من الأسس التي فصل الإسلام فيها القول عند اختيار شريكة الحياة هو أن يكون هناك تقارب في السن والثقافة والنسب بين الزوجين ، وهذا هو ما يطلق عليه في الفقه الاسلامي باسم (التكافؤ بين الزوجين)، وذلك لحفظ مستوى الحياة الزوجية، والإنسجام بين الزوج وزوجه، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: [زوجوا الأكفاء، وتزوجوا الأكفاء، واختاروا لنطفكم] ، وقوله صلى الله عليه وسلم: [تَخَيَّروا لُنطفكم وانكحوا الأكفاء وأَنكحوا إليهم] . (رواه ابن ماجه) وهذا تكمن المشكلة في أن أغلب هذا النوع من الزواجات ما يتم بين زوج مواطن كبير في السن وفتاة اجنبية صغيرة السن آسيويات في الغالب، فخلال الفترة الأخيرة برزت ظاهرة مجتمعية سلبية ضربت بقوة الاساس المتين لترابط كثير من الاسر المواطنة، الا وهي لجوء اعداد من كبار السن من المواطنين الى الزواج من وافدات آسيويات وعربيات صغيرات في العمر .
نعم لا ننكر أن زواج الرجل الكبير من فتاة تصغره بسنوات قد حللته الشريعة الإسلامية ولا جرم فيه ما دام الزواج قائما على المودة والرحمة.. ومع هذا يخضع الفارق الكبير في السن إلى بعض القواعد الشرعية، في أنه لا ضرر ولا ضرار في الإسلام، وأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
لأن التكافؤ فى السن تعد من القضايا الأساسية التي يجب مراعاتها ، لكن أحياناً تكون مسألة نسبية . فقد يكبر الزوج الفتاة بسنوات بسيطة ، لكن لو كان الرجل أكبر من البنت بـ 20 سنة على سبيل المثال ، فهذا قد يؤدى لمشاكل فى المستقبل بينهما . ربما كانا لا يشعران اليوم بتأثير فارق السن ، لكن بعد مرور عشر سنوات على الزواج ستبرز المشكلة وسوف تكون كبيرة.
بحسب خبراء علم الاجتماع فان الفارق الأكبر في السن والذي لا يؤثر على العلاقة بين البشر هو عشرة سنوات كحد أعلى. فضمن هذه الحدود يكون باستطاعة الأزواج الارتباط دون أن يكون فارق السن عائقا في نجاح العلاقة الزوجية.
أما إذا كان الفارق حوالي عشرين عاما فان الزواج حتما يكون غير متوافق ، وقد بينت الدراسات الطبية والاجتماعية والنفسية أن الفارق الكبير في السن بين الزوجين يترتب عليه التباين الشديد في القدرة الجنسية وعدم التوافق كما تبرز عدة سلبيات مرتبطة في الجانب السلوكي والصحي والجسدي ، ولذلك أرى من خلال الواقع المشاهد أن موضوع زواج كبار السن من فتيات في عمر العشرين أمر غير لائق اجتماعيا ، لأن العجوز يريد أن يجدد شبابه بالزواج من عروس لم يتعدى عمرها 20 عاما، والفتاة التى تقبل الزواج من رجل في سن جدها ، تدفع نفسها إلى كارثة فى المستقبل يمكن أن تكون أخلاقية في بعض الأحيان ، أو تكون عدم احترام النفس. ويمكن أن تكون المرأة عفيفة ومحترمة ، لكنها تشعر بالعجز عن احتمال الحياة فى هذه الظروف التى دفعت نفسها إليها.
والكارثة أيضا بالنسبة للأولاد ، عندما يكبرون فيرون هذا الفارق الضخم فى السن . فيشعرون أن أمهم باعت نفسها من أجل المال ، وأن والدهم قبل ذلك .
مع الأسف الشديد فهذا النوع من الزواج ليس في إطار الزواج بقدر ما هي صفقة ترضي بها الفتاة الصغيرة السن حتى تحصل على المال أو يتم نشل أسرتها من الفقر بأموال الثري العجوز ، فإذا كان الهدف من الزواج تحقيق المنفعة المادية فهذا زواج لا يرضي عنه الله لأنه قائم على أساس استغلال ظروف الزوجة التي يتم زفافها إليه في إطار صفقة، فهو يحصل على المتعة وهي تحصل على المال.. والمشكلة أن الزوجة الشابة تعيش في مأساة لأنها متزوجة من زوج غاب عنه الشباب الذي يجعلها تعيش ظلما معه والله لا يرضى بالظلم.
لذلك غالبا ما نرى الكثير من المشاكل تظهر بين الأزواج الذين يتمتعون بفارق كبير في السن بينهما إلا أن ذلك في النهاية لا يمكن أخذه على إطلاقه حيث نجد مثلا بعض الرجال الكبار في السن يفضل الارتباط بفتاة صغيرة في السن في ليستمتع بشيخوخته كما نرى بعض الفتيات الصغيرات ينجذبن إلى رجال في أعمار آبائهن وذلك إما بحثا عن الحنان أو عن المقدرة المالية. لكن هذه العلاقات لا تعدو أن تكون مصالح متبادلة وعامل الحب فيها غير ذي أهمية لذلك فهي لا تعد مقياسا لمدى نجاح العلاقات الزوجية ذات فارق السن الكبير.
أظهرت دراسة عن الزواج من أجنبيات في الدولة الدور الذي تلعبه هذه الظاهرة في تفشي ظاهرة الطلاق، حيث تبين ان 79% من الازواج المواطنين الذين طلقوا زوجاتهم المواطنات تزوجوا بأجنبيات، وكشفت أن 62% من المتزوجين من اجنبيات سبق لهم الزواج، وان بعضهم تزوج مرتين وثلاث مرات، وقد يبلغ عدد مرات الزواج ست وسبع وثماني مرات حسب الامكانات المادية.
وبينت ان 60% من المتزوجين من اجنبيات طلقوا زوجاتهم المواطنات، وفسرت الدراسة الزواج بأجنبية بأنها تمثل الزوجة البديلة عندما يشتد الصراع في الاسرة، وهي الزوجة الصغيرة المطيعة وغير المكلفة.
وأكدت ان الزواج من اجنبيات يترك آثاراً سلبية على الاسرة والمجتمع، ومنها ضعف الروابط بين المتزوج واقربائه، وصعوبة ادماج الزوجة الاجنبية في المجتمع، وهي عوامل تجعل مسألة الطلاق ضرورية في بعض الاحيان، للتخلص من المشكلات المترتبة على هذا الزواج.
نوعية الأزواج من الناحية النفسية
تؤكد الدراسات النفسية في تحليل هذه الشخصيات التي تمر بهذه المرحلة على أن المسن يدرك تمامًا أنه عليه أن يتحمل أن يعيش بمفرده بعد وفاة أحد طرفي العلاقة الزوجية وذلك لأن ظروف العصر الذي نعيشه فرضت علينا أشياء كثيرة.. فالابن أو الابنة لا تستطيع أن تعيش معه فكل منهما لديه بيته وأسرته التي تحتاج إلى كل اهتمامه ورعايته.. وبالتالي فإن رغبة المسن في ألا يثقل على أبنائه ساهمت بشكل كبير في إقناعه بإعادة الارتباط وبدء الحياة مرة أخرى.
وبالتالي يظهر التعويض في صورة جذب الانتباه من خلال الاقتران بالفتيات الصغيرات عند الكبر حتى يسترجع هذه المشاعر المتختزلة في الذات العليا والقابعة دون تحقيقها منذ عشرات السنين ، وقد يلجأ الرجل إلى عمل علاقات، أو يتزوج من هى أصغر منه سنًا بمراحل كثيرة ، أو الحديث المفرط المبالغ فيه عن أنه ما زال مرغوبًا من الجميلات.
فالرجل عندما يصل الى هذا العمر المتقدم يبدأ يهتم بجمال الجسد الذي يتوفر عند الشابات الأصغر منه أكثر بكثير مما يتوفر عند النساء اللاتي يكبرنه في العمر، ولابد لها من أن تشبع لديه حاجته إلى الحب والحنان وحاجته إلى تقوية شعوره برجولته وتنمية هذه الرجولة من خلال إعطائه مكانته في الأسرة والرضا بدوره القيادي وقوامته عليها مع أنها أصغر منه في العمر.
ماهي السلبيات المتوقعة مستقبلا
السلبيات المترتبة على زواج المواطنين المسنين من اجنبيات والايجابيات المفقودة والتأثيرات المجتمعية الضارة، في هذه الظاهرة المؤذية لجيل كامل من الابناء يعتبر نتاج هذه الزيجات غير المسؤولة من آباء يعيشون في الزمن الافتراضي – ان جاز التعبير – لاعمارهم التي اوشكت ايامها على النفاذ، وامهات آسيويات في الغالب، لا تعرف معظمهم العادات والتقاليد المجتمعية للدولة، ويخاصمهن النطق الصحيح للغتنا.
- زواج كبار السن خطر اجتماعي يدفع ضريبته الأبناء
- زوجات شابات يطلبن الطلاق بعد حصولهن على الجنسية مباشرة
- الزواج غير المتكافئ يفرز مشكلات أمنية خطيرة
- أم اللغات ضحية زواج الكبار من ألسنة غير عربية
- ان ظاهرة زواج المواطنين تنتشر بين المسنين، وتعد أحد أبرز اسباب زيادة عدد الايتام في الدولة.
- التربويون يحذرون من خطورة المشكلة وتأثيرها في مستقبل الأبناء
- التفكك الأسري وتدمير اللغة العربية وجرائم الأحداث أبرز النتائج
- الصغار يعيشون في عزلة لصعوبة تفاهمهم مع زملائهم وتتمثل في فقدانهم الانتماء الى ارضهم الطيبة، واختلاط المفاهيم في اذهانهم وتراجع نطق العربية الصحيح على ألسنتهم وتولد الاحساس بالدونية في نفوسهم.