التوافق في العلاقة السريرية
عدم التوافق في الحياة الجنسية يمكن أن يهدم أي علاقة زوجية حتى إذا كانت في بدايتها، ولكن هذا لا يعني أنه يجب أن تختاري من يوافقكِ في هذا الجانب بشكل أساسي، حيث أن الرغبات الجنسية تتغير وتختلف من فئة عمرية إلى أخرى بمعنى أن الرغبات الجنسية غير ثابتة.
أتصور أن هذا السبب من أهم النقاط وأسباب الطلاق، أما عن عدم الإشباع العاطفي، أحياناً تكون الزوجة ما عندها ذكاء عاطفي في التعامل مع زوجها، أو الزوج كذلك، يتعامل مع زوجته ببرود وجفاف، وهذا ما يعبر عنه بالقول: أنه لديه بخل في المشاعر، وبخل المشاعر قد يكون من الزوج أو من الزوجة تجاه شريك الحياة، وعدم التعامل بطريقة صحيحة، وعدم تحقيق الإشباع العاطفي، ولذلك من المشاكل التي غالباً نلحظها، تشتكي بعض الزوجات قائلة: الزوج ما في يوم من الأيام قال لي كلمة حلوة، أو ما في يوم من الايام قال لي كلمة “أحبك”، ما في يوم من الأيام عبّر عن رضاه حول الطبخ أو حول بعض ما أقوم به في البيت، دائماً متذمر، دائماً عنده حالة السلبية..
أو العكس الزوجة ما تقول لزوجها أيضاً، ما تبدي المشاعر الطيبة تجاهه، أحياناً هناك جفاف في تبادل المشاعر، هذا يؤدي كذلك إلى الانفصال والطلاق العاطفي، يعني هما متزوجين ظاهرياً لكن هناك طلاق عاطفي، لا يعيشا تبادل المشاعر أو نفس الأحاسيس، لا يعبران عن محبتهما تجاه بعضهما البعض، وبالتالي صحيح هما ظاهرياً متزوجين ويعيشان مع بعض، لكن عملياً يعيشا حالة الطلاق العاطفي.. أما عدم الإشباع الجنسي هذه يمكن تصنيفها من الأمور المسكوت عنها، أحياناً نرى انفصال وهناك طلاق، لأن الزوجة لا تقوم بما يطلبه الزوج منها بالقدر المطلوب أو العكس، أو الزوجة أحياناً تكون لديها أمراض نفسية، أو برود جنسي من أحدهما فهذا الأمر من أسباب الانفصال والطلاق بين الزوجين، نكتفي بهذا المقدار بالنسبة لهذا السبب لأنه موضوع نوعاً ما حساس ولا نفصل فيه زيادة.
أن مسألة هجر الزوجة، سواء للزوج الذي أقدم على الزواج بأخرى، أو الزوج الذي له علاقات خارج الإطار الشرعي، مسألة تحتاج لدراسة وتوعية؛ فكثيرا ما يمنع الحياء والحرج والهوة التي تولدت بين المرأة وزوجها كثيرا ما يمنعها هذا من الإعراب لزوجها عن رغبتها وحاجتها للجماع؛ مما يتطلب توعية الأزواج بضرورة تحقيق العدل وإرضاء الله تعالى في إشباع حاجة الزوجة أياً كانت ظروفه؛ تحقيقاً لحقها الشرعي، وحفاظا على كيان الأسرة، وحصناً للفروج. قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ” أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر”. رواه مسلم.
السبب الرابع سوء معاملة أهل الزوج للزوجة
من الأسباب الرئيسية للخلافات الزوجية هو سيطرة الأهل، والأم تحديداً، وتدخل الأقارب في التفاصيل الصغيرة والكبيرة بين الزوجين. فالتدخلات الكثيرة التي تخترق هذه العلاقة الخاصة بين الزوج وزوجته، هي أحد أهم أسباب الطلاق في مجتمعنا، بل وكل المجتمعات العربية والإسلامية.
الأهل المفروض يكون دورهم إيجابياً في تمتين الحياة الزوجية، أما دورهم السلبي وتشجيع طرف ضد الطرف الآخر، فهذا قد يؤدي إلى الطلاق أيضاً، حيث في السابق كان الأهل دائماً عامل ايجابي، الزوجة إذا جاءت لبيت أهلها غضبانة أو زعلانه، الأب يقول لها: ارجعي لبيت زوجك، اجلسي معه، وكلميه وتفاهمي معه، الآن لا، العائلة أي مشكلة تصف مع البنت ضد الزوج، مع البنت على حق أو باطل، وهذا طبعاً بسبب الحب للبنت، لكن قد يؤدي إلى خراب الحياة الزوجية بسبب هذه التدخلات غير السليمة والفاقدة لمعالجة المشاكل بحكمة وحنكة.
السبب الخامس : الإهمال وعدم الاهتمام
يتفق أغلب الخبراء والمتخصصين على أن الطلاق لا يكون نتيجة لحادثة مفاجئة، بل يكون نتاج تراكمات فترة طويلة من المشاكل والخلافات بين الزوجين، فمن الأكيد أن الزوجين لا يتعمدا إحداث شروخ في علاقتهما، لكنهما
في نفس الوقت لا ينتبهان إلى ذلك إلا بعد انتهاء العلاقة بالفعل، أي وصول العلاقة الزوجية إلى باب مسدود فلا يضل أمامهما حل سوى الانفصال والطلاق.
أحياناً أحد الزوجين يكون عنده إهمال وعدم مبالاة، عدم شعور بالمسؤولية، الحياة الزوجية هي مسؤولية سواء من قبل الزوج أو الزوجة، فهي تقوم بواجباتها التي عليها وكذا الزوج، فإذا الزوج قصر وأهمل وإذا الزوجة قصرت وأهملت، هذا يؤدي شيئاً فشيئاً إلى فساد الحياة الزوجية، تأتينا الكثير من المشاكل أن الزوج عنده عدم اهتمام بشريكة حياته، أو الزوجة عندها عدم اهتمام بشريك حياتها، ما تهتم بالنظافة ولا تهتم بعناية ما يتطلبه الزوج أو إدارة المنزل كما ينبغي ، أو الزوج لا يوفر المتطلبات الواجبة عليه، لا ينفق على زوجته بالطريقة المطلوبة، لا يوفر الأشياء المهمة، يهمل توفير ال بناء على الدراسة التي كشفت عن أسباب الشقاق والنزاع بين الزوجين ، حيث قام الباحث : إبداح، يونس حسن (مؤلف 2018) بدراسة سجلات وملفات القضايا في محكمة إربد الشرعية (قضايا الشقاق والنزاع والتي تم الفصل فيها لعام 2016م) وقد أشارت نتائج الدراسة إلى وجود أسباب تتعلق بضعف الإهتمام بين الزوجين يعزى لها السبب في نشوب النزاع والشقاق بين الزوجين ، متطلبات وأداء المسؤوليات في أوقاتها. [70]
السبب السابع : العنف الأسري الصامت
من أبرز أسباب النزاع بين الزوجين، شخصية الزوج القاسي والجاف والذي يطلق عليه في علم النفس (الثالوث المظلم في الشخصية ) الذي أعده وبستر وجوناسون Webster&Jonason (2010) واختبار خطط حل النزاع بين الزوجين ، أعده كوردوك Kurdek عام 1994 ،حيث وجدوا أن هذا النمط أكثر ميلا اللجوء الى العنف بكل أشكاله المختلفة من أجل فرض السيطرة على الطرف الآخر . [71]
هناك العديد من الدراسات التي تناولت موضوع العنف ضد الزوجات في الخليجية الأحدث منها تمت في الاحساء في العام 2011، على 2000 سيدة سعودية متزوجة أو سبق لها الزواج، ممن هن في أعمار بين 15–60 سنة. و تمت الدراسة بتوزيع استبيان على السيدات المختارات عشوائيا من مراكز صحية تغطي منطقة الإحساء عبر موظفات مؤهلات. و أوضحت الدراسة أن انتشار العنف الجسدي كان 18%، و النفسي 35.9%، و الجنسي 6.9%. و أن 7% من النساء تم تعرضهن للضرب على البطن، و 11% تعرضن للضرب عموما أثناء الحمل.
وفي التقرير السابع للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، ورد أن ما نسبته 20% من القضايا الواردة للجمعية في 1431هـ كانت نتيجة للعنف الأسري في أعلى تسجيل لها منذ بداية إنشاء الجمعية في 1425 هـ. و كان الزوج هو المسؤول عن العنف، يليه الأب في معظم هذه البلاغات. و كان العنف البدني و الجنسي هو الأعلى شيوعا في البلاغات، يليه الحرمان من الزواج، و من ثم طلب الإيواء. [72]
وكان الزوج هو المسبب الرئيسي في معظم بلاغات قضايا الأحوال الشخصية والعنف تحديداً أصبح ظاهرة عالمية ، حتى أن العولمة ذاتها أصبحت توسم بأنها ” عولمة العنف ” أي انتشار العنف على الصعيد العالمي بفعل تأثيرات العولمة .[73]
ثمة أشكال للعنف في علاقته بالأسرة وتأثيره على العلاقات الزوجية (خالد ، 1429هـ )
1- العنف البدني : والذي يعني الاعتداء البدني من جانب الزوج أو الزوجة وله أيضاً صور متعددة .
2- العنف اللفظي : ويشمل السب ، والشتم ، والتوبيخ ، والسخرية ، والتنابز بالألقاب
3- العنف الجنسي : وهو العنف المصاحب للأداء الجنسي .
4- العنف النفسي : وأهم صوره ترويع الزوج أو الزوجة وإخافة أحدهما الآخر بهدف إيذاءه.
5- العنف الاقتصادي: ويشمل حجز الموارد المالية للمرأة دون علمها كالاستيلاء على ميراثها وأملاكها ومخصصاتها وراتبها ، وعدم الإنفاق على الزوجة أو الأسرة .
وهكذا يتضح أن تصاعد العنف الأسري أحد أهم عوامل الخلافات وعدم التوافق الزوجي..[74]
- السبب الثامن عدم الشعور بالاحتواء أو الاهتمام
أحد أسباب وقوع الخلاف الزوجي عدم الشعور بالإحتواء من قبل أحد الزوجين ، حيث يعجز أحد الزوجين عن احتواء الاخر وعدم قدرته التعبير عن نفسه أمامه بشكل واضح، وعدم تفهم ما يعانيه أو يضايقه أو حتى يسعده ، وعندما يصبح هذا الشخص متأكدا أن الآخر لا يبذل مجهودا نحو تفهمه واحتوائه، فإنه يثار ويغضب عليه، ويستغل الفرص للانقضاض عليه في كل مشكلة بسيطة، ويقوم بتحويلها إلى مشاجرة كبيرة. وهنا يأتي التوجيه القرآني الكريم؛ حيث يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ﴾ [البقرة: 237]، وهذا وإن كان في سياق الحديث عن الأزواج والزوجات، لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، والأصل في الإنسان هو الفضل والفضيلة، والفضل هو أعلى درجات المعاملة، ويُعرِّفه الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله بقوله: (هو فعل ما ليس بواجبٍ)؛ لأن المعاملة نوعان: الأول واجب، وهو العدل والإنصاف، والثاني: فضل ومستحب وهو الإحسان.
ففي دراسة ميدانية لقياس أسباب لجوء النساء الى طلب الخلع في المحاكم أن أسباب الخلافات الزوجية يرجع إلى الزوج وذلك بسبب فساد أخلاقه وسوء معاملته للزوجة يليها الأسباب الاقتصادية المتمثلة فى بطالة الزوج وعدم وجود عمل ثابت وبخله ، أن أكثر الأسباب التى تدفع الزوجات إلى طلب الخلع والإصرار عليه تتمثل فى فساد اخلاقيات الزوج وسوء معاملته يليها كراهية الزوجة لزوجها، ثم عدم قدرة الزوج على القيام بواجباته الأسرية من رعاية وإهتمام لشريكة حياته .
السبب التاسع : عدم الإحترام بين الزوجين
في دراسة قام بها “صندوق الزواج” في الإمارات فإن غالبية النساء والتي كان عددهن 1.742 امرأة مطلقة قلن إن قلة أو انعدام التواصل بينهن وبين الزوج كان السبب الأساسي في اللجوء للانفصال خاصة بين الوافدين ، وبهذا الخصوص تقول نورما كارنز استشارية اجتماعية في المركز الأمريكي للأعصاب والطب النفسي: “يمكن حل أي مشكلة من خلال الحوار، لكن في حالة غياب التواصل بين الزوجين فهذا يجعل المسألة تزداد صعوبة، تقول رصاص، نهاد علي بدوي (مؤلف) ننصح دائمًا بالحفاظ على الحديث والمشاركة بين الشريكين بشكل دائم ومن الضروري عقد دورات تدريبية وبرامج إرشادية للمتزوجين والمقبلين على الزواج تنظمها الجهات المعنية والمهتمة بشئون الأسرة كمؤسسات الأسرة والطفولة لتنمية الوعي بمهارات التفاوض وتجنب الكدر الزواجي”.[75]
مسألة سوء الخلق وكثرة السباب والاتهامات والإهانة، والصوت العالي، والتحقير بين الزوجين، سواء من قبل الزوج أو الزوجة، كانت من الأمور التي تكررت بمضمون الشكاوي؛ مما يتطلب منا تركيزاً على برامج توعية دينية ترهب الأزواج من سوء الخلق، وترغبهم في التأسي بسنة محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ في هذا الشأن.
{ أن يطعمها إذا طعم، ويكسوها إذا اكتسى، ولا يضرب الوجه، ولا يقبح، ولا يهجر إلا في البيت } [رواه أحمد].
حسن العشرة واجب متبادل بين الزوجين، ومما لا شك فيه أن الحياة الزوجية تصبح نكدا إذا لم يظللها الاحترام المتبادل بين الزوجين، والزوجة يحرم عليها طلب الطلاق من زوجها إذ لم يكن ثمة تقصير من الزوج فيما يجب عليه، ولكن إن أساء وظلم بصورة لا يحتمل فيها الإيذاء ففي هذه الحالة إذا لم يرجع الزوج عن ظلمه بعد تذكيره بالله وأصر على ما هو عليه فيجوز للزوجة أن تطلب طلاقها منه ولا حرج عليها في ذلك . يقول فضيلة الدكتور محمود عبد الله العكازي -أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر-: إن الزواج عهد وثيق، ربط الله به بين رجل وامرأة، أصبح كل منهما يسمى بعده (زوجًا) بعد أن كان فردًا، وقد صور القرآن الكريم مبلغ قوة هذا الرباط بين الزوجين، فقال: (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ…)البقرة : 187 . وهو تعبير يوحي بمعاني الاندماج والستر والحماية والزينة، يحققها كل منهما لصاحبه، ولهذا كان على كل من الزوجين حقوق لصاحبه، لابد أن يراعيها، ولا يجوز له أن يفرط فيها، وهي حقوق متكافئة، إلا فيما خصت الفطرة به الرجال، كما قال الله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ) البقرة : 228. وهي درجة القوامة والمسئولية، وقد روى أبو داود وابن حبان أن رجلاً سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: يا رسول الله، ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: (أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت). وروى النسائي والحاكم حديث: {كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت”. وروى مسلم في صحيحه: “لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن سخط منها خلقًا رضي منها غيره “. ولا يحل للزوج أن يضار زوجته، ويسيء عشرتها بضرب، أو بأي شيء آخر يتعارض مع المودة والرحمة، التي هي الشأن في الحياة الزوجية، التي حث عليها الإسلام، وجعلها آية من آيات الله ـ سبحانه ـ وصدق القائل في محكم كتابه: (وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ) النساء : 19. ويحرم على المرأة طلب الطلاق من زوجها بغير ما بأس من جهته، ولا داعٍ مقبول يؤدي إلى التفريق بينهما، لقوله صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة) . أما إذا كان الزوج يدفعها إلى طلبه، ويتعمد إساءتها بكافة صور الإيذاء غير المحتملة، فلا مانع من طلبها الطلاق، أو التطليق عن طريق القضاء، فإذا كان السبب راجعًا إليه؛ لأنه هو الكاره لها، الراغب في فراقها، فلا يحل له أن يأخذ منها شيئًا، (وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً).النساء 20
فقد ذكر عبد الله اليوسف ( 13) فن إدارة الحياة الزوجية السوية إلى عدة قواعد يجب الأخذ بها، وهي:(البحث عن الأنموذج المفقود، المقارنة مع أزواج (زوجات) الآخرين، قبول الشريك الآخر كما هو لا كما أريد، اختيار الأوقات المناسبة للحوار، استشارة أصحاب الرأي والمحايدين، عدم انتقال مشكلاتهما إلى أسرتيهما، الاستعداد لتقديم التنازلات، عدم اجترار المشكلات السابقة، احترام خصوصية كلا الطرفين، الارتباط الزوجي هو الفترة المشتركة بين الزوجين، احترام حقوق الطرف الآخر، تعلم فن المفاوضة، توسيع زاوية الرؤية، استخلاص التجارب من المواقف السابقة، الاستمتاع بالحاضر وعدم الانهماك في المستقبل، استثمار مفاتيح الشخصية، تذكر اللحظات الإيجابية، تفهم الظروف المحيطة بالطرف الآخر، تعلم فن تأجيل بعض الرغبات، و ومضات السعادة الزوجية.
أن أولى وسائل علاج الخلافات الزوجية، هي تذكُّرُ الزوجين أمر الله تعالى لهما بحسن العشرة بمقتضى الشرع القويم، خصوصاً الأزواج الرجال في المقام الأول؛ لأن الرجل هو الذي بيده عقدة النكاح ويملك العصمة وله القوامة وهو الذي بذل الكثير حتى يكوِّن هذه الحياة الزوجية، كما أنه الأقدر على التحكم بعواطفه وتسييرها على ما يحقق لهما العيش الهني.
أن العِشرة بالمعروف تعني بذل الندى وتحمل الأذى والصبر على البلوى، وبها يتجاوز الزوج كثيراً من المشكلات، فإن المرأة تحكمها العاطفة فإذا سحرت عاطفتها بلين القول وحسن الفعل لانت واعتدلت، وعندئذ تحل المشكلات الطارئة بأحسن حال، فإن لم تقم العشرة بالمعروف على وجهها الكامل فلا أقل من أداء الحقوق التي تجب على كل منهما، اتقاءً لله تعالى وخوفاً منه؛ فإن الله تعالى سائل عن ذلك، وكل منهما راعٍ لحقوق الآخر ومسؤول عن رعيته، وأداء الحقوق فريضة يجب بذلها رضا أو كراهية.
وأضاف أن لم يتحقق المراد من الحياة الزوجية الهنيئة فعليهما البحث عن الأسباب المؤدية إلى الخلاف فإن علم السبب من أحدهما وجب عليه إصلاحه، ومعلوم أن أكثر الأسباب الموصلة إلى الخلاف من جهة الزوج هي أسباب مادية من تقصير في النفقة أو إسراف فيها، وعلاج هذا سهل، وهو أن الله تعالى قد أوجب النفقة بالمعروف وعلى قدر الوسع والطاقة، وكل زوج يعرف سعته، وعلى الزوجة أن ترضى بالمتيسر وإن كانت ترى فيه تقصيراً، فإن رضاها يكثره، والقناعة كنز لا يفنى، وبحسن تبعلها ستجلب الكثير.
وذكر أنه مما يشاع في أسباب الخلاف من قبل الزوج إهمال البيت والعيال والانشغال باللهو واللعب مع الأصحاب، أو الانهماك في العمل نهاراً وليلاً، وهذا في الحقيقة لا يأتي إلا من رغبة عن البيت لما يوجد فيه من نكد من قبل الزوجة، أو عدم رغبته فيها، وعلاج ذلك يكون من قبل الزوجة بإعادة النظر بوضعها في البيت في نفسها وعيالها، فتعالج القصور الذي تقدر عليه من غير تردد، فإن كان هو الراغب عنها، فعليها الصبر والاحتساب وتقارن وضعها زوجة ووضعها مطلقة، ولا شك أن وضعها زوجة مع ذلكم القصور هو خير لها من الترمل والعذاب النفسي، ولها في الصبر الأجر العظيم، والمآل الحسن تجده من أولادها الذين تعيش معهم في كنف أب وراعٍ، وفي حاضر وقتها ومستقبله.
إلى أن معوقات الحوار الأسري المتناغم تتمثل في التراكمات السلبية، وهي في مسارين، الأول خارجي ناتج عن الإحباط الذي يؤدي للغضب، ويولد رغبة في الانتقام من الطرف الآخر، لتكون ردة الفعل على شكل نقد لفظي وشتم، أو عنف جسدي، أو نفسي مثل الصمت والاحتقار والتجاهل ، أما المسار الداخلي فهو عبارة عن أمراض نفس جسمية كارتفاع الضغط، والصداع، والقولون العصبي، والحكة الجلدية العصبية، أو أمراض نفسية مثل الخوف والقلق والاكتئاب، وربما يصل الحال إلى الرغبة في الانتحار وإيذاء الذات ، كما أثبتت الدراسة التي أجريت على عينة من 200 أسرة وأبنائهم من محافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية، تراوح أعمار الزوجين ما بين (25-45) سنة، بمتوسط عمري (24)، وانحراف معياري (0.806) وطبقت على العينة كل من مقياس الخلافات الزوجية ، ومقياس بيك للإكتئاب وتم استخدام الصيغة العربية بالقائمة “بيك” المعدلة للاكتئاب من تعريف عبد الخالق (1996). [76]
السبب العاشر : تدخل الأهل في خصوصية العلاقة الزوجية
تعتبر مسألة تدخل الأهل وتعلق أحد الزوجين بأمه أو أبيه، من الأمور الهامة والمسببات التي تختلق الخلافات الزوجية ، التي كثيرا ما تؤدي إلى هدم الأسرة؛ حيث ذكرت نتائج الدارسة التي قامت بها الباحثة وداد عبدالرحمن بأن المنازعات الزوجية عملية اجتماعية طبيعية في الحياة الزوجية، وأن النزاع في حدود معينة يعتبر أمرا ملائما لمواجهة المشكلات.. وأن من أهم أسباب المنازعات الزوجية ناتجة عن تدخل أهل الزوجين، خاصة تدخل أهل الزوج في الحياة الزوجية وهذا التدخل يساهم في توسيع هوة الخلاف بين الطرفين .[77]
ومن خلال جلسات الإستشارات الأسرية وجدنا أن أسباب الخلافات الزوجية بكثرة ، هو تدخل أهل الزوجة أو أهل الزوج في حياة الزوجين، هذا التدخل يفضي غالباً إلى ظلم فادح لهما، لإن عصبية أحد الأهلين تعميهم عن مواطن الخير وكوامنه فيهما، وبذلك يكون الأهلون متحملين جرماً كبيراً بضياع الإستقرار بين الشريكين ، وكان الواجب أن يكون أهل كل منهما هو تقريب وجهات النظر والعمل على حل الخلاف الذي قد يكون بسيطاً ويمكن تجاوزه.
وأن كان لهم أمر في التدخل فلابد أن يكون من أجل الحفاظ على متانة العلاقة وتقوى الله تعالى وخشيته من السعي في الإفساد وضياع الأولاد، وأن السعي في الإصلاح له أجر عظيم، كما أن أول علاج له هو عدم إشعار أي من الأهلِين بما يكون بين الزوجين من سوء تفاهم أو حدوث تقصير، فإن الحمية العصبية تعمي عن الحقيقة، ولا سيما من أهل الزوجة، فإنهم يفسدون في الغالب ولا يصلحون، فإن لم يتم هذا العلاج وهو نافع حقاً، فلا بد من الأخذ بوسائل أخرى لعلها تجدي نفعاً، والتي تبدأ بالصلح الذي تكون عاقبته خيراً، والذي يعني تنازل كل منهما عن بعض حقه لإرضاء الآخر، وهو ما ندب إليه الذكر الحكيم لكل منهما، فإن لم ينفع كان لا بد من إشاعته وإظهاره للآخرين بما يسمى بالتحكيم، أي يحكِّم كل واحد منهما من طرفه من هو أهل للنظر، ويقدر على الحل النافع لهما، وعند الحكمين الخبر اليقين من إمكانية الصلح أو الفراق، وحكمهما يكون نافذاً كحكم القاضي، ولعل في الفراق في هذه الحالة ما يكون سبباً لحياة سعيدة لهما بعد تعذر الحياة الزوجية، فما شرعه الله تعالى إلا لمصلحة عباده والفراق براحة مع حفظ الحقوق والمودة وعدم نكران الجميل؛ خير من عيشة ملؤها الكدر والشقاء، ولذلك شرع الله جل ذكره الطلاق والخلع حتى يكون سبيلاً لحياة أخرى لعلها تكون سعيدة.
كثيرة هي الخلافات التي حصلت بين الأزواج وتدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنهائها، من أجل الإصلاح بين الزوجين وهو راغب فيه حريص عليه من أجل الحفاظ على استمرار الرابطة الزوجية، يظهر هذا من طلبه “بريرة” أن تراجع زوجها مغيثاً وهو يعلم صلى الله عليه وسلم أن أمرها بيدها، حتى إذا لم يكن من الفرقة عندما يكون الشقاق من جانب المرأة وتصر عليها، استجاب لها بما يضمن للرجل استرجاع ما قدمه لها من صداق.
ففي دراسة ميدانية قامت بها السلمي، نجلاء دخيل الله حمد اللبيني (مؤلف 2021) على عينة مكونة من (173) فرد من المجتمع بالمملكة العربية السعودية لقياس مدى أهمية دور المصلح الأسري والذي جاء بدرجة كبيرة، وبنسبة تأييد واضحة (83.2%).[78]
كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبادر إلى الاستفسار عن حال الزوجين إذا رأى من أحدهما ما يشير إلى وجود خلل فيها ولم يسكت عن ذلك، كما فعل حين دخلت بيته خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية زوجة “عثمان بن مظعون”، فسأل عائشة عن سبب بذائة هيئتها، وجعل الله في مبادرته إلى الاستفسار عن حالها خيراً لها.
كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم ينهج في سبيل الإصلاح بين الزوجين أنسب الأساليب المقنعة القاطعة لأسباب النزاع، كما حصل مع الأعرابي الذي عرض بنفي ولده فساق له صلى الله عليه وسلم مثالاً شبيهاً بمسألته في بيته. وكما في قصة المرأة التي جاءت تطلب حضانة ابنها إذ قضى لها صلى الله عليه وسلم بها، وسار على نهجه أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقضى لزوجة “عمر بن الخطاب” رضي الله عنه بالأحقية في حضانة ابنها. وما حدث في قصة “هند بنت عتبة” فإنه قيد أخذها ما يكفيها وولدها من مال زوجها بغير علمه بالمعروف، وكما في قصة المرأة التي قضى لها باستحقاق الحضانة فإنه قيد حقها في ذلك بعدم زواجها.
الذي يترشح للإصلاح بين الزوجين ينبغي أن يكون محل ثقة مرضياً عندهما. هذه مجموعة من الفوائد التي بدت لي من تدخلات نبينا صلى الله عليه وسلم للإصلاح بين الزوجين تتسم بالرغبة والصدق في الإصلاح وبالحكمة البالغة في المعالجة.[79]
السبب الحادي عشر : التقنيات الإلكترونية والعولمة
الأسرة الخليجية المعاصرة أضحت تحيا في عصر العولمة ، وقد تأثرت بوسائل وتقنيات الإعلام والاتصال الحديثة ، وثورة المعرفة والتقنية ، والاستخدام المكثف لعنصر الوقت ، والتبادل السلعي وزيادة معدلات الاستهلاك وميل الأفراد للكسب والاستمتاع والرفاهية .. وغير ذلك من مظاهر العولمة الثقافية والتي كان لها تأثيراتها على الأسرة الخليجية وعلاقة أعضائها بعضهم ببعض مقارنة بفترة زمنية سابقة كانت الأسرة الخليجية بعيدة نسبياً عن تيارات وتأثيرات الحداثة في الثقافات والحضارات الأخرى ، لقد لعبت هذه التقنيات الحديثة سواء من إنترنت وأجهزة ذكية ووسائل ووسائط التواصل الاجتماعي وغرف المحادثة وغيرها، دورا كبيرا في توتر العلاقات الزوجية وحدوث الشرخ العاطفي بين الزوجين ، حيث تسببت وبشكل كبير جداً في تنامي حالة الشك والاتهام والريبة بين الزوجين، مما جعل الطلاق في كثير من الأحيان، أحد الخيارات التي يُقدم عليها أحد الطرفين ، فطبقًا للبيانات الصادرة عن جهاز التعبئة والإحصاء، شهد عام 2016 وقوع أكثر من 75 ألف حالة طلاق من بينها نحو 40 ألف حالة بسبب انشغال الزوج عن زوجته بموقع التواصل الإجتماعي.
ففي دراسة ميدانية أظهرت نتائجها أن نسبة.68 %من العينة يرون أن ،تأثير شبكات التواصل الإجتماعي على الأسرة السعودية مؤثر جدا وبينت النتائج أن نسبة 31 %من العينة، يستخدمون شبكات التواصل من 4 -6 ساعات فأكثر يوميا كما أظهرت النتائج أن نسبة 42 % يستخدمون موقع تويتر وموقع فيسبوك ثم موقع انستقرام ثم موقع سناب شات . [80]
ولا يتوقف الأمر عند مجرد الانشغال بتلك الأجهزة ، بل يتعداه إلى الخيانة الإلكترونية ، صحيح أنها ليست المسئول الأول عن عمليات الخيانة، إلا إنها منحت الفرصة من لديهم استعداد للخيانة ليقوموا بذلك دون عناء. كذلك لا تقتصر حالات الخيانة عند الأزواج فقد بل تمتد إلى الزوجات.
وإذا كان بعض الأزواج يلجئون إلى مواقع التواصل بهدف الخيانة، فإن آخرين يجدون أنفسهم منساقين وراء فعل الخيانة، حيث يبدأ الأمر بتعارف يتطور إلى علاقة عاطفية قد تبقى محصورة بين جدران العالم الافتراضي، وقد تنتقل إلى الواقع.
فحسب دراسة جديدة نشرتها جامعة «بوسطن» الأمريكية، فإن 32% من مستخدمي فيسبوك يفكرون جديًا في الابتعاد أو هجر شريك حياتهم. وطبقًا لدراسة نشرتها «ديلي ميل» كانت مواقع التواصل أحد الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع الطلاق. فهناك حالة من كل سبع حالات طلاق كانت بسبب مواقع التواصل، حيث حصلت الزوجات على دلائل لخيانة الأزواج والعكس.
أن الاستخدام الخاطئ لوسائل التواصل الإجتماعي من قبل شريحة من الأزواج الشباب، لا سيما بعد اتساع حزام ظاهرة المظاهر والبهرجة، والتصنُّع والتمثيل على هذه المنصات، وما نراه من صور ومشاهد حميمية بينهما، لا يتعدى كونه خروجاً عن الواقع للتغطية على حقيقة حياتهما المليئة بالمشاكل والخلافات، وربما التورط بديون وقروض لمشابهة الآخرين.
يجب أن ندرك مدى خطورة عرض الزوجة مشكلتها مع زوجها على مواقع التواصل الإجتماعي بأسلوب رخيص، يخلو من الحياء والخصوصية والستر.
أما عن المواقع الإباحية، فكثيرا ما كنا نردد بمجتمعاتنا العربية (الممنوع مرغوب)، فحينما كانت المواقع الإباحية ممنوعة كان يسعى إليها البشر للتعرف على ما تم منعه عنهم؛ حيث يعتبرون هذا المنع سلبا لحريتهم. أما وقد أصبح العالم قرية صغيرة، وفتحت السماء الإلكترونية، وهبت علينا بكافة الرياح، فمن العجب أن يكون رجلا لديه زوجة ( وربما يهجرها ) ليجلس أمام شاشات العالم الإلكتروني للتعرف على مجهلات وغريبات عنه يفتح لهن قلبه وعقله ولسانه، وهو يعلم تماما أنهن ساقطات يبعن الكلام والوقت، هذا الأمر جد خطير، ولم تتراجع نسبته مع مرور السنوات؛ مما يدل على أن هناك خطأ ما و قصورا من جانب الجهات المعنية بالمجتمع الخليجي.. حيث إن هذا الخطر لم يواجه الشباب الصغار فقط، بل إن الشاكيات يذكرن أن أزواجهن كبار السن أيضاً يطرقون هذا الباب .
في دراسة استطلاعية هي الأولى من نوعها قامت بها الأميرة الجوهرة بنت فهد آل سعود بعنوان : ( التأثير السلبي للأنترنت على مشاكل النزاع الاسري الذي يؤدي الى الطلاق )في هذه الدراسة القيمة أعطت إحصائيات لمدى التأثير السلبي للأنترنت وحدوث الطلاق حيث بينت أنه ” 57,4 % من عينة الذكور ( الأزواج المطلقون) و63٪ من عينة الإناث (الزوجات المطلقات) كان ارتيادهم لغرف الدردشة السبب الرئيس في حدوث النزاع الأسري الذي أدى إلى الطلاق ، تلا غرف الدردشة المواقع الإباحية بالنسبة للأزواج المطلقين حيث بلغت نسبتهم 29,7٪ في حين أن ارتياد المنتديات كانت سببآ في حدوث الطلاق في 2٪ من عينة المطلقين و 37٪ من عينة المطلقات . [81]
ونبّهت دراسة سعودية متخصصة إلى السلبيات والمخاطر الاجتماعية المحتملة على الأسرة، والتي قد تنجم عن استعمال شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة منها الطلاق والخيانة الزوجية، خاصةً في ظل انتشار برامج التواصل الاجتماعي مؤخرًا بشكل كبير.
وقد أثر ذلك على حياة الأزواج والأبناء، ومطاردة شبكات التواصل الاجتماعي لأفراد الأسرة السعودية في كل مكان، حتى في غرف النوم، ونقلها للأمراض الاجتماعية الوافدة إليهم.
وتظهر الدراسة أن الإقبال على استخدام شبكات التواصل الاجتماعي يزداد داخل المجتمع السعودي بشكل خاص، إذ احتلت السعودية المرتبة الخامسة عربيًّا، فيما تظهر أرقام رسمية محلية أن إجمالي عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة تجاوز مؤخرًا 15 مليونا.
وقالت الباحثة وفاء بنت ناصر العجمي المحاضرة في قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إن شبكات التواصل تتسبب في الكثير من السلبيات على الأسرة السعودية، والتي من أبرزها تقليص العلاقات الاجتماعية والتسبب بحالات الطلاق والخيانة الزوجية[82]
السبب الثاني عشر : العجز المادي
تعد الاحتياجات اليومية من أكثر أسباب الخلاف بين الزوجين، لارتباطها بمعدل الدخل، فالأمور المادية قد تكون من الأسباب الأساسية للجوء الزوجين للطلاق، والأمر لا يتربط فقط بمصروفات المنزل بل يتشاجران بسبب الإسراف أو التبذير، أو بسبب إدمان أحد الطرفين للتسوق وشراء أغراض غير أساسية.
فقد ذكرت دراسة قام بها العقيل، عقيل بن عبدالرحمن بن محمد (مؤلف 2017 م) بأن الأمور المالية تعد من أهم أسباب وقوع الخلاف الزوجي كالخلاف على الراتب الذي تتقاضاه الزوجة والخلاف بسبب المصروفات وذلك بأن تكون الزوجة مبذرة في تدبير مصاريف المنزل وهذا ناشئ عن خلل في التربية في هذا الجانب ثم تدخل الأطراف المؤثرة من والدي الزوجة أو غيرهم ممكن يكون لنصحه أثر فاعل فيها ، فيجعل المشكلات تتراكم مهما كانت صغيرة أو يتوهم أن لها وجوداً وهي ليست موجودة. كما أن النشأة الاجتماعية التي يربي عليها الفتي أو تربي عليها الفتاه لها أثر واضح في مثل هذه المشكلات وأن الاعتماد الكلي على العمالة المنزلية يؤدي إلى فشل الحياة الزوجية التي لم تهيأ الفتاة أو الفتي لها فالشاب والشابة عاشا أجواء معينة فإذا انتقلا إلى الحياة الزوجية لم يستطع أحد منهما مواكبة تلك الحياة إذ لم يعتد على تحمل المسؤولية فتحصل المشكلات.[83]
قد تكون الأسباب المادية وراء وقوع حالات الطلاق لأسباب عدة، فقد يبخل الزوج على أسرته ولا ينفق عليها، حينها يكون طلب الطلاق مقنعاً ، لأن من واجبات الزوج على زوجته وأبنائه الإنفاق عليهم وسد حاجاتهم المادية بالمعقول ، وإن الأصل أن تتوزع الأعمال بين أفراد الأسرة فيقوم الزوج بالأعمال التي تكون خارج البيت وتؤدي الزوجة الأعمال داخله في الحدود المتعارف عليها بين الأزواج وهذا هو عملها الأساسي والأصلي والمقدس لها، وفي هذه الحالة تجب على الزوج النفقة الزوجية بالمعروف ولا تلزم الزوجة بالمشاركة في الإنفاق على البيت ولو كانت غنية.[84]
وقد يمر الزوج في ظروف مادية تتسبب في وقوع الطلاق، كأن يفقد عمله مصدر رزقه لسبب ما، وقد يدخل في مشروعات تجارية، فيخسر وتتراكم عليه الديون، فيقع حينها في مأزق مالي، ما تضطر معه الزوجة لطلب الطلاق. وهناك أسباب مادية أخرى، كأن تطلب الزوجة مبالغ ومتطلبات تفوق القدرة المادية للزوج، على الرغم من علمها بذلك، ولكنها تصرّ على الكماليات لما تراه عند صديقاتها أو أخواتها أو زميلاتها في العمل أو الجامعة أو حتى ما يفعله مشاهير منصات التواصل؛ حيث ترغب الكثير من النساء في تقليدهن، في الملابس والجواهر والماركات والسفر وعمليات التجميل، فيقع الزوج حينها ضحية، فإما أن يوفر كل ذلك، أو أن تطلب زوجته الطلاق، ليدخل بعدها في دوامة المحاكم.
القسم الرابع : الآثار الإجتماعية التي رصدتها الدراسة للخلافات الزوجية في المجتمع؟
أولا – الآثار المترتبة على الزوجة
ثانيا – الآثار المترتبة على الزوج
ثالثا – الآثار المترتبة على الأولاد
رابعا – الآثار المترتبة على المجتمع
خلق الله تبارك وتعالى آدم عليه السلام وخلق منه زوجه ليسكن إليها وجعل بينهما مودة ورحمة، قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة أن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)، هدف الباري من خلقه للزوجين إعمار الكون، وليكونوا خلفاء الله في الأرض، فإذا فقدت المودة والرحمة بينهما انهارت الأسرة، ونتج عن ذلك العديد من المشاكل النفسية والاجتماعية والأخلاقية، التي تؤثر بدورها على الأسرة[85]
اختلفت نتائج الدراسات حول تأثير الخلافات الزوجية على كل من الرجل والمرأة والمعاناة التي يشعر بها الاثنان معا ، كما ان ارتفاع معدلات الطلاق كنتيجة لكثرة الخلافات الزوجية وعدم قدرة الأزواج على معالجتها يشير إلى وجود خلل يهدد المجتمع وتماسكه، لأن ارتفاع معدلات الطلاق يعني ارتفاع معدلات الانحراف والمشكلات السلوكية والاجتماعية والنفسية كما ذكرت الدكتورة سلوى الخطيب باحثة بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز ، وربطت بين الدارسة وبين العديد من الدراسات التي تؤكد العلاقة الايجابية بين الطلاق والانحراف .[86]
وآثار الخلافات الزوجية لا تخص الزوجين فقط بل تمتد لتشمل الأبناء والأقارب والزملاء في العمل والمجتمع ، فأثر الخلافات على الأسرة يؤدي الى تفكك الأسرة ، وتنمية الكراهية والبغضاء ، وتزعزع الأمن النفسي والعاطفي ، مما يؤدي إلى حدوث خلل واضح في تركيبة العلاقة الوالدية ، وبالتالي زيادة نسبة الفجوة العاطفية والتشتت النفسي والإحباط والغضب الداخلي ، كما ذكرتها نتائج الدارسة التي قام بها الباحث محمود، حاتم يونس (مؤلف 2010) حيث هدفت الدارسة البحث التعرف على طبيعة الخلافات الزوجية وانعكاساتها على كل من الزوج والزوجة والأبناء وتوصل البحث إلى مجموعة من النتائج والتي أهمها أن الخلافات الزوجية لها آثار سلبية على الزوج والزوجة والأبناء من خلال تأثيرها على الراحة النفسية وعمل الزوجين الوظيفي والبيت والتنشئة الاجتماعية للأبناء وكذلك تأثيرها على روح المحبة والتسامح بين أفرادها كما تؤثر على العلاقات داخل الأسرة الأمر الذي يؤدي إلى رغبة أفراد الأسرة بعدم البقاء في المنزل وبالتالي ينعكس هذا على الأسرة ويجعلها غير مستقرة الأمر الذي يؤدي إلى عدم استقرار المجتمع.[87]
وهناك أثر للخلافات على الزوج والزوجة وأثره على الأبناء حيث يعمل الخلاف على تشتت الأبناء نتيجة النزاع بين والديهم مما يؤدي إلى عدم الاهتمام بهم، وبالتالي تشردهم والسبب في ذلك يعود إلى غياب الأب وتفكك الأسرة وعدم اهتمام الأم بهم ، مما يجعلهم يتجهون نحو السلوكيات غير السوية والمنحرفة في كثير من الأحيان ، وبالتالي تكثر جرائم الأحداث ويزيد معدل انحرافهم، والأمراض النفسية التي تؤثر في تنشئتهم السليمة ، ويصاب الأبناء بسوء التكيف الإجتماعي وذلك لعدم شعورهم بالجو الأسري مما يسبب لهم العديد من المشاكل النفسية، وذلك نتيجة للتشتت بين الأب والأم ، حيث يفتقد الأبناء لأساليب التربية والتنشئة السليمة داخل هذه الأسرة المفككة.[88]
اختلفت نتائج الدراسات حول تأثير الخلافات الزوجية على كل من الرجل والمرأة والمعاناة التي يشعر بها الاثنان معاً ، فالخلافات الزوجية المتكررة بالنسبة للرجل والمرأة ، يؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية للزوجين ، وقد يتعرضان للفشل في الحياة الزوجية إذا ما استطاعا التغلب على منابع تلك الخلافات وتهدئة الأمور بينهما . [89]
- بصفة عامة فإن انتشار الخلاف الزوجي بين العائلتين يكون وسيلة للكراهية والخصام بينهم خصوصاً من أقارب طرفي النزاع لاسيماً إذا وصل ذلك إلى ساحات المحاكم وتشرد الأولاد وانعدمت الرعاية من قبل الأبوين حينئذٍ تكثر جرائم الأحداث ويتزعزع الأمن والإستقرار في المجتمع .
ونلخص بعض من تلك المشكلات والأخطار المتمثلة في انتشار العلاقات الزوجية المتوترة قد ينتج عنه بعض الأنماط السلبية المستقبلية التي لا يمكن تجاهلها أو الإستهانة بها منها ما يلي
- العزوف عن الزواج بين الشباب لكثرة الطلاق في المجتمع
- انحراف الأبناء بسب انفصال الأب والأم عن بعضهما
- لجوء الشباب المواطن الزواج من غير المواطنات والعكس
- ظهور أبناء ذو الشخصية المهزوزة عدم الإستقرار الأسري، التفكك الأسري،
- عدم استقرار الأبناء من جميع النواحي
- بروز الأسر النووية بسبب المعاناة التي عاشها الأبناء من أسر مفككة .
- بروز الأسر من شخص واحد فقط بسبب كثرة الخلافات بين الوالدين وعدم رغبته في تكرار تجربة الزواج .
- زيادة معدلات الأمراض النفسية بين الأبناء
- زيادة معدلات الجريمة بسبب تفكك الوالدين وغياب التوجيه والمتابعة،
- تأثير الخلافات الزوجية على انتاجية الموظف في العمل بسبب الخوف والقلق والعامل النفسي
- زيادة العنف الأسري والانحراف المجتمعي بسبب اللجوء للألعاب الإلكترونية التي لا تخلو من العنف والمقاطع الإباحية
- اضمحلال بعض القيم الإجتماعية مثل الترابط والتعاضد بين أفراد الأسرة
- التنوع في المجتمع والإطلاع على ثقافات آخرى ، وقد يتسبب في توليد نوع من النزعة المجتمعية، وظهور النزعة الفردية في المجتمع .
- الأمر الأول : انعكاس أثر الخلافات على أفراد الأسرة
الخلافات الزوجية لها آثار سلبية على الزوج والزوجة والأبناء من خلال تأثيرهـا علـى الراحة النفسية وعمل الزوجين الوظيفي والبيت والتنشئة الاجتماعية للأبناء وكذلك تأثيرهـا على روح المحبة والتسامح بين أفرادها كما تؤثر على العلاقات داخل الأسرة الأمـر الـذي يؤدي الى رغبة أفراد الأسرة بعدم البقاء في المنزل وبالتالي يـنعكس هـذا علـى الأسـرة ويجعلها غير مستقرة الأمر الذي يؤدي الى عدم استقرار المجتمع .[90]
للخلافات الزوجية آثار ونتائج بعضها ينعكس على الزوجين والبعض الآخر على الأولاد والأقارب بل وعلى المجتمع بأسره . وفي هذا الفصل سوف نتعرف على الآثار المترتبة على مشكلة الخلافات الزوجية من الناحية الإجتماعية والنفسية والاقتصادية لكل فئة من هذه الفئات .
أولاً : الآثار المترتبة على الزوجة :-
- إن أبرز ما يفعله الزلزال الاجتماعي الأسري (الخلافات الزوجية ) على الزوجة هو العوز المالي الذي كان يقوم به الزوج أثناء قيام الزوجية مما يؤدي إلى انخفاض في المستوى المعيشي بنسبة 73%خصوصاً إذا لم يكن لها عائل آخر أو مورد رزق آخر تعيش منه حياة شريفة كريمة بعيدة عن المنزلقات الأخلاقية التي لا يعصم منها صاحب دين قوي.[91]
فقد جاء في خطط المقريزي “ج4، ص293” أن الست الجليلة (تذكار باي خاتون) بنت الظاهر بيبرس عملت رباطاً بمبنى كبير سمته رباط البغدادية كانت تودع فيه النساء اللائي طلقن أو هجرهن أزواجهن حتى يتزوجن أو يرجعن لهم، صيانة لهن لما كانا فيه من شدة الضبط وغاية الاحتراز وكانت لهذا الرباط شيخة صالحة تعظ النساء[92]
هذا وقد أطلق عالم الاجتماع (الأمير كان) على المطلقات “ربات البيوت الفقيرات” أو “الفقر المؤنث”، نتيجة لأن المطلقة بعد طلاقها أصبحت متعبة مالياً وجسدياً إن كانت تعمل خارج المنزل[93]
1- من الناحية النفسية :-
إن كثرة الخلافات الزوجية يؤثر على المرأة ويؤدي إلى كثرة الضغوط النفسية عليها مثل :- الشعور بالأسى والندم لفشل الحياة الزوجية ، والإحساس بالحرمان وعدم احترامها في كثير من المواقف الإجتماعية بالإضافة إلى الشعور بالخوف من أن لا تتاح لها فرصة الزواج من جديد ، أو أن تنتقل إلى فئة ‘ العوانس ‘ .
- تمتد النتائج السلبية للخلافات الزوجية لتصل إلى أحد أطراف العلاقة الزوجية، فالزوجة أو الزوج لن يكون قادر على التركيز بسبب الإحساس بالضغط النفسي وعدم الراحة. وبالتالي سيؤثر سلبا على مردوديته في العمل أو فقدان قدرته على أداء مهامه اليومية المعتادة على أكمل وجه ، ففي دراسة ميدانية هدفت إلى معرفة المشاكل الزوجية وأثرها على الصحة النفسية للمرأة العاملة ،وذلك بإلقاء الضوء على هذه المشاكل وخاصة تنظيم الأسرة والتخطيط الإجتماعى ، نتج عنه أن فشل المرأة عن عدم مواجهة المشكلات له تأثير واضح على صحتها النفسية أو قيامها للمهام المنزلية أو بتأثير الخلافات الزوجية على تربية أولادها [94]
- العلاقة الزوجية هي من أكثر العلاقات الإنسانية تعقيداً وصعوبةً، نظراً لما قد تحتويه من مشاكل وخلافات بين الزوجين بسبب المصاعب التي تواجههم في الحياة. واستمرار الخلافات الزوجية يعني أن يعيش الزوجان حالة من النزاعات الدائمة إن لم يتّم فضّها ، مهما اختلف سبب النزاع لكن آثاره على الزوجين واقع لا محالة، لا سيما للناحية الجنسية وهذا محور موضوعنا اليوم عبر موقع صحتي.[95]
- تأثير الخلافات الزوجية على العلاقة الحميمة
- تعتبر العلاقة الحميمة من أكثر الأمور المهمة في الحياة الزوجية، وبالتالي فان عدم وجود علاقة جنسية مُرضية لكلا الطرفين قد يؤثر بصورة سلبية على الحياة الزوجية وقد يقود إلى مشاكل مُعقدة في العلاقة الزوجية، ما يؤثر على علاقة الطرفين بين بعضهما البعض وعلى الأولاد ايضاً.
- فالخلافات الزوجية قد يخلق فجوة عاطفية كبيرة بين الزوجين، وقد تتفاقم هذه الخلافات وتؤثر على العلاقة الجنسية بين الزوجين، بشكل سلبي. ويدخلهما في دائرة الجفاف العاطفي وتفريغ روحانية الرباط الزوجي. ويؤثر ذلك كله في الوظيفة الجنسية ويؤدي إلى اضطرابات عديدة منها اضطراب الرغبة الجنسية، البرود الجنسي، عسر الجماع، العنّة…
- إن هذه الضغوطات مجتمعة تجعل الرابطة الزوجية ظاهرية وشكلية أمام المحيط الاجتماعي. لكن ما يزيد الأمر سوءاً هو لجوء أحد الزوجين أو كلاهما إلى التنفيس عن كبتهما وتحقيق رغباتهما خارج إطار الزواج. فنجد المرأة تميل إلى شخص آخر لتعويض النقص العاطفي والفجوة النفسية في المنزل، والرجل أيضاً يبحث عن شريكة أخرى تشبع له مطالبه.
- كشف استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين، د. خالد النمر، عن أن الخلافات الزوجية من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بجلطة في القلب، وأن النساء أكثر تأثرًا بسلبياتها من الرجال ، إن الانفعال النفسي الشديد أثناء الخلافات الزوجية، من الممكن أن يسبب ألمًا في الصدر وضيق في التنفس وخفقان ودوخة وإغماء وجلطة في القلب ، كما أثبتت دراسة أخرى أجريت على عينة مكونة من (٢٠١) زوجا وزوجة، تراوحت أعمارهم ما بين ٢٢ إلى ٥٩ عاما، أثبتت أن فشل الزوجين في المحافظة على الإستقرار الأسري يرفع من معدل الإكتئاب لدى الزوجة ويساهم في توتر العلاقة بصورة عامة . [96]
- تأثير الخلافات الزوجية على الحالة الصحية والغذائية بناء على الدراسة الميدانية التي قام بها متولي، تقى محمد سيد (مؤلف 2019) التي أثبتت وجود العلاقة بين الخلافات الزوجية واضطرابات الأكل، وتكونت عينة هذه الدراسة على 245من المتزوجين والمتزوجات تراوحت أعمارهم ما بين 22-55 عاما ، وأسفرت النتائج عن وجود ارتباط بين الخلافات الزوجية واضطرابات الأكل، ويوجد علاقة موجبة دالة إحصائيا بين الخلافات الزوجية واضطرابات الأكل.[97]
ثانياً : الآثار المترتبة على الزوج :-
1- من الناحية النفسية :-
وجدت دراسة حديثة أنه على الرغم من تأثير الخلافات الزوجية على كل من الزوج والزوجة، إلا أن الرجال يكونون أكثر معاناة من حيث تأثير الخلافات على صحتهم. ووجدت الدراسة، التي أجراها باحثون بجامعتي نيفادا وميتشيغان الأميركيتين على مدار 16 عاماً، أنه إذا كان هناك خلافات بين الزوجين، يعاني الأزواج الرجال أكثر من الصداع، ويواجهون اضطرابات النوم، وتتدهور حالتهم الصحية بشكل عام. وأوضحت الدراسة، وفقا لموقع «dailymail»، أن الخلافات المتعلقة بمسؤولية الأطفال والمال والأصهار تؤدي إلى زيادة هرمونات التوتر، ما قد يتسبب في حدوث مشكلات صحية. وحلل الباحثون إجابات 373 زوجاً وزوجة في السنوات الأولى والثانية والثالثة والسابعة والسادسة عشرة من زواجهم، حول الخلافات بشأن المال والأطفال والعلاقة مع الأقارب وأفراد العائلة وكيفية قضاء أوقات الفراغ. وقالت الكاتبة الرئيسة روزي شروت، من جامعة نيفادا: «إن الشعور بالانتماء والثقة، ومعرفة أن الشريك يتفهمك أمور مهمة للغاية في العلاقات، لذلك عندما يختلف الأزواج، ويصبح الشريك شخصًا معاديًا وسلبيًا، يسبب ذلك ضغوطًا يمكن أن تؤثر على الجهاز المناعي، وتضر صحة القلب والأوعية الدموية».[98]
قد يصاب الزوج في بعض من الأحيان بالسلبية تجاه مؤسسة الزواج بشكل عام ، فيعتريه الخوف بأنه غير مقبول من النساء ، فيصاب باهتزاز الثقة بالنفس والاكتئاب وعدم الثقة بالنساء وينظر إليهن بأنهن جميعاً من صنف واحد وهن السبب في عدم نجاح الحياة الزوجية واستقرارها .[99]
- البرود والجفاف العاطفي
تتسبب كثرة الخلافات أو تراكمها بدون حل في تغيير النفوس بين الزوجين وفقدان الصفاء ليحل البرود والجفاف، وهي عناصر سلبية تتسبب في تزايد الهوة في العلاقة الزوجية والتأثير بشكل عام على أجواء المنزل بسبب عدم الترابط بين الزوجين.
- البحث عن بدائل لتعويض النقص العاطفي
مع انقطاع سبل الحوار بين الزوجين والتباعد المتزايد لن يكون هناك مجال للحصول على طاقة ايجابية أو علاقة حميم، مما يدفع بأحد الأطراف لوجود بديل لتعويض النقص العاطفي أو خلق أجواء بديلة للراحة النفسية.
- النفور والكراهية
هو ليس بتأثير جديد للخلافات الزوجية لكنه نتيجة للبرود العاطفي، فوجود النفور بين الطرفين يقطع أواصر الحوار والتلاحم ويؤدي إلى تشتت الأسرة بشكل كبير.
ثالثاً : الآثار المترتبة على الأولاد :-
الخلافات الزوجية من أشد الأمور التي تؤثر نفسياً على الأبناء، لأنها تزرع الخوف داخلهم نتيجة الشعور بفقد الإستقرار والأمان، فالأطفال في حاجة إلى محيط أسري هادئ، يشعرهم بالطمأنينة والأمن، أما النزاعات والاختلافات فهي بمثابة عاصفة عاتية تدغدغ مشاعر الطفل، وتقذف في قلبه الخوف والقلق، فالابتسامة والحنان والمحبة والرعاية هي حق الطفولة، وهي من واجبات الوالدين.
وهذا يؤدي الى وجود هشاشة في بناء المجتمع اخلاقياً وسلوكياً, وتؤثر على الحالة النفسية للأبناء, و تؤدي الى انعدام روح التعاون والمشاركة فيؤثر ذلك على تماسك الأسرة. [100]
هناك العديد من المضاعفات النفسية والجسمانية التي تلازم الأولاد الذين يعيشون في ظل أجواء عنيفة داخل العائلة، فحالة التوتر التي يعيش فيها الطفل توقعه في أزمات تجعله يفقد القدرة على السيطرة الذاتية والتأقلم, وبالتالي تؤدي إلى خطر الفشل المدرسي خاصة، والفشل في الحياة عامة. فالأبناء هم أول من يحصدون النتائج السلبية المترتبة على المشكلات الزوجية.
ومن الغريب أن نعرف أن الخلاف الصامت الذي يحاول الوالدان إخفاءه ظاهريا عن الأبناء أشد تأثيرا على الأبناء من الخلاف الصاخب؛ وقد عزت بعض الآراء العلمية الحديثة أحد أسباب الربو في سنوات الطفولة الأولى إلى الخلاف المكتوم بين الأبوين الذي يستشعره الطفل وإن كان خافيا
وإن سلوك الطفل يتأثر تأثراً بالغاً بأمه وأبيه في سنواته الأولى والتي تنعكس هذه الفترة في التنشئة على باقي حياة الطفل إلى أن يصبح رجلاً.
وبما أن البيئة التي عاش فيها الطفل لا تخرج عن الأسرة المحيطة به، فمن الطبيعي أن تنعكس عليه بعد أن يكبر وتتسع مجالات حياته الاجتماعية وتتعدى من والديه إلى باقي أقربائه وجيرانه وعلى ذلك، فالطفل الطبيعي الذي ينمو في أسرة سعيدة ومتماسكة اجتماعياً وأخلاقياً سينمو نمواً طبيعياً وينعكس ذلك على أخلاقه وسلوكه في المستقبل.
أما إذا كانت الأسرة متفككة منحلة بالطلاق مثلاً، فإن ذلك التفكك سينعكس أيضاً على أولادهم، ويشبه علماء النفس الطفل بالإسفنجة التي تمتص أي سلوك وأي تصرف يصدر من أفراد الأسرة.
فالأسرة هي المنبع الأول للطفل في مجال النمو النفسي والعقلي فيما يصدر عن الوالدين من أمراض سلوكية أخلاقية تكون الأسرة منبعها والوضع الاجتماعي ويؤثر على الجميع وأكثر شيء يظهر ذلك على الأطفال وتتمثل الآثار الناتجة عن الخلافات الزوجية على الأولاد في عدة أمور منها:
- الضرر الواقع على الأولاد في البعد عن إشراف الأب إن كانوا مع الأم وفي البعد عن حنان الأم إن كانوا مع الأب، وفي هذه الحالة يكون الأطفال عرضة لوقوعهم تحت رحمة زوجة أبيهم بعد أمهم التي من المستحيل أن تكون بالنسبة لهم أماً خصوصاً بعد أن تنجب هي عدداً من الأولاد وتعاملهم بطريقة أفضل من أولاد زوجها، فيؤثر سلباً عليهم ويصبحوا عرضة للانحراف والوقوع في الجنوح.
- في عدم الإشراف على الأولاد من قبل الوالدين واهتزاز الأسرة وعدم استقرارها يعطي مجالاً لهم للعبث في الشوارع والتشرد والانحراف واحتراف مهن محرمة. لأن صدمة تفكك والديهم بالخلافات والنزاعات تكاد تقتلهم بعدما يفقدوا معاني الإحساس بالأمن والحماية والإستقرار حتى باتوا فريسة صراعات بين والديهم خصوصاً إذا تصارع كلٌ منهما من يكسب الطفل في جانبه حتى لو أدى ذلك إلى استخدام وسائل غير أخلاقية كتشويه صورة الطرف الآخر أمام ابنه واتخاذ كل السبل الممكنة حتى لو لم تكن أخلاقية للانتصار على خصمه، فيعيش الطفل هذه الصراعات بين والديه، مما يفقده الثقة بهما ويجعله يفكر في البحث عن عالم آخر ووسط جديد للعيش فيه قد يعوضه عن حب وحنان والديه مما يعرضه في بعض الأحيان إلى الوقوع فريسة في أحضان المتشردين والذين يقودونه إلى عالم الجريمة.
- يؤثر الخلاف الزوجي على صحة الأولاد النفسية والجسدية خصوصاً إذا كانوا في سن الخامسة أو السادسة أو أكثر نتيجة لعدم اهتمام والديهم بهم في خضم المشاكل العائلية بينهما وعدم إشراف والدهم الذي قد لا يشاهدهم إلا في مركز الشرطة عن طريق القضاء أو أحد المؤسسات الاجتماعية، مما يؤدي إلى هبوط معنويات الأطفال فيواجه ذلك باليأس والبكاء ويعيش حياة كلها توتر وقلق واضطراب ويتعطشون للحنان والمحبة والرعاية، فضلاً عن الأمور المالية التي تزيد نسبتها مع كبر سنهم نظراً لفقدان تجمع الأب والأم معاً.
- أما إذا تجاوز عمر الأولاد بعد السابعة، فإن سلبيات الخلافات الزوجية تكون لديهم أكثر وأكبر لأنه في هذه الحالة قد يدرك أسباب الشقاق والنزاع الدائم بين والديه، ولذلك ينعكس على الأولاد سلباً بالتسرب من المدارس والانحراف في السلوك، وضعف الثقة بالنفس وعدم القدرة على التطور الفكري، وعدم التوازن ومشاركة الجماعة وحرمانهم من التنشئة الاجتماعية السليمة مما يجعلهم يلجئون إلى التشرد.
- وقد يصل الحد إلى استخدام المخدرات والمسكرات للابتعاد عن هموم الأسرة فكل هذه الآثار السيئة التي يتركها الخلاف على الأولاد تستدعي منا وقفة قوية لحصار وتطويق أسباب الطلاق في المجتمع والعمل الجاد للحد منها.[101]
– من الناحية النفسية يصاب الأبناء أثناء المنازعات والخلافات المتكررة قبل وبعد الطلاق بالتوتر النفسي مما ينتج عنه عدة مشاكل نفسية منها ضعف البناء النفسي والذاتي لديهم ويتصفون بالوحدة والعنف ، وعدم الشعور بالإستقرار والأمن وكثرة الإحباط أو البؤس والحقد على الآخرين ، فيتسمون باضطرابات في النمو العقلي والانفعالي كما أنهم يتعرضون لحالة من الكبت والضغوط التي تؤثر على حياتهم الإجتماعية ، مما يجعل الكثير منهم يعلن التمرد والعصيان وهذا كله تسببه الصدمة النفسية لانفصال الوالدين .[102]
في مقالة نُشرت في عام 2003، خلص علماء النفس جون ب. كيلي، الذي ينتمي إلى كورت ماديرا بكاليفورنيا، وروبرت إ. إيميري من جامعة فيرجينيا، إلى أن علاقات الراشدين الذين فشلت زيجات آبائهم، غالبًا ما تكون أكثر تعقيدًا إلى حد ما من أبناء الأسر التي يكللها الإستقرار. على سبيل المثال، يواجه الأشخاص الذين انفصل آباؤهم وهم ما زالوا صغارًا صعوبة أكبر في تكوين العلاقات الحميمة والمحافظة عليها عندما يصلون إلى مرحلة الشباب، كما تزيد لديهم معدلات عدم الرضا عن زيجاتهم، ويرتفع لديهم أيضًا معدل الطلاق، وتسوء علاقتهم بالوالد غير الحاضن، مقارنةً بالراشدين القادمين من أسر مستقرة. أما في بقية الأوجه الأخرى، فإن الفروق بين المجموعتين كانت ضئيلة.
- انعدام الشعور بالأمان العاطفي: إن النزاعات المستمرة بين الوالدين أمام أطفالهم تحدّ من شعور الطفل بالأمان والأمن والإستقرار العاطفي الذي اعتاد عليه نتيجة استقرار الأسرة. يأتي ذلك الشعور للطفل عندما يشهد شجارًا بين والديه فهو يعتقد أن ذلك الشجار سينتهي بانفصال الوالدين أو الطلاق أو تعرّض أحدهما أو كلاهما للأذى مما يؤدّي إلى الحرمان العاطفي للطفل. كثرة المشاكل في البيت وعدم الإستقرار يجعل الطفل يفقد حقّه تدريجيًا في أن يكون طفلًا ينعم بكل أمن ومحبة داخل أسرة خالية من المشاكل.[103]
- تدهور العلاقات بين الوالدين والأطفال: مع استمرارية النقاشات والمشاجرات بين الوالدين أمام أطفالهم يشعر الأطفال بأن العلاقة مع والديهم تتدهور تدريجيًا، وهي لم تعد كالسابق، وأنها مجرد علاقة مشحونة بالقلق والتوتر. هذا يظهر بشكل خاص عندما يقف الطفل حائرًا بين أن يكون في صف والده أو في صف والدته، أو عندما يحاول إيقاف الشجار الذي غالبًا ينتهي بالصراخ عليه وضربه وتخويفه وتهديده. هذا يجعل الطفل يفقد دفء العائلة والأمان والرغبة بنمو علاقة جيدة مع والديه لأنها لم تكن صحيحة منذ أن بدأت المشاجرات أمامه.[104]
- تظهر المشاكل بوضوح لدى الاطفال عندما يكون اباؤهم فى خصام دائم أو عندما يتحقق الانفصال الذى يجعل الطفل لا يشعر بالامان وقد ينزع الطفل أو المراهق الى سلوك طفولى عادى الى مرحلة عمرية ادنى (النكوص) مثل التبول الليلى ، الحدة والقلق والعناد وعادة يحدث هذا السلوك قبل أوبعد لقاء الاب المنفصل أو الذى يعيش بعيدا عن الطفل ، والمراهقون يظهرون سلوك مضطرب مثل الانطواء اضافة الى صعوبة التركيز على المواد الدراسية .[105]
- قلّة التحصيل الدراسي للطفل: تنخفض قدرات الطفل على التحصيل الدراسي في المدرسة والتحصيل المعرفي بشكل عام سواء في المدرسة أو في البيت أو بين الأصدقاء بشكل تدريجي، كما ويفقد الطفل رغبته في التطوّر. وذلك لأن المناخ الذي تعرّض له الطفل ونشأ فيه هو جوّ أسري مشحون بالمشاجرات والصراخ. هذا يؤثر على الإستقرار النفسي للطفل، وبالتالي يفكّر الطفل فقط في المشاكل بين والديه، ويشعر بالخوف من استمرارية تلك المشاكل. هذا يؤدّي إلى أن تقلّ قدرته على التركيز، ويصبح مشتّت الأفكار، وبالتالي يفقد الكثير من المعلومات التي تتحوّل تدريجيًا إلى تقصير دراسي علمي ومعرفي، مما يؤثّر على الطفل بشكل أولي.
- المشاكل الاجتماعية بين الطفل وغيره: نتيجة تعرّض الطفل لمعاينة المشاكل اليومية بين والديه، فإن رغبته بأن يكون عدوانيًا تزداد. كما ويحاول تفريغ طاقات غضبه من تصرّفات والديه عن طريق التهجّم على الآخرين سواء على إخوته في البيت أو على أصدقائه في المدرسة أو مع العائلة. وذلك لصعوبة تعامله بطريقة لطيفة، فهو يشعر بأنه يريد أن يسيطر على الغضب الذي بداخله عن طريق المشاكل التي يتسبّب بها لغيره، فهو عاجز عن أن يثق بأي شخص لأنه فقد الثقة من مصدرها الرئيسي بالنسبة له.[106]
- الاضطرابات الصحّية وبالأخص الوزن: قد يُعتبر هذا غير حقيقي للبعض، إلا أن بعض الدراسات بيّنت إن إحدى أسباب السمنة المفرطة عند الأطفال هي مشاكل الوالدين. يلجأ الطفل لتناول الطعام وحده ويأكل أي شيء يراه أمامه سواء كان صحّيًا أو غير صحي، سواء لأنه جائع أو لأن والديه مشغولون بمشاكلهم وليس هناك من يهتم لتحضير الطعام له. في نفس الوقت عندما يأكل الطفل بشراهة كل ما يراه أمامه، فإنه قد يحدث العكس تمامًا حيث قد يفقد شهيته في الأكل وقد يعاني من أمراض جسدية.[107]
لذلك من الضروري جدًا على الوالدين الانتباه جيدًا بإيجاد المكان المناسب لحلّ جميع المشاكل التي يتعرّضون لها، بعيدًا كل البعد عن الأطفال الذين لا يعلمون تمامًا مدى جدّية تلك المشاكل. قد يقوم الأهل بحلّ تلك المشاكل بعيدًا عن الأطفال، ولكن الطفل فقط يتذكّر الموقف الذي تعرّض له عندما يكون شاهدًا على مشاكل والديه مصدر ثقته وحبّه الوحيد.
رابعاً : الآثار المترتبة على المجتمع :-
إن الزواج لا يربط بين شخصين فقط فهو علاقة اجتماعية بين مجموعة من العائلات والأسر داخل المجتمع ، فإذا حدث الطلاق فإن الأثر لا يشمل الزوجين والأبناء فقط بل يشمل أسرتيهما أيضاً فتنشأ بين الأسر مشاعر سوء الظن ومن ثم الثأر والانتقام ، فيتبدل السلام والصفاء بالحقد والمنازعات والمشاكل وتكثر الانحرافات الإجتماعية ويقل التواصل الإجتماعي ، وهذا كله ينعكس على تقدم وتطور المجتمع بسبب انشغال بعض أفراد المجتمع من أبناء المطلقين بمشاكلهم الشخصية .
أن المجتمع هو المتضرر الأكبر من مشكلة الأسر الغير مستقرة عاطفيا ونفسيا وتكثر لديها الخلافات والصراعات ، فالخلاف يبدأ بين زوجين وانحسار نسبة التفاهم والألفة داخل البيت، مستبدلةً بها التوتر والعصبية والعناد، فتتحول المشكلة إلى كرة ثلج تتضاعف سريعاً إثر تحولها إلى صراع يصعب السيطرة عليه ، وتمتد آثاره على الأبناء والأقارب لنصل في النهاية إلى المجتمع بأسره ، لتكون أروقة المحاكم بديلاً عن التفاهمات والحلول العائلية، ويتجه الطرفان إلى الانفصال ضاربين بمصلحة الأسرة والأبناء عرض الحائط، وهو ما ينعكس سلباً على المجتمع ، إن كثرة المشاكل الزوجية عند وقوعها حتماً به ضرر على المجتمع بأسره لأن المجتمع يتكون من أسر مترابطة تكوّن نسيجه، فانحلال وتفكك هذه الأسر يسبب اضطرابات اجتماعية يعاني منها كل أفراد المجتمع المقربين من العائلتين .
إنّ الأسرة التي تعاني من تصدّع في أركانها، ستعاني من الكثير من المشاكل الاجتماعية مع محيطها وخاصة في ناحيتين أساسيتين:
أ- مشاكل مع الأقارب: إذ من الصعب جداً أن يفكِّك الزوج أو الزوجة، في حال وقوع الخلاف، بين الطرف المقابل له وبين أقربائه وأهله. لذلك، إذا لم تكن الأمور تسير على ما يرام بين الزوجين، فستجد، غالباً، الحماة تتدخّل بطريقة تغيظ الزوجة أو العكس، أو يتدخّل إخوة الزوجة ليغيظوا الزوج، وهكذا، بل قد تسمح هذه الخلافات بدخول طرف ثالثٍ ربما يزرع الفتنة بينهما عامداً أو جاهلاً.
ب – مشاكل في العمل: وهذا الأمر من الموارد التي يواجهها من لا يعيش استقراراً في حياته الأسرية، لأنّ قسما كبيراً من جهده النفسي والمعرفي والجسدي سوف يكون مستهلكاً في التفكير والسهر والتوتر العصبي أثناء الخلافات، وبالتالي تقل الإمكانات الإبداعية وتختنق آفاقه الفكرية، وجودة أدائه للعمل، بل وسيؤثّر توتره على الزملاء في العمل، وبالطبع، فإنّ مدير العمل يهمه أن تكون الأجواء مستقرة في بيئة العمل من أجل ضمان الجودة والإنتاجية، وربما يسبب هذا الأمر الطرد أو التضييق أو مشاكل لا يمكن أن يتحملها.
هذه المشاكل الاجتماعية، مشاكل لا يمكن تجاهل حدوثها لأنّها سرعان ما تظهر عند حصول الخلافات داخل الأسرة، وهذا ما يدلنا على أنّ وضع الأسرة مرتبط بالمجتمع ارتباطاً وثيقاً.[108]
القسم الخامس :
التعليق على الوضع العام لنمط العلاقات الزوجية
- التعليق الأول :
يتضح لنا من خلال التعامل مع الخلافات الزوجية أن هناك جهلاً لدى الكثيرين من الأزواج بالحقوق والواجبات المتبادلة، وتراخياً في الالتزامات المترتبة على كل طرف تجاه الآخر وتجاه الأبناء والمجتمع، وهذا نابع من ضعف الوازع الديني وقلة الوعي بالمفهوم الحقيقي للزواج وبناء الأسرة، مشيرين إلى أن قانون الأحوال الشخصية المعمول به في الدولة منذ عام 2005 يساعد على تسريع وقوع الطلاق إذا تعذر الصلح.
- التعليق الثاني :
من الملاحظ عدم حرص الكثير من الأزواج وغفلتهم عن مدى أهمية الحفاظ على الأسرار الزوجية وعدم تداولها خارج أسوار المنزل، حتى لو كان ذلك مع أهل الطرفين، وعدم السماح بتدخل أطراف أخرى إلا إذا كان من أجل النصيحة وتقريب وجهات النظر، وإيجاد الحلول المناسبة التي تصب في مصلحة الأزواج. وشدد على أهمية الحفاظ على الأسرار الزوجية وعدم تداولها خارج أسوار المنزل، حنى لو كان ذلك مع أهل الطرفين، أن هذه القاعدة الذهبية تعكس نضج الزوجين وقدرتهم على إدارة حياتهما من دون مؤثرات خارجية قد تزعزع استقرارهما وتوسع الفجوة فيما بينهما، وعندما يكون الأزواج واعين لحياتهم الخاصة، وناضجين في أفكارهم وتصرفاتهم فإنه يصعب تدخل أي طرف بينهم حتى لو كان هذا الطرف هو الأهالي ولو حاولوا التدخل ينبغي عدم السماح لهم بذلك إلا إذا كان هذا التدخل إيجابياً وفي مصلحة استقرار الأسرة والأبناء، ومن أجل النصيحة وتقريب وجهات النظر وإيجاد الحلول المناسبة التي تصب في مصلحة الأزواج.
أن عدم الحفاظ على الأسرار الزوجية سبب رئيسي لظهور الخلافات بين الأزواج وتأزمها، لأن تدخل الأهل في غالب الأحيان لا يكون باتجاه الصلح وحل هذه الخلافات وإعادة العلاقة إلى مسارها الطبيعي، كما جاءت نتائج الدراسة التي أجريت على 410 زوج في المملكة العربية السعودية ، حيث اتضح أن تدخل الأهل يلعب دورا سلبيا في تقويض العلاقة الزوجية خاصة إن كان طريقة التدخل تأتي بطرق سلبية خاطئة . [109]
وقد يعتدي أهل الزوجة على الزوج، ويوبخونه، ويسيئون التصرف إليه، والعكس كذلك من أهل الزوج، وهذا الأمر مرفوض، بكل الظروف، لأن لغة الحوار هي التي يجب أن تتسيد وقت الخلافات، ولا لغة غيرها إذا أردنا الحفاظ على كيان الأسرة، واستمرار العلاقة الزوجية.[110]
- التعليق الثالث :
أهمية التحلي بقيم التسامح والتساهل في مثل هذه الحالات التي تجلب لصاحبها وللأبناء التعب والمعاناة النفسية نتيجة الغضب والرغبة في الانتقام وتصفية الحسابات، محذرين من محامين يحاولون تحقيق مكاسب شخصية بالعمل على تفاقم المشكلة عبر تعدد الطلبات، لافتين إلى أهمية التوجيه الأسري في المحاكم من أجل تقديم النصح للأزواج المتخاصمين، وتقليل عدد حالات الطلاق. وأوضح أن غالبية حالات الخلافات الزوجية التي تصل إلى القضاء من أجل إتمام إجراءات الطلاق، دافعها الرغبة في الانتقام من قبل الطرفين، وفيها نكران للجميل، ونسيان للفضل والعشرة، داعياً إلى أهمية التحلي بقيم التسامح والتساهل في مثل هذه الحالات التي تجلب لصاحبها وللأبناء التعب والمعاناة النفسية نتيجة الأذى الذي يلحق بكل طرف من لدن الطرف الآخر نتيجة الغضب والرغبة في الانتقام وتصفية الحسابات، فأخلاق الإنسان تظهر وقت الخلافات والنزاعات، وعندها تسقط الأقنعة، وتظهر أصالة القلوب والأخلاق، وبالتالي يتوجب علينا التحلي بقيم التسامح والإحسان وأن نتعامل بأخلاقنا التي تربينا عليها على مائدة ديننا وسنة نبينا والتي ربانا عليها أباؤنا وأجدادنا وقيادتنا الحكيمة، لا أن ننجرف نحو الخطأ بحجة معاملة الطرف الثاني بالمثل، لأن الأصل في المعاملة الأخلاق ، ففي دراسة بعنوان التسامح وأساليب حل الخلافات الزوجية (دراسة وصفية تنبؤية في الإرشاد الزواجي ) طبقت على عنية مكونة من 100 من المتزوجين وجدت أن التسامح لدى المتزوجين من أفراد عينة البحث ، ساعدت على رفع مستوى الوعي والفهم ، والحرص على الإصلاح ، والعودة لما سبق من مشاعر الود والرضى ، وسرعة التصالح. كما وجدت علاقة إرتباطية موجبة دالة إحصائياً بين بعض أساليب حل الخلافات الزوجية والتسامح كما توصلت النتائج إلى أن بعد التصالح ( كأحد أبعاد التسامح ) يساعد الأزواج على حل الخلافات الزوجية ( التكامل، الالتزام، التجنب، التسوية ) . [111]
- التعليق الرابع : ضرورة توفر الإحترام
أن احترام الأزواج لبعضهم، تقرب إلى الله، واتباع لأوامره، وليس كما ينظر إليه البعض بأنه تأدية واجب، أو التزامٌ فرضته العادات والتقاليد والموروثات المجتمعية، وهو أيضاً ليس عقداً تجارياً أو شراكة بين اثنين مرهونة بالمنفعة الشخصية لكل منهما، هناك جهلاً لدى الكثيرين من الأزواج بالحقوق والواجبات المتبادلة، وتراخٍ في الالتزامات المترتبة على كل طرف تجاه الآخر، وتجاه الأبناء، بل والمجتمع، وهذا نابع من ضعف الوازع الديني، وقلة الوعي بالمفهوم الحقيقي للزواج، وبناء الأسرة. [112]
فقد أوجب الشرع الحكيم على الزوجين المعاشرة بالمعروف لتبقى الحياة الزوجية بينهما صالحة حيث قال تعالى: ‘وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا’ ‘سورة النساء آية 19’.
- التعليق الخامس استغلال قانون الأحوال الشخصية
أن قانون الأحوال الشخصية المعمول به في أغلب دول الخليج ، ليس طرفاً أساسياً في الخلافات الزوجية، أو سبباً لوقوعها، لكنه يساعد في تسريع وقوع الطلاق إذا تعذر الصلح.
أن قانون الأحوال الشخصية، ألزم القاضي بعرض الصلح على الأطراف، وأن محاكم دبي تحرص على هذا الأمر، ليس فقط أمام القاضي، وإنما من قبل قسم التوجيه الأسري، وفي التنفيذ ما بعد صدور الأحكام.
قانون الأحوال الشخصية وجد من أجل الفصل في الخلافات الزوجية بعد وقوعها، واتساع حدودها لتصل إلى الطلاق، وليس قبل وقوعها، لأن العلاقة إذا تآكلت داخل البيت، فلا يستطيع القانون ترميمها أو إصلاحها، وإذا ما قلَّت فرص الصلح بين الأزواج المتخاصمين، وتعذر إصلاح ذات البين، فالأفضل هو الانفصال، لأنه لا حياة في ظل وجود خلافات ومشكلات دائمة تكدر صفو الحياة، وتجلب التعاسة والقلق الدائمين لأفراد الأسرة.
كما أن نصوص قانون الأسرة مستوحاة من الشريعة الإسلامية، إلا أن مادة الشريعة مهملة وملغاة في العديد من التخصصات الحقوقية في النظام الجامعي الجديد، مع العلم أنها مصدر احتياطي أول بعد التشريع مما يجعل رجال القانون والقضاء يفتقدون إلي أدنى طرق الاستفادة منها، ثم أن نصوص قانون الإجراءات المدنية والإدارية تعترض رجال القضاء في إمكانية جعل نصوص قانون الأسرة غير مخالفة للشريعة الإسلامية، فضلا ، عن بعض الإشكالات والنقائص بل والمعوقات التي أفرزها الواقع العملي في التشريع الإجرائي الأسري. وأهم هذه الإشكاليات حكم الطلاق الذي يصدر نهائيا بحيث لا يقبل الاستئناف إلا في جوانبه المادية، إلا أنه قابل للطعن بالنقض أمام المحكمة العليا باعتبارها محكمة قانون وليست جهة فصل، لكن ماذا لو أن المحكمة تصدر قرارا قضائيا بقبول الطعن؟ فلا شك أنه يسري بأثر رجعي على المطلقين فيعتبرهما زوجين، بعد مدة يكون فيها قد تم تنفيذ الطلاق، وربما أقبل أحدهما أو كلاهما على زواج آخر! فكيف تكون المرأة في ذمة زوجين (طليقها، والزوج الجديد) كما أن الكثير من أحكام الطلاق تصدر مشتملة على جوانب غير قطعية، ما دام لا يجوز استئنافها إلا مع القطعي، فالمفروض أنها لا تُبلغ أصلا، ولكن عمليا يمكن ذلك فتخلق إشكالا في حسن سير الإجراءات ولا سيما مواعيد الطعن . [113]
- التعليق السادس استغلال مكاتب المحاماة
بعض مكاتب المحاماة الذين يترافعون عن الأزواج أثناء نظر النزاعات الزوجية، نوعيْن، إيجابي ونسبتهم قليلة جداً، وسلبي، موضحاً أن الإيجابيين منهم يؤدون دوراً مجتمعياً وأخلاقياً إضافة إلى اختصاصهم من واقع خبراتهم في مثل هذا النوع من القضايا، من خلال تقديم النصيحة والحلول البديلة عن طلب الطلاق، أو تحويل ملف الخلاف إلى المحكمة للمطالبة بالحقوق، وهذا النوع يحرص على مصلحة الأسرة والأبناء والمجتمع، أكثر مما يحرص على مصلحته ومنفعته الشخصية، ويسعى على الدوام إلى التوصل إلى صيغة مشتركة وتسوية ودية بين الأزواج المتخاصمين دون الحاجة إلى نقل هذه الخلافات إلى أروقة المحاكم، أما النوع الثاني السلبي، فيفتقر للمسؤولية الأخلاقية تجاه المجتمع، ولا يقدم أي نصيحة إلى الطرفين مهما كانت بسيطة ومهمة، وينظر إلى ملف الخلاف الزوجي على أنه فرصة للربح وكسب المال، ويسعى إلى إطالة أمد الملف، وتعقيده، وربما يحرض الزوج أو الزوجة على زيادة الطلبات من الطرف الآخر حتى لو كان ذلك بالكذب، من أجل أن يرفع نسبة حصته من الأتعاب المالية، وينسى أنه يخسر نفسه بل ويخسر المجتمع ويتسبب في تدمير أسرة وتشريد أبنائها نتيجة جشعه وطمعه. وقال: «عندما يزداد عدد الطلبات أثناء الخلافات الزوجية، تقل فرص الصلح والتسوية بين الأزواج المتخاصمين، وقد يصل عدد الطلبات في بعض القضايا التي ننظرها في المحكمة إلى أكثر من 30 طلباً رغم أن راتب الزوج ضعيف ولا يقدر على تلبيتها وهو ما يعقد القضية ويطيل أمدها على حساب استقرار الأبناء وتوفير احتياجاتهم، وهذا بكل أسف بإيعاز من المحامين الذين يحرضون موكليهم على طلب أكثر من طلب أثناء الخلافات والتقاضي في المحاكم».
- التعليق السابع : خطوة تأثير مواقع التواصل
يتضح لنا خطورة ركوب موجة وسائل التواصل الإجتماعي، وتقليد الآخرين أو مشابهتهم، والاهتمام بالمظاهر والماركات والسفر، على حساب الاهتمام بالمتطلبات الأساسية، من مسكن وتعليم وصحة، وغيرها من الحاجات الأساسية التي لا يسمح التقصير بها، مشيراً إلى أن هذا الاهتمام الزائف، جلب الكثير من المشاكل والخلافات إلى المجتمع بصفة عامة، والأسرة بصفة خاصة، نتج عنها حالات طلاق، لما رأت الزوجة أن الزوج غير قادر على النفقة عليها لمجاراة نجوم ومشاهير ورواد مواقع التواصل الإجتماعي.
- التعليق الثامن : تبادل الآراء يعزز استقرار وتماسك الأسرة
إن خلق الألفة، وقنوات التواصل بين الأزواج، يتأتى من الحوار المتناغم الذي ينشئ الأسر المتناغمة المتماسكة. إن التفاعل بين أفراد الأسرة الواحدة عن طريق المناقشة، والحديث عن كل ما يتعلق بشؤون الأسرة من أهداف، ومقومات، وعقبات، ويتم وضع حلول لها، وذلك بتبادل الأفكار، والآراء الجماعية حول محاور عدة، ما يؤدي إلى خلق الألفة، والتواصل.
ففي دراسة قام بها الباحث عبدالمنعم، ياسر لمعى (مؤلف 2018 م ) لإلقاء الضوء على استراتيجيات إدارة الخلافات الزوجية واستعرض المشكلات الزوجية فوجد أن إدارة الخلاف يلعب دورا كبيرا في السيطرة والتعامل مع المواقف التي تحدث بين الزوجين و ذكر أن بعض العبارات التي يجب على الزوجان أتباعها عند الحوار أو العتاب أو الإصلاح، والتي تمثلت في: أعلم أن اللوم للمخطئة لا يأتي بخير غالباً، وأبعد الحاجز الضبابي عن عينيها، واستخدم العبارات اللطيفة في إصلاح خطئها، وضع نفسك مكانها ثم ابحث عن حل، وما كان الرفق في شيء إلا زانه، دعها تتوصل لفكرتك، تذكر أن الكلمة القاسية في العتاب لها كلمة طيبة مرادفة تؤدي المعني نفسه. [114]
نشدد على أهمية تغليب لغة الحوار والعقل أثناء نقاش المشكلات الزوجية، مؤكداً أن الخلاف ليس معركة يثبت كل طرف فيها أنه الأقوى بل الهدف الأساسي من الحوار هو حل المشكلة.
يفترض أن يكون الحوار والنقاش البناء أمراً طبيعياً وأساسياً في العلاقة الزوجية التي لا تترك تأثيراتها السلبية والإيجابية على الزوجين فحسب، بل تمتد إلى الأولاد وإلى المجتمع من حولهما، وهذا ما تعبر عنه الآية الكريمة (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، بمعنى أن الإنسان يجب أن يسلك الطرق المؤدية إلى التوافق والحل في المشكلات أو الخلافات التي قد تواجه أي زوجين سواء كانا حديثي الزواج، أو مضى على زواجهما عقد من الزمن أو أكثر أننا نعرف جميعاً أن الإسلام لا يشجع على الطلاق، أو إنهاء أية علاقة بين شخصين حتى لو كانا صديقين، إلا بعد استنفاد الوسائل الكفيلة بحماية وصيانة مقومات هذه العلاقة، وتضمن لها الديمومة فيما هو خير الإنسان ، فالحرص على أركان الأسرة تتمثل في زوج يتقي الله في زوجته وزوجة تتقي الله في زوجها وأولادها وبيتها فكل من أطراف العلاقة الزوجية لو راعي ذلك لن يحدث صمت زواجي وأن حدث الفتور بينهم واستحالت العشرة لن يحدث طلاق صامت بل سيحدث طلاق شرعي ورسمي وبالتالي كل منهما سيعيش حياته بالطريقة التي يرتضيها[115]
ومن هنا تأتي أهمية أن يتعلم الزوجان لغة الحوار قبل أن يدخلا الحياة الزوجية، وينبغي لأهل الزوجة وأهل الزوج أن يربوا ابنتهم أو ولدهم على كيفية القيام بالواجبات الزوجية، ليس على مستوى الخدمات أو ما إلى ذلك فحسب، بل لا بد من أن يربوهما على كيفية إدارة الحياة الزوجية من خلال التفاهم المشترك، ومن خلال الحوار، وبالدفع بالتي هي أحسن وما إلى ذلك.
الفصل الرابع
بعض التصورات والاستراتيجيات لمواجهة المشكلات الزوجية في الأسرة الخليجية
لقد رصدت نتائج الدراسة الحالية المشكلات الواقعية التي يتعرض لها الزوجان داخل الأسرة، ومن خلال ما تم عرضه من إطار نظري بهذه الدراسة، من خلال نتائج تحليل المضمون ، يستعرض الباحث بعض الممارسات الإيجابية المتاحة سواء التي تقدمها الجهات الحكومية الرسمية أو من خلال جهود الجمعيات الأهلية أو من خلال اجتهاد الأفراد أساليب حصر ورصد المشكلات الأسرية ؛ تمهيدا لصياغة برامج محدثة تتوافق معها، وتعمل على تعظيم الفائدة منها في المساهمة في الإستقرار الأسري، والقضاء على المشكلات قبل أن تتفاقم وتسبب التفكك الأسري والانهيار المجتمعي بالتبعية.
فقد ذكرت دراسة ميدانية قام الباحث إبراهيم، عبير ياسين أحمد (مؤلف 2019 ) بها مدى تأثير فاعلية برنامج إرشادي في إدارة الخلافات الزوجية لدى عينة من الأزواج والزوجات بمحافظتي الإسكندرية والبحيرة. أجريت الدراسة على عينة مكونة من (٣٠٠) زوج وزوجة، وتم اختيار (٣٠) زوجة من أصحاب مستوى الخلافات الزوجية المرتفع تم تطبيق البرنامج عليهم. وأظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات عينة البحث من الزوجات بالنسبة لمقياس الخلافات الزوجية في كل من النواحي العاطفية والسلوكية، وتحسن المعاملة مع الزوجة والأبناء، وتحسين بعض النواحي الوظيفية والتعليمية. [116]
- الأمر الأول : المبادرات الحكومية في دول الخليج :
- فقد اتخذ عدد من دول مجلس التعاون الخليجي خطوات عدة قانونية واجتماعية لوقف ارتفاع معدلات الطلاق والتخفيف من الأضرار الناجمة عن الطلاق. وعلى هذا الصعيد، تجربة المملكة العربية السعودية حيث نظر مجلس الشورى السعودي في تطبيق قانون جديد من شأنه منع الزوج من إلقاء كلمة ”طلاق” بشكل متهور في غياب الزوجة. وفي حال تطيبق هذا القانون، لن يعد الطلاق واقعا إلا في حالة تم تسجيله بحضور الزوجين في قاعة المحكمة. كما قامت وزارة الشؤون الإجتماعية بتقديم دورات تدريبية قبل الزواج عن كيفية الحفاظ على استقرار الأسرة ، وهذه الدورات إلزامية للمقبلين على الزواج. وهناك مبادرة في مدينة الرياض قدمها المركز الخيري للإرشاد الإجتماعي والاستشارات الأسرية، حيث وفر المركز الخدمات الإجتماعية الوقائية والعلاجية للمشكلات المتعلقة بالأسرة والناتجة عن العنف الأسري والطلاق. كما قدمت بعض المنظمات غير الحكومية في كل من الرياض وجدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة حملات توعية للنساء حول الآثار السلبية للطلاق على الأسرة، وتقيم دورات للعرائس تؤهلهن ليكن ربات بيوت صالحات، وتقدم للمطلقات حديثا دورات تساعدهن على التعامل مع وضعهن الجديد. وعلى سبيل المثال، أنشئت جمعية (مودة) لشؤون المطلقات في عام 2009 في الرياض، وهي أول جمعية خيرية متخصصة في شؤون المطلقات. وأوضحت الدراسة أن الكويت نظمت برامج مختلفة من خلال المساجد والمدارس لزيادة الوعي بالآثار السلبية للطلاق ومسؤوليات الزوجين. كما عقد مركز الخدمات الإجتماعية في جامعة الكويت حلقة دراسية للطلاب ناقش فيها كيفية معالجة المفاهيم الشائعة والخاطئة حول الزواج وأهمية فهم التحديات التي يواجهها الزوجان في المؤسسة الزوجية. وكذلك أسس النظام القضائي في الإمارات شعبة للإرشاد الأسري معنية بحل المشكلات الأسرية بالسبل الودية لتسهم في التوفيق بين الزوجين دون اللجوء إلى المحكمة. كما أسهم أئمة المساجد أيضا في رفع الوعي بمشكلات الطلاق بتناول الأمر في خطب صلاة الجمعة. وطوّر صندوق الزواج في مدينة دبي قاعدة بيانات عن حالات الزواج والطلاق، كما تعاون مع وكالات حكومية متخصصة للحد من ارتفاع معدلات الطلاق. إضافة إلى ذلك أطلقت جمعية دبي النسائية وهي منظمة غير حكومية، برنامجا يُعني باستقرار الأسرة من خلال تقديم المشورة للعائلات التي تعاني مشكلات عائلية قد تفضي إلى الطلاق. وتهدف مبادرات أخرى إلى تخفيف الآثار الجانبية السلبية للطلاق على النساء والأطفال، عن طريق تعزيز حقوقهم في عملية الطلاق. فعلى سبيل المثال، رسّخت (وثيقة مسقط) لقوانين الأحوال الشخصية الموحد في دول مجلس التعاون الخليجي، التي وافق عليها المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي في ديسمبر 1996، حجر الأساس لتقنين قوانين الأسرة القائمة على الشريعة الإسلامية في منطقة الخليج. وقد أقر خمسة أعضاء من دول مجلس التعاون الخليجي هذه القوانين الوطنية التي تنظم قضايا مثل الزواج والطلاق والميراث وحضانة الأطفال.
– الأمر الثاني : مواقع الزواج الخليجية والتي يشارك فيها الخليجيون:
من خلال تحليل البيانات والمعلومات التي يطلبها راغبو وراغبات الزواج يمكن تحديد حاجات ومتطلبات الخليجيين على اختلاف حالاتهم الإجتماعية؛ للوقوف على جوانب القصور والنقص الذي يعانون منه.
- الأمر الثالث : وزارة العدل والمحاكم:
إن المحاكم أخذت على عاتقها الكثير من المبادرات ، التي تدخل ضمن سياسة التسويات والصلح بين الأطراف المتخاصمين، والجهود التي يبذلونها قبل وصول الخلاف لمرحلة التقاضي.
أن المحاكم لم تعد اليوم تلك الجهة التي يتنازع فيها الأطراف فحسب، بل أصبح لها دور مجتمعي كبير في حماية الكيان الأسري ، بما يتضمنه من زوجين وأبناء ، من التشتت والضياع ، من خلال توجيه العظة والعبرة لأطراف الدعوى ، في جو خالٍ من المشاحنات والتوتر، كمحاولة لتقريب وجهات النظر بينهما، أملاً في فض النزاع ودياً، وتقصير أمد النزاع.
أن المحاكم حريصة على زيادة الوعي الأسري في المجتمع وخفض نسبة الطلاق، تعزيزاً للأمن والأمان الأسري، وتقوية للروابط الإنسانية الأسرية، بالشراكة مع عدد من الدوائر الحكومية الأخرى ومؤسسات المجتمع المدني لتحقيق هذه الأهداف.
فلقد حقق الإرشاد الأسري في المملكة العربية السعودية نجاحات لا بأس بها، على الرغم مما يحوط هذه المهنة من إشكالات وعقبات عديدة، فعلى سبيل المثال: في مدينة الرياض استطاع مكتب الإصلاح في محكمة الضمان والأنكحة أن يتدخل لعلاج عدد من حالات الطلاق، ويُصلح بين الزوجين، بما نسبته 11.4% من الحالات التي راجعت المحكمة خلال عام 1428هـ. وهذه النجاحات المتحققة من مراكز الإرشاد الأسري تمّت على الرغم من قلة من يتجه لها ممن يعانون من مشكلات أسرية، فقد أظهرت بعض الدراسات أن المسترشدين يلجأون حين حدوث مشكلة إلى الفئات الآتية: الأم أولاً، بنسبة 27%، ثُمَّ الأخت ثانياً، بنسبة 14.5%، ثُمَّ الصديق ثالثاً، بنسبة 14.1%، وأخيرا عالم الدين والمرشد النفسي، بنسبة 2%.
كما ساهمت مكاتب التوجية والإصلاح الأسري بدولة الإمارات ما نسبة 75 %الصلح في الخلافات الزوجية ، خاصة وأن أغلبية الأزواج المتنازعين يقصدون القسم لطلب الطلاق، وليس في نيتهم الصلح وترميم تلك العلاقات بينهم ، كما إن القسم نظر في خلافات زوجية وصلت إلى المحاكم من دون وجود أي مبرر لها، ويمكن حلها من دون تدخل أي طرف خارجي، بمن في ذلك بعض الأهالي والمحامين، الذين يلعبون دوراً سلبياً لا يخدم الإستقرار الأسري، ولا التوصل إلى حل يرضي الطرفين، ويدفع باتجاه استمرار العلاقة الزوجية، والحفاظ على الأبناء.
فقد ذكرت الإحصاءات أن نحو 44% من الأزواج، الذين حضروا إلى قسم التوجيه الأسري وفتحوا ملفات طلاق أو خلافات زوجية، أقفلوا تلك الملفات ومنحوا أنفسهم فرصة للحوار والتفاهم وتحقيق الصلح..
كما شهدت مكاتب الإصلاح والتوجيه الأسري في إمارة الفجيرة انخفاضاً بلغت نسبته 70.3% في حالات الطلاق خلال عام 2020م ، حيث أصدرت محكمتا الفجيرة ودبا الفجيرة 16 شهادة طلاق في الربع الأول، مقارنة بـ54 حالة طلاق خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بمعدل انخفاض بلغ 70.3%
وسجل التقرير الشهري لدائرة المحاكم في رأس الخيمة أقل عدد من الخلافات الأسرية خلال شهر نوفمبر الماضي بنسبة 59 حالة متراجعاً عن شهر أغسطس والذي سجل 80 حالة وسبتمبر 68 حالة وأكتوبر 63 حالة.
وكشف التقرير أن 677 خلافاً أسرياً نظرها قسم التوجيه الاسري مشيراً الى ان الموجهين الاسريين بالقسم نجحوا في حل معظم هذه الخلافات .
-الأمر الرابع : نشر ثقافة الحكمين في المجتمع
لقد سارع الشرع الإسلامي الحنيف، لتدارك الخلافات العائلية والمشاكل الزوجية بوضع آليات للصلح، تمكن من عودة الإستقرار والهدوء للأسرة، من خلال القضاء على مشكل النزاع ومحاصرته في بداياته الأولى عن طريق الحكمين ومعرفة أهم الضمانات الشرعية والقانونية التي أولاها التشريع الإسلامي والقانوني لهذه العملية لمساعدة الزوجين على اتخاذ الطرق البديلة للمصالحة والحيلولة دون اللجوء الى المحاكم ورفع القضايا القانونية ، حيث يلعب الحكمان دورا كبيرا في معالجة الخلافات الزوجية التي عجز عنها الزوجان كما ذكر العنزي، مشعل عيادة عسكر (مؤلف 2018 ) .[117]
فاللجوء للطرق، البديلة في حل مختلف المنازعات المدنية، من مظاهر عولمة التصرف القضائي في الدولة، حيث نظمت أغلب الدول هذا الإجراء القضائي الجديد، ومن بين الطرق البديلة لحل النزاعات هي التحكيم. التحكيم عمل عظيم تنبني عليه نتائج هامة، ومقاصد دينية، وللحفاظ على العلاقة الزوجية، والأسرية، ومصالحهما، وديمومة عقدهما، فشرع التحكيم.[118]
فمن التجارب الرائدة ما قامت بها الجزائر من خلال اعتماد الحكمين في الإصلاح بين الأزواج قبل وصولهم الى دار القضاء ، حيث حققت التجربة نتائج إيجابية انعكست على تخفيف نسبة القضايا التي وصلت الى أروقة المحاكم ناهيك عن معالجة الكثير من القضايا الأسرية ومحاصرته في بداياته الأولى عن طريق الحكمين . [119]
-الأمر الخامس : مكاتب الإستشارات الأسرية الخارجية
لابد أن يدرك الأزواج أهميه التوجيه الأسري خارج المحاكم من أجل تقديم النصح للأزواج المتخاصمين، وتقليل عدد حالات الطلاق، والتوجيه الأسري هو المعتمد في القانون وفي المحاكم وليس خارج أروقتها، ولكن هناك أزواجاً لا يرغبون بالتوجه إلى المحكمة لعرض خلافاتهم والحصول على المشورة المطلوبة فيقصدون التوجيه الأسري الخاص وهذا أمر جيد شرط أن يكون هؤلاء الموجهون مؤهلين ومعتمدين ومرخصين من الجهات الرسمية في الدولة ، ففي دراسة أجريت في المملكة العربية السعودية عن أثر مراكز الإرشاد الأسري ، برهنت النتائج على وجود شواهد بأن مراكز الإرشاد الأسري تدعم تحسين نوعية الحياة للأسرة السعودية، على الرغم من حداثتها، حيث أكد على أهمية دور برامج الإرشاد الأسري، وأن أهم أوقات الاستفادة منها تكون قبيل وأول الزواج، واعتبار أن مبدأ السرية من أهم مقومات نجاح تلك البرامج، وضرورة تطوير الثقافة الأسرية، وايجاد قنوات اتصال قادرة على تفعيلها، وذلك عن طريق تنمية جانب الوعي لدى المستهدفين.[120]
كما أوصت دراسة خليل، محمد بن إسماعيل (مؤلف 2015 ) بضرورة إيجاد حلول بديلة عن القضاء وهو تفعيل الوسائل الودية في حل الخلافات الأسرية وهي تتمحور في تطبيق القيم الأخلاقية في حل الخلافات الأسرية، واستخدام الوسائل الودية في علاج النشوز والتحكيم والصلح بين الزوجين.[121]
– الأمر السادس: المدارس والجامعات والكليات :
من خلال التواصل مع أخصائيي وأخصائيات المدارس والجامعات لرصد الحالات التي لديهم من مشكلات ناتجة عن تفكك أسري، أو حالات الطلاق، أو تعدد الزوجات، أو عنف أسري، أو غيرها.
– الأمر السابع : مواقع الإرشاد الأسري الإلكترونية:
وبها مواد غنية جدا يمكن أن تشكل تغذية مستمرة للمرصد ليتم الوقوف على ما يستجد من أزمات ومشكلات بالمجتمع.
– الأمر الثامن: البرامج الإذاعية
يتم التركيز فيها على البرامج التي تقدم استشارات دينية أو اجتماعية لرصد تلك المشكلات، وتحديد مواقع أصحابها، حيث إن وقت البرامج يكون محدودا، والتعرف على أبعاد المشكلة الخفية قد لا تتيح للمستشار الإجابة الشافية؛ لذا نتوقع أن تكون نسبة العلاجات قليلة، إنما يعتبر صاحب المشكلة باتصاله قد نفث عما يجول بداخله، واستراح لمجرد أنه عرض مشكلته على متخصص.
-الأمر التاسع : البرامج التليفزيونية
تتعدد البرامج التليفزيونية التي يتابعها الخليجيون، ويعتبرون بعض الشخصيات الثقات ملاذا يلجأون إليه لحل مشكلاتهم ، ولعرضها عليهم صوتا بلا صورة ولا اسم ، ويطلبون المشورة والعون ، إلا أن المشورة غالبا لا تقدم حلا كاملا أو ناجعاً.
– الأمر العاشر : المبادرات الإجتماعية التوعوية
قامت بعض الدوائر الحكومية بدولة الإمارات بإطلاق بعض المبادرات التي تسهم في رفع نسبة الوعي الإجتماعي ، منها ما قام بها صندوق الزواج بالتعاون مع اتحاد الإمارات لكرة القدم ودائرة محاكم دبي حيث أطلقو مبادرة مودة ورحمة، للحد من حالات الطلاق ، وزيادة التوعية المجتمعية بالإستقرار الأسري، خاصة أن معظم حالات الطلاق تتم خلال السنة الأولى من الزواج ، ومحاولة وضعها في إطارها العملي الصحيح تمهيداً لطرح حلول تخفف نوعاً ما من نسبة الطلاق وإيجاد الحلول المناسبة لتفادي هذه المشكلة، فجاءت المبادرة للتخفيف من مشكلة الطلاق والهجران وإيجاد الحلول المناسبة ومحاولة لم الشمل وإصلاح ذات البين.
بالإضافة إلى تكريم أفضل الأسر الملتزمة بقيم المودة والرحمة والإيجابية والسعادة، إضافة إلى تخصيص محاضرين لإلقاء محاضرات توعوية للمقبلين على الزواج بالتنسيق مع صندوق الزواج، واستثمار وسائل التواصل الإجتماعي في المواضيع المجتمعية خدمة لهذا الغرض، لتحقيق التوعية المجتمعية في مجال الأسرة، وتقوية الأواصر بين أفراد المجتمع والحفاظ على الأجيال الناشئة، من خلال تقديم منهجية جديدة تتلاءم مع رؤية القيادة العليا في الدولة في مجال التلاحم المجتمعي والتماسك الأسري، وتنظيم ورش تدريبية ومحاضرات هادفة بأسلوب يتناسب مع الأعمار والظروف المعيشية.
ستنظم فئة مختصة من محاكم دبي جلسات توعوية أسرية خاصة للاعب معين في حال رغبته، أو الجلوس مع ولي أمره بالتنسيق مع النادي أو الجهة المعنية، بالإضافة إلى تنظيم ورشات تدريبية في مجال الطاقة الإيجابية والتحفيز، وتكريم اللاعبين المتفوقين دراسياً، عن طريق تقديم الجوائز لهم وتشجيعهم».
القسم الثاني
الأمر الأول : الخاتمة
أما بعد انتهائنا من هذه الدراسة التي عالجنا فيها الطلاق في كافة صوره في كل من الشريعة الإسلامية ومدونة الأسرة إلا أننا لا نزعم الإلمام بكل ما اتصل بهذا البحث إلماما شاملا.
إلا أن الأبحاث القانونية يتسع مجالها الخصب للإفاضة والتعمق لكل من شاء البحث والاستقصاء.
وما نريد تأكيده هنا هو أن الطلاق أصبح ظاهرة طاغية في المجتمعات الحديثة رغم سن إجراءات لتقييده من قبل الشريعة الإسلامية والتي على ضوءها أولت القوانين الوضعية اهتماما بالغا بهذا الموضوع حيث قامت بصياغته في إطار نصوص وقواعد قانونية.
وما يجدر التنبيه إليه هو انه لا يمكن إلا التنبؤ بتزايد نسبة الطلاق في بلادنا لأن الأهمية لا تكمن فقط في تعديل القوانين والاقتصار على المزايدات السياسية والشعارات الرنانة بل على تصحيح وتأطير المجتمع بتخطيط على ما يكفي على عاتق جميع الفاعلين في الدولة والمؤسسات الحزبية والنقابية وتجب الإشارة أنه بالرغم من المستجدات التي جاءت بها مدونة الأسرة الجديدة في موضوع- الطلاق – التي دخلت حيز التنفيذ في 4 فبراير 2004 – والتي كان الهدف منها هو جلب المصلحة والمساواة بين الرجل والمرأة والابتعاد عن تعسف الرجل الذي ألحق عبر سنين طويلة الظلم والضرر بالزوجة بصفة خاصة والمرأة بصفة عامة ، فإن الواقع العملي أتبث أن هذه المستجدات لم تحقق في نظرنا الهدف المنشود 100 % لأن نسب الطلاق في بعض المدن والأقاليم لم تعرف إنخفاظا ملموسا كما كان منتظرا، بل نلاحظ في بعض الأحيان ومن خلال الدراسة الميدانية التي قمنا بها في هذا الإطار ارتفاع نسبة الطلاق وذلك للزيادة في أنواعه ( الطلاق الاتفاقي، طلب التطليق، بسبب الشقاق ) عن النتيجة المنطقية في التعامل مع مشكلة الطلاق وما يترتب عنه من أضرار يستوجب تفسير العقليات وتحلي الفرد بالتربية والأخلاق الحسنة قبل تغيير القوانين من خلال ترسيخ الثقافة الإسلامية في جميع مذاهبنا وحياتنا ما دام المجتمع يتأذى وما دامت صيانة الحقوق والواجبات هي الأساس للتربية يجب الحرص على تعميمها لتفادي ما لا يحمد عقباه.
وأخيرا وليس بأخير لنأمل أن تكون مجهوداتنا المتواضعة قد تمخضت عن تمرة يانعة تسر الناظرين ونتمنى من الله العلي القدير أن يوفقنا في مشوارنا الدراسي حتى تسنح لنا الفرصة في التعمق في معرفة البحث العلمي ومناهجه الشيء الذي ينير لنا الطريق في اختيار أي موضوع والبحث فيه.
الأمر الثاني : التوصيات الختامية
بعد أن استعرضنا أهم الآثار المترتبة على الخلافات الزوجية والأسباب المؤدية إليه نقدم فيما يلي مجموعتين من التوصيات اللازم مراعاتها قبل الزواج وبعده ، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من التوصيات موجهة لمؤسسات المجتمع المدني وذلك على الوجه التالي
أولاً : ما قبل الزواج :-
– تنقسم الحلول الوقائية السابقة للزواج بدءا من اختيار الزوج المناسب، الى التثقيف حول معاملة الزوجين، وأن تكون هناك فترة كافية للخطوبة ومعرفة الحدود إذ يجب على الأزواج الفهم بأن الطرف الآخر ليس ملكا له ولا يحق له فرض السيطرة عليه بكل تفاصيل حياته الشخصية، حيث يبالغ بعض الأزواج بحصر زوجاتهم بحدود التحدث مع الآخرين، والتعامل مع الناس عموما أو العكس
– عدم الإقدام على مشروع الزواج قبل الانتهاء من تحقيق قدر معقول من النضج الإجتماعي والاقتصادي .
-البعد عن الزواج المتسرع أو زواج المصلحة ، فلا بد من وجود درجة من التقارب في العمر والمستوى الإجتماعي والاقتصادي والتعليمي والثقافي لكلا الطرفين .
-التأكد من السلامة النفسية والجسمية ، وحسن الخلق والطباع ، والسمعة الطيبة والتدين لدى الطرفين .
-السماح للخطيب برؤية خطيبته قبل الزواج والتعرف عليها بشكل أفضل ودون خلل بالقيم لما فيه من أثر في تقوية رابطة الزواج ودوامها فيما بعد .
ثانياً : ما بعد الزواج :-
– حل المشكلات والمنازعات الأسرية بالود والتفاهم والحوار بين الزوجين ، والبعد عن العنف والقسوة بينهما .
– تحديد الأدوار والمسؤوليات والتعاون المشترك بين الزوجين للحفاظ على رابطة الزواج
– عدم التلويح بالطلاق كحل للمشكلات الأسرية عندما تتعقد ، واللجوء لأهل الخير طلباً للإصلاح والمصالحة .
– التقارب والتفاهم في كل ما يتعلق بأمور الحياة الزوجية والاحترام المتبادل بين الزوجين ، والقضاء على الملل والروتين في الحياة الزوجية وجعلها حياة تبعث الرضا والارتياح .
– أن لا يسمح كل من الزوجين بتدخل أحد في حياتهما سواء من الأهل أو الأصدقاء أو الأقارب .
– لتفادي الخلافات الزوجية حول الأمور المالية يجب على الزوجين الاتفاق على الأمور المالية والميزانية المتعلقة بالأسرة ووسائل الإنفاق وعلى كيفية الادخار وحماية الأسرة من الوقوع في الديون والأقساط .
ثالثاً : المؤسسات المجتمعية :-
– القيام بإجراء التعديلات على بعض مواد ونصوص قانون الأحوال الشخصية بما يتواكب مع متغيرات الحياة الإجتماعية وتساعد على علاج الخلل المتفحش في العلاقات الأسرية فكل نص أو مادة لا تراعي المحافظة على كيان الأسرة وتساعد على سرعة انهيارها لا بد أن تراجع وأن يعاد صياغتها .
– تبصير الطرفين بالحقوق والواجبات المترتبة على الحياة الزوجية بينهما وتثقيفهما من خلال إقامة دورات وندوات ومحاضرات وتزويدهما بالنشرات والكتيبات التي تحث على تقدير الحياة الزوجية واستقرارها .
– تسخير أجهزة الإعلام المختلفة عن طريق تقديم حلقات يشترك فيها رجال التربية والدين والقضاء والإجتماع والمرشدين النفسيين والإجتماعيين ووزارة الداخلية تبين خطورة الطلاق على الزوج والزوجة والأبناء ، وأهمية الحياة الأسرية .
– إدخال بعض المناهج النظرية والعملية الخاصة بأمور الحياة الزوجية للمرحلتين التعليم الثانوي والجامعي .
– إنشاء مرصد للمشكلات الزوجية يكون مصدرا لمعلومات كافة الجهات العلمية والبحثية والإجتماعية والإحصائية بدول الخليج العربي .
– حظر عمل غير المؤهلين تأهيلا وافياً للعمل في مجال الإرشاد الأسري؛ خشية حجب الفائدة من برامج الإرشاد المقدمة من قبل الجهات والمؤسسات المعنية، حيث إنه تُنْفَق أموال طائلة على إعداد برامج علمية واعية ومعتمدة، إلا أن المرشدين من غير ذوي الكفاءة يهدرون قيمتها بعد تحقيق الأهداف المرجوة منها.
– عقد مؤتمرا سنويا يتدرب من خلاله المرشدون في مجال قضايا ومشكلات الأسرة، ليكونوا على علم مستمر ودائم بكافة القضايا المجتمعية والعائلية التي تشكل خطرا على مستقبل الأسرة الخليجية.
– الاهتمام بالفئات التي تم حصولها على حكم قضائي بالتوقيف أو السجن نتيجة لعوامل أسرية؛ فهم أولى بتقديم برامج الإرشاد والتوعية التي تبصرهم بأخطاء الماضي، وتمنعهم من تكرار الخطأ، وترغبهم في حياة قويمة تقوم على أسس سليمة.
– تدشين بعض المشاريع التي قد تسهم اسهاما ايجابيا في الحفاظ على المجتمعات وتقليل نسب الطلاق وزيادة عمر الحياة الزوجية التي تبنى بإذن الله على مثياق غليظ على الأزواج وقبلهما أولياء الأمور والحكومات الانتباه لها وغرسها في الأسرة النووية الصغيرة لتبقى وتدوم وتخرج أجيالا يعتمد عليها البلد ويشد به أزره ويكمل مسيرته نحو مستقبلا مشرقا محافظا على هويته ومن تلك المشاريع.
– نشر الوعي بالاثار السلبية على الطلاق وتاثيرها على المجتمع من خلال المناهج الدراسية من المراحل الأولى إلى المتقدمة وفي وسائل الاعلام المختلفة والتركيز على أهميتها
– فتح مراكز التأهيل الخاص بالمتزوجين قبل الشروع بالزواج لتأهيل المقبلين على الزواج ويكون من شروط اتمام عملية الزواج، نشر ثقافة أهمية الزواج والإستقرار الأسري وأثره على تكوين الأسرة واستقرارها النفسي والمادي من خلال وسائل الاعلام المختلفة، – انشاء مراكز متخصصة في الاصلاح الأسري قبل الشروع في أمور الانفصال، وترسيخ قيم وعادات المجتمع الخليجي في الترابط الإجتماعي وأثره على المجتمع والأسر والفرد والتحذير من النزعة الفردية وبيان أثرها على الفرد والمجتمع من خلال وسائل التعليم ووسائل الاعلام المختلفة
– تعزيز دور الأهل ممن يتمع بحكمة ورؤية في الاصلاح بين الزوجين من خلال وجود تشريع لضمان تنفيذ ذلك،
– إنشاء أكاديمة ومراكز تأهيل خاصة بالابناء والأمهات الحاضنات للأسر المتفككة بسبب الطلاق لتأهيلهم للمرحلة المقبلة ويتولى ذلك وزارة تنمية المجتمع ودوائر تنمية المجتمع بالدولة يكون دورها تأهيل ومتابعة أبناء الأسر المتفككة نتيجة الطلاق .
– إعادة النظر في مواد قانون العقوبات الخاصة بالاعتداءات الواقعة على الزوجة من قبل الزوج، والتشدد فيها لجهة العقوبة ، خصوصاً إذا تكرر هذا الفعل، أن التساهل في مثل هذه الأفعال يكون سبباً لتمادي بعض الرجال في الاعتداء على زوجاتهم، ولا شك في أن التساهل مع هؤلاء الأزواج في العقوبة يعطيهم الدافع أو الفرصة ليكرروا اعتداءاتهم وجرائمهم، من باب أن مَن أمن العقوبة أساء الأدب.
– عند اقتراب حدوث مشكلة الطلاق بين الأزواج بمحاولة حل المشكلات الزوجية بالتفاهم، واللجوء إلى الهدنة، والتأكد من قرار الانفصال حيث إن بعض الأزواج يصرون على الطلاق من باب الرد أو إثبات الذات أمام الطرف الآخر، دون الأخذ بعين الاعتبار العواقب الوخيمة بعد الإقبال على هذه الخطوة. وتجنب لفظ الطلاق،
– تكثيف الحملات الإعلامية بمختلف وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة بهدف تنوير وتثقيف أفراد المجتمع حول كيفية العلاقة بين الأزواج وخطورة سلوك الطلاق وآثاره على الأفراد والأسرة والمجتمع.
– إدراج قضية الطلاق ضمن المناهج التعليمية والتربوية بصورة أكثر اهتماما وعقد المؤتمرات العلمية والندوات وورش العمل التي تتناول سبل معالجة هذه الظاهرة وانعكاساتها الصحية والنفسية والإجتماعية والأمنية على المجتمع. وتفعيل دور الجامعات والمعاهد وتهيئة بعض مراكز الإصلاح التي تقوم بالإصلاح بين الزوجين، وإعطائهم النصائح المفيدة التي تحل المشاكل فيما بينهم وتساعد في ضمان التوافق بين الزوجين بإذن الله.
الأمر الثالث : قائمة المراجـــــــــــــــــــــــــــع
- المعمري، وفاء بنت سعيد بن مرهون / الأسباب المؤدية للطلاق من وجهة نظر المطلقين والمطلقات فى المجتمع العمانىReasons for Divorce from the Perspective of Divorced Men and Women in the Omani Society الناشر: الأكاديمية الأمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا المجلد/العدد: مج6, ع19الدولة: الولايات المتحدة الامريكية .
- -عابدين، آمال عبد الله لافي (2009 ) / دراسة الأسباب و الآثار النفسية و الاجتماعية لحالات طلاق ما قبل الدخول و سنة أولى زواج جامعة عمان العربية ، كلية العلوم التربوية و النفسية / قسم علم النفس و الإرشاد و التربية الخاصة
– أحمد بدوي: معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية، بيروت: دار الفكر اللبناني، 1415هـ، ص 86.
– أسماء بنت عبدالعزيز الحسين ( 1423هـ ) : التوافق الزوجي وعلاقته بالاكتئاب وبعض المتغيرات الأخرى ، دكتوراه غير منشورة ، كلية التربية ، الرياض ، قسم التربية وعلم النفس
– الحافظ يوسف موسى ( 1993م ) : الجنس بين الإسلام والعلماية ، ط 3 ، ( د. ن )
– الرشيد محمد بن أحمد ( 1419هـ ) : رؤية مستقبلية للتربية والتعليم في المملكة العربية الخليجية ، بحوث مؤتمر المملكة العربية الخليجية في مائة عام ، مطابع الناشر العربي ، الرياض
– السيد رمضان: إسهامـات الخدمـة الإجتماعيـة في مجال الأسرة والسكان، القاهرة: دار المعرفة الجامعية، 1419هـ، ص (80–93).
– حسن مصطفى عبد المعطي: الاضطرابات النفسية في الطفولة والمراهقة، القاهرة: دار القاهرة، 1421هـ، ص13.
– عبد الله اليوسف: “المشكلات الأسرية وأساليب مواجهتها في المجتمع الخليجي“، دار عالم الكتب بالرياض، 1428 هـ.
– بشير صالح الرشيدي، إبراهيم محمد الخليقي، سيكولوجية الأسرة والوالدية، الكويت: ذات السلاسل،1417هـ، ص 171.
– عبد العزيز بن حمدي بن أحمد الجهني: الخلافات الزوجية في المجتمع الخليجيمن وجهة نظر الزوجات المتصلات بوحدة الإرشاد الإجتماعي، بحث للماجستير في العلوم الإجتماعية، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، 1426هـ، 2005 م، ص 66.
– بدرية العتيبي (1414هـ ) : الآثار الاسرية والإجتماعية المترتبة على العمل خارج المنزل للمرأة المتعلمة المتزوجة ولها أولاد ، ماجستير غير منشور ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، كلية العلوم الإجتماعية
– العلي، تغريد2004 أثر الطلاق في التكيف النفسي للمراهقين من أبناء المطلقين، أطروحة دكتوراه، الجامعة الأردن، عمان.
– الحسيني ، علي أكبر العلاقات الزوجية – مشاكل وحلول قسم: الجنس والنكاح والعلاقة الزوجية الخاصة اللغة: العربية ، الناشر: مؤسسة النور للمطبوعات ، تاريخ الإصدار: 01 يناير 2004 الصفحات: 368
– اليعقوب، محمد 1994 . المشكلات التربوية الناجمة عن الطلاق في المجتمع الأردني، رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية، عمان.
– الحراسيس, خديجة ,1996 ,ظاهرة الطالق في الأردن ودور المرأة فيها: حالة دراسية على مدينة عمان.
– الحمراني, رضى, 2000 , الحرمان العاطفي وعلاقته بالإضطرابات النفسية العضوية لدى أطفال الطالق، جامعة محمد الخامس, الرباط , بالمغرب.
– صالح، نسرين 1997 . التفاعل المدرسي للطالبات من ذوات الأسر المفككة بالطالق، رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية، عمان.
– عبد الرحيم، آمال (1993 ) ظاهرة الطالق في سورية: أسبابها ومتغيراتها الإجتماعية المعاصرة ، أطروحة دكتورة، جامعة دمشق، دمشق.
– غزوي، فهمي (2007 .) الأسباب الإجتماعية والإقتصادية للطالق في شمال الأردن: دراسة ميدانية في محافظة إربد، مجلة دراسات، المجلد 34 ،العدد1
– مركز البحرين للدراسات والبحوث, 2009 ,تأثير الطالق على الأبناء في المجتمع البحريني , المجلس الأعلى للمرأة.
– ثروت محمد شلبي ( 1408هـ ) : الطلاق والتغير الإجتماعي في المجتمع الخليجي، الإسكندرية ، المكتب الجامعي الحديث
– حياة عبدالعزيز نياز ( 1415هـ ) : المشكلات التربوية والإجتماعية الناتجة عن خروج المرأة للعمل ، ماجستير غير منشور ، جامعة أم القرى ، كلية التربية
– خالد بن عمر الرديعان: العنف الأسري ضد المرأة: دراسة وصفية على عينة من النساء في مدينة الرياض، الرياض، مركز البحوث والدراسات بكلية الملك فهد الأمنية، 1429هـ، 2008م، ص ص89–92.
-خالد بن عمر الرويعان : العنف الأسري ضد المرأة ، دراسة وصفية على عينة من النساء في مدينة الرياض ، مركز البحوث والدراسات بكلية الملك فهد الأمنية ، 1429هـ
– خليل بن عبدالله الحيدري ( 1418هـ ) : التربية الوقائية في الإسلام ومدى استفادة المدرسة الثانوية منها ، معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي ، جامعة أم القرى ، مكة المكرمة
– زياد رشاد الرواي، وآخرون: الشباب العربي في الخليج ومشكلاته المعاصرة: دراسات مختارة، مجلس وزراء العمل والشؤون الإجتماعية بالدول الخليجية، المنامة ـ البحرين، ( العدد 7) 1986 م.
-عبدالفتاح أحمد الخطيب ( 1425هـ ) : الحياة الزوجية في القرآن الكريم ، اليمامة للطباعة والنشر ، دمشق
-محمد بن عبدالله بن عبدالدايم القاضي ( 1424هـ ) : دور الأسرة المسلمة في تربية أولادها على حفظ الضروريات من مقاصد الشريعة ، ماجستير ، قسم التربية الإسلامية والمقارنة كلية التربية ، جامعة أم القرى
– مديحة سعيد الطلياوي ( وآخر ) ( 1990م) : التوافق الأسري لدى الأزواج والزوجات بمدينة كفر الزيات ، جامعة الاسكندرية ، مجلة كلية التربية العدد ( 3 ) .
– نوال الحنطي ( 1420هـ ) : مشكلات التوافق الزوجي لدى الأسرة الخليجية خلال السنوات الخمس الأولى للزواج في ضوء بعض المتغيرات ، ماجستير غير منشورة ، جامعة الملك سعود ، كلية التربية
– نوف بنت محمد الدوسري ( 1425هـ ) : دور الأسرة الخليجية في عملية التنشئة الإجتماعية لمواجهة تحديات عصر العولمة ، ماجستير غير منشور ، قسم التربية وعلم النفس ، كلية التربية للأقسام الأدبية ، الرياض
– هبة الزحيلي: إذا اختل ميزان الحق والعدل والتوسط في الأمور، مجلة الوعي الإسلامي، العدد رقم: 481، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ـ الكويت، 2005م، ص (9 – 10 ).
– هدى محمد عالم ( 1416هـ ) : بعض المتغيرات الإجتماعية والثقافية التي تؤدي إلى الطلاق ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة الملك عبدالعزيز ، كلية الآداب
– هناء يغمور ( 1402هـ ) : أثر عمل المرأة المتعلمة على التوافق في الحياة الزوجية ، ماجستير غير منشور ، الجامعة الأردنية ، كلية التربية
-ابن منظور: لسان العرب: المجلد العاشر، دار الطباعة والنشر، بيروت.1956
-إسماعيل الطيب: المسكرات بين الشرائع السماوية والقوانين الجنائية، مطبوعات الشعب، القاهرة1986.
-أحمد الخمليشي: التعليق على قانون الأحوال الشخصية،ج 1 الزواج والطلاق ط 3 مطبعة المعارف الجديدة1994.
-أحمد الزكاغي: الطلاق حسب الصيغة الحالية لمدونة الأحوال الشخصية مطبعة الأمنية الرباط، ط 1-1996 .
– أحمد العلمي: “محاضرات في الأحوال الشخصية”الكتاب الثالث. الولادة ونتائجها والكتاب الرابع مكتبة المعرف 92 /93 الجامعية فاس.
– بدران أبو العينين بدران: الفقه المقارن الأحوال الشخصية بين المذاهب الأربعة السنية والمذهب الجعفري والقانون ج 1 دار النهضة بيروت.
– حسنين محمد مخلوف: فتاوي شرعية وبحوث إسلامية ج 2، دار القافلة.
-خالد برجاوي: قانون الطلاق بالمغرب بين مدونة الأحوال الشخصية والجدل حول التغيير: ط 1999.
– علي أبو العكيك: نماذج من قادة الفكر والإصلاح في المغرب، آنفو برانت، 12 شارع القادسية للبدو فاس – 2004 / 1277.
– عاطف عبد المقصود: الزواج والطلاق في الإسلام، وحقوق الزوج والزوجة والأولاد ط 1- 2001.
-علي أبو العكيك: علاقة الرسول صلى الله عليه وسلم بأهل الكتاب مثل التسامح، مطبعة آنفو برانت 2004 – 1278.
– محمد عزمي البكري: موسوعة الفقه والقضاء في الأحوال الشخصية: الطلاق – النسب – الرضاع دار محمود: 1996.
– محمد الكشبور: قانون الأحوال الشخصية والطلاق الطبعة الأولى.مطبعة النجاحالجديدة1991.
-محمود علي السر طاوي: شرح قانون الأحوال الشخصية الأردين، دار العدوى للطباعة والنشر 1981.
– محمد ابن معجوز: أحكام الأسرة في الإسلام وفق مدونة الأحوال الشخصية، الطبعةالثانية1996.مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء.
-محمد الشافعي: أحكام الأسرة في ضوء مدونة الأحوال الشخصية الطبعة الثانية 1995.
– محمد الأزهر: شرح مدونة الأسرة، أحكام الزواج، منشورات فضاءات قانونية.
-مالك ابن أنس الأصبحي: المدونة الكبرى، الطبعة الأولى، مطبعة السعادة 1323هـ.
-محمد أبو زهرة:- مالك حياته وعصره، دار الفكر العربي،القاهرة1952الأحوال الشخصية، دار الفكر العربي القاهرة طبعة 1957.
ملحق رقم ( 1 )
نصوص المشكلات الأسرية السبعون التي اعتمدت عليها الدراسة من واقع موقع المجلس الإسشاري الأسري ومن خلال الجلسات الإستشارية مع الحالات .
- من اللافت ارتفاع نسبة الطلاق في السنوات الإولى من الزواج ، ويعزو خبراء الإرشاد الأسري كثرة وقوع الطلاق بعد مدة وجيزة من إبرام العقد في المدة التي نسميها «الملكة»، أو بعد انتقال العروس إلى بيت الزوجية، وشهدت الكثير من حالات الطلاق التي أراها شخصياً تافهة، كحالة طلبت فيها الزوجة الطلاق؛ لإهداء زوجها سيارة لها غير التي طلبتها، وحالة تطليق زوج لزوجته، لاشمئزازه من جسدها بعد ولادتها طفلهما الأول، من دون مراعاة وتفهم للتغيرات التي تحدث للنساء عموماً عند الحمل والولادة، كذلك هناك حالة بسبب عدم الاتفاق على تسمية المولود
- من بينهما حالة وقعت لإجبار العريس أثناء إبرام عقد الزواج عروسه على عدم الخروج من منزل والدها نهائياً إلا برفقته أو برفقة والدتها وفاجأها بإجبارها على لبس النقاب، ولم يكن قد فاتحها بتلك الرغبات والمطالب قبل إبرام عقد الزواج.
وحالة أخرى تم فيها الطلاق أثناء «الملكة» أيضاً؛ بسبب منع العريس وذويه العروس من اختيار ترتيبات حفل الزفاف، ورغبتهم في إجبارها على اختياراتهم، وغيرها من الحالات الكثيرة جداً التي كان يمكن الاتفاق بشأنها قبل إبرام عقد الزواج، إلا أنه في الحقيقة يكون هناك استعجال وعدم إمهال أحدهما للآخر، بوقت للتفاهم والاتفاق.
تأخرت في عرس شقيقتها فعاجلها برسالة: «أنت طالق»قصتين واقعيتين، الأولى حول التسرع في اتخاذ القرار الخاطئ من قبل الزوج، والذي انتهى بالطلاق، والثانية حول حكمة زوجة في علاج خلاف نشب بينها وبين شريك حياتها، فكانت النتيجة العودة إلى الوئام والانسجام واستمرارية العلاقة وعن تفاصيل القصة الأولى، التي تظهر سوء التصرف وقت الخلاف، قال عبد الكريم: «زوجة مطيعة لزوجها، صابرة ومستقرة، ولا يعاب عليها خُلُق، لكن زوجها فيه عصبية، وأسلوبه فظ نوعاً ما، هو على علم أن أخت زوجته ستتزوج، وأن حفل زفافها في اليوم المعين، وجرى العرف في الأعراس، أن يحدث فيها بعض التأخير، وفي يوم الفرح، طلب منها أن تعود الساعة 12 ليلاً، ولا تزيد، ولما صلت بيت الزوجية الساعة 12 وعشرين دقيقة، لم يفتح لها الباب، وأرسل لها رسالة «أنت طالق»!! لتذهب إلى بيت أهلها، ويتأزم الموقف بينهما، حتى تم طلاقهما، ولو كانت هناك حكمة في التعامل مع بعض الإشكاليات، لما وصلا إلى هذه النتيجة.
- وفي قصة ثانية أسهمت حكمة امرأة في إطفاء نار خلاف مع زوجها، واستطاعت أن تعيد سفينة الأسرة إلى الإستقرار، ويقول عبدالكريم: «اتصلت بي إحدى الزوجات، وقالت لي: حدثت مشكلة بيني وبين زوجي الليلة، مشكلة تحولت لصراخ، وقام بالتلفظ علي بكلام جارح، وخرج من البيت غاضباً، وتساءلت ماذا أفعل؟، قلت لها: هل هذا متكرر؟، قالت: لا، فقلت لها تعاملي مع الموقف بهدوء، اتركيه، بما أن هذا الأمر لا يتكرر ونادر، يعني أنه شخص طيب في أصله، محترم في طريقته، ولكن هذا حال البشر قد يزل الإنسان، المهم أن يتدارك، والشخص الكريم سريع الرجوع، وفي اليوم الثاني أرسلت لي رسالة، قالت لي: زوجي اعتذر لي، وبرر لي موقفه، وأنه لم يقصد هذا الكلام، بل شكرني على ردة فعلي، هي كانت تستطيع أن تخرج من بيتها وتذهب لبيت أهلها وتصعّد الموقف، ولكن هذا هو حال الحكمة عندما تتوفر، وهكذا هو حال الزوج الكريم، الذي لو بدر منه خطأ، رجع وصحح الطريق .
[1] جريمة اخذ الصغير: دراسة مقارنة العنوان بلغة أخرى: The Crime of Taking a Child: A Comparative Study المصدر: مجلة المحقق الحلي للعلوم القانونية والسياسية الناشر: جامعة بابل – كلية القانون المؤلف الرئيسي: المرشدي، منى عبدالعالي موسى (مؤلف) المجلد/العدد: مج13, ع3 التاريخ الميلادي: 2021 الصفحات: 1163 – 1183
[2] -المصدر: بشير صالح الرشيدي، إبراهيم محمد الخليقي، سيكولوجية الأسرة والوالدية، الكويت: ذات السلاسل،1417هـ،ص 171.
[3] المصدر: حسن مصطفى عبد المعطي ،الإضطرابات النفسية في الطفولة والمراهقة ،القاهرة: دار القاهرة ،1421هـ،ص13
[4] المصدر : محمد عودة محمد، كمال إبراهيم مرسي ،الصحة النفسية في ضوء علم النفس الإسلامي ، الكويت :دار القلم،1406هـ .
[5]المصدر : الطلاق ومذاهبه في الشريعة والقانون، أ.د. محمد فوزي فيض الله، ص7.
[6] المصدر : الزواج في ظل الإسلام، عبد الرحمن عبد الخالق، ص95.
[7] المصدر: عبد الله بن ناصر السدحان دليل الإرشاد الأسري (مشكلة الطلاق وكيف يتعامل معها المرشد الأسري) ج4 قسم: الأسرة والعلاقات الأسرية اللغة: العربية الصفحات: 393 تاريخ الإنشاء: 01 مارس 2010
[8] -المصدر : أحمد بدوي، معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية ، بيروت: دار الفكر اللبناني،1415هـ،ص 86
[9] المصدر : عبد العزيز الجهني ،الخلافات الزوجية في المجتمع السعودي ،رسالة ماجستير ،جامعة نايف العربية ،1426،ص6
[10] المصدر : أثر المشكلات الأسرية على أساليب التنشئة الاجتماعية للأطفال ، الناشر جامعة عين شمس كلية الآداب – الاجتماع .
المؤلف المسماري ،رهام فرج إبراهيم. المشرف / مصطفى مرتضى على محمود تاريخ النشرعام
2012عدد الصفحات ص.:232
[11] المصدر: الوسائل الودية فى حل الخلافات الأسرية بين الشريعة والقانون ، مجلة الحكمة الناشر: نخبة من علماء الدول الاسلامية
المؤلف الرئيسي: خليل، محمد بن إسماعيل (مؤلف)المجلد/العدد: ع51الدولة: السعودية التاريخ الميلادي: 2015 عدد الصفحات: 109 – 168
[12] المصدر : الخلافات الزوجية وانعكاساتها على الأسرة دراسة ميدانية في مدينة الموصل ، مجلة دراسات موصلية
الناشر جامعة الموصل – مركز دراسات الموصل المؤلف الرئيسي محمود، حاتم يونس المجلد/العدد: مج 9, ع 30
الدولة: العراق التاريخ الميلادي: 2010 عدد الصفحات: 115 – 155
[13] -المصدر : ورقة علمية بعنوان تفعيل دور بعض المؤسسات التربوية نحو التفكك الأسري بالمجتمع وأثره على النشئ دراسة ميدانية بمحافظة السويس المصرية ، ونشرتها المجلة العلمية لكلية رياض الأطفال بجامعة المنصورة المجلد الرابع العدد الثاني عام 2017 م ،
[14] -مجلة كلية التربية، جامعة الأزهر، العدد: (١٦٢ الجزء الرابع) يناير لسنة ٢٠١٥م – ٥١٩ -المطلقين. وأوصت الدراسة بضرورة تعاون مختلف القطاعات الرسمية والخاصة لدراسة المشكلة.
[15] المصدر : عمر، أحلام العطا محمد (مؤلف) دور العوامل الاجتماعية والاقتصادية في الخلافات الزوجية في المجتمع السعودي : دراسة ميدانية مطبقة في مدينة الرياض المصدر: مجلة دراسات مجتمعية الناشر: مركز دراسات المجتمع
مؤلفين آخرين: العلي، ندى حسين (م. مشارك) المجلد/العدد: ع16 الدولة: السودان التاريخ الميلادي: 2018 الصفحات: 87 – 136
[16] المصدر : عبدالرحيم، آمال صلاح (مؤلف) ظاهرة الطلاق في سورية:اسبابها ومتغيراتها الاجتماعية المعاصرة: دراسة ميدانية من واقع سجلات المحاكم في مدينة دمشق وريفها مؤلفين آخرين: بركات، سليم ناصر (مشرف) التاريخ الميلادي: 1993 موقع: دمشق
التاريخ الهجري: 1413 الصفحات: 1 – 300 نوع المحتوى: رسائل جامعية اللغة: العربية الدرجة العلمية: رسالة دكتوراه
جامعة دمشق كلية الآداب والعلوم الإنسانية
[17] المصدر: تطوير نموذج لحل الخلافات الأسرية في المجتمع القطري : من منظور مهنة الخدمة الاجتماعية
Developing a Model for Resolving Family Differences In Qatari Society: From the Perspective of The Social Service Professionالمصدر: مجلة دراسات وأبحاث الناشر: جامعة الجلفة المؤلف الرئيسي: الكعبى، ابراهيم محمد (مؤلف) المجلد/العدد: ع19 الدولة: الجزائر التاريخ الميلادي: 2015 التاريخ الهجري: 1436 الصفحات: 467 – 486
[18] وفاء بنت سعٌد المعمري ، جامعة السلطان قابوس اشراف الإستاذ الدكتور صالح الدٌن بن فرج جامعة تونس دراسة بعنوان واقع الطلاق في المجتمع العماني، دراسة ميدانية»
[19] المصدر : درويش أ.د. حنان محمد محمد مشكلات الحياة الزوجية في المجتمع السعودي ( دراسة تطبيقية) مستشار تربوي وأسري بموقع المستشارنشرتها جميعة التنمية الأسرية بالأحساء على موقعها الألكتروني http://www.osarya.com /
[20] المصدر: عابدين، آمال عبد الله لافي الأسباب و الآثار النفسية و الاجتماعية لحالات طلاق ما قبل الدخول و سنة أولى زواج
Psychological and social effects of divorce during engagement and first year of marriage in Jordan
مشرف أطروحة جامعية الشرعة، حسين سالم جامعة عمان العربية كلية العلوم التربوية و النفسية قسم علم النفس و الإرشاد و التربية الخاصة دولة الجامعة الأردن الدرجة العلمية ماجستير تاريخ الدرجة العلمية 2009
[21] المصدر : الباحث كاظم رباب راسم جامعة المثنى- علم الاجتماع – كلية الآداب- العراق بعنوان صراع الأدوار عند المرأة والمشكلات الاسرية (دراسة ميدانية في محافظة المثنى) مجلة الفنون والأدب وعلوم الإنسانيات والاجتماع, (56), 221-238. https://doi.org/10.33193/JALHSS.56.2020.172
[22] المصدر: دراسة م.د. فخري صبري عباس بعنوان دراسة تحليلية للعوامل المرتبطة بالتفكك الأسري للعائلة العراقية بعد أحداث ٩/٤/٢٠٠٣، كلية التربية الاساسية / جامعة ديالى ونشرتها مجلة الفتح في العدد الحادي والخمسون. ایلول لسنة 2012
[23]المصدر : المستشارة الدكتورة منى صلاح الدين المنجد دراسة بعنوان الطلاق في دول مجلس التعاون الخليجي: المخاطر والتداعيات)
[24] – دراسة ظاهرة الطلاق في قطر .. الأسباب والتقليل منها ( 2015) موقع صحيفة العرب القطرية
[25] – دراسة مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية ( 2004) نشرتها كونا في 13/12/2004
[26] ( موقع البرونزية www.Broonzyah.net )
[27] -المصدر : دراسة المنيع حمد محمد هدفت بعنوان المشكلات الأسرية وظاهرة إدمان المخدرات Family Problems and Drug Addiction Phenomenon ونشرتها مجلة البحث العلمي في التربية / جامعة عين شمس – كلية البنات للآداب والعلوم والتربية عام 2019 ميلادية
[28] المصدر: عيمور، راضية (مؤلف) طرق حل الخلافات الزوجية : بين التأصيل الشرعى وقانون الأسرة الجزائرى
مجلة الدراسات الإسلامية الناشر: جامعة عمار ثليجي بالأغواط – كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية – قسم العلوم الإسلامية المجلد/العدد: ع9محكمة: نعم الدولة: الجزائر التاريخ الميلادي: 2017 الصفحات: 222 – 234
[29]المصدر : إسهامـات الخدمـة الاجتماعيـة في مجال الأسرة والسكان، القاهرة : دار المعرفة الجامعية ،1419هـ ،ص 80-93].
[30] المصدر : الأسباب المؤدية للطلاق من وجهة نظر المطلقين والمطلقات فى المجتمع العمانىReasons for Divorce from the Perspective of Divorced Men and Women in the Omani Society المصدر: أماراباك الناشر: الأكاديمية الأمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا المؤلف الرئيسي: المعمري، وفاء بنت سعيد بن مرهون (مؤلف) المجلد/العدد: مج6, ع19 الدولة: الولايات المتحدة الامريكية التاريخ الميلادي: 2015 الصفحات: 1 – 27
[31] بوخدني صبيحة ، الخلافات والصراعات بين الزوجين في الأسرة وأساليب تصفيتها ، جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،الملتقى الوطني الثاني :الاتصال وجودة الحياة في الأسرة ،9-10إبريل 2013،ص2
[32] إبداح، يونس حسن (مؤلف) أسباب الخلافات الزوجية وكيفية علاجها: الشقاق والنزاع بين الزوجين من واقع سجلات وملفات القضايا في محكمة إربد الشرعية العنوان المترجم: Causes Of Marital Differences And How To Treat Them: Disagreement And Dispute Between The Spouses From The Records And Files Of Cases In Irbid Sharia Court المصدرالمجلة الأردنية في الدراسات الإسلامية الناشر: جامعة آل البيت ، مؤلفين آخرين: ضياء الدين، أحمد (م. مشارك) المجلد/العدد: مج14, ع4 الدولة: الأردن التاريخ الميلادي: 2018 التاريخ الهجري: 1440 الصفحات: 177 – 208
[33] حسايم أمينة دينة ،أنماط عزو الصراع الزوجي وعلاقتها باختيار نوع العلاج ،رسالة ماجستير ،جامعة مولود معمري ،2013،ص 24
[34] المصدر : محمود، خالد حسين (مؤلف) علاج الخلافات الزوجية في ضوء الدراسات القرآنية L Treatment of Marital Differences in The Light of Quranic Studies مجلة الدراسات التاريخية والاجتماعية الناشر: جامعة نواكشوط – كلية الآداب والعلوم الإنسانية مؤلفين آخرين: الدومي، كريمة عبدالرؤف (م. مشارك) المجلد/العدد: ع17 الدولة: موريتانيا التاريخ الميلادي: 2017 عدد الصفحات: 5 – 32
[35] المطيري، مستورة رجا حجيلان (مؤلف) الهدي النبوي في علاج الخلاف الزوجي المصدر: مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية الناشر: جامعة الكويت – مجلس النشر العلمي المجلد/العدد: مج 24, ع 79 محكمة: نعم الدولة: الكويت التاريخ الميلادي: 2009 التاريخ الهجري: 1430 الصفحات: 21 – 67
[36] مقدود، فريدة (مؤلف) خروج المرأة للعمل وأثره على العلاقات الأسرية العنوان المترجم: Woman Labor and its Impact on Family Relations المصدر: مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية الناشر: مركز جيل البحث العلمي المجلد/العدد: ع7 محكمة: نعم الدولة :لبنان الصفحات: 209 – 219
[37] مختار، هادي رضا (مؤلف)عمل المرأة وأثره على عدم الاستقرار الأسري : دراسة ميدانية المصدر:مجلة العلوم الاجتماعية
الناشر:جامعة الكويت – مجلس النشر العلمي المجلد/العدد: مج 25, ع 2 محكمة: نعم الدولة: الكويت التاريخ الميلادي: 1997
الصفحات: 203 – 231
[38] العلاقة بين الرضا الزوجي والجنسي بين النساء المتزوجات في جامعة جولستان للعلوم الطبية، إيران، Iran J Psychiatry Behav Sci. 2014 Summer; 8(2): 44–51.
[39] أحمد ربيع يوسف (مؤلف) الخلافات الزوجية .أسبابها وعلاجها ، جامعة قطر ، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ، الصفحة 225-255
[40] عبدالرحمن، وداد (مؤلف) النزاعات الزواجية : الأنواع ، الأسباب ، الآثار ، آليات التسوية مجلة كلية الآداب الناشر: جامعة القاهرة – كلية الآداب المجلد/العدد: مج73, ج3محكمة: نعم الدولة: مصر التاريخ الميلادي: 2013الصفحات: 163 – 232
[41] سلام، أحمد حمدي (مؤلف) ظاهرة انتشار الطلاق “أسبابها، علاجها” في ضوء السنة النبوية العنوان بلغة أخرى: The Phenomenon of the Spread of Divorce, its Causes and its Treatment in Light of the Sunnah المصدر: مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفر الشيخ الناشر: جامعة الأزهر – كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفر الشيخ
المجلد/العدد: ع4, مج2 التاريخ الميلادي: 2020 الصفحات: 71 – 186
[42] https://www.independentarabia.com/node تحقيقات-ومطولات/تزايد-مخيف-في-حالات-الطلاق-والخلع-بالجزائر تحولات سلبية وخطيرة تمس نسق الزواج والأسرة في المجتمع الأحد 2 يناير 2022
[43] ورقة طرحها وزير العدل الجزائري، حافظ الأختام، في أثناء بيانه في مجلس الأمة الجزائري عام 2018
[44] منصف المحواشي ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس، تونس.تطوّر ظاهرة الطلاق في المجتمع التونسي: قراءة في المؤشرات الإحصائية ودلالاتها نشرتها مجلة إنسانيات أكاديمية مختصة في الأنثروبولوجيا و العلوم الاجتماعية، تنشر البحوث الميدانية، وهي مجلة منفتحة على مختلف التخصصات التي تتناول الإنسان والمجتمع بوصفهما موضوعين للبحث.
[45] عبدالله ممين ، تسارع وتيرة الطلاق في موريتانيا… والأطفال هم من يدفع الثمن أسباب عديدة تقف وراء تفاقم الظاهرة الطلاق في موريتانيا، على نحو مخيف، يختلط فيها الاقتصادي بالاجتماعي السبت 2 مارس 2019 17:47
[46] محمد الأمجد صحفي موريتاني الطلاق في موريتانيا يهدد مستقبل الأطفال ظاهرة خطيرة تسبب تفكك الأسرة وأسبابها كثيرة الخميس 21 يناير 2021
[47] الطلاق يعصف بالمجتمع العراقي.. 10 حالات كل ساعة ، بغداد – تقرير نشره سكاي نيوز عربية بتاريخ سبتمبر 2021
[48] المصدر: حالات الطلاق بالعراق في يناير تقرير نشره مجلة العين الإخبارية – ليث الكاتب الإثنين 2022/2/14
[49] المصدر : ظاهرة الطلاق تدق ناقوس الخطر في المجتمع العراقي تقرير نشرتها مجلة اندبندنت عربية الاثنين 21 مارس 2022 4:22
[50] المصدر : رنا الأحمدي – دمشق – سكاي نيوز عربية فيسبوك في دائرة الاتهام.. تزايد “مهول” للطلاق في سوريا
l 1 يونيو 2021
[51] المصدر : https://www.enabbaladi.net/archives/212753#ixzz7WicBU77m
[52] المصدر : https://www.enabbaladi.net/archives/212753#ixzz7Wic33gzX
[53] المصدر : وفقًا لتقرير نشر على موقع “تونيجيا لايف”.
[54] المصدر ظاهرة الطلاق في عمان دراسة في أسبابه وأنواعه من خلال سجلات المحكمة الشرعية / عمان ١٩٣١-١٩٤٦م حنان ملكاوي ومحمد عبد القادر خريسات ، المجلة الأردنية للتاريخ والآثار المجلّد ٦ ،العدد ٣ ،٢٠١٢م
[55] المصدر : معدلات الطلاق بالدول 2020″ منشور في worldpopulationreview.com، تمت مراجعته في 20/1/2020
[56] المصدر : “إحصاءات الزواج والطلاق في دول مجلس التعاون الخليجي2016” منشور في gccstat.org، تمت مراجعته في 20/1/2020. ، دراسة تحليلية شاملة أعدتها حديثا شركة “بوز آند”
[57] المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، هو مركز حكومي تابع لوزارة شؤون مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتم إلحاقه بالوزارة بموجب قرار من مجلس الوزراء في 2 نوفمبر 2020، ويهدف إلى تطوير وتعزيز أداء الدولة في مجالات التنافسية العالمية والإحصاء والبيانات، ودعم مسيرة الدولة لتحقيق مئوية الإمارات 2071. يعمل المركز على تنظيم القطاع الإحصائي من خلال بناء نظام إحصائي وطني متكامل، ورفع القدرة التنافسية للدولة في مختلف القطاعات وتعزيز مكانتها ضمن تقارير ومؤشرات التنافسية العالمية، والعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال دوره كأمانة عامة للّجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، كما يقوم المركز باقتراح السياسات والاستراتيجيات والتشريعات والخطط المتعلقة بالتنافسية والإحصاء، وتعزيز ونشر ثقافة التنافسية وأهمية توفّر البيانات والمعلومات الإحصائية على مستوى الدولة كمنظومة موحدة تمتاز بالشمولية والدقة والاتساق والحداثة، بالتعاون مع الجهات الحكومية والسلطات المختصة والعمل على توفيرها وإتاحتها.
[58] -المعمري، وفاء بنت سعيد بن مرهون / الأسباب المؤدية للطلاق من وجهة نظر المطلقين والمطلقات فى المجتمع العمانىReasons for Divorce from the Perspective of Divorced Men and Women in the Omani Society الناشر: الأكاديمية الأمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا المجلد/العدد: مج6, ع19الدولة: الولايات المتحدة الامريكية .
[59] الدراسة قامت بها جامعة السلطان قابوس بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية حول «واقع الطلاق في المجتمع العماني، دراسة ميدانية» 2015 وطبقت على 396 مطلقة، و117 مطلقا
[60] صحيفة عمان-اليوم/na/ بعنوان أبغض-الحلال-عند-الله-الطلاق-انهيار-التماسك-الأسري-وأطفال-بين-مفترق-طرق https://www.omandaily.om/
[61] -https://www.omandaily.om/عمان-اليوم/na/أبغض-الحلال-عند-الله-الطلاق-انهيار-التماسك-الأسري-وأطفال-بين-مفترق-طرق
[62] الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة العدل والشؤون الإسلامية
[63] دراسة ميدانية حول “تزايد نسبة الطلاق في المجتمع البحريني”، أجراها فريق من لجنة التوفيق والارشاد الاسري لجمعية العائلة البحرينية
[64] دراسة ميدانية حول “تزايد نسبة الطلاق في المجتمع البحريني” أجراها فريق من لجنة التوفيق والارشاد الاسري لجمعية العائلة البحرينية تحت اشراف عبد الناصر الدرزي، وحمدان حسين
[65] المصدر : https://alqabas.com/article/55562
[66] ظاهرة انتشار الطلاق في المجتمعات الإسلامية : حجم المشكلة ، أسبابها ، آثارها ، علاجها المصدر: مجلة التربية الناشر: اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم المؤلف الرئيسي: السعيد، نادية (مؤلف) المجلد/العدد: س 39, ع 172 محكمة: نعم
الدولة :قطر التاريخ الميلادي: 2010 الشهر: يونيو الصفحات: 284 – 296
[67] (http://www.assakina.com,14349) الصادرة عن وزارة العدل ووزارة الشؤون الاجتماعية .
[68] الأسباب المؤدية للطلاق من وجهة نظر المطلقين والمطلقات فى المجتمع العمانى Reasons for Divorce from the Perspective of Divorced Men and Women in the Omani Society المصدر: أماراباك الناشر: الأكاديمية الأمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا المؤلف الرئيسي: المعمري، وفاء بنت سعيد بن مرهون (مؤلف) المجلد/العدد: مج6, ع19 الدولة: الولايات المتحدة الامريكية التاريخ الميلادي: 2015 الصفحات: 1 – 27
[69] المصدر : د.سهير صفوت عبد الجيد عبد اللطيف أستاذ الفلسفة وعلم الاجتماع المساعد – کلية التربية – جامعة عين شمس الخلَافَات الزوجِية مِن منظور نَظرية التبادلِ الِاجتماعي لِبِيتَر بلاو (دراسة ميدانِية علَى المُتزوجِين بِمحَافظة القَاهرةِ) مجلة البحث العلمي في الآداب المقالة 8، المجلد 21، العدد 6، يوليو 2020، الصفحة 165-20
[70] المصدر: أسباب الخلافات الزوجية وكيفية علاجها: الشقاق والنزاع بين الزوجين من واقع سجلات وملفات القضايا في محكمة إربد الشرعية العنوان المترجم: Causes Of Marital Differences And How To Treat Them: Disagreement And Dispute Between The Spouses From The Records And Files Of Cases In Irbid Sharia Court المصدر: المجلة الأردنية في الدراسات الإسلامية الناشر:جامعة آل البيت المؤلف الرئيسي: إبداح، يونس حسن (مؤلف) مؤلفين آخرين: ضياء الدين، أحمد (م. مشارك) المجلد/العدد: مج14, ع4 التاريخ الميلادي: 2018
[71] المصدر : خطط حل النزاع بين الزوجين وعلاقتها بكل من أساليب التعلق وسمات الثالوث المظلم في الشخصية
Conflict Resolution Strategies and its Relation to Adult Attachment Style and the Dark Triad of Personality among a Sample of Males and Females Married Couples المصدر: المجلة المصرية لعلم النفس الإكلينيكي والإرشادي الناشر: الجمعية المصرية للمعالجين النفسيين المؤلف الرئيسي: قاسم، عبدالمريد عبدالجابر محمد (مؤلف)
المجلد/العدد: مج8, ع1 التاريخ الميلادي: 2020
[72] الحجار، محمد حمدي (مؤلف) سيكولوجية سلوك عنف الرجل ضد الزوجة وآثاره المؤذية على صحتها النفسية المجلة العربية للدراسات الأمنية الناشر: جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية المجلد/العدد: مج 7, ع 14محكمة: نعم الدولة: السعودية التاريخ الميلادي: 1992التاريخ الهجري: 1413 الصفحات: 125 – 134
[73] القوصي، محمد عبدالشافي (مؤلف) ضرب الزوجات ظاهرة عالمية المصدر: الوعي الإسلامي الناشر: وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية المجلد/العدد: س 41, ع 465 الدولة: الكويت التاريخ الميلادي: 2004
[74] ضرب الزوجات في الحضارة الغربية : حقائق وأرقاما لمصدر: الجندي المسلم الناشر: القوات المسلحة – إدارة الشؤون الدينية مؤلف: هيئة التحرير (مؤلف)المجلد/العدد: مج 32, ع 109الدولة: السعودية التاريخ الميلادي: 2002 التاريخ الهجري: 1423الصفحات: 100 – 101
[75] رصاص، نهاد علي بدوي (مؤلف) مهارات تفاوض الزوجة لإدارة الخلاف مع الزوج وعلاقتها بالكدر الزواجي العنوان بلغة أخرى: The Wife’s Negotiating Skills to Manage the Dispute with the Husband and their Relationship to Marital Distress المصدر: المجلة العلمية للدراسات والبحوث التربوية والنوعية الناشر: جامعة بنها – كلية التربية النوعية المجلد/العدد: ع11 محكمة: نعم الدولة: مصر التاريخ الميلادي: 2020 الشهر: فبراير الصفحات: 196 – 244
[76] المصدر: خريبة، صفاء صديق محمد أحمد (مؤلف)الخلافات الزوجية بين الوالدين وعلاقتها بالاكتئاب لدى الأبناء المراهقين في ضوء بعض المتغيرات الديموغرافية
العنوان بلغة أخرى: Marital Disputes and their Relationship to Depression in Adolescent Children in Light of some Demographic Variables المصدر: المجلة المصرية للدراسات النفسية الناشر: الجمعية المصرية للدراسات النفسية مؤلفين آخرين: حسان، نورا محمد محمد إسماعيل (م. مشارك) المجلد/العدد: مج32, ع114 محكمة: نعم الدولة: مصر التاريخ الميلادي: 2022 الصفحات: 415 – 452
[77] المصدر : عبدالرحمن، وداد (مؤلف) النزاعات الزواجية : الأنواع ، الأسباب ، الآثار ، آليات التسوية المصدر: مجلة كلية الآداب الناشر: جامعة القاهرة – كلية الآداب المجلد/العدد: مج73, ج3 الدولة: مصر التاريخ الميلادي2013 الصفحات: 163 – 232
[78] المصدر : دور الإصلاح الأسري في حل الخلافات الزوجية بالسعودية: The Role of Family Reform in Resolving Marital Disputes in Saudi Arabia نشرت بمجلة جامعة الإسراء للعلوم الإنسانية الناشر: جامعة الإسراء المؤلف الرئيسي: السلمي، نجلاء دخيل الله حمد اللبيني (مؤلف) المجلد/العدد: ع11 التاريخ الميلادي: 2021 الصفحات: 27 – 45
[79] – المصدر : صور من الخلافات الزوجية التي عالجها رسول الله صلى الله عليه وسلم المصدر: الوعي الإسلامي الناشر: وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية المؤلف الرئيسي: العمراني، عبدالرحمن بن محمد (مؤلف) المجلد/العدد: س 41, ع 472التاريخ الميلادي: 2005 التاريخ الهجري: 1425 الصفحات: 68 – 71
[80]المصدر: طلال سعد الحارثي وعايض الشهراني ، دراسة ميدانية بعنوان شبكات التواصل الإجتماعي وأثرها على النزاعات الزوجية في الأسرة السعودية بمدينة الطائف ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة امللك عبد العزيز بجدة المملكة العربية السعودية ، نشرتها مجلة العلوم الإنسانية والإجتماعية العدد الثامن – المجلد الثاني نوفمبر 2018 م ، ISSN: 2522-3380
[81] استطلاع التأثير عبر وضع استبانة علمية لجمع البيانات التي تخص الدراسة على موقع خاص بالباحثة على شبكة الأنترنت العالمية ويمكن الاطلاع على الاستبانة على موقع : http://www.shrgiah.net/istbian/ وقد تضمنت الاستبانة بيانات مختلفة عن المستوى الثقافي والاقتصادي والمهني والمراحل التي أدت بالاستخدام السلبي للأنترنت إلى حدوث النزاع الأسري الذي أدى بدوره إلى الطلاق وكان قد تم الإعلان عن البحث وموقعه بإرسال نصف مليون رسالة على الهواتف المحمولة من قبل هيئة الاتصالات السعودية ،وعلى البريد الالكتروني، وأيضا الإعلان عنه على بعض المواقع والمنتديات للتعريف به .
[82] المصدر: الدراسة تم عرضها ضمن جلسات الملتقى السابع لجمعيات الزواج ورعاية الأسرة في المملكة والذي تنظمه جمعية (وئام) بالدمام، بمشاركة خبراء وأخصائيين
[83] المصدر:العقيل، عقيل بن عبدالرحمن بن محمد (مؤلف) الخلافات الزوجية : الأسباب وسبل العلاج المصدر: الأمن والحياة الناشر: جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية المجلد/العدد: مج37, ع428 الدولة: السعودية التاريخ الميلادي: 2017 الصفحات: 104 – 111
[84] المصدر: الخلافات الزوجية من منظور السنة النبوية الشريفة، الآثار والعلاج : عمل المرأة خارج البيت أنموذجا، دراسة تحليلية
المصدر: مجلة المنبر الناشر: هيئة علماء السودان المؤلف الرئيسي: إبراهيم، خالد عبدالرحمن (مؤلف) المجلد/العدد: ع27
التاريخ الميلادي: 2019 التاريخ الهجري: 1440 الصفحات: 227 – 270
[85] الخلافات الزوجية وأثرها على تربية الأولاد: دراسة معاصرة العنوان بلغة أخرى: Marital differences and their impact on raising children: Contemporary study المصدر: مجلة العلوم الإنسانية والإجتماعية الناشر: المركز القومي للبحوث غزة المؤلف الرئيسي: اليوسف، براءة علي (مؤلف) المجلد/العدد: مج2, ع4 التاريخ الميلادي: 2018 الصفحات: 1 – 18
[86] الدكتورة سلوى الخطيب، من جامعة الملك سعود قسم الدراسات الاجتماعية ورقة عمل بعنوان التغيرات الاجتماعية التي اجتاحت المجتمع السعودي المعاصر
[87] الخلافات الزوجية وانعكاساتها على الأسرة : دراسة ميدانية في مدينة الموصل المصدر: مجلة دراسات موصلية الناشر: جامعة الموصل – مركز دراسات الموصل المؤلف الرئيسي: محمود، حاتم يونس (مؤلف) المجلد/العدد: مج 9, ع 30 الدولة: العراق التاريخ الميلادي: 2010 التاريخ الهجري: 1431 الصفحات: 115 – 155
[88] المصدر: دور الإصلاح الأسري في حل الخلافات الزوجية: الأردن نموذجا
The Role of Family Reform in Resolving Marital Disputes: Jordan as A Modelالمصدر: مجلة الإستواء
الناشر: جامعة قناة السويس – مركز البحوث والدراسات الإندونيسية المؤلف الرئيسي: الربابعة، حسين محمد (مؤلف) المجلد/العددع10 الدولة: مصر التاريخ الميلادي: 2018 الصفحات: 90 – 127
[89] المصدر : مشكلة الطلاق في المجتمع الكويتي إشراف : المستشار الاقتصادي أ.د. رمزي سلامة إعداد : مريم العبيد باحث اجتماعي فاطمة الرامزي باحث اجتماعي يونيو 2010
[90] المصدر: الخلافات الزوجية وأنعكاساتها على الأسرة دراسة ميدانية على مدينة الموصل ، حاتم يونس محمد المدرس بكلية الآداب قسم علم الاجتماع ، الناشر دراسات موصولية المجلد 2010، العدد 30 (31 أغسطس/آب 2010)41ص.
[91] علم الاجتماع للأسرة، د. معين خليل عمر، جامعة اليرموك، ص233.
[92] الأسرة تحت رعاية الإسلام، ج6، ص282.
[93] انظر الطلاق وأثره على تفكك الأسرة، بحث للجامعة الإسلامية بغزة.
[94] المصدر: أثر المشاكل الزوجية على الصحة النفسية للمرأة العاملة في الخرطوم (دراسة ميدانية ببعض مستشفيات ولاية الخرطوم)
عووضة, أم سلمة عثمان مكي; مشرف, – إبتسام محمد أحمد محمد خير أحمد عام 2017 م
[95] عبدالرحمن، وداد (مؤلف) النزاعات الزواجية : الأنواع ، الأسباب ، الآثار ، آليات التسوية مجلة كلية الآداب الناشر: جامعة القاهرة – كلية الآداب المجلد/العدد: مج73, ج3محكمة: نعم الدولة: مصر التاريخ الميلادي: 2013الصفحات: 163 – 232
[96] المصدر : عبدالستار، رشا محمد (مؤلف)مهارات حل المشكلات الإجتماعية كمتغير معدل للعلاقة بين الخلافات الزواجية والإكتئاب العنوان بلغة أخرى: The Role Of Social Problem Solving As Moderator Variable For The Relationship Between Marital Discord And Depreesion المصدر: المجلة المصرية لعلم النفس الإكلينيكي والإرشادي الناشر: الجمعية المصرية للمعالجين النفسيين المجلد/العدد: مج5, ع1محكمة: نعم التاريخ الميلادي: 2017الصفحات: 137 – 178
[97] المصدر : متولي، تقى محمد سيد (مؤلف) الخلافات الزوجية وعلاقتها بأضطرابات الأكل علم النفس الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب مؤلفين آخرين: محمود، نهاد عبدالوهاب (م. مشارك), عبدالستار، رشا محمد (م. مشارك)
المجلد/العدد: س32, ع123 التاريخ الميلادي: 2019 الصفحات: 162 – 176
[98] المصدر مقال نشرتها جريدة الاتحاد الإماراتية في عددها الصادر بتاريخ 19 يوليو 2018 بعنوان الخلافات الزوجية أشد وطأة على الرجال تجده على الرابط التالي https://www.alittihad.ae/article/54460/2018/
[99] مجلة كلية التربية، جامعة الأزهر، العدد: (١٦٢ الجزء الرابع) يناير لسنة ٢٠١٥م -أسباب الطلاق والحلول المقترحة لمعالجتها من وجهة نظر المطلقين والمطلقات والقضاة الشرعيين في الأردن .
[100] المصدر : سارة كمال دهب عبد اللطيف ، دراسة بعنوان الخلافات بين الزوجين وأثرها على تنشئة الأطفال دراسة تطبيقية على وحدة حماية الاسرة والطفل “محلية الخرطوم” كلية الدراسات الاقتصادية والإجتماعية ، رسالة ماجستير 2017م
[101] المصدر: بودبابه، رابح أبراهيم (مؤلف) الأسباب الأسرية لظاهرة انحراف الاحداث في الامارات المصدر: شؤون اجتماعية الناشر: جمعية الاجتماعيين في الشارقة المجلد/العدد: مج 12, ع 47محكمة: نعم الدولة: الإمارات التاريخ الميلادي: 1995التاريخ الهجري: 1416 الصفحات: 145 – 153
[102] المصدر : سارة كمال دهب عبد اللطيف ، دراسة بعنوان الخلافات بين الزوجين وأثرها على تنشئة الأطفال دراسة تطبيقية على وحدة حماية الاسرة والطفل “محلية الخرطوم” كلية الدراسات الاقتصادية والإجتماعية ، رسالة ماجستير 2017م
[103] المصدر : ناصف، محمد يحيى حسين السيد (مؤلف) التواصل بين الآباء وتأثيره على الجوانب النفسية للأبناء
المصدر: مجلة التربية والتعليم الناشر: وزارة التربية والتعليم – المركز القومى للبحوث التربوية والتنمية المجلد/العدد: ع 44 محكمة: نعم الدولة: مصر التاريخ الميلادي: 2007 الصفحات: 12 – 23
[104] المصدر : صبيح، إسعاد حسين محمد (مؤلف) العلاقات الزواجية كما تدركها الأمهات في علاقتها ببعض مشكلات أبنائهن السلوكية في رياض الأطفال المصدر: علم النفس الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب المجلد/العدد: س 22, ع 82,83 محكمة: نعم
الدولة: مصر التاريخ الميلادي: 2009 الصفحات: 54 – 77
[105] المصدر : ما هو تأثير إنفصال أو طلاق الأباء علي الأطفال مقال نشرته الجمعية العراقية للصحة النفسية للاطفال / بغداد – العراق 2005 م
[106] أحمد، ريناد عبدالمنعم موسى (مؤلف) المشكلات الزوجية وعلاقتها بالسلوك الانفعالي للأبناء في المرحلة الابتدائية
العنوان بلغة أخرى: Marital problems and their relationship to the Children Affective behavior in the primary stage مؤلفين آخرين: سليمان، عبدالله محمود (مشرف), أبو غزالة، سميرة علي جعفر (مشرف) التاريخ الميلادي: 2007 الصفحات: 1 – 174 الدرجة العلمية: رسالة ماجستير الجامعة: جامعة القاهرة الكلية: معهد الدراسات والبحوث التربوية
[107] ناصف، محمد يحيى حسين السيد (مؤلف) التواصل بين الآباء وتأثيره على الجوانب النفسية للأبناء المصدر: مجلة التربية والتعليم الناشر: وزارة التربية والتعليم – المركز القومى للبحوث التربوية والتنمية المجلد/العدد: ع 44محكمة: نعم الدولة: مصر التاريخ الميلادي: 2007
[108] المصدر: العلاقات الزوجية – مشاكل وحلول مؤلف: علي اكبر الحسيني قسم: الجنس والنكاح والعلاقة الزوجية الخاصة
اللغة: العربية ، الناشر: مؤسسة النور للمطبوعات ، تاريخ الإصدار: 01 يناير 2004 الصفحات: 368
[109] – المصدر: عمر، أحلام العطا محمد (مؤلف) دور العوامل الاجتماعية والاقتصادية في الخلافات الزوجية في المجتمع السعودي : دراسة ميدانية مطبقة في مدينة الرياض المصدر: مجلة دراسات مجتمعية الناشر: مركز دراسات المجتمع مؤلفين آخرين: العلي، ندى حسين (م. مشارك) المجلد/العدد: ع16 التاريخ الميلادي: 2018 الصفحات: 87 – 136
[110] المصدر: عبدالرحمن، وداد (مؤلف) النزاعات الزواجية : الأنواع ، الأسباب ، الآثار ، آليات التسوية مجلة كلية الآداب الناشر: جامعة القاهرة – كلية الآداب المجلد/العدد: مج73, ج3محكمة: نعم الدولة: مصر التاريخ الميلادي: 2013الصفحات: 163 – 232
[111] المصدر : ارنوط ، بشرى إسماعيل دراسة بحثية بعنوان التسامح وأساليب حل الخلافات الزوجية ، دراسة وصفية في الإرشاد الزواجي ، نشرت في مجلة بحوث كلية الآداب ، جامعة المنوفية عام 2013 م
[112] المصدر : نصائح لتقليل حالات الطلاق المصدر: الوعي الإسلامي الناشر: وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية المؤلف الرئيسي: حجازى آندى محمد حسن محمد (مؤلف) المجلد/العدد: س56, ع647 التاريخ الميلادي: 2019 التاريخ الهجري: 1440 عدد الصفحات: 30 – 33
[113] المصدر: من معوقات الممارسة القضائية في التشريع الإجرائي الأسري المصدر: مجلة الأكاديمية للدراسات الاجتماعية والإنسانية الناشر: جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف المؤلف الرئيسي: مراد، نعوم (مؤلف) المجلد/العدد: ع10 التاريخ الميلادي: 2013 عدد الصفحات: 122 – 128
[114] المصدر : عبدالمنعم، ياسر لمعى (مؤلف) استراتيجيات إدارة الخلافات الزوجية المصدر: التوحيد الناشر: جماعة أنصار السنة المحمدية المجلد/العدد: س47, ع564 التاريخ الميلادي: 2018 التاريخ الهجري: 1439 الصفحات: 66 – 68
[115] المصدر: الطلاق الصامت ، الناشر: جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية مؤلف: مجلة الأمن والحياة (مؤلف)
مؤلفين آخرين: عبدالرحمن، ميسون (م. مشارك), ابراهيم، منى فؤاد (م. مشارك), الشرقاوي، ايمان (م. مشارك), عبدالرحمن، إيمان (م. مشارك) المجلد/العدد: مج34, ع392 الدولة: السعودية التاريخ الميلادي: 2014 الصفحات: 60 – 69
[116] – المصدر : إبراهيم، عبير ياسين أحمد (مؤلف ) برنامج إرشادي لإدارة الخلافات بين الزوجينAn Indicative Program to Management the Marital Diflects Between Couples المصدر: المؤتمر السنوي العربي الرابع عشر – الدولي الحادي عشر: التعليم النوعي وتطوير القدرة التنافسية والمعلوماتية للبحث العلمي في مصر والوطن العربي – رؤى مستقبلية الناشر: جامعة المنصورة – كلية التربية النوعية مؤلفين آخرين: خطاب، أمل السيد عبدالسلام (م. مشارك) المجلد/العدد: مج2الدولة: مصر التاريخ الميلادي: 2019
[117] التحكيم بين الزوجين: دراسة فقهية مقارنة بالقانون الكويتي العنوان المترجم: Arbitration Between Spouses: A Jurisprudential Study Compared to Kuwaiti Law المصدر: مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة الناشر: جامعة الأزهر – كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة المؤلف الرئيسي: العنزي، مشعل عيادة عسكر (مؤلف) المجلد/العدد: ع35, ج4 التاريخ الميلادي: 2018 الصفحات: 2099 – 2136
[118] المصدر : اللجوء للطرق، البديلة في حل مختلف المنازعات المدنية، من مظاهر عولمة التصرف القضائي في الدولة، حيث نظمت أغلب الدول هذا الإجراء القضائي الجديد، ومن بين الطرق البديلة لحل النزاعات هي التحكيم. التحكيم عمل عظيم تنبني عليه نتائج هامة، ومقاصد دينية، وللحفاظ على العلاقة الزوجية، والأسرية، ومصالحهما، وديمومة عقدهما، فشرع التحكيم.
[119] المصدر : خنوش، سعيد (مؤلف) الإطار التنظيمي لتفعيل دور الحكمين في قانون الأسرة الجزائري : دراسة شرعية قانونية مقارنة
Organizational Framework for Activating the Role of The Two Arbitrators in The Algerian Family Law: A Comparative Legal Sharia Study المصدر: مجلة الصراط الناشر: جامعة الجزائر – كلية العلوم الإسلامية المجلد/العدد: مج19, ع36 التاريخ الميلادي: 2017
[120] المصدر: : الجخيدب، مساعد بن عبدالرحمن بن ناصر (مؤلف) دراسة حالة على جمعية تيسير الزواج و الرعاية الأسرية بمحافظة عنيزة – المملكة العربية السعودية مجلة العلوم الإنسانية الناشر: جامعة البحرين – كلية الآداب مؤلفين آخرين: التركي، خالد بن عبدالله (م. مشارك) المجلد/العدد: ع23محكمة: نعم الدولة: البحرين التاريخ الميلادي: 2014 الصفحات: 87 – 117
[121] المصدر : الوسائل الودية فى حل الخلافات الأسرية بين الشريعة والقانون المصدر: مجلة الحكمة الناشر:نخبة من علماء الدول الاسلامية
المؤلف الرئيسي: خليل، محمد بن إسماعيل (مؤلف) المجلد/العدد: ع51 التاريخ الميلادي: 2015 الصفحات: 109 – 168