هل تعاني من الطلاق العاطفي
الخطر الصامت في كل بيت
المقدمة
تتعدد الأسباب التي تدفع بالطرفين لإتخاذ قرار الطلاق ، إلا أن هناك نوع من الطلاق ما لا يصل إلى المحاكم أو الجهات الرسمية ، بل يبقى صامتا ومخفيا بين جدران الأسرة الواحدة ولكنه يحمل نفس المواصفات التي يجنيها كل طرف من الطلاق الشرعي ، ولعل الأسباب التي تدفع الطرفين وخاصة الزوجة تجعلها مضطرة لإتخاذ هذا الأجراء كإحدى الحلول المتاحة لها بعد استنفاذ كل الوسائل التي اتبعتها لإصلاح الخلل في علاقتها الزوجية ، وعلى الرغم من انتشار الدورات والندوات التي تناقش الحلول التي تعين على تخفيف انتشار تلك الظاهرة في الآونة الإمكانة ، يرى العديد من الأزواج أن الاستماع ومناقشة المشكلات والحلول، ليس بصعوبة تطبيقها في الواقع، أو المقدرة على ترجمتها على تجاربهم الخاصة.
ظاهرة الطلاق العاطفي
لعل مسمى «الطلاق العاطفي»، هو المصطلح الجديد الذي اطلقه المستشار الأسرى خليفة محمد المحرزي رئيس المجلس الإستشار ي الأسري بدولة الامارات العربية المتحدة قبل 15 سنة مضت ( عام 2000 ميلادية في مؤتمر الأسرة والذي أقيم في الاتحاد النسائي العام بدولة الإمارات العربية ، وهو الإطار لذلك الشكل الجديد من الإنفصال الصامت دون وقوع طلاق حقيقي أو شرعي ، وهو الناتج عن انعدام التواصل بين الأزواج، والتي وصفها استشاري العلاقات الأسرية خليفة محمد المحرزي بكونها واحدة من «الظواهر الجديدة التي بدأت تستشري في أغلب العلاقات الزوجية ، وهو داء عضال سوف يقضى على الكثير من الأسر إذا لم يتم معالجته بالصورة المطلوبة ، مشيرا إلى أنه الجذر الأساسي التي تنطلق منه بوابة الخلافات الزوج .
الطلاق العاطفي» الذي يعد أكثر أنواع الطلاق خطورة، وأشدها ألماً، كون الشريكين يعيشان تحت سقف واحد، لكنهما «مطلقان» من دون شهود، هو أزمة اجتماعية أسرية غير عادية بسبب حجبها عن العامة وجعلها قضية ثنائية لا تتعدى أحاسيس الأزواج ، فهما من يتعايشان معها في صمت رهيب و ألم شديد والتي قد تنتهي بالطلاق في أغلب الأحيان .
وهذه الظاهرة ليست نادرة الوجود بل هي ظاهرة منتشرة ؛ ففي تقرير لمجلة “بونته” الألمانية توضح الإحصائيات أن تسعًا من كل عشر سيدات يعانين من صمت الأزواج ، وانعدام المشاعر بين الأزواج المرتبطين منذ أكثر من خمس سنوات. وتشير الأرقام إلى أن 79% من حالات الإنفصال تكون بسبب معاناة المرأة من انعدام المشاعر، وعدم تعبير الزوج عن عواطفه لها، وعدم وجود حوار يربط بينهما .
كما يعرفه البعض ( بأن الطلاق العاطفي عبارة عن نقص حاد في شبكة العلاقات الاجتماعية والإنسانية بين الأفراد، مما يؤدي إلى فقر في التواصل الاجتماعي والإنساني. حيث تعاني معظم الأسر في مجتمعاتنا من الجفاف العاطفي بين أفراد الأسرة رغم استقرارها الظاهري ، ويتضح هذا الفيروس العاطفي بمؤشر بارز وهو وفاة المشاعر العاطفية بين الزوجين ، ووجود أفراد في البيوت كالغرباء ، والذي تمتد آثاره إلى الأبناء أيضا في الأسرة حيث يعاني كثير من الأبناء من الجفاف العاطفي لافتقاد مشاعر العاطفة داخل الأسرة بين الأبوين .
تعريف مفهوم الطلاق العاطفي ، يعرف المستشار الأسري خليفة المحرزي بأنه «توقف العلاقة العاطفية بين الأزواج ، ما يؤدي إلى ضعف التواصل العاطفي وتعطل في لغة المشاعر وضعف التعبير عن الحاجات والرغبات النفسية والحسية بين الزوجين ) .
تعرف استشارية الطب النفسي الدكتورة غادة الخولي، الطلاق العاطفي بأنه «حالة يعيش فيها الزوجان منفردين عن بعضهما البعض، على رغم وجودهما في منزل واحد، فهما في شبه انعزال عاطفي، ولكل منهما عالمه الخاص البعيد عن الطرف الآخر بحيث يبقى رابط الزواج بينهما متمثلاً في الورقة الشرعية التي تعترف بزواجهما الفعلي، من دون النظر إلى وجود الأبناء أو حتى لسنوات العشرة الزوجية».
أما يوهان فيرى: أن هذا النوع من الطلاق يمثل المرحلة الإمكانة من الطلاق والأكثر صعوبة لأنه يتضمن انفصالاً داخلياً نفسياً تاماً وكاملاً بين الطرفين, الذي يتطلب إعادة بناء ذات واحدة (وليست مشتركة مع شريك) بشكل مستقل غير مرتبط بشخص ثاني. تقوم هذه الذات المستقلة باتخاذ القرار بنفسها دون الاعتماد على طرف آخر وتنكب على وضع خططاً خاصة بالحياة المستقبلية التي يشوبها الحيرة والارتباك والخوف والتردد لأنها تعودت على مشاركة طرف ثاني في وضع مثل هذه الخطط إلا أنه بعد الطلاق تتحمل وحدها/وحده هذه المسؤولية بشكل منفرد
تشير الدراسات المختصة إلى أن الأسباب العاطفية ربما باتت تتفوق على باقي أنواع الأسباب الاجتماعية والمادية المؤدية إلى حصول الطلاق في الغالبية العظمى من الحالات في مجتمعاتنا ، والذي يطلق عليه بمسمى ( الطلاق العاطفي بين الزوجين ) .
ويعتقد المحرزي أن الطلاق العاطفي بين الأزواج قد ارتفعت معدلاته وزادت أضراره بحيث بات، في اعتقاد البعض، المسبب رقم واحد لعدد هائل من التجارب الزوجية الفاشلة، ليتفوق في مخاطره على الأسباب المادية والاجتماعية لانهيار الحياة الزوجية.
وقام المحرزي بدراسة ميدانية على نحو 260 زوجة و166 زوجاً بإجمال عدد المشاركين 426 مشارك في العينة الدراسية ، دام متوسط الزواج بينهم بين ثلاث إلى عشرين سنة ، بينما كان متوسط أعمارهم بين 21 عاما إلى 55 عاما، وأكد 81٪ منهم وجود «شرخ كبير في الممارسة العاطفية بعد مضي أشهر عدة من الزواج أو مضى فترة تجاوزت العشرة سنوات ، كما أقر نحو 69٪ منهم بمرور العلاقة العاطفية بمرحلة موت سريري خلال فترة من مراحل حياتهم، وأكد نحو 72٪ منهم الشعور بالروتين والملل العاطفي».
ويذهب المحرزي من خلال دراسته الميدانية إلى أن البرود الجنسي والهجر بين الأزواج والقسوة في التعامل بين الزوجين والخيانة الزوجية الذي عادة ما يتصاعد بين الزوجين بعد مضي السنوات الأولى من الزواج، إنما يرتبط بعدد كبير من المؤثرات في مقدمتها جفاف المشاعر العاطفية وتوقف كافة الممارسات التي تغذى الجهاز العاطفي ، وتفاقم نظرة الملل والاستياء بين الأزواج مقارنة بما يرونه من علاقات زوجية تتمتع بدرجة عإلىة من الإستقرار والإهتمام المشترك بين الأزواج في مجتمعاتنا مما يساعد على ايجاد الفجوة الحالية عبر المقارنات المعيارية مع أفضل الممارسات في إدارة العلاقات الزوجية .
كما أن الطلاق العاطفي بين الأزواج مرتبط بتدني أو غياب الثقافة الزوجية التي يفتقرها الكثير من الأزواج الذين لا يجيدون مهارات التعامل مع الطرف الآخر بالصورة المطلوبة ، ناهيك عن تدني الوعي الأسري في المحافظة على الرصيد العاطفي بين الزوجين ، علاوة على إنتشار ثقافة الأمية الأسرية لدى الكثير من أفراد المجتمع على الرغم من ارتفاع مستوى التعليم والثقافة لدى الأزواج في الجانب الأكاديمي والعلمي ، في مقابل ما يسود أذهان المتزوجين الشبان من مفاهيم وأفكار زوجية غير دقيقة وواضحة ، تؤدي إلى إصابة الثقة بين الزوجين بشروخ يصعب تلافيها، منذ الأيام الأولى لبدء العلاقة الزوجية.
ففي تقرير لمجلة “بونته” الألمانية توضح الإحصائيات أن تسعًا من كل عشر سيدات يعانين من صمت الأزواج، وانعدام المشاعر بين الأزواج المرتبطين منذ أكثر من خمس سنوات. وتشير الأرقام إلى أن 79% من حالات الإنفصال تكون بسبب معاناة المرأة من انعدام المشاعر، وعدم تعبير الزوج عن عواطفه لها، وعدم وجود حوار يربط بينهما.
إن فشل العلاقات الزوجية وتوترها بين الطرفين أصبحت ظاهرة منتشرة على نطاق واسع جدا في أغلب البيوت الصامتة التي لا تعلن عنها بصورة رسمية وتفضل كتمان الأمر على المحيطين حولها ، الزوجين الواقع بينهما مثل هذا النوع من الطلاق (الطلاق العاطفي) يعتقدان أنه يعكس عنهما أمام المجتمع، صورةً أفضل بدلاً من حدوث الطلاق الشرعي المؤدي إلى تبعات عدة ، فتستمر العلاقة دون انفصال من أجل المحافظة على استقرار الأسرة المضطربة فعليا والمستقرة شكليا ، وخاصة فى ظل وجود الأبناء حينئذ تكون العلاقة فاشله بجميع المقاييس , مزدحمة بالخلافات والمشاكل المستمرة .
وهنا تكمن المشكلة البارزة وهو أن غالبية النساء يفضلن الاستمرار في الزواج شكلياً، وعدم إنهاء العزلة الزوجية، لخوفهن من عواقب الطلاق الفعلي، خصوصاً ما يتعلق بمصير الأبناء والنفقة، وخلافهما من الأمور الموصولة إلى المحاكم فتستمر المعاناة في ظل العلاقة المتوترة زمنا طويلا دون أي ملامح للعلاج .
التي تجعل الزوجين يعيشان معا تحت سقف تصحر في المشاعر، وقطيعة جسدية وفكرية وعاطفية، هي رغبتهما في المحافظة على صورة زواجهما في عيون الآخرين من أهل وأصدقاء ومعارف وجيران، فالمرأة تفضل في مجتمعاتنا أن تعيش في ظل علاقة مشوهة وغير صحية، لا تحصل فيها على متطلباتها العاطفية، وحقوقها الزوجية، على تسميتها مطلقة فعليا.
إلا أن جسامة تحمل متاعب هذا الطلاق العاطفي غالبا ما يقع على النساء مقارنة بالرجال نظرا لإستمرار الأسباب الرئيسة التي تتسامح نسبيا مع الرجل وتمنحه رخصة البحث عن المتع خارج البيت ، مقابل هذه الفسحات الترفيهية التي يمنحها المجتمع بحكم العادات والتقاليد في طريقة النظر إلى الرجل في المجتمع ، بينما نجد العادات يضيق الخناق على المرأة التي تعيش هي في الغالب تبعات الخرس العاطفي بكيفية أكثر عنفا وإحباطا.
بغض النظر عن التسمية التي تليق بعلاقة زوجية بلغت النفق المسدود عاطفيا فإن حالة الجفاء في المشاعر بين طرفين يجمع بينهما عقد وسقف الزوجية تجعل التوتر سيد الموقف خلافا للسلم المتوقع في تجارب الكثير من الزيجات، هذا المعطى يجعل هذه الحالة التي تنتشر كثيرا في المجتمعات الشرقية دون أن يسلم منها مجتمعنا جديرة بالتأمل والمعالجة.
توصلت دراسة قام بها الدكتور ديفيد سبارا من جامعة اريزونا الاميركية وأشرفت عليها رئيسة فريق الباحثين كيندرا كريتش بنفس الجامعة ، ونقلتها صحيفة الديلي ميل للجمهور ، الى أن الطلاق العاطفي ليس مرهقا للأعصاب وباهظ الكلفة فحسب ، بل يمكن أن يؤدي الى الموت المبكر بعد أن وجد الباحثون الذي أجروا الدراسة ان الذين يصيبهم الأرق بسبب الناجم عن الإنفصال يعانون أيضا من ارتفاع ضغط الدم. ويُسمى ضغط الدم “القاتل الصامت” لأنه يمكن ان يسبب جلطة مميتة دون سابق إنذار.
وهذه الدراسة تؤيد أبحاث أخرى عديدة تناولت مشكلة الطلاق العاطفي وإنها تولد أضرار صحية خطيرة وحتى بالوفاة قبل الأوان ، ولكن قلة من هذه الأبحاث تناولت السبب الذي يكمن وراء العلاقة بين الطلاق وتردي الوضع الصحي
إن مشاكل النوم تكون طبيعية في الأشهر الأولى بعد الإنفصال لأنها تكون عملية تكيف يمكن التعاطي معها. ولكن مشاكل النوم التي تستمر فترة طويلة تعني شيئا مغايرا.
وأضاف الدكتور سبارا ان استمرار الأرق بعد الطلاق قد يعني إصابة الشخص بالكآبة والمعاناة في محاولته إعادة بناء حياته من جديد وهؤلاء الأشخاص هم الذين يكونون عرضة للمشاكل الصحية.
وشملت الدراسة 138 شخصا انفصلوا عن شريكهم قبل نحو 16 اسبوعا على بدء البحث. وطُلب منهم كتابة تقارير عن نوعية نومهم خلال ثلاثة زيارات للمختبر في فترة أمدها 7.5 شهر. وكان ضغط الدم يُقاس في كل زيارة. ولاحظ الباحثون ارتفاع ضغط الدم في الزيارات الإمكانة للمختبر نتيجة مشاكل في وقت سابق ولكن تأثيرها ظهر متأخرا. وقال الدكتور سبارا ان الباحثين لاحظوا حدوث تغيرات في ضغط الدم بالارتباط مع مشاكل النوم بعد ثلاثة أشهر.
– See more at: http://elaph.com/Web/LifeStyle/2015/1/971789.html#sthash.Y1DUoSWc.dpuf
الوضع في المجتمع العربي حول الطلاق
عندما نتعامل مع موضوع الطلاق ، سنجد أن تلك الظاهرة العالمية مرت خلال المتغيرات والمتحولات التي مرت بالمجتمعات والبيئات التي تأثرت بها ، ونتج عنها عدة تغييرات واضحة المعالم على بنية الأسرة بشكل عام وأثرت على نمط العلاقات المتبادلة بين الأزواج بشكل خاص ، وساهمت في تغيير أسلوب العلاقة الزوجية ، فوضعت الباحثين في علوم الأسرة أمام عدة تحديات جديدة عصفت بها تلك المتغيرات ، لعلّ أولها ذلك الذي يتصل بفهم العلاقة الزوجية وإلىة سيرها وطريقة تعامل الأزواج في حدود إطارها ، فعلم اجتماع الأسرة قد عرف خلال العقدين الإمكانين توسعا معرفيّا كبيرا في علم الأسرة والإجتماع مما انبثق عنه عدة تخصّصات فرعية مثل “علم اجتماع الثنائي” (sociologie du couple) و”علم اجتماع الزواج” و”علم اجتماع الطلاق” و”علم اجتماع الأجيال” وغير ذلك، ثمّ إن موضوع الأسرة قد تفرع إلى علوم أخرى وأصحبت متداخلة مع تخصّصات عديدة مثل علم الاجتماع والديموغرافيا وأنثربولوجيا القرابة وعلم النفس وعلوم القانون وغير ذلك.
نطمح من خلال تلك الكتاب إلى تحقيق غاية محددة، وهي تتبع تطوّر ظاهرة الطلاق العاطفي في المجتمع العربي بقراءة مؤشراتها الإحصائية وتأويل دلالات تطورها في ضوء التحولات التي طرأت على نمط العلاقات الزوجية ، آخذين بعين الاعتبار في التحليل مضامين المشاريع والبرامج التي تقدمها مختلف المؤسسات والجمعيات الأهلية والمراكز التدريبية التي تتبنى الأسرة بشكل عام ، فقد ظهرت طرق وقاية وعلاج في وذلك بعد ظهور المؤسسات الاجتماعية الحكومية والخاصة التي تعنى بالطفولة والأمومة والأسرة ولكن هذه المؤسسات لا يزال دورها ضعيف في الحد من ظاهرة الطلاق لإمكاناتها المحدودة وعدم التعاون والتنسيق فيما بينها بالصورة المطلوبة ،إلى عدم إغفال جانب مهم مؤثر بشكل كبير وهو نزعة البيئة المجتمعية التي تتحكم بشكل عام في تشكيل عدة مفاهيم أساسية تلعب دورا رئيسيا في نمط العلاقات الزوجية مثل مفهوم الذكورة والأنوثة والشرف الرجولي والكرامة والقوامة الأسرية وغيرها، وجميع هذه المفاهيم تنغرس في الثقافة الأسرية بشكل عام وتوضع موضع العمل في الحياة العائلية وتتمظهر في العلاقات الزوجية والممارسات إلىومية على شكل ممارسات بين أطراف الأسرة الواحدة .
كشفت دراسة ميدانية حول العنف ضد المتزوجات طرحها المجلس الأعلى للأسرة بقطر قامت بها الدكتورة كلثم الغانم أستاذ علم الاجتماع المشارك بجامعة قطر أنَّ (38%) من المبحوثات غير راضيات عن حياتهن الزوجية وأن هناك مؤشرات واضحة على وجود الطلاق العاطفي ، معتبرة أنَّ النسبة ليست بالمنخفضة وعلى اعتبار هذه النسبة مؤشرا خطيرا في مجتمع كالمجتمع القطري ، وهذا مؤشر له علاقة بطبيعة العلاقة الزوجية وبأسس الاختيار الزوجي في المجتمع، وبعدم القدرة على التكيف مع الإختلافات التي تكشف عنها الحياة المشتركة وشخصية الشريك ، وقد أجريت الدراسة على (1200) تم اعتماد (1117) إمرأة قطرية متزوجة منهنَّ (64%)من مدينة الدوحة، و(20%) من مدينة الريان، و(5%) من مدينة الوكرة
المصدر (قطر: دراسة ميدانية حول العنف ضد المتزوجات طرحها المجلس الأعلى للأسرة )
خلال وجودنا في عالم الاستشارات الأسرية وتعاملنا المباشر مع أصحاب الحالات الزوجية ، أصبحنا كثيراً ما نسمع عن تلك البيوت التي تبدو لنا من الخارج رائعة المنظر ، يملؤها الحب والسعادة والإستقرار ، لكن لو تعمقت قليلا في تفاصيل الحياة القائمة لتفاجأت من حجم الفجوة العاطفية التي تعاني من الزوجة بالتحديد ، فأغلب المنازل للأسف تعاني من التنافر والقسوة والجفاف ، تسير خلالها العلاقة الزوجية بوتيرة قاتلة لا تتغير مع مرور الزمن ، يعيش أفرادها في صمت تام بنمط ثابت محدد مسبقا ببرامج متكررة لا تخلوا من مواعيد الوجبات والشرب والنوم، لا يكاد أي طرف يلتقي بالآخر أو أن يمارس معه الكثير من الأشياء على تساعد على نماء المشاعر العاطفية وتغذية العلاقة الزوجية بما يشبع الطرفان ، وهناك منازل تعيش في سلسلة من المشاجرات التي لا تنتهي إلا عند النوم، وفي بعض الحالات تصبح الحياة الزوجية مجرد علاقة صورية، يمثل فيها الزوجان أمام الناس بأنهما سعيدان، لإعتبارات اجتماعية وشكلية، لكنهما على أرض الواقع يعيشان منفصلين ؛ لإنعدام مقومات التفاهم والانسجام، وكم من زوجة تعيش في كهف بارد يغلفه صمت مخيف، وكم من زوجة تعيش الغربة والوحدة داخل بيتها، وتشعر باحتياجها للتحاور مع زوجها، الذي لا يتكلم ولا يسمع ولا حتى يرى، وتبدأ عملية الهروب أو التقوقع لتنهي علاقة كانت تتسم بالعطاء والجمال ، ويعتقد بعض الأزواج أن العطاء يتمثل في منح المادة فقط، وبالمقابل يطلب من زوجته أن تعمل على راحته، وتتفانى في إسعاده، وإذا أهملت أي متطلب من متطلباته فمن حقه أن يهرب من عالمها ليبحث عن غيرها، ويعلن جملته الشهيرة زوجتي مهملة،
تصدع الروابط الزوجية
تتعرض العلاقة الزوجية إلى ما يسمى بمفهوم التصدع في الرابطة الزوجية والتي تأتي على نوعين هما
1- التصدع الصريح : حيث ينفجر الصراع من هذه الحالات إلى المستوى العلني ويتخذ أشكالاً متنوعة من النزعات الدائمة والشجار والعنف المتبادل وعادة ما يكون هذا الأمر معلنا أمام الجميع سواء في الأسرة وخارجها .
2- التصدع الخفي (التباعد النفسي أو الطلاق النفسي): تلك الحالة من انطفاء علاقة العاطفة- الجنس، أو خفوتها إلى درجة متقدمة. يبدو الرباط الزوجي وكأنه قد استنزف على صعيد العاطفة والشراكة في تحقيق الأهداف ومع هذا الاستنزاف يتزايد التباين وتتقلص منطقة التقاطع بين دائرتي الرباط الزوجي (كل شخص يمثل دائرة) وتتباعد هاتان الدائرتان مما ينشأ عنه عالمان وجوديان مختلفان ويشعر كل طرف أن كيانه قد هدر مما يفاقم تعبئته النفسية صد الآخر في محاولة للامتصاص منه بهدر كيانه.
وعلى الرغم من هذا الخمول في المشاعر العاطفية بين الزوجين ، نجد أن العلاقة لات تزال تسير على وتيره واحدة لكن بصورة زائفة ويبقى التعايش تحت سقف واحد وذلك لعدة عوامل (شخصية – خارجية) وهذا ما يسمى بالمأوى الفارغ أو العش الزوجي الفارغ Empty Shell حيث لا يشعر أحد الزوجين بوجود الآخر أو بأهميته في حياته الوجدانية أو ينظر كل منهما للآخر على أنه غريب عندئذ تصبح خلية الأسرة فارغة في مشاعرها وواهية في روابطها العاطفية وتضحى عواطفها غير مشبعة وتمسي التزاماتهم (كزوج وزوجة) شكلية فارغة من روحها إنما يبقيان مترابطين اسمياً وظاهرياً دون طلاق أو انفصال ، نستعرض هنا بعض الحالات التي تعاملنا معها أثناء إجراء الدراسة الميدانية حول الطلاق العاطفي .
الحالة الأولى
- الزوجة 33 عام , حاصله على درجة جامعية
- الزوج 37 عام , حاصل على دبلوم ,
- طبيعة العلاقة الزوجية : تعيش على زواج موقوف التنفيذ عاطفيا من أجل ولديها فقط حرب أعصاب تتجدد يوميا بوجود الطرف الثاني الذي تسترجع من خلاله وقع الخيانة عليها تقول نسير في اتجاه السنة الثالثة بدون أي تجاوب عاطفي بيننا بعد خياناته التي كشفت عنها رسائل نصية على جواله إذ كان كشف عنها رسائل نصية على جواله فتسترجع وقع الخيانة عليها. صدمة أدخلتني في حالة اكتئاب وحزن جعل كل رابط بيننا معطلا فيما ظل الزواج مجرد عقد تحصن من خلاله تربية ابنينا .
- .التحليل : واقعة الخيانة التي اكتشفتها الزوجة علجت بإنهاء العلاقة العاطفية مع شريكها الذي لم يبذل أي محاولات لإصلاح الوضع وانما استمر على التعايش مع الوضع الجديد الذي فرضته عليه الزوجة فأصبحت العلاقة معلقة من أجل وجود الابناء فقط لكنها لا تمثل سوى اطار وهمي للزوجين فتستمر العلاقة بصورة روتينية كئيبة وخاصة على الزوجة التي تدور في فلك الخيانة
- الحالة الثانية : الزوجة 22 عام , حاصله على دبلوم ,
- الزوج 29 عام , حاصل على مؤهل متوسط ,
- التعارف كان رسمي من خلال احد الاصدقاء سبب الخلاف بينهم .. تقول الزوجة انها كانت مرتبطة عاطفيا بشخص اخر و لكنه لم يكن مستعد ماديا للزواج و انها كانت ستضطر انتظاره اكثر من سنه و تقدم لها فى نفس الوقت ( الزوج الحالي ) لأنه جاهز ماديا للزواج نال اعجاب كل المحيطين بها و قاموا بالتأثير عليها فموافقتهم الراي و تقول إنني صدمت بحقيقته من اول يوم فى زواجنا حيث فوجئت بوالدته و معها شقيقه الاصغر جاءت لتعيش معنا فى نفس الشقه و تحولت انا لخادمه لهم و يتسم زوجى بالتابعية الشديدة لوالدته و تحايزه الاعمى لهما مهما كانت مخطئه كما انه لا يهتم باشباعى عاطفيا و لذلك انا اشعر بالندم لأنني لم انتظر من كنت احبه حتى نستطيع الزواج .
- التحليل : نظرا لضعف شخصية اللزوجة و انسياقها وراء اراء والدتها و المقربين لم تفضل انتظار من احبته و احبها بل تعجلت الزواج ممن هو مستعد ماديا للزواج كما ان زوجها لم يشبعها عاطفيا و لم يعوضها و بالتالي لم ينسيها العاطفة التي كانت تحتلها من الشخص السابق .
الحالة الثالثة :
- الزوجة 41 عام , مؤهل متوسط , تتسم باللامبالاة و عدم الاحساس بالمسؤولية ,
- الزوج 46 عام , قوة الشخصية , التدين و الالتزام , حاصل على بكالوريوس ,
- الارتباط كان رسمي من خلال احد الاقارب, سبب الخلافات التي ادت الى طلب الطلاق : تقول الزوجة انه يفشى اسرار العلاقة الحميمة و يحكى كل شيء بالتفصيل لامه و ابوه و اخوته مما جعلني اشعر بالنفور من ناحيته و احرمه من حقه الشرعي لعدم إحساسي بالأمان , يتسم بالتابعية العقلية والفكرية لأسرته و ينفذ اوامرهم و تعليماتهم و يتعامل معي ببخل و استخصار شديد و على العكس يتعامل بكرم شديد مع اسرته , و تقول ايضا نه كان واضح بكل عيوبه فى فترة الخطوبة ولم يستخدم مبدا التمثيل الا إنني كنت تجاوزت سن 25 و لذلك تغافلت عمدا عن تلك العيوب من اجل الزواج لأنني كنت اريد الزواج منذ ان كان عمرى 15 عام
- التحليل : نظرا لشهوانية الزوجة و رغبتها الملحة فى الزواج من اجل الحصول على مصدر لإشباع رغباتها الجنسية تزوجت من رجل كانت ترى عيوبه جيدا , و ايضا لأنها لم تشعر بالأمان معه تحولت مشاعرها تجاهه الى مشاعر كرهه و نفور .
- الحالة الرابعة :
- الزوجة 52 عام , مؤهل عإلى , مسيطره و متسلطة
- الزوج 60 عام , رومانسي حالم و عاطفي جدا , مؤهل عإلى ,
- الارتباط كان رسمي بناء على اختيار والدته لها و اعجاب اخوته البنات بأخلاقها و هدوئها , سبب الخلاف الدائم و الذى استمر طيلة حياتهم .. الإختلاف فى الطباع و نظام الحياه و رغبة الزوجة المستمرة فى تحويل زوجها الى صوره طيق الاصل منها , كما انها لا تجيد فن التعامل مع الرجل و دائما حادة الطباع معه
- التحليل : انسياق الزوج خلف اراء امه و اخوته جعله لا يهتم بدراسة شخصيتها كمان اسرتها لم تتيح لهم الفرصه للتعارف اكثر بحجة انه لايصح تركهم بمفردهم , غباء الزوجه و رغبتها فى السيطره و التسلط سبب نفور زوجها و كذلك عدم أستخدمها اسلوب لبق ذكى فى التعامل معه جعله لا يشعر بالاشباع الجنسى و العاطفى معها على مدار الحياه كما تقزل الزوجه انه توقف عن معاشرتها جنسيا منذ فتره طويله جدا
- الحالة الخامسة :
- الزوجه 23 عام , مؤهل عالى
- الزوج 25 عام , مؤهل متوسط
- والده ثرى جدا و هو يعمل مع والده فى الاعمال الحره , الارتباط كان رسمى فى اطار عائلى الا انها لديها فكره كامله عن اخلاقه و علاقاته النسائيه من خلال احدى صديقاتها التى تسكن بالقرب منه فى نفس الحى تقريبا الا انها وافقت عليه رغم سوء تعامله معهاف ىفترة الخطوبه لانه ثرى جدا و هذا هو اهم شيء بالنسبة لها ولوالدتها , الإنفصال تم بعد الزواج بحوالي سنه و نصف و كانت ترغب في الإنفصال منه بعد شهور قليله الا انها وجدت نفسها حامل فانتظرت لعله فى تغير الاحوال ولكنه لم يتغير و ظل كما هو بسوء طباعه و علاقاته النسائية المتعددة
- التحليل : هنا الزوجة و اختيارها الذى بنى على اساس مادى بحت بصرف النظر عن الاخلاق و المبادئ تكون هى صاحبة المسؤولية الاولى و الإمكانة لقبولها الزواج بمثل هذا الشخص رغم انها كما تقول و كما يبدو عليها انها تعيش فى مستوى مادى عإلى جدا و انا والدها و والدتها لديهم الكثير من الاموال و لكنها انساقت وراء وجهة نظر الام السطحية التي ترى ان الزوج المناسب هو الغنى فقط .
- الحالة السادسة
- الزوجة 41 عام جامعية
- الزوج 54 عام جامعي
- تعيش مع زوجها في بيتٍ واحد كأي زوجين، و على الرغم من امتداد عمر الزواج بينهما إلا أن شروخاً في جدار الود والتفاهم والرحمة حولت الحياة بينهما إلى بوتقة ضغط تقابل بصمت ورضا كبيرين والأسباب بحسب تأكيدها عدم قدرة زوجها على التعبير عن مشاعر الود نحوها بالإضافة إلى انشغاله على الدوام في العمل ليؤمن متطلبات الأبناء الأربعة، فالزوجة تتحمل معاناتها مع الزوج لأجل أبنائها الذين هم السبب الوحيد الذي يربطها به. ولا تتورع بين حين وآخر أن تصرح لزوجها علناً أنه لولا وجود أبنائها الأربعة لتخلصت منه باعتباره مصدر قلق لها.
- تتحدث الزوجة عن مأساتها فتقول :”لا يضيره أن يقضي عاماً بعيداً عني وعن أبنائه مكتفياً فقط بالاتصال الهاتفي بين الحين والآخر للاطمئنان أن شيئاً مادياً لا ينقصنا” وتضيف أن ذلك التصرف لا يؤثر على علاقتها العاطفية به فحسب وإنما ينسدل تأثيره على أبنائها الأربعة الذين باتوا يعتبرونه زائراً ليس أكثر يرهبونه ويخشون غضبه دون أن يرجوا حبه ويطلبوا وده
- الحالة السابعة
- الزوجة 38عام
- الزوج 44 عام
- متزوجة من 12 عامًا، ولي ثلاثة أولاد، لم أشعر بالقبول ناحية زوجي وقت تقدمه؛ بسبب إختلاف النسب والتباعد التعليمي والفكري وإختلاف الثقافات، والأهم عدم الارتياح النفسي، وبسبب شخصيتي الضعيفة اقتنعت به كزوج؛ بسبب إقناع أهلي لي خاصة وأنا لي تجربة عقد قران سابقة، فهدفهم كان تزويجي..أما الزوج لا يقبل الانتقاد والتوجيه وهو سلبي، ضعيف، ملتزم دون بصيرة، صعب التفكير، وغير طموح، منغلق، ولا أخفي أنه ملتزم مقيم للشعائر الدينية ولله الحمد، لكنني الآن وصلت لمرحلة الإنفصال العاطفي، لا أُكن له أي نوع من أنواع المحبة، احترام فقط وأخشى فقده، منذ فترة ألح بالإنفصال أي الطلاق، أصبحت الآن أبكي ليلاً ونهاراً، لا أطيق حتى سماع صوته أو أي شيء له أو منه أو معه.
- الحالة الثامنة
- الزوجة 26عاما
- الزوج 33 عام
- سامية لها ثلاثة أبناء تزوجت بطريقة تقليدية كانت علاقتها الزوجية فاقدة لبريقها منذ البداية وتفتقر الى عنصر الادهاش والتوهّج نظرا لغياب الحب فكانت علاقتها بزوجها عادية تمخض عنها انجاب ثلاثة أبناء وأخذ هذا الفتور والملل يهدّد حياتها الزوجية فأصبحت العلاقة الخاصة التي تجمعها بزوجها تكاد تكون منعدمة وترجع سامية سبب ذلك الى افراط زوجها في الجدية والانغماس في العمل وجمع المال فأصبح الزوج يقوم بواجباته الزوجية متى تذكّر أنه متزوج وتقول سامية أنها تأثرت بهذه الوضعية المحزنة التي وصلت إلىها وحاولت مرارا وتكرارا اضفاء بعض الحيوية على علاقتها بزوجها إلا أن كل جهودها باءت بالفشل نظرا لعدم تجاوب زوجها مع هذه المحاولات ففضلت في النهاية الاكتفاء بالصمت وكتمان آلامها حفاظا على صورتها في المجتمع وعلى مصلحة أبنائها.
التعليق على النماذج الأسرية
هذه العينات هي نموذج لواقع عددا من الأسر التي تعيش تحت عباءة العلاقة الزوجية بكيفية شكلية فقط وهي وضعية يتم من خلالها تجنب الطلاق وتبعاته الاجتماعية والإقتصادية من ثم فإن هذا الوصف هو تجميل للطلاق فقط بينما يعكس في مجمله انفصالا حقيقا عن مجريات الحياة الزوجية وخصوصيات التعايش الذي تتطلبه.
فمن خلال هذه المواقف يتبين لنا أن أغلب العلاقات الأسرية في الآونة الإمكانة أصحبت تعاني بصورة صامتة من تصرفات الطرف الآخر . مما يثير استياء عند الطرفين، كما يمكن أن يكون بداية لخلاف عائلي يمتد حتى إلى الأبناء، بالإضافة إلى مسألة تسرب الجفاء والملل والقسوة إلى أحد الزوجين، فتتحول حياتهما إلى جحيم دائم إلى أن يثبت كل طرف العكس مما يظن به ضد الآخر،
ففي دراسة ميدانية قام بها الدكتور صلاح سلامة بركات، أستاذ علم النفس بكلية المعلمين بالباحة في السعودية، في إحدى الدراسات التي شملت 287 فردا من الجنسين تعاني من صمت تلقائي طبيعي يدل على الارتقاء فوق مستوى الكلمات إلى المشاعر إلىقينية والصمت السلبي الذي اعتبره الأخصائي صمتا متعمدا في تأكيد لصمت الفراغ العاطفي والتبلد الوجداني .
كما ذكرت دراسة أجراها الدكتور فاكر الغرايبة أستاذ علم الاجتماع في جامعة الشارقة، بالتعاون مع مؤسسة صندوق الزواج في أبوظبي حول «أسباب الطلاق في مجتمع الإمارات من وجهة نظر المواطنات المطلقات»، على عينة شملت 1742 مطلقة إماراتية. أن أسباب الطلاق في مجتمع الإمارات ليست جوهرية، إنما ترتبط في معظمها بغياب التفاهم والتواصل وعدم القدرة على تطوير التفاعل إلىومي بين الأزواج ما يترتب عليه تأزم العلاقة ومن استمرار زيادة معدلات الطلاق. واعتبر أن فقدان الحب وعدم الانسجام أبرز أسباب حدوث الإنفصال بين الزوجين، يليها عدم تقبل الحوار مع الآخر ثم سرعة الانفعال وصفات الزوج الشخصية.
مفهوم الطلاق العاطفي لدى الجهات الرسمية
يعد قانون الأحوال الشخصية هو المرجع القانوني والتشريعي الذي ينظم المسار العام للعلاقات الزوجية والعائلية في كل الدول العربية حيث أصبح الطلاق قرارا تتخذه المحكمة الشرعية بعد التقاضي ، ولذلك قامت العديد من الدول في تعديل وتحديث الإجراءات العملية الضرورية لتطبيق كإيجاد المحاكم الأسرة المختصة في التعامل مع المشاكل الزوجية ، وتحديث الجهاز القضائي وتفعيل المؤسسات الأخرى التي تدعم الأسرة ، لذلك لم تعكس أي إحصاءات للطلاق العاطفي سوى الطلاق الرسمي المسجلة بصورة رسمية في ارشيف المحاكم ، حيث تقوم أغلب الجهات الرسمية بإعلان الإحصائيات السنوية والمرتبطة بأحكام الطلاق سواء بطلب من الزوج أو بطلب من الزوجة ، التي تتصل بأنواع الطلاق (“بالاتفاق” و”للضرر” و “إنشاء”) لهذا السبب لا نجد أي إحصائية حقيقة تعكس حجم الظاهرة ، فالأرقام المتوفرة هي فقط للحالات الزوجية التي وقع فيها الطلاق بصورة رسمية أما بالنسبة إلى ما يتصل بمصدر المعطيات الإحصائية الأولية التي تخصّ مفهوم الطلاق العاطفي فلا يتم التعامل معه بصورة واضحة وإنما تكون محصورة في قائمة المشكلات الزوجية التي يتم مناقشها مع الموجهين الأسريين والمصحلين الشرعيين في أقسام التوجيه الأسري عادة وتنتهي عادة بالإطفاء السريع لها في محضر الجلسة .
كيف يتم احتساب نسبة الطلاق
في إلىة احتساب نسبة الطلاق في المجتمع العربي نجد هناك مدرستان مختلفتان في طريقة الإحتساب فلا يتخذ عدد المطلقين والمطلقات قيمة مطلقة في ذاته إلا بربطه بمتغيرات أخرى تضبط إما بالنظر إلى العدد الكلي للسكان الذين هم في سن الزواج، أو عدد الزيجات في نفس سنوات الطلاق. وفي تحديد مؤشر الطلاق (divortialité) ثمّة خيارات متعددة. فالديموغرافيون يختارون المعدل العام عن طريق قسمة عدد حالات الطلاق على عدد السكان الذين هم في سن الزواج ، ثم يضربون العدد في الألف، وقد يعتمدون معادلة ثانية تقوم على قسمة عدد الزيجات على عدد الطلاق للحصول على عدد كسرى أعلاه بسط وأسفله مقام، وتتحدد النتيجة الحسابية بالنظر إلى المقام (Le dénominateur)، فكلما صغرت قيمته كانت النتيجة أكبر.
أما المدرسة الأخرى والتي يسير عليها الاجتماعيون فيعتمدون غالبا على معادلة أخرى تقوم على الربط بين عدد حالات الطلاق بعدد الزيجات الواقعة في نفس السنة، ثمّ قسمة العدد الأول على الثاني وضرب الحصيلة في ألف مما يعطي قيمة قابلة للمفهمة بالنسبة إلى الألف.
ومهما يكن الإختلاف بين هذه الصيغ والمعادلات في تحديد نسبة الطلاق فإنّ اعتماد واحدة منها يكون حصيلة اختيار مبرر يحدده الباحث، وتكون له تبعاته النظريّة والعلمية التي يقدّر فائدتها ضمن الخيارات المنهجية التي يتخذها.
ويلاحظ على البيانات المنشورة حول الطلاق في أغلب الدول العربية عدم دقتها في تحديد وقياس معدلات الطلاق، وافتقارها لمعايير موضوعية لا يمكن الوثوق بها، ولا تساعد في تقييم وتحليل الظاهرة؛ وبالتالي ساهم هذا القصور الفني في شيوع أحكام عمومية وغير صحيحة حول الطلاق. وفيما يلي بيان لأهم الطرق التي تستخدم لقياس وتحديد معدلات الطلاق:
1- نسب المطلقين إلى المتزوجين: يقوم هذا المقياس على تحديد إجمالي حالات الطلاق والزواج التي تمت خلال سنة. وهو مقياس يكثر استخدامه في التقارير الصحفية والنشرات العامة. ولكنه مقياس غير دقيق بسبب صعوبة القول بأن الذين طلقوا في هذه السنة هم أنفسهم من تزوجوا في نفس السنة، أو أنه من إجمالي الذين تزوجوا خلال هذا العام هناك من طلق بلغ كذا، فليست بالضرورة أن تشمل حالات الطلاق كل الذين تزوجوا في هذه السنة؛ فحالات الطلاق المشار إلىها لا تخرج من كونها للذين تزوجوا في هذا العام أو قبله بسنة أو سنتين أو أكثر؛ ولذلك لا تصح نسبة عدد المطلقين في سنوات عديدة إلى عدد المتزوجين في سنة واحدة. وعليه فإن الأرقام الواردة في هذا المقياس لا تعبر عن إجمالي المطلقين وإنما تعكس فقط إجمالي عدد الذين تزوجوا هذا العام.
2- معدل الطلاق وفقا لعدد الأشخاص خلال السنة: يقوم حساب المعدل الخام للطلاق بناء على عدد المطلقين لكل ألف شخص من المتزوجين، ويقدم قياسا أفضل لمعدل الطلاق من المعدل السابق الذي يعتمد على النسبة بين المطلقين في سنوات عديدة والمتزوجين في سنة واحدة. ويساعد هذا المقياس على إجراء مقارنات بين سنة وأخرى، وبين بلد وآخر. والعيب الذي يعتري هذا المقياس أنه يُدخل في الحساب عدد الأشخاص المتزوجين الذين ليس لديهم أطفال وبعضهم لم يطلق أبدا؛ وهو ما يقود إلى سوء تفسير المعلومات حول معدلات الطلاق.
3- معدل الطلاق حسب النساء المتزوجات: يستند إلى عدد المطلقات لكل ألف امرأة متزوجة يزيد عمرها عن 15 سنة. وهو أفضل من سابقه وأكثر دقة في قياس معدل الطلاق؛ لأنه يحسب عدد المطلقات فعلاً من إجمالي المتزوجات، وعليه تسهل المقارنة بين منطقة وأخرى وبين سنة وأخرى. ويعد هذا المقياس أكثر تعبيرا عن الإنخفاض والارتفاع في معدلات الطلاق. ويمكن على أساس نفس المقياس أن تؤخذ معدلات مماثلة للرجال أيضا. ولكن معدلات النساء أكثر استخداما من معدلات الرجال؛ لأن الإحصائيين لديهم ثقة كبيرة في البيانات التي تعطيها المرأة عن حالتها الاجتماعية من تلك المعلومات التي يدلي بها الرجال (Drake and Lawrence: 2001).
4- تقدير احتمالات الطلاق: وهناك من يستعمل تقدير احتمال الطلاق مستندا إلى توقعات مفترضة لحالات الطلاق، ويعد هذا المقياس أقل دقة وأبعد عن الواقع؛ لأنه لا يعكس التفاوت في عمر الأشخاص ولا يراعي نمط الأجيال السابقة واللاحقة في التطليق.
والخلاصة أن مقياس معدلات الطلاق على أساس نسب عدد حالات الطلاق إلى حالات الزواج لا يعتبر مؤشرا دقيقا، فارتفاع هذه النسبة ليس بالضرورة أن يعطي انعكاسا لارتفاع عدد حالات الطلاق، وإنما يرجع إلى إنخفاض عدد حالات الزواج، كما أن هذا المقياس لا يأخذ بعين الاعتبار أن حالات الطلاق التي وقعت هي شاملة للزيجات التي تمت في السنة المراد قياسها والزيجات التي كانت في سنوات سابقة لها. ولهذا ينبغي أن يستخدم معدل أكثر دقة في بيان معدلات الطلاق الحقيقية التي هي عبارة عن عدد حالات الزواج التي تنتهي بالطلاق في سنة معينة لكل ألف من الزيجات التي تمت في السنة نفسها.
الدراسات السابقة حول الطلاق في المجتمع العربي
تعد دراسة الظواهر المجتمعية وتحليلها أهمية بالغة بهدف وضع الخطط اللازمة للقضاء عليها إن كانت سلبية أو الاستفادة منها وتعزيزها إن كانت ايجابية.
ومن هذا المنطلق فإن التعرف على الظواهر المجتمعية يجب ان يتم عن طريق دراسة شاملة لجميع المؤشرات والدوافع الفردية والاجتماعية المرتبطة بالظاهرة ، وكذلك جميع الخبرات المكتسبة والوسائل والنظم المخططة للضبط والسيطرة على السلوك المرتبط بالظاهرة ، مع العمل على نشر نتائج هذه الدراسات للمهتمين والمختصين واصحاب القرار بهدف تعميم الاستفادة منها وتطبيقها على أرض الواقع بعد مناقشتها، إلى جانب مناقشة الإلىات المناسبة لتنفيذ المقترحات المطروحة .
الدراسات حول ظاهرة الطلاق في المجتمع العربي لا تزال حتى يومنا محدودة ، ولو قمنا بإجراء مقارنة بين معدلات الزواج والطلاق في المجتمعات العربية بمجموعة من الأقطار الإسلامية والأجنبية ، بناء على إحصاءات الأمم المتحدة التي تمثل أساسا جيدا للمقارنة ، مع الأخذ بالاعتبار أن بعض المؤشرات لا تخلو من القصور – إذ إن القوانين والإجراءات المتبعة للزواج والطلاق تختلف من قطر لآخر لأسباب دينية ومذهبية وربما سياسية. إلا أن استخدام تلك المقارنات يساعدنا على فهم أفضل لمعدلات الزواج والطلاق في الكويت مقارنة بمجموعة كبيرة من الأقطار، ولسنوات طويلة.
وتؤكد البيانات أن معدلات الطلاق الخام في منطقة الخليج بالتحديد لم تتغير بشكل كبير منذ أوائل السبعينيات ، ولكنها تبقى أدنى من بعض الدول العربية كمصر وتونس على سبيل المثال وأقرب إلى دول إسلامية كإندونيسيا ومإلىزيا ، إلا أنها أعلى من معدلات دول عربية وإسلامية أخرى كسوريا وتركيا وإيران. أما بالنسبة للدول الأجنبية فهي مماثلة لليابان وأدنى بكثير من معدلات الطلاق في الدول الغربية، كالولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا واسترإلىا. وتجدر الإشارة إلى أن معظم حالات الطلاق في منطقة الخليج تقع في أول سنتين للزواج وهذا الوضع مماثل للدول العربية.
فمن خلال متابعة الدراسات المتعلقة في هذا الجانب ، تتوفر عدة دراسات ميدانية قام بها الكثير من المختصين في ذات المجال حول الطلاق الرسمي ولكننا لم نوفق حتى الآن في رصد دراسة واضحة ومحددة عن مفهوم الطلاق العاطفي بين الأزواج سوى بعض الدراسات الشحيحة لعل منها
دراسة زيدان ، 2011م ، الذي تحدث عن ظاهرة الطلاق العاطفي وذكر بأنها تظهر في عدة مؤشرات لعل من أهمها البعد عن الآخر بكلمات ، تثير العاطفة وعدم تداولها بشكل مستمر ، والشعور بالملل نتيجة الروتين إلىومي ، ونمو مشاعر الإحباط وعدم الرضا التي يشعر بها كل طرف وإيجاد بديل عاطفي آخر وانشغال كل فرد من أفراد الأسرة بأموره الشخصية، وضعف التواصل الاجتماعي والعاطفي بين أفراد الأسرة، وعدم وجود أهداف مشتركة
وهناك دراسة أخرى للباحث الشرقاوي ، 2008م ، بأنه لا يوجد زوجين ألا ولديهم معاناة من الطلاق العاطفي الذي هو بمثابة مرض مستشري ، ولكن الإختلاف يكون بحسب نسبة الجفاف ودرجته وفقا لشدته والمجال الاجتماعي الذي يحدث فيه، فهناك الجفاف العاطفي الخفيف، وهو افتقار الفرد لجانب من جوانب العلاقات الاجتماعية بدرجة بسيطة أو متوسطة ينتهي بمبادرة بسيطة من الشريك ، وهناك حالات زوجية انتهت فيها تقريبا المشاعر العاطفية بشكل نهائي ، كما ان هناك أطفالا أصيبوا بأمراض ومشاكل سلوكية نتيجة الطلاق العاطفي .
وهناك دراسة مريم (2013) وهي بعنوان ” أسباب الطلاق العاطفي لدى الأسر السعودية ” تهدف الدراسة إلى معرفة مفهوم الطلاق العاطفي في المجتمع السعودي ومعرفة أسباب الطلاق العاطفي والآثار المترتبة الطلاق العاطفي المترتبة على الأسر السعودية , وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج منها أن من أسباب الطلاق العاطفي لدى الأسر السعودية يرجع إلى تباعد الزوجين بسبب وسائل الاتصال الحديثة والتي من أبرزها الانترنت ، ووسائل التواصل الاجتماعي عبر تويتر والفيسبوك .
– الشرقاوي ، جمال . ( 2012) ، اتجاهات الوالدين لدى طفل ما قبل المدرسة وأثر هذه العلاقة على سلوكه – دراسة مترجمة – . ( دراسات نفسية ، ابريل ، الجزء الثاني – ص 44)
-الخرافي ، نجمة يوسف . الاتجاهات الوالدية في تنشئة طفل ما قبل المدرسة في المجتمع الكويتي .(رسالة الخليج العربي ، العدد 52 ، 2012م .
ودراسة أخرى قام بها الباحث عثمان بن صالح بن عبد المحسن العامر ( 2000) بعنوان معوقات التوافق بين الزوجين في ظل التحديات الثقافية المعاصرة للأسرة المسلمة.
واستهدفت هذه الدراسة تحديد أهم التحديات الثقافية والمقومات والأسس الإسلامية اللازمة للبناء الأسري ، والوقوف علي أهم العوامل المؤثرة علي التوافق بين الزوجين واستثمارها إيجابياً في توفير التوافق في مناخ إسلامي متميز هذا بالإضافة إلى التعرف علي أهم معوقات التوافق بين الزوجين من وجهة نظر الأزواج واستكشاف الفروق بين الأزواج والزوجات في رؤيتهم لتحديد أهم معوقات التوافق . وقد أستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي في دراسته وقد اختار عينة الدراسة من اثنين وثلاثين زوجاً وزوجة من مدينة حائل ، المملكة العربية السعودية . كما أستخدم الباحث إستبانة جمع البيانات عن معوقات التوافق الأسري كما تم حساب ثبات الاستبانة والتأكد من صدقها علي عينة الدراسة وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج منها ، أن البعد الأخلاقي يؤثر تأثيراً ملحوظاً عن التوافق الأسري بين الزوجين ، وأن البعد الثقافي له تأثير واضح علي التوافق بين الزوجين ، هذا بالإضافة إلى أثر كل من الأبعاد النفسية والاجتماعية والشخصية والاجتماعية التي لها آثارها علي مدي التوافق بين الزوجين .
وهناك أيضا دراسة بعنوان ( استراتيجية مواجهة المشكلات الناتجة عن ضغوط الطلاق العاطفي كما تدركه المرأة المتزوجة ” دراسة وصفية تحليلية / مقارنة على عينة من الزوجات في مدينة مكة المكرمة قامت بها :د . حصه بنت حميد السبيعي أستاذ مساعد في كلية التربية للبنات بمكة المكرمة جامعة أم القرى 1429هـ / 2008 م
حيث أستعرضت جانبا مهما في مشكلة الطلاق العاطفي وهو تأثير الصراعات الوالدية على تكيف حياة الأبناء و توافقهم الداخلي والخارجي وتؤكد على أهمية وقيمة وجود معنى لحياة الأبناء داخل الأسرة ، الذي يترتب عليه تمتعهم باستقرار أسري دافئ وتحقيق الذات والأمن النفسي الداخلي والإستقرار والتوافق الخارجي .
وهذا لا يكون إلا بتنمية بعض المهارات والاستراتيجيات الاجتماعية بين الوالدين ، بحيث تساهم في تنمية روح المحبة و التعاون بينهما ليبتعدا عن العناصر المساندة لتصدع أركان الحياة الزوجية بين الوالدين و التي بدورها مؤثرة على حياة الأبناء النفسية والاجتماعية و بالتالي التعليمية ، وهذا بدوره مؤثراً سلبياً على بناء المجتمع الذي يمثله حاضراً و مستقبلاً هؤلاء الأبناء .
هذا ما دفع الباحثة إلى الإهتمام بهذه الشريحة من المجتمع التي تمثل النواة الأساسية في استقرار أركان الأسرة ، وهما الولدان اللذان يعانيان من الإنفصال والطلاق العاطفي رغم توفر بيت الحياة الزوجـية والمفتقد للدفئ العاطفي بين أركانه ، ومدى تأثير ذلك على الأبناء ، ومـدى استقرارهم الإنفعالي و النفس وتوافقهم الداخلي و الخارجي داخل الأسرة .
كما كشفت دراسة حديثة عن الطلاق في السعودية، أن أكثر العوامل النفسية المؤدية إليه، عدم قدرة الشريك على تحمّل مسؤولية الزواج، يليها غياب الحب بين الشريكين، ثم عدم مراعاة أحدهما ضغوطات الحياة لدى الطرف الآخر. أما من الناحية الاجتماعية، فتُعتبر الخيانة الزوجية أكثر العوامل المؤدية إلى الطلاق العاطفي ، يليها غياب الشريك المستمر عن المنزل، ثم تدخّل الأهل في أمور الحياة الزوجية.
وأظهرت الدراسة التي حملت عنوان «العوامل النفسية والاجتماعية المرتبطة بالطلاق لدى المتزوجين حديثاً في منطقة حائل» أنه لا فروق في العوامل النفسية، وكذلك العوامل الاجتماعية من ناحية العمر ومدة الزواج والمستوى التعليمي.
وشملت الاستبانة التي أعدّها الباحث علي المحيني، ضمن خطة رسالته للماجستير لدى جامعة الملك عبدالعزيز، مجموعة من المطلقين والمطلقات حديثي الزواج الذين لم يمضِ على زواجهم أكثر من خمس سنوات، بلغ عددهم 121 شخصاً، يمثلون حوالي ١٠ في المئة من مجموع المطلّقين والمطلقات في منطقة حائل.
كما كشفت دراسة حديثة صادرة من الجمهورية الايرانية أشرف عليها رئيس مؤسسة ثقافة العائلة الدولية (أمين) الدكتور جعفر ساولان بور عن وجود حالة “طلاق عاطفي” بين كل حالتي زواج في إيران. ويقصد بالطلاق العاطفي بأنه حالة يعيش فيها الزوجان منفردين عن بعضهما البعض، رغم وجودهما في منزل واحد، ويعيشان في انعزال عاطفي، ولكل منهما عالمه الخاص البعيد عن الطرف الآخر، وينتج عنه برودة الحياة الزوجية وغياب الحب والرضى من العلاقة بين الزوجين.
وأوضح ساولان بور أن نسبة الطلاق العاطفي في إيران تصل إلى 53% بواقع طلاق بين كل حالتي زواج، وأضاف للجزيرة نت أن أبحاث المؤسسة أظهرت أن 52% من الأزواج الذين يجرون معاملات طلاق غير راضين عن علاقاتهم الجنسية.
وقد أكدت نتائج دراسة أجراها فريق من علماء الاجتماع التابع لجامعة علوم تحسين الحياة والقدرة أن المشاكل الاقتصادية الناتجة عن التضخم وساعات العمل الزائدة عن الحد تتصدر أسباب قلة الحوار بين الزوجين، وأشارت الدراسة إلى أن معدل الحديث بين الأزواج في إيران لا يتعدى 17 دقيقة في إلىوم والليلة.
دراسة ( العبيد والرامزي ،2010 ) وقد أجريت تحت إشراف مجلس الأمة الكويتي وقد اعتمدت الدراسة على الإحصائيات الرسمية لوزارة العدل بدولة الكويت ولمعرفة أسباب الطلاق وآثار ظاهرة الطلاق على المرأة والزوج والأولاد والمجتمع
- دراسة وزارة العدل الكويتية ( 2007) نشرتها جريدة القبس ( 3/6/2007) تشير إلى عشرة أسباب وراء الطلاق في الكويت منها عجز الرجل وبرودة عاطفة المرأة أو البرود الجنسي عدم عذرية البنت والخيانة واستخدام أسإلىب شاذة أو المثلية الجنسية في العلاقات الجنسية وتدخل أهل الزوجة ومشكلات الخدم والإختلاف في المستوى الاجتماعي والسهر المتأخر في الديوانيات بالنسبة للزوج واستخدام الألفاظ النابية وغير اللائقة للحياة والعفة وإختلاف المذهب وتعاطي التدخين والمخدرات
- دراسة ظاهرة الطلاق في قطر .. الأسباب والتقليل منها ( 2010) وتعتمد الدراسة على أحوال المنفصلين والمطلقين والمطلقات ممن عولجوا في مركز الاستشارات العائلية بقطر ( موقع صحيفة العرب القطرية )
- دراسة عثمان بن صالح بن عبد المحسن العامر ( 2000) بعنوان معوقات التوافق بين الزوجين في ظل التحديات الثقافية المعاصرة للأسرة المسلمة ، واستهدفت هذه الدراسة تحديد أهم التحديات الثقافية والمقومات والأسس الإسلامية اللازمة للبناء الأسري ، والوقوف علي أهم العوامل المؤثرة علي التوافق بين الزوجين واستثمارها إيجابياً في توفير التوافق في مناخ إسلامي متميز هذا بالإضافة إلى التعرف علي أهم معوقات التوافق بين الزوجين من وجهة نظر الأزواج واستكشاف الفروق بين الأزواج والزوجات في رؤيتهم لتحديد أهم معوقات التوافق . وقد أستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي في دراسته وقد اختار عينة الدراسة من اثنين وثلاثين زوجاً وزوجة من مدينة حائل ، المملكة العربية السعودية . كما أستخدم الباحث إستبانة جمع البيانات عن معوقات التوافق الأسري كما تم حساب ثبات الاستبانة والتأكد من صدقها علي عينة الدراسة وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج منها ، أن البعد الأخلاقي يؤثر تأثيراً ملحوظاً عن التوافق الأسري بين الزوجين ، وأن البعد الثقافي له تأثير واضح علي التوافق بين الزوجين ، هذا بالإضافة إلى أثر كل من الأبعاد النفسية والاجتماعية والشخصية والاجتماعية التي لها آثارها علي مدي التوافق بين الزوجين .
- دراسة مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية ( 2004) نشرتها كونا في 13/12/2004 :تشير الدراسة إلى ارتفاع حالات الطلاق في الدول العربية ، وأثر الطلاق على المرأة منها الضغوط النفسية عليها بسبب وجود أبناء لها وعدم رغبة أكثر الشباب من الزواج بالمطلقة بل ونظر إلىها الرجال أنها صيد سهل للاستمتاع بها ، ولكن الضغوط تنتاب كذلك الرجل بدرجة أقل من المرأة ، وأوصت الدراسة إلى توعية الشباب المقبلين على الزواج بعد أن تبين أن هذه التوعية مفقودة حيث أن معظم حالات الطلاق يتم في السنوات الأولى من الزواج
المصدر (منصف المحواشي, « تطوّر ظاهرة الطلاق في المجتمع التونسي: قراءة في المؤشرات الإحصائية ودلالاتها », Insaniyat / إنسانيات, 37 | 2007, 11-37.
- البيان الإحصائي عدد2. تطور أنواع الطلاق خلال السنوات 1962- 2005.
أنواع الطلاق
السنوات |
نسب الطلاق “بالاتفاق“ | نسب الطلاق “للضرر“ | نسب الطلاق “إنشاء“ |
1962 | 67% | 6% | 27% |
1982 | 59% | 5% | 36% |
1993 | 36,2% | 13,6% | 50,2% |
1995 | 37,6% | 16,2% | 46,2% |
1997 | 33,5% | 20% | 46,5% |
1999 | 34,75% | 19,25% | 46,2% |
2001 | 36,02% | 18% | 46% |
2003 | 33,75% | 14,5% | 51,5% |
2005 | 33,04% | 12% | 55,1% |
المعدل العـام | 41,25% | 13,85% | 44,9% |
مصدر المعطيات الأولية: وزارة العدل (الإدارة العامة)- 2005
أبرز الملاحظات على الجدول المرفق في تحليل واقع الطلاق
- أولا: حصول تراجع جليّ في نسب الطلاق بالاتفاق (par consentement mutuel) بالنسبة إلى المجموع الكلي، فبعد أن كان هذا النوع من الطلاق الأكثر انتشارا (67% من المجموع الكلي للطلاق في بداية الستينات) مقارنة بالنوعين الآخرين، فقد تراجعت نسبته خلال العقود الأربعة المتتإلىة ليصل حد نصف ما كان عليه ( 33,04%سنة 2005).
- ثانيا: اتجاه نسب الطلاق “للضرر” (préjudice) خلال نفس الفترة إلى الارتفاع، بحيث تضاعفت 3 مرات تقريبا لتصل في أواخر التسعينات 20% من المجموع العام (سنة 1997)، ثم إنّها تراجعت إلى حد 12% سنة 2005 (ضعف النسبة مقارنة بأوّل الستينات).
- ثالثا: حصول ارتفاع حاد لنسب الطلاق “إنشاء” (caprice)، فبعد أن كانت النسبة تساوي الثلث تقريبا (أي 27%) من المجموع الكلي للطلاق سنة 1962، أصبحت تساوي 36% من المجموع سنة 1982، ثمّ وصلت حد 51,5% سنة 2003، لتنتهي عند 55,1% سنة 2005.
- دراسة طنيش 2008 عن أثر الطلاق على انحراف الأحداث وهي دراسة ميدانية تقدمت بها الباحثة لنيل رسالة الماجستير ، وأشارت الباحثة إلى أن الدراسات الاجتماعية تشير أن انحراف الأحداث من أهم أسبابه انفصال الأبوين أو حدوث الطلاق بينهما ( موقع البرونزية Broonzyah.net )
- دراسة العمري ( 2006م ) ضمن كتابه المعنون ” ظاهرة الطلاق في المجتمع السعودي ” تدعو الدراسة إلى إنشاء صندوق لتمويل أعمال منتجة للمطلقات من أجل رفع معاناة الآلام النفسية بعد الخروج من البيت الزوجي – الطلاق –
- دراسة سبتي ( 2010) عن غرفة الدردشة .. سلبيات وحلول وأشارت الدراسة إلى أن من حالات الإنفصال والطلاق بين الزوجين تعرف أحد الزوجين أو الأثنين معاً على الطرف الآخر من خلال غرفة الدردشة – المحادثة – ( الشات )
- في المملكة العربية السعودية أوضحت دراسة أجرتها وزارة التخطيط أن نسبة الطلاق ارتفعت في عام 2003م عن الأعوام السابقة بنسبة 20%. كما أن 65% من حالات الزواج التي تمت عن طريق طرف آخر أو ما يعرف ب (الخاطبة) تنتهي هي الأخرى إلى الطلاق. وسجلت المحاكم والمآذين أكثر من 70 الف عقد زواج ونحو 13 ألف صك طلاق خلال عام 2001 ، وأوضحت الدراسة أنه يتم طلاق 33 امرأة يومياً، وفي مدينة الرياض وحدها وصل عدد المطلقات إلى 3000 امرأة، في حين بلغت حالات الزواج 8500 زيجة،
- أوضحت دراسة أخرى حديثة بعنوان: (الطلاق في المجتمع السعودي: الأسباب والآثار والحلول)، أشرف عليها وكيل قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية للدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض الدكتور عبدالعزيز بن حمود الشثري ونشرتها صحيفة عكاظ الأثنين 13/07/1435 هـ / 12 مايو 2014 م العدد : 4712 ، عن تزايد مطرد لحالات الطلاق في المجتمع السعودي بصورة تنذر بتفاقم المشكلة، مشيرة إلى أن المحاكم سجلت عام 1413هـ (13.227) صكا، وتزايد العدد حتى وصل إلى 34.622 صكا عام 1432هـ.
وكشفت نتائج الدراسة البحثية حول ظاهرة الطلاق في المجتمع السعودي والأسباب المؤدية إلىها والآثار المترتبة عليها، من خلال التعرف على حجم المشكلة وربطها بالمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية للمطلقين، وكذلك التعرف على أثر الظروف الاجتماعية والاقتصادية الراهنة في المجتمع السعودي واقتراح الحلول المناسبة لعلاج هذه الظاهرة.
وفي قطر أكدت دراسة حديثة أصدرها مركز الاستشارات العائلية في قطر من استمرار زيادة معدلات الطلاق، وأظهرت الدراسة أن معدلات الطلاق في قطر تصل إلى 38%، وأعتبرت أن إنخفاض مستوى التعليم وقلة الحوار والتفاهم أبرز أسباب حدوث الإنفصال بين الزوجين. وأشارت إلى أن ظاهرة الطلاق في أي مجتمع تمثل خطراً واضحاً يهدد استقرار الأسرة ويعرضها للتفكك والإنهيار.
ووضعت الدراسة -التي أعدتها الباحثة القطرية “منى الخليفي” ومجموعة من المرشدات بالمركز بعنوان “الطلاق.. رؤية مشرقة”- مجموعة من التوصيات التي تساعد على الحد من تزايد “أبغض الحلال” أبرزها التوعية الدينية بحسن المعاشرة بين الزوجين، وإلزامية دخول المقبلين على الزواج في الدورات التي يقيمها مركز الاستشارات العائلية .
العينة في الدراسة الأولى في الفترة الأولى (واقـع الطلاق في المجتمــع القطـري، أسباب الطلاق وخصائص المطلقين) شملت (110)حالة منها (55) حالة من المطلقين و(55) حالة من المقبلين على الطلاق.
فيما شملت العينة في الدراسة الثانية (الطلاق في المجتمع القطري: دراسة علمية ميدانية) (351) حالة منها (158) حالة مطلقين و(153) غير مطلقين، وأفادت بأن الأدوات التي أستخدمت في إنجاز الدراستين تنوعت ما بين الاستبيانات والمقاييس والمقابلات الشخصية لبعض الأفراد الذين يترددون على مركز الاستشارات العائلية، وركزت على الجنس والعمر ونوع الاختيار والمستوى التعليمي ومدة الزواج ومتوسط الدخل الشهري ونوعية السكن ووجود أبناء وطلب استشارة زوجية.
توكد الدارسة أن نسبة الطلاق بلغت 8،31% عام 2000، في حين أوضحت دراسة أخرى عام 2003 وجود 319 حالة طلاق مقابل 978 حالة زواج، وأن أكبر نسبة من المطلقين 27% تتركز في الفئة العمرية ما بين 25-29 سنة، و 19% تتركز في فئة 20 -24سنة، أما أكبر نسبة من المطلقات 72،34% فتتركز في الفئة العمرية من 20-24 سنة، بالإضافة إلى وجود 47 حالة طلاق في الفئة العمرية 15-29 عاماً، مما يعني أن أغلب المطلقين والمطلقات من الشباب .
أما في دولة الإمارات المتحدة فقد بينت دراسة ميدانية للباحث عبد الرازق فريد المالكي (ظاهرة الطلاق في دولة الإمارات العربية المتحدة.. أسبابه واتجاهاته.. مخاطره وحلوله) أن 76% من المطلقات لم تتجاوز أعمارهن 39 عاماً، وهذا يدل على أن غالبيتهن من متوسطات العمر .
وكشفت إحصائيات (محكمة أبو ظبي الشرعية الابتدائية) أنه منذ مطلع شهر يناير وحتى شهر سبتمبر 2001م فقط تم تسجيل 626 عقد زواج مواطن ومواطنة وقابلها ما يقارب 225 حالة طلاق إشهاد وإثبات لمواطنين من مواطنات، ولفتت الإحصائية إلى أنه تم إبرام 269 عقد زواج مواطن من وافدة و 96 عقداً آخر لمواطنة من وافد، في حين وصلت حالات زواج الوافدين من وافدات إلى 601 عقد، وأنه تم وقوع حوالي 104 حالات طلاق مواطنين من وافدات، بينما بلغت حالات طلاق المواطنات من وافدين 15 حالة، وحالات الطلاق بين الوافدين والوافدات 245 حالة طلاق .
وأشارت نتائج دراسة ميدانية أعدتها (وزارة العمل والشؤون الاجتماعية) عام 2000م عن ظاهرة الطلاق في مجتمع الإمارات، من خلال عينة دراسة ميدانية تتكون من 279 فرداً نسبة الذكور فيها 19% أن الزوجة هي المبادرة إلى طلب الطلاق حيث بلغت نسبة اللاتي طلبن الطلاق 43% ويليها في المرتبة الثانية الزوج بنسبة 29% وبلغت نسبة الطلاق الذي وقع بالاتفاق بين الطرفين 12% .
وذكرت دراسة أخرى صدرت عن (مركز الدراسات والبحوث الإستراتيجية في أبو ظبي)، أن أغلبية المطلقات، وتبلغ نسبتهن 76%، كن مازلن شابات عند الطلاق ولا تتجاوز أعمارهن 39 عاماً وتبين أن 19% مطلقات صغيرات السن، وأوضحت الدراسة أن 58% من المطلقات لا تستمر حياتهن الزوجية أكثر من ثماني سنوات، بينما لم تستمر 32 % من المطلقات سوى سنة إلى خمس سنوات. وهذا يعني أن مجتمع الإمارات الذي يواجه مشكلات عنوسة أيضاً يضيف إلى مشكلاته الاجتماعية عبئاً ضخماً اسمه الطلاق.
وتشير إحصاءات أخرى نشرتها إدارة التوثيقات الشرعية بوزارة العدل في الكويت إلى أن نسبة الطلاق بلغت 40% خلال النصف الأول من عام 2003م
أما في مملكة البحرين فقد أوضحت دراسة اجتماعية (رسالة دكتوراه) قامت بها النقيب نورة إبراهيم عبدالله آل خليفة عن مشكلة الطلاق في المجتمع البحريني وانعكاساته على الأسرة والمجتمع ونشرتها جريدة البلاد في عددها الصادر 2619 بتاريخ الخميس 26 نوفمبر 2015 أن أكثر المطلقين كانوا ضمن فئة الدخل المتوسط وضمن الأعمار 20-30 سنة في المجتمع البحريني، كما أن أهم العوامل المؤدية للطلاق تتمثل في وسائل التكنولوجيا، فعمل المرأة، فالعنف، والخيانة الزوجية وقد جاءت بمستوى متوسط في المجتمع البحريني.
وهدفت الدراسة التي أشرف عليها د. عباطه ضبعان ظاهر من الجامعة الأردنية إلى التعرف على مشكلة الطلاق في المجتمع البحريني وانعكاساتها على الأسرة والمجتمع، واعتمدت على منهج المسح الاجتماعي؛ لأنه يعبر كمًا وكيفًا عن معطيات الدراسة.
– تكوّن مجتمع الدراسة من جميع المطلقين والمطلقات في مملكة البحرين خلال السنوات 2013-2009 ويقدر عددهم بنحو 6176 فردا، واختيرت عينة الدراسة بالطريقة القصدية بنسبة 5 % من مجتمع الدراسة في محافظات مملكة البحرين “المحرق، الشمالية، الجنوبية، العاصمة”، ولتحقيق أهداف الدراسة تم تصميم استبانة عن مشكلة الطلاق وتوزيعها بعد التأكد من صدقها وثباتها، حيث تم توزيع 360 استبانة على عدد من المطلقين، وبعد استرجاع الاستبانات تم استبعاد 28 استبانة؛ وذلك لعدم استكمال البيانات المطلوبة، فتمثلت العينة النهائية بـ 332 استبانة تمثل ما نسبته 92.2 % من العينة الرئيسة، وتوصلت الدراسة إلى النتائج الآتية.
– أكثر المطلقين كانوا ضمن فئة الدخل المتوسط وضمن الأعمار 20-30 سنة في المجتمع البحريني.
أما في الأردن فقد كشفت النتائج التي خرجت بها الدراسة ارتفاع نسب الطلاق مقارنة مع أرقام الزواج في الأردن حيث بلغ “معدل الطلاق العام في الأردن ضمن حدوده الطبيعية، وهو بين اثنين وأربع في الألف سنويا”، حيث سجلت المحاكم الشرعية الأردنية العام المنصرم 13530 حالة طلاق، مقابل تسجيل 65027 عقد زواج.
كما ارتفعت نسبة معدلات الطلاق قبل الدخول – أي قبل إتمام مراسم الزفاف- حيث وصلت إلى 44% من إجمالي عدد حالات الطلاق المسجلة” وأظهرت الدراسة أن معدل الزواج الناجح في الأردن يصل إلى 80%، حيث انخفض معدل الزواج الفاشل من 23% عام 1953 إلى 20% عام 2007 والجدير بالذكر أن نتائج دراسة حول حالات الطلاق بالأردن أجريت قبل سنوات أشارت إلى أن 65% من حالات الطلاق تمت لسوء الأوضاع المادية، فيما تمت 70% من هذه الحالات في السنوات الثلاث الأولى ما يشير إلى عدم التوافق بين الزوجين.
لكن النتيجة الأبرز تلفت إلى أن نسبة المتعلمين في مجموع حالات الطلاق بلغت 94%، مقابل 6% هي نسبة الأميين ويرى القبج والبدارنة أن هذه المؤشرات مقلقة ما يستدعي وضعها ضمن خطط لمعالجتها قبل أن تتفاقم نتائجها مستقبلا.
كشفت الدراسة أن متوسط العمر عند الزواج الأول ارتفع لكل من الذكور والإناث، فقد ارتفع لدى الذكور من عشرين عاما في 1961 إلى 29.5 عاما في 2007، في المقابل ارتفع هذا المؤشر للإناث من 18 عاما إلى 26.4 عاما لنفس الفترة وانخفض معدل زواج الشباب للذكور من 9.8% في العام 1953 إلى 3.5% في العام 2007، في حين انخفض لدى الإناث من 15% إلى 8.3% لنفس الفترة وقال بدارنة إن السبب الرئيس وراء ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى ارتفاع عدد الملتحقين بالتعليم الثانوي والعإلى من الشباب، حيث تبلغ نسبة الملتحقين بالتعليم من فئة الشباب (15-24 عاما) 43% للعام 2007 ومنع قانون الأحوال المدنية الجديد في الأردن الزواج للفتاة تحت سن 18 عاما، وللرجل لأقل من 16 عاما، وهو التعديل الذي لا يزال يحظى بجدل واسع في البلاد.
المصدر (دراسة “دليل مؤشرات الزواج والطلاق في الأردن” عادل بدارنة – جمعية العفاف الخيرية
أما الاتجاه العام لحالات الطلاق في المجتمع الكويتي :-
يوضح الجدول التالي إجمالي حالات الزواج التي تمت خلال الفترة من 1985-1999 ومناظرتها مع إجمالي حالات الطلاق التي تمت خلال نفس الفترة مع توضيح نسبة حالات الطلاق الى حالات الزواج لكل عام.
مع الأخذ في الاعتبار أن الأعداد الموضحة تشمل حالات الزواج والطلاق التى يكون فيها كلا الطرفان أو أحدهما كويتي الجنسية .
جدول رقم ( 1 ) عدد حالات الزواج والطلاق خلال الفترة من 1985 – 1999 جدول رقم ( 1 ) عدد حالات الزواج والطلاق خلال الفترة من 1985 – 1999
النسبة | عدد حالات الزواج | عدد حالات الطلاق | نسبة عدد حالات الطلاق إلى عدد حالات الزواج |
1985 | 5674 | 1818 | 32% |
1986 | 5895 | 1929 | 32.8% |
1987 | 6016 | 1835 | 30.5% |
1988 | 6340 | 1936 | 30.5% |
1989 | 6609 | 2046 | 30% |
1990 | 2603 | 1161 | 45% |
1991 | 5920 | 1638 | 27.7% |
1992 | 9474 | 2442 | 25.8% |
1993 | 8255 | 2583 | 31.3% |
1994 | 7819 | 2568 | 32.9% |
1995 | 7684 | 2582 | 33.6% |
1996 | 7120 | 2693 | 37.8% |
1997 | 7266 | 2592 | 35.7% |
1998 | 7712 | 2844 | 36.9% |
1999 | 7865 | 2799 | 35.6% |
من الجدول السابق رقم ( 1 ) والرسم البياني يتضح :
* تزايد عدد حالات الزواج من عام لاخر كنتيجة لنمو المجتمع السكاني وزيادة اعداد السكان في سن الزواج من عام لآخر ، فيما عدا عامي 1990، 1991 وذلك بسبب ما تعرضت له البلاد من عدوان ومن ثم تأجيل عدد حالات الزواج .
* بلغت أقصى زيادة لحالات الزواج عام 1992 وذلك نتيجة لعودة الإستقرار الاجتماعي للبلاد .
* بنظرة مماثلة لحالات الطلاق التي تمت خلال الفترة ذاتها نجد انها تتزايد أيضا من عام لآخر منذ عام 1985 حتى عام 1989 ، أما في عام 1990 ، 1991 تنخفض اعدادها ثم ترتفع كثيرا في عام 1992 وخلال السنوات التالية لها الا انه بالرغم من ارتفاعها فإن أعدادها في الأعوام الثلاثة الإمكانة تتذبذب بين الارتفاع والإنخفاض بالمقارنة بالتزايد المتتإلى قبل عام 1990 .
مما سبق نجد التشابه الطبيعي في الاتجاه العام لظاهرتي الطلاق والزواج نحو الزيادة الطبيعية في عدد الحالات لكل منها ، الا انه يجب التركيز على العلاقة بينهما عن طريق تم إيجاد النسبة بينهما خلال نفس الفترة الزمنية مع التعرف على اتجاه هذه النسبة . تم إيجاد متوسط النسبة للسنوات التي سبقت عام 1990 فبلغ 31.4% ، الذي يقل عن متوسط النسبة خلال السنوات من عام 1992 – 1999 والتي يرتفع فيها إعداد حالات الطلاق حيث يبلغ 33.4% ، أي زيادة عدد حالات الطلاق نتيجة طبيعية وليست تشاؤمية ، ويؤكد ذلك معدلات الطلاق الخام التي يتم حسابها لمجمل اعداد السكان تكاد تكون مستقرة الى حد ما خلال العشر سنوات السابقة ، فقد بلغ معدل الطلاق الخاص لدولة الكويت(( يساوي إجمالي عدد حالات الطلاق خلال السنة مقسوما على إجمالي عدد السكان في منتصف هذه السنة × 1000 )) 3.2 في الألف عام 1989 ارتفع الى 3.3 في الألف عام 1998 ، معنى هذا ان معدل الطلاق بدولة الكويت لم يتغير الا بنحو حالة واحدة لكل عشرة آلاف من السكان خلال هذه الفترة . ولقد أمكن استخدام البيانات السابقة لبناء نموذج احصائي للتنبؤ بنسبة حالات الطلاق إلى حالات الزواج في الخمس سنوات القادمة فجاءت على النحو الذي يعرضه الجدول التالي رقم ( 2 ) حتى عام2004م :- جدول رقم ( 2 ) التقديرات المستعملة لاتجاه ظاهرة الطلاق حتى عام 2004
نسبة الطلاق إلى الزواج | النسبة |
36.2% | 5674 |
36.9% | 5895 |
37.2% | 6016 |
37.5% | 6340 |
37.5% | 6609 |
من الجدول السابق يتوقع تزايد نسبة حالات الطلاق الى حالات الزواج . ج- ملامح ظاهرة الطلاق في المجتمع الكويتي
اما الوضع في سلطنة عمان فقد قامت وزارة التنمية الاجتماعية بدراسة الظواهر المجتمعية وتحليلها
ومن عناوين تلك الدراسات التي أجرتها الوزارة مؤخرا واقع ظاهرة الطلاق في المجتمع العماني ، وتمثل هذه الدراسة ثمار جهود الجهة المختصة بوزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع خبرات عملية بحثية اجتماعية وثقافية.
تهدف الدراسة الأولى وعنوانها ” واقع ظاهرة الطلاق في المجتمع العماني ” إلى الكشف عن واقعها في المجتمع العماني المعاصر ، والتعرف على الخصائص الديموغرافية والاجتماعية للمطلقين والمطلقات ، ورصد أسباب حدوث الطلاق في المجتمع العماني المعاصر، ومحاولة التعرف على أهم الآثار المترتبة على حدوثه وإلىات مواجهته.
وقد تم اختيار مجتمعات البحث من جميع محافظات السلطنة ، بحيث اختيرت ولاية من كل محافظة بشكل عشوائي من قبل الفريق الإحصائي للمشروع ، وكانت الوحدة التحليلية للبحث هي ” المطلقون من الجنسين ” ، وحددت العينة بنسبة 2.5% من إجمالي عدد المطلقين العمانيين في السلطنة البالغ عددهم حوالي 24 ألف في تعداد 2010م ، فكان العدد 601 مطلق ومطلقة .
وتتخلص أسباب الطلاق لدى عينة المطلقين في : العنف بين الزوجين ( الشجار ، العصبية ، الضرب ) ، وعدم رغبة الزوجة في استمرار الحياة الزوجية ، وعدم مراعاة الزوجة الحقوق الزوجية ، وعدم التوافق والشقاق بين الزوجين ، وكذلك تدخل الأهل والتحريض على الطلاق ، وعدم توفر مسكن مستقل ، بالإضافة إلى الزواج التقليدي أو الإكراه على الزواج من قبل الأهل ، ومرض أحد الزوجين ، وعدم الإحترام وعدم تحمل الزوجة مسؤوليات البيت والأبناء، إلى جانب إختلاف المستوى الاجتماعي والقبلي.
وتبدأ أسباب الطلاق لدى المطلقات من العنف ( الشجار المستمر ، والعصبية ، والضرب ) ثم تعدد الزوجات والزواج بدون علم الزوجة ، والإنحراف السلوكي وإدمان المخدرات والكحوليات ومحكوم عليه بالسجن ، وهجر الزوج وغيابه بشكل مستمر عن المنزل وكثرة السفر ، وعدم الإحترام وسوء المعاملة والإهمال ، وتدخل الأهل والتحريض على الطلاق ، والفارق في المستوى الاجتماعي وإختلاف الطباع ، وعدم وجود مسكن مستقل والسكن المشترك مع الأهل ، وعدم تحمل مسؤولية البيت والأبناء ، وعدم التوافق الزواجي والغيرة الشديدة وعدم الثقة في سلوك الزوجة.
ويمكن ترتيب مشكلات ما بعد الطلاق لدى عينة الدراسة من الذكور تنازليا بدءاً من : الحرمان العاطفي ، ونظرة المجتمع ومضايقات الوسط الاجتماعي المحيط ، والمشكلات المادية ، ومضايقات الأهل ، ومشكلات خاصة بالظروف السكنية ، ومشكلات تربية الأبناء ، فضلا عن إجراءات التقاضي.
أما الإناث فتتعاظم معاناتهن بدءاً من المشكلات المادية ، ثم مشكلات الظروف السكنية ، ونظرة المجتمع ومضايقات الوسط الاجتماعي المحيط ، والحرمان العاطفي ، فضلا عن مضايقات الأهل ، ومشكلات تربية الأبناء ، وإجراءات التقاضي ، وحضانة الأبناء .
وتختم الدراسة بالتطرق لمقترحات الحد من الطلاق من وجهة نظر عينة الدراسة كنشر التوجهات الحديثة فيما يتعلق بنظام الزواج والحياة الزوجية ، وتفعيل دول الإلىات التقليدية والحديثة المعينة بحل الخلافات الأسرية ، والاتجاه نحو التجانس بين طرفي العلاقة الزوجية والبعد عن الفوارق المادية والتعليمية والاجتماعية والعمرية قدر الإمكان.
النتائج العامة للطلاق الرسمي وارتباطها بالطلاق العاطفي
عند الإطلاع على الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية يصطدم الباحث والمهتم بالقضايا الاجتماعية بتزايد حالات الطلاق في المجتمعات العربية والإسلامية وغير الإسلامية ويجد أن أكثر أسباب الطلاق متشابهة ، حيث عكست مؤشرات الطلاق الرسمي الموثق في سجلات المحاكم الشرعية أو الأسرية بما اتجهت إلىه معدلاتها من ارتفاع أو إنخفاض ، ما عرفه المجتمع العربي من تحولات عدة أظهرت بشكل واضح على العلاقات الزوجية ، وكانت مؤشراته تعكس حقيقة العلاقة المتأزمة والتي وصلت خياراتها النهائية الى مطالب الإنفصال عن الشريك والتي لا تصل عادة إلا عندما تتعطل كافة الأجهزة العاطفية عن العمل وتجمد المشاعر والاحاسيس بين أصحاب العلاقة فيكون الطلاق هو الملاذ الإمكان لهما .
تضعنا القراءة العامة لمؤشّر تطوّر الطلاق أمام حقيقة بيّنة، هي غلبة الاتجاه العام إلى الارتفاع النسبي لحالات الطلاق كظاهرة عامة، ولو أن المؤشرات ستعرف ضمن هذا الاتجاه العام فترات وقتية من الإنخفاض والارتفاع، لكنها ستبقى متجهة عموما نحو الارتفاع. فعلى سبيل المثال يغلب اتجاه مؤشّر الطلاق إلى الإنخفاض خلال الستينات وخاصة في أواخرها لتصل النسبة إلى حد طلاق واحد على 10 زيجات. أما في السبعينات والثمانينات فقد اتجهت المؤشرات العامة إلى الارتفاع النسبي والمستقر، لكنها ستعرف طفرة نوعية وارتفاعا حادّا وصل إلى حد مطلّق واحد على أربع زيجات (4/1) ، وهي أعلى نسبة لمؤشّر الطلاق في تونس خلال العقود الأربعة والنصف الإمكانة.
- الوضع العام الذي نراه من قراءة أرقام الإحصائيات للطلاق وارتفاع نسب المشكلات الزوجية على الأزواج الذين تراكمت خلافاتهم العائلية يعطى مؤشرا واضحا نحو فك عقدة الزواج ، الأمر الذي دفع إلى حصول ما يشبه الانفجار في ارتفاع نسب الطلاق عكسه ارتفاع نسبيّ في مطالب الطلاق وصعود مؤشراته العامة خلال هذه الفترة. وثمة أمر آخر يتصل بالسلوك الزواجي السائد في ذلك الوقت وكان “المستشار خليفة المحرزي ” قد أشار إلىه في دراسة له حول دراسة الطلاق المبكر حيث عزى السبب في هذه استفحال هذه الظاهرة ، سطوة العادات والأعراف الموروثة التي سادت في المجتمعات العربية لتزويج الآباء أبنائهم زواجا مبكرا ما إن يبلغوا سن الرشد ، وكانت اغلب هذه الزيجات تفشل، لذلك فإن عددا كبيرا من الأزواج حديثي الزواج قد طلقوا في هذه الفترة مستفيدين من التشريعات الجديدة وخاصة الخلع أو الطلاق للضرر ، فالآباء الذين بادروا بتزويج أبنائهم وبناتهم كانوا مدفوعين بالعادات ولم يكونوا يفكرون في مدى “الجاهزية” الاجتماعية والنفسية للأبناء للاضطلاع بالمهام الموكولة إلىهم والنهوض بوظيفة الأبوّة والأمومة.
- يتحدّث المستشار خليفة المحرزي المتخصص في الإرشاد الزواجي، عن أن الطلاق أحد الحوادث التي لا يمكن أن تقع فجأة ودون سابق إنذار ، وإنما هي نتيجة تراكمات تظل حبيسة المشاعر وأن الوصول إلى القرار النهائي يستغرق سنوات ربما تبلغ نصف سنوات العلاقة، حتى يتخذ أحد الطرفين قراره بالإنفصال، ومردّ ذلك هو وجود مؤشرات خطيرة تنذر بعدم نجاح العلاقة، والتي لا يلقي لها طرفا العلاقة أو أحدهما بالاً، طوال سنوات الزواج. وتبلغ نسبة دقة التنبؤ بالطلاق، بناء على ظهور هذه المؤشرات، درجة مرتفعة. فمثلاً، الدكتور غوتمان الباحث والخبير في الإرشاد الزواجي في جامعة ويسكنسون، صاحب «مؤسسة غوتمان للإرشاد الزواجي»، ألف أكثر من 40 كتاباً وأكثر من 2000 مقال أو شارك في تأليفها وساهم بها، وعمل مع آلاف المتزوجين والمطلقين، واضعاً خلاصة ذلك في كتبه مثل: «القواعد السبع الأساسية لزواج ناجح» وما الذي يجعل الحب يستمر» ولماذا ينجح الزواج أو يفشل»، توصّل خلال ربع قرن من عمله إلى نسبة دقة تتجاوز 94 في المئة، حول انتهاء العلاقات الزوجية.
- تبيّن الإحصائيات المتصلة بتطور مؤشّرات الطلاق أن الظاهرة قد تأثرت بضربين من التغيرات: الأولى بنيوية1 عميقة (structurelles) (حيث حافظت معدلاتها عن ارتفاع متصاعد خلال مدة طويلة نسبيّا)، وأخرى ظرفية2 ومؤقتة (conjoncturelles) عكسها التنامي السريع لمؤشّرات تغير الظاهرة خلال فترات زمنية قصيرة وعادة ما يكون الطلاق العاطفي هو نتيجة البنيوية العميقة حيث تتراكم المشاعر مع مرور الوقت وتزيد نسبة الاستياء العاطفي من الشريك مع الزمن مما يشكل قاعدة هرمية من المشاعر المسمومة في نفسية كلا الطرفين .
- عرّفت مجلة الأحوال الشخصية الطلاق في فصولها 29 و 30 و 31 بما يلي: “الطلاق هو حل عقدة الزواج” ولا يتطرق التعريف بتاتا إنها تأتي لعدة نتائج أو الأسباب التي تؤدي الى حل تلك العقدة الشرعية ولتفسير هذا يجب أن نؤكد من خلال التجربة الطويلة في التعامل مع حالات الطلاق والمشاكل الزوجية أن الطلاق يأتي عادة نتيجة تراكمات طويلة لخلافات زوجية وأوضاع عائلية مرضية موروثة سبقت ظهور المشاكل الجديدة
- التقارير العامة التي تتحدث عن نسب إحصائات الطلاق في معظم الدول العربية خلال السنوات الماضية قد شهدت معدلات الطلاق ارتفاعا نسبيا مقارنة بالاتجاه العام الذي ساد خلال هذه الفترة ، نعتقد أن مبرر ذلك يعود إلى طبيعة المحيط الاجتماعي والاقتصادي الذي ساد خلال فترة الستينات في الأسرة العربية وكان له تأثير طردي ومباشر على العائلة بشكل عام ولكن مع بداية الالفية الجديدة وجدنا أن هذا الارتفاع الظرفي الحاصل يعود إلى وقوع تغير كبير في اسلوب العلاقات الزوجية والتركيز على المطالب العاطفية نتيجة الوعي الذي طال المرأة والانفتاح على الثقافات الأخرى بعدما توفرت الحاجات المادية من مسكن ومأكل و لهذا الحدث انعكاس معنوي على السلوك العاطفي السائد آنذاك ، وقد لخّص الأستاذ عبد الباقي الهرماسي هذا الوضع والعلاقة بين الزوجين القائمة آنذاك بالقول إضافة إلى هذا فإن هذا النمو السكاني لم يسايره تطور في الدخل الفردي السنوي حيث لم يسجل سوى 1% سنويا في حين بلغ معدل الاستهلاك الخاص نسبة 1,6 سنويا11، وتعكس هذه المعدلات انعدام التوازن بين الدخل والقدرة الاستهلاكية الحقيقيّة. إذن كانت هذه الفترة صعبة على العائلة وعلى العائلة الريفية بخاصة. و واقع كهذا دفع الأسرة إلى الانغلاق على النفس والانشغال أكثر فأكثر بتوفير المعاش لأفراد كثيري العدد.
- المصدر :- الهرماسي، عبد الباقي (حوار مع): مجلة المغرب العربي، عدد 120، لسنة 1988. و”شد مشومك” مقطع من مأثور ش (…)
- بالنسبة إلى ارتفاع نسبة أحكام معدلات الطلاق في أغلب الدول العربية قد يعود إلى صدور تحديث القوانين والتشريعات الخاصة بالأحوال الشخصية ، التي ازدهرت معها الحقوق الشخصية وخاصّة حقوق المرأة والمطالبات التي تتحدث على سن قوانين جديدة تراعي العصر الجديد والفترة التي تمر بها المنطقة العربية منها قانون الاحوال الشخصية رقم (28) لسنة 2005م ، فقد “سنت التشريعات لمؤازرتها” لذلك “تيسّرت إجراءات الطلاق بفضل القوانين الجديدة المتساهلة”… “الأمر الذي جعل أمر الطلاق ميسورا وسهل المنال”.
- ثمة ظاهرة أخرى تستدعي الانتباه تشير إلىها إحصائيات طالبي الطلاق حيث كان الوضع في الفترة السابقة نسبة اقبال الرجال على طلب الطلاق أكثر من نسبة النساء فتسعة من عشرة (9/10) من طالبي الإنفصال خلال السبعينات هم أساسا من الرجال، وهو ما يعني أنّ النساء لم تكنّ أكثر إقداما من الرجال أو على الأقل يساوينهم في طلب الطلاق ، وهي حقيقة تفسّرها عوامل عديدة تتصل أساسا بصورة المرأة ومكانتها في المجتمع التقليدي. فالمحيط الذي يفرض على العائلة بعض التقاليد مثل سمعة الأسرة والقرابة بين الأزواج والزواجات بين القبائل كان أكثر تشددا مع المرأة وأكثر تسامحا مع الرجل وأخطائه، ثم إن المرأة المطلقة كانت ولا تزال تتّخذ في ظل البيئات المحافظة صورة سلبية ، وذلك مهما كانت شرعية الأسباب والمبررات التي قد تدفعها إلى طلب الإنفصال ، وتبقى صورة المرأة المتمردة والناشز شبحا يطاردها ، وتصبح فرص استهدافها للزواج ثانية ضعيفة ، وإن تمت فبتنازلات عديدة. ثمّ إن السائد في أوضاع الخلاف الزوجية تلك أن تدعى المرأة أولا إلى تحمل الإيذاء والصبر أكثر مما يدعى زوجها. و وضع كهذا كان دوما يحرم الزوجة من الإقدام على طلب الطلاق كحل لتجاوز وضعها العائلي ، ولكن الوضع الحالي تغير الحال وانقلبت النسبة حول طلب الطلاق فأصبح النساء هن الاكثر على طلب الطلاق سواء كانت للضرر أو الخلع .
ووفقاً لإحصاءات الطلاق ودراساته ، فإن وصول الطرفين إلى قرار الإنفصال يعتبر أمراً نادراً والذي يطلق عليه ( مفهوم الطلاق الناجح )، إذ أنه في الغالبية العظمى من الحالات يكون طرف واحد هو من توصّل إلى هذا قرار ، وإن أكثر من 75 % من الحالات التي ترفع فيها طلبات الطلاق تكون بطلب من المرأة ، فيما يتردد الرجال غالباً في اتخاذ هذا القرار. وهو ما توصل إلىه المستشار خليفة المحرزي بعد 16 عاماً أمضاها في دراسة العلاقات الزواجية سواء بحكم عمله الوظيفي بمحاكم دبي أو بعمله خلال الاستشارات الزوجية .
-بمقارنة التطورات التي عرفتها أنواع الطلاق نسجل حصول تفاوت وإختلافا في الوتيرة. فحيثما تراجعت نسب الطلاق بالاتفاق خلال العقود الأربعة الإمكانة إلى حد أدنى (36,02% سنة 2001 ثم 33,04% سنة 2005)، فقد تصاعدت نسب الأنواع الأخرى بشكـل كبير وخاصة الطـلاق “إنـشـاء” (46% سـنـة 2001 ثم 55,1% سنة 2005)، وهو ما يعني أن الطلاق في واقعه الحالي لم يعد كما كان توافقيا في الستينات بل أصبح أكثر فأكثر خلافيا ونزاعيا. ويمكن ردّ هذا التحول الحاسم إلى عوامل عديدة، أهمها تقلص علاقات القرابة الأهلية وتراجع وظيفة العائلة الممتدة كإطار جماعي حاضن للوحدة العائلية الناشئة، ودور كهذا كان يضمن تحقيق نوع من التوافق الزوجي في إطار الحياة العائلية الجماعية، وكان يمثّل-ضمن البيئة العائلية الممتدّة- عامل تهدئة لمختلف الاهتزازات والصراعات التي كانت تندلع بين الزوجين. كما يجب أن نسجل إضافة إلى ذلك الأثر العميق الذي أوقعه اتساع مجال الفردية التي غذاها تبلور الوعي والحقوق الفردية وتنامي انخراط الأفراد من الرجال والنساء في الحياة المهنية وتعمّق الحسّ الحقوقي .
-إن هذا الارتفاع السّريع ما فتئ أن تراجع خلال السنوات الثلاث التي تلت ذلك، ليعود المؤشّر إلى نفس المستوى الذي عرفه في بداية الثمانينات ويقف من جديد عند حدود طلاق واحد في مقابل سبعة أو ثمانية زيجات مع بداية التسعينات. ومعنى هذا أن الارتفاع الذي حصل في أواخر الثمانينات كانت نتائجه حصيلة عوامل عابرة وغير بنيوية. وفي قراءة عامة لمضمون التغيرات المصاحبة للظاهرة خلال هذه المرحلة لا نجد بحق تغيرات نوعية وعميقة غير تلك العوامل الشاملة التي كنا أشرنا إلى مؤثراتها منذ بداية السبعينات والتجربة الليبرإلىة. لكن نرجح أن ترجع الطفرة في مؤشّرات الطلاق
الخطة البحثية حول مفهوم الطلاق العاطفي
من خلال هذا الاستبيان الذى يشرف عليه المجلس الأستشاري الأسري ويعده المستشار الأسري خليفة محمد المحرزي ، نود الإقتراب بصورة أعمق إلى داخل الأسرة من اجل معرفة أبرز المؤشرات على وجود مشكلة الطلاق العاطفي بين الأزواج في المجتمع العربي وبيان حجم الفجوة العاطفية المنشرة في البيوت العربية عبر الإجابة على 24 مؤشر و6 نتائج متوقعة بإجمالي 30 سؤالا تم اختيارها ضمن 66 ممارسة زوجية تمارس بشكل عام بين الأزواج لتكون هي الممارسات الأقرب في تحديد عناصر الفجوة العاطفية ، للتعرف على أسبابها وإيجاد الحلول التي يمكننا من ردم الفجوة من خلال عدة برامج ومبادرات نسعى للقيام بها لعلاج الظاهرة .
أهمية الدراسة
تتبدى أهمية الدراسة الراهنة فى عدد من المؤشرات أهمها الآتي
- الزيادة المطردة فى معدلات الطلاق العاطفي فى الآونة الإمكانة في المجتمع العربي ، والذي انعكس بصورة مباشرة على ارتفاع نسب معدلات الطلاق في الوطن العربي ، وذلك طبقا لإحصائيات أغلب الدول العربية التي تشير الى ارتفاع نسبة الطلاق لديها
- تعتبر المشكلات الأسرية مصدرا رئيسيا لمعانة الزوجين والمرأة على وجه الخصوص ، مما ينعكس على جميع أفراد أسرتها ، ولا شك أن دراسة هذه الأزمات ومعرفة أسبابها وعواقبها قد تؤدى إلى معرفة طرق الوقاية منها وبالتالي تجنبها.
- قد يشعر الزوجان أنه بعد زواج دام فترة ليست بالقصيرة أن زواجهما عبارة عن سلسلة من الأخطاء والمآسي ، فيخططان للانفصال فماذا لو تم اكتشاف هؤلاء الأزواج والزوجات فى بداية حدوث الأزمة ومحاولة فهما والعمل على مساعدتهما
- التعرف على أكثر الفئات المجتمعية التي تنتشر فها الأزمات الأسرية مقارنة بغيرها من الفئات الأخرى ، وذلك لكي يتم الإهتمام بها، وتركيز الأضواء عليها.
- الإحاطة بالمتغيرات الاجتماعية والنفسية التي تنبئ بحدوث أزمة داخل الأسرة.
- ندرة الدراسات السابقة التي تناولت موضوع الطلاق العاطفي بعمق في المجتمع العربي حيث تركزت أغلب الدراسات على الطلاق الشرعي او القانوني
- قلة وعي المجتمع بآثار الطلاق العاطفي وما ينجم عنه من مشاكل قد تمتد الى بقية افراد الأسرة وخاصة الأبناء الذي سيكونون اللبنة الأولى في انعكاس الطلاق العاطفي على حياتهم .
أهداف الدراسة
- تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على وقوع الطلاق خلال الفترة ما بين العام 1996 حتى العام 2007 لجراء المقارنات والتحليلات المختلفة على البيانات المتوفرة على وقوع الطلاق وما يتعلق بها من معدلات مختلفة مثل معدلات الطلاق الخام ومعدل الطلاق التفصيلي حسب العمر و المؤهلين للطلاق .
- تهدف هذه الدراسة أيضا إلى إبراز الإختلافات الواضحة في أعداد حالات الطلاق خلال سنوات البحث مع تفسير ما أمكن من هذه البيانات ومحاولة التعرف على عدة مؤشرات مثل حالات الطلاق حسب العمر والجنس وقوع الطلاق حسب مدة الحياة الزوجية .
- كما تهدف الدراسة إلى دراسة إلى إبراز بعض أرقام حول معدلات الطلاق في بعض الدول العربية وذلك للاستدلال به كنتيجة طبيعية لضعف العلاقات الزوجية التي اختارت الإنفصال كحل نهائي لحالتها المزرية
فرضيات الدراسة.
- إن عدة أسباب أغلبها يقع في الجانب النفسي والعاطفي الغير متوافق بين الطرفين هو سبب مباشر في ارتفاع وقوع الطلاق العاطفي .
- إن الدول العربية تعد من الدول التي تزداد فيها معدلات الطلاق العاطفي .
- إن للتوعية والإرشاد والوعي الذاتي للطرفين له اثر واضح في خفض وقوعات الطلاق العاطفي .
- إن اغلب حالات الطلاق العاطفي قد تحدث في بداية الحالات الزوجية كما انها قد تحدث أثناء العلاقة الزوجية .
تساؤلات الدراسة: لتحقيق أهداف الدراسة وضعت الباحثة مجموعة من التساؤلات منها: 1- ما العوامل التى تؤدى لحدوث أزمة داخل الأسرة المصرية ؟ 2- ما المظاهر المرتبطة بوجود أزمة داخل أسرة ؟ 3- ما مدى انتشار الصمت الزواجي بين الأسرة ؟ 4- ما الآثار المترتبة على الأزمات التى تواجهها الأسرة ؟ 5- ما الأسإلىب المقترحة لمواجهة الأزمات داخل الأسرة ؟ 6- ما الأسإلىب التى تتبعها الأسرة المصرية لمواجهة الأزمة ؟
خامساً: مفاهيم الدراسة:- اعتمدت الباحثة على العديد من المفاهيم التي تخدم موضوع الدراسة بشكل أساسي ومنها:
– مفهوم الأزمة: هي فترة حاسمة فى حياة الفرد أو الأسرة تقصر فيها المعرفة وتتضاءل فيها المعلومات وتتشابك وتتعقد الأمور وتتداخل الأسباب فى النتائج وتسير الأحداث بسرعة ويصعب على الفرد أو الأسرة اتخاذ القرار السليم. 2- الأزمات الأسرية: بأنها ” سوء التوافق أو الانحلال الذي يصيب الروابط التى تربط أفراد الأسرة ولا يقتصر وهن هذه الروابط على ما يصيب العلاقات الزوجية بل يتضمن أيضا علاقات الوالدين بالأولاد”. 3- مفهوم الأسرة: الأسرة وحده اجتماعيه تتكون من زوج وزوجه (أو زوجات) ارتبطا بالزواج ارتباطا مشروعا دينيا وقانونيا ومعترف به ثقافيا واجتماعيا وتتحدد الأسرة بأنماط مختلفة من القرابة والمصاهرة وتدخل فى علاقات متفاعلة مع بعضها ومع المجتمع ولكل من الزوجة والزوج دوره الاجتماعي والاقتصادي فى الحياة. كما يتولد من هذا الارتباط أبناء تقوم الأسرة بتوجيههم وإعدادهم للحياة عن طريق التنشئة الاجتماعية ليدخل هؤلاء فى علاقات متفاعلة متبنين أدوارا اجتماعيه اقتصادية مختلفة. 4- أسإلىب مواجهة “إدارة” الأزمات الأسرية: إدارة الأزمات: هي عمليه إداريه يكون أساسها الاستفادة من الموارد المختلفة للأسرة (اقتصادية- اجتماعية) لاتخاذ القرارات المؤدية لمعالجة الأزمة وتتضمن مرحلة إدراك الأزمة، مرحلة الاستعداد للازمه، مرحلة مواجهة الأزمة، مرحلة تقييم الأزمة. 5- الصمت الزواجى : هو انعدام الحوار بين الزوجين وكثرة الصدمات بينهما . أو إصابة احد الزوجين أو احدهما بحالة من الفتور والملل من الحياة الزوجية الروتينية إلىومية التى لا تتغير أو تتبدل أحوالها ولذلك يلجأ البعض من الأزواج التزام الصمت والهدوء والفتور النفسي. وهناك نوعين من الصمت : الصمت الأيجابي وهو صمت تلقائي طبيعي أي الارتفاع فوق مستوى الكلمات إلى المشاعر إلىقينية بسمو مكانة كل منهما عند الآخر..وهى مرحلة النضج الكامل, أما الصمت السلبي فهو الصمت المتعمد… صمت الرفض..صمت الفراغ العاطفي والتبلد الوجداني . سادساً : المدخل النظري للدراسة : حتى تتمكن الباحثة من معالجة موضوع دراستها اعتمدت على عدة نظريات النظرية البنائية الوظيفية ، التفاعلية الرمزية ، نظرية الدور وصراع الأدوار الاجتماعية ، نظرية الأزمة ونظرية التدخل فى الأزمة. وركزت الباحثة بشكل أساسي على المنهج الوظيفي والمنهج التفاعلي في الدراسة وتعرضت كذلك الباحثة لأهم القضايا النظرية الخاصة بدراسة الأسرة كنسق دينامي والتوازن والاختلال داخل النسق والتفكك الأسري . سابعاً: الإجراءات المنهجية للدراسة: اعتمدت الباحثة على إستراتيجية منهجية لتحليل الدراسة وتحددت أهداف الدراسة في الكشف عن الأسباب الكامنة وراء الأزمات التى تعانى منها الأسرة المصرية واتبعت الباحثة طريقة: 1- طريقة المسح الاجتماعي 2- التحليل الإحصائي الوصفي أما الطريقة الأولى فهي طريقة المسح الاجتماعي عن طريق البحث الميداني فبدأت الباحثة بتحديد عينة البحث ووضع الفروض واستخدام استمارة الاستبيان لجمع المادة العلمية وتحقيق الفروض وطبقت الاستمارة عن طريق المندوبين كذلك أستخدمت الباحثة الإحصاء التحليلي وإيجاد الفروق ذات الدلالة الإحصائية بين المتغيرات الاجتماعية المختلفة هذا وقد اختارت الباحثة عينة مقصوده قوامها 200 حالة موزعه بالتساوي 100 رجل و100 سيدة. وروعي فيها تباين المستوى التعليمي والاجتماعي والاقتصادي للعينة. ثامناً : نتائج الدراسة: وقد خرجت الباحثة بمجموعة من النتائج منها:- 1- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين شدة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها الأسرة والمستوى الاجتماعي الذى تنتمي إلىه الأسرة ، وأن الأسر التى تنتمي إلى المستوى المنخفض أو المتوسط تتعرض للأزمات الاجتماعية والاقتصادية الشديدة أكثر من الأزمات المتوسطة وللأزمات المتوسطة أكثر من البسيطة. 2- توجد فروق ذات دلالة إحصائية فى إدارة الأزمات الأسرية تبعا للمستوى الاجتماعى والاقتصادي الذي تنتمي إلىه الأسرة. 3- توجد علاقة ارتباطيه بين إدارة الأزمات الأسرية وأبعاد التوافق بين الأبناء ومعنى ذلك كلما زادت قدرة الأسر فى إدارة الأزمات الأسرية كلما ارتفعت درجة توافق الأبناء فى هذه الأسرة. 4- توجد علاقة ارتباطيه بين عمل رب الأسرة وعمل ربة الأسرة وإدارة الأزمات الأسرية وهذا يعنى ارتفاع مستوى الأسرة فى إدارة الأزمة بارتفاع مهنة رب الأسرة وعمل رب الأسرة. 5- توجد علاقة عكسية بين حجم الأسرة ومستواها فى إدارة الأزمات التى تواجهها بمعنى انه كلما زاد حجم الأسرة كلما انخفض مستوى الأسرة فى إدارة الأزمات التى تواجهها. 6- توجد علاقة ايجابية بين المستوى التعليمي لكل من الأب والأم و بين إدارتها للأزمات الأسرية. 7-غياب المفردات الجميلة بين الزوجين والأبناء وهي من أهم المشاكل التي يترتب عليها حياة زوجية جافة وقاسية قد تنعكس سلبا على تربيتهما لأبنائهما. 8- توجد علاقة ارتباطيه بين الدخل الشهري للأسرة ومستواها فى إدارة الأزمات التى تواجهها أي أن الأسر ذات الدخول المرتفعة يكون مستواها فى إدارة الأزمات التى تواجهها أعلى من الأسر ذات الدخول المتوسطة أو المنخفضة. 9- غياب المفردات الجميلة بين الزوجين والأبناء وهي من أهم المشاكل بين الأزواج التي يترتب عليها حياة زوجية جافة وقاسية وقد يعود ذلك إلى عدم تعودهما عليها خلال تربيتهما الأسرية. 10- أوضحت الدراسة وجود الطلاق العاطفي وبرود المشاعر بين الأزواج ، وهذا النوع من الطلاق العاطفي يحرم الأطفال من البيت الطبيعي والتمتع بالدفء والحب والحنان، ويجعلهم يعيشون في جو بارد محبط مؤلم، قد يمزق شخصياتهم وقد يصيبهم ببعض الأمراض النفسية الخطيرة. 11- ضعف الحوار بوجه عام إذ إن كثيراً من الأزواج لا يتحاورن حواراً حضارياً عن حياتهم المشتركة.
تساؤلات الدراسة
- ما العوامل و الأسباب المؤدية إلى الطلاق العاطفي؟
- ما دور كل من المجتمع، الأسرة ، الزوجين ، في حدوث الطلاق العاطفي ؟
- ما أفضل السبل التي من شأنها تقلل من حدوث الطلاق العاطفي ؟
– إجراءات الدراسة الميدانية:
*. المنهج المتبع : تم اعتماد منهج دراسة الحالة لما يتيحه من الدراسة التفصيلية المتعمقة لحالة الدراسة عن طريق تشخيص الواقع الراهن لها وإمكانية التنبؤ بما ستكون عليه مستقبلا، وقد أستخدم هذا المنهج لتحليل العلاقات الزوجية القائمة بين أفراد مجتمع البحث فيما يتعلق بمفهوم الطلاق العاطفي ومدى انتشاره بينهم .
– الأسلوب المستخدم
الأسلوب الوصفي التحليلي باعتبارها دراسة قائمة حإلىا ومنتشرة في المجتمع العماني وتحتاج للمزيد من الوصف والتحليل الدقيق ، ولكثرة تناول الدراسات السابقة لهذا الموضوع.
-أداة جمع البيانات
الاستبيان : تم توزيع الاستبيان على فئة المطلقات في الفترة من 2010
الاستبيان : 30 سؤالا
-مجالات الدراسة : تجري وقائع الدراسة في حدود المنطقة العربية وتم اختيار دول مجلس التعاون الخليجي الستة لتطبيق نموذج الاستبيان ، وحدد المجال الزمني للدراسة بأربعة أشهر (سبتمبر- ديسمبر 2012) لتحديد معالم الدراسة إلى غاية استنباط النتائج من البيانات التي جمعها، باعتبار أن الدراسة انطوت على بحث سلوك ومواقف الأزواج ومدى قدرتهم على التعامل مع بعضهم قبل وقوع الطلاق العاطفي وكيفية التعامل أثناء وجودهم في فترة الطلاق العاطفي .
عينة الدراسة : تم اختيار العينة بالطريقة العشوائية ، وكانت العينة تتمثل في المجتمع الأصلي وهي شرائح اقتصادية وعمرية واجتماعية مختلفة .
– مجتمع وعينة الدراسة : شملت الدراسة العلاقات الزوجية القائمة والتي لم تتعرض حياتها للطلاق الشرعي باعتبارهم مجتمعا للدراسة، تم اقتطاع عينة قصدية حوت أصحاب العلاقات الزوجية الحديثة والتي يقصد بها ( مدة العلاقة الزوجية من 2-4 سنوات ) ومن أصحاب الخبرة الطويلة في العلاقات الزوجية الطويلة ( مدة العلاقة 10- 20 سنة ) ، فيما تم استبعاد الفئات التي لا تخدم الدراسة وخاصة العلاقات الزوجية التي انتهت بالطلاق أو التي لديها ملفات قضائية في المحاكم أو بلاغات في مراكز الشرطة ليبلغ عدد أفراد العينة 266 فردا.
الاجراءات المنهجية لدراسات مشكلة ظاهرة الطلاق:
- اسلوب الدراسة ( وصفي تحليلي) .
- ادوات جمع البيانات ( الاستبيان) .
- مجتمع الدراسة.
- المعالجة الاحصائية . ( نظام SPSS )
*. أدوات الدراسة: بالإضافة إلى تقنية الملاحظة، فقد اعتمدنا الاستبيان كأداة لتحصيل البيانات ويضم 30 سؤالا جمعت في4 محاور أعتبرت مراحل لبناء استراتيجية واضحة لقياس مؤشرات الطلاق العاطفي بين الأزواج وهي:
-المحور1: أهمية العلاقة الزوجية 5 أسئلة- يفحص مدى وجود أدلة على أهمية وقيمة الإهتمام العاطفي بين الأزواج ومدى حرصهم على التعامل مع بعضهم بناء على احتياجاتهم العاطفية .
-المحور2: إدارة العلاقات العاطفية 10 أسئلة- يكشف ممارسات المبحوثين فيما يخص المشاعر العاطفية ومعرفة العوائق التي تحيط بها.
-المحور3: تمكين العلاقات العاطفية 10 أسئلة- يبين مدى استعداد وتأهيل المبحوثين للإسهام في تمكين العلاقات الزوجية خاصة المشاعر والعواطف المتبادلة فيما بينهم والمشكلات التي تحول دون ذلك
– المحور 4: نتائج الطلاق العاطفي وانعكاساته على العلاقة الزوجية 5 أسئلة – يبين مدى انعكاس العلاقات المريضة العاطفية وضعفها وتأثيرها على العلاقة الزوجية .
الإستبيان المستخدم في الدراسة .
تم استخدام أداة الاستبيان من النوع المقيد في الدراسة ، ويعرف الاستبيان بأنه ويعرف الاستبيان بأنه : ” سلسلة من الأسئلة أو المواقف التى تتضمن بعض الموضوعات النفسية أو الاجتماعية أو التربوية أو البيانات الشخصية التي تعطيك مؤشرات واضحة على وجود الفجوة المرصودة للبحث.
والنوع الذي تم استخدامه في هذا المقياس هو الاستبيان المقيد الذي يتكون من قائمة معدة من الأسئلة الموضوعية التي تعكس جوانب الدراسة الموضوعية ، وعلى المفحوص اختيار الاجابة المناسبة
وقد راعت الدراسة عند وضع اسئلة الاستبيان ما يلي :
1-ان تكون سهلة وبعيدة عن الغموض حتى لا تؤثر في نتائج البحث ، وحتى لا يضطر افراد العينة الى الإجابة بطريقة عشوائية .
2-ان يحتوي الاستبيان على ما قد تم الحصول عليه من المراجع وقد تم تناوله في الاطار النظري
حساب ثبات وصدق الاستبيان :
نتائج الدارسة
- نتائج الدراسة : توصلت الدراسة إلى نتائج يمكن تلخيصها فى النقاط التالية :
- أظهرت نتائج الدراسة وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين الطلاق العاطفي كما يدركه الأزواج المشاركين في عينة الدراسة والمشاعر المصاحبة لها وذلك على المقاييس المستخدمة ومكوناتها ، وهذا يدل على أن أثر الطلاق العاطفي له انعكاسات واضحة على الإستقرار العائلي .
- أظهرت نتائج الدراسة وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين الطلاق العاطفي كما يدركه الأزواج المشاركين في عينة الدراسة وبين الممارسات التي تنتج عنها لاحقا والتي تم ذكرها في قائمة مؤشرات الطلاق العاطفي ، وهذا يدل على أن للطلاق العاطفي تأثير واضح على نفسية الازواج وطرق تعاملهم مع بعضهم .
- أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الرجال والنساء على فهم مكونات الطلاق العاطفي وهذا يدل على أن النساء أكثر حساسية من الرجال في إدراك مؤشرات الطلاق العاطفي .
- أظهرت نتائج الدراسة أن الطلاق العاطفى ومكوناته كما يدركه الأزواج المشاركين في عينة الدراسة مدى انتشار ظاهرة العاطفي في المجتمع العربي التي تقدر بما يقرب من 67% من الذين تمت عليهم العينة ، وهذا مؤشرا واضح يشير إلى وجود عشرات الحالات من الذين يعانون من الطلاق العاطفي ، ولا أظن أن هناك عائلة واحدة الآن تخلو من امرأة تعاني من ظاهرة الطلاق العاطفي على أقل تقدير، بل إن هناك بيوتاً يعيش فيها أكثر من امرأة مطلقة.
- كشفت نتائج الدراسة ان 66 % في عينة الدراسة لديهم أطفال ، ما يعني أن ذلك يشكل عبئا اضافيا على المرأة المطلقة عاطفيا كون الطفل يتعرض للمثيرات التي تأتي نتيجة الطلاق العاطفي بين والديه مما يسبب له المزيد من التأثيرات الإجتماعية والنفسية والعاطفية
- أظهرت نتائج الدراسة ان نسبة الطلاق العاطفي تتركز لكلا الجنسين في مرحلة ما دون سن الثلاثين من العمر، حيث ان 56 % في عينة الدراسة دون سن الثلاثين. كما تتركز نسب الطلاق العاطفي مرتفعة في الفئة العمرية من 30-40 سنة.
- كشفت نتائج الدارسة أن 74% من حالات الإنفصال العاطفي بين الزوجين تكون مرجعتيها للرجل الذي يكون هو السبب الرئيس في وقوع الطلاق العاطفي مع زوجته والتي يسبب معاناة الزوجة من انعدام المشاعر, وعدم تعبير الزوج عن عواطفه لها, وفقدان أي وسيلة للحوار بينهما. ، فمن أبرز أسباب الطلاق العاطفي تأتي نتيجة لإنعدام التواصل بين الطرفين وضعف الحوار داخل الأسرة وعدم اهتمام الزوج باحتياجات الزوجة العاطفية وعدم الالتزام بالممارسات التي تدر على الزوجين المزيد من المشاعر الإيجابية .
- كما أكدت الدراسة على وجود الطلاق العاطفي وبرود المشاعر بين الأزواج, والطلاق العاطفي هو استمرار الزوجين بالعيش تحت سقف واحد , لكن كلا منهما له حياته الخاصة التي لا يعرف عنها شريكه إلا القليل من تفاصيل حياته خارج المنزل حيث أشارت ستة نساء من كل عشر نساء في العينة بهذه النتيجة.
- كشفت نتائج الدراسة ان حوالي أن 67% من أفراد العينة والتي تعاني من حالات الطلاق العاطفي كانت لزيجات تمت عن طريق ترشيح الاَخرين وليس نتيجة اختيار شخصي مستقل بين الطرفين اضافة الى ان أن 78% من أفراد العينة تم فيها الزواج ولم يسبقها فترة تعارف كافية بين الطرفين وأشارت الدراسة إلى أن 27% ممن شملهن الاستطلاع لم يكن واثقات من قرارهن في الارتباط بهذا الزواج لولا الضغوط التي تعرضت لها وسط العائلة , وأن 66% من أفراد العينة من النساء يخفين أسرارا عن أزواجهن , و94% من مجمل أفراد العنية من النساء يردن أن يعرفن ما إذا كان أزواجهن يقيمون علاقات غير شرعية خارج المنزل أم لا ، وأكدت 59% أنهن شككن أو تثبتن من خيانة أزواجهن لهن واعترفت 77% نادمات على اختيارهن لأزواجهن وأنه اختيارهن جاء معاكسا للتوقعات ما قبل الزواج وانهن تمنين لو أنهن تزوجن بغير الأزواج الذين اخترنهن .
- وإذا كان ارتفاع معدلات الطلاق في بلادنا يكشف عن وجود خلل ما في العلاقات العاطفية والنفسية وأسلوب التواصل بين الطرفين ومدى حرصهما على المحافظة على الإستقرار الأسرى وتوليد المزيد من الممارسات التي تدعم كيان الأسرة ، وعدم قدرة الزوجين على استيعاب ما تعنيه الحياة الزوجية من مسؤولية في إطار من الحقوق والواجبات المتبادلة، وقبل ذلك احترام وتقدير لمؤسسة الزواج وهي الأسرة وغيرها من الأسباب الذي أفاض علماء الاجتماع والنفس في رصدها وتحليلها واقتراح علاجات لها، إلا أنني أتوقف هنا عند ما بعد الطلاق.
- يتلاحظ من نتائج الدارسة أن أغلب العلاقات الزوجية التي تعاني من الطلاق العاطفي تنتهي نفسيا وتبقى شكليا بحيث يستمر الشريكين يعيشان في عالمين مختلفين وهما يعانون من الطلاق العاطفي ، ويختفي الحب الجارف بحجة عدم وجود تفاهم بين الشريكين وقد يواصلا العيش معا
- يتضح من خلال نتائج الدراسة مدى المعاناة التي أصابت الحالات أصحاب العينة ثمة مشكلات نفسية مقارنة بحالاتهم قبل تعرضهم لهذه المرحلة من المشاعر المتدهورة ، إذ يجدون أنفسهم وحيدين، ويشعرون بالإحباط وخيبة الأمل، والشعور بالمسؤولية عن انهيار بناء الأسرة. ومن مشكلات الزوجة المطلقة الشعور بضغوط نفسية بعد الإنفصال، نتيجة نظرة المجتمع، وبسبب وجود الأولاد، وتحملها مسؤوليات فوق طاقتها.
- يتضح الأثر الواضح لإنعكاس الطلاق على نفسية الأطفال على اعتبار انهم أكثر الأطراف المتضررة من انهيار الأسرة فقد يجد كل واحد من الرجل والمرأة ضالته في غير الذي كان شريكه، لكن الأطفال لن يجدوا ما يعوضهم عن حنان الأم ورعاية الأب، فالطلاق العاطفي يؤثر سلباً في تنشئة الأطفال، وفي بناء شخصيتهم السوية، وقد ينجرفون إلى ما لا تحمد عقباه، وكل ذلك يؤثر في بناء المجتمع، وتماسكه، وقوته ولقد أثبتت الدراسات الاجتماعية والأمنية أن عديداً من الأحداث والكبار الذين يقعون تحت طائلة الجرائم يكون الطلاق قاسماً مشتركاً بين كثير من المجرمين. فالأب والأم متفرقان، وهذا كان ضحية لهذا الافتراق والابتعاد.
- وبينت نتائج الاستبيان للعينة الاحصائية الموزعة أن الطلاق العاطفي يرجع الى عدة أسباب رئيسية منها العيش تحت سقف واحد دون مشاعر مشتركة وعدم تحمل المسؤولية واحتلت المرتبة الأولى بنسبة 33%. وجاءت الخيانة الزوجية أو وجود علاقة عاطفية خارج المنزل بالمرتبة الثانية بنسبة 31% .
- ومن أهم أسباب الطلاق العاطفي بين الزوجين حسب التدريج الذي وضعه في النموذج المعد في الدراسة
- في المركز الاول: ضعف التعبير العاطفي المتبادل بين الطرفين ( 33 في المائة)
- في المركز الثاني: الخيانة الزوجية من جانب المرأة أو الرجل( النسبة 31 في المائة)
- في المركز الثالث: وجود إختلافات كثيرة في الرأي( النسبة 28 في المائة)
- في المركز الرابع: عدم الإهتمام بالتفاعل مع المناسبات المختلفة( النسبة 26 في المائة)
- في المركز الخامس: إختلاف الاحتياجات ان في ما يتعلق بالبقاء دائما معا أو قضاء الكثير من الوقت من دون الشريك (النسبة 25 في المائة)
- في المركز السادس : عدم القدرة على التحدث معا خاصة لمناقشة قضايا عائلية ومنزلية مهمة (23 في المائة)
- في المركز السابع: برودة العلاقة الجنسية او حتى اختفائها، ( النسبة لدى الرجال 20 في المائة والنساء 28 في المائة)
- في المركز الثامن: قلة دخل الشريك (النسبة لدى الرجال 16 في المائة ) من اجل العيش كما كانت تصور المرأة( النسبة 10 في المائة)
- في المركز التاسع: اختفاء مساندة الشريك للآخر (النسبة لدى الرجال 19 في المائة )
- في المركز العاشر : عدم حرص الزوج على منح الهدايا في مختلف المناسبات ( النسبة لدى النساء 17 في المائة )
- ومع ان نتائج الدراسة تضع هذه الأسباب في مقدمة دوافع طلب الطلاق العاطفي لكنه يذكّر بمشاكل اخرى تلعب ايضا دورا مهما منها: شكوى المرأة من ان زوجها متعب ومرهق في تصرفاته وحياته إلىومية ( النسبة9 في المائة) وقامة الشريك قصيرة جدا( النسبة 8 في المائة). كما يلعب أيضا دورا في الإنفصال شعور المرأة بعدم اعطاء زوجها الإهتمام بانها جذابة واختفاء عبارات الاعجاب التي كان يغرقها بها قبل الزواج واستبدالها بألفاظ قاسية (النسبة 7 في المائة)وشكواها ايضا بانه لا يحترم الوقت ولا يأتي في الوقت المحدد( النسبة 6 في المائة)، لكن أيضا رأي الطرفين باختفاء تجاذب الواحد للآخر او تراجعه( النسبة 5 في المائة)وقول المرأة بان لديها الشعور بانها لم تعد مهمة بالنسبة لزوجها (النسبة 4 في المائة) وإختلاف عادات الشريكين في الأكل وإدارة البيت (النسبة 4 في المائة) وعدم وجود أهداف مشتركة (النسبة 3 في المائة).
المؤشرات العامة لمفهوم الطلاق العاطفي
وجد الدكتور جون جوتمان ، أستاذ علم النفس المتقاعد بجامعة واشنطن والمدير التنفيذي لمعهد ابحاث العلاقات الإنسانية بمدينة سياتل ، والذي سبق له دراسة الرياضيات في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا-معمل بحوث الأسرة الذي اشتهر باسم ” معمل الحب ” . وكان المعمل عبارة عن شقة مفروشة تطل على بحيرة، وكانت الشقة مجهزة لتصوير وتسجيل ما يحدث بين الزوجين المحبوسين المقيمين فيها من حوارات، ومشادات، ولغة جسم.
وكان هذا المشروع أول ملاحظة علمية لأزواج حقيقيين في حالة تفاعل يومي فعلي. وعندما نشر ” جوتمان ” كتابه المبادئ السبعة لإنجاح الزواج (والذي شاركته تإلىفه ” نان سيلفر ” )، كان فريق العاملين معه في معمل الحب قد لاحظوا أكثر من 650 زوجاً على مدار أكثر من أربعة عشر عاماً. وكان معظم من يحضرون دروس ” جوتمان ” عن العلاقة الزوجية على وشك الطلاق، ولكنهم بعد أن يتعلموا المبادئ التي يقدمها لهم، يقل معدل شعورهم بالبؤس بمعدل النصف.حيث أجرى أهم بحث تفصيلي عن العوامل التي ستساعد على استمرار الارتباط العاطفي بين زوجين في زواج ناجح، وأسباب انهيار وتفسخ الروابط بين الزوجين في الزيجات المهددة بالفشل، بأن الأفراد الذين فسخوا علاقات الخطوبة وطلب منهم كتابة أسباب انهيار العلاقة وجد جوانب عديدة مشتركة: 1- الرغبة في الاستقلال. 2- الإختلاف وعدم التماثل بين الطرفين. 3- الافتقار إلى المساندة أو الدعم أو الشعور بأن الشريك يضعف من تقدير الآخر. 4- الافتقار إلى الانفتاح والألفة. 5- غياب الرومانسية والعاطفة أي الشعور بأن الشريك فقد سحره، ومثل هذه المشكلات تنشر بذور الصراع
يذكر د. جون جوتمان – أستاذ الطب النفسي بجامعة واشنطن – أن النزاعات تعتبر من أهم المؤشرات التي تنبيء بإمكانية بقاء الزوجين معاً أو احتمال الإنفصال، فالزوجان اللذان يحافظان علي مساحة من الود بينهما أثناء الخناقة الزوجية مع بعض روح المرح والسخرية لا خوف على علاقاتهما من الفشل . أما الزوجان اللذان يقطعان قطعاً فاصلاً في خناقاتهما الزوجية ويصلان بالخلاف إلى الحد الفاصل ، وإلى طريق مسدود بعنادهما ومكابرتهما وتبادل السباب والشتائم بينهما فعلاقاتهما مهددة بالفشل القريب –
هناك بعض المؤشرات التي تنذر بوجود الطلاق العاطفي بين الزوجين والتي قد تؤدي في نهاية المطاف لتوتر العلاقة الزوجية وبإمكانية عدم نجاح الزواج وصولا إلى حالات الطلاق، طبعا هذه الحالات تزيد من إمكانية الطلاق ولا تسببه بالضرورة في كل الحالات.
حيث يتفق خبراء في الإرشاد الزواجي، على مجموعة من المؤشرات التي قد تؤدي الى للطلاق وتساهم في إيجاد نزعة الطلاق لدى الأزواج ، وهي كالتالي :
1 – البدايات المخيّبة للتوقعات
وهي تأتي نتيجة لعدم التوافق الزوجي بين الطرفين حيث يستكشف كلا من الطرفين أن الاخر لا يتناسب مع رغباته واحتياجاته العاطفية وأنه مختلف عنه في كل من الأمور ، والذي ينتج عنه غالبا مفهوم عدم الرضا عن العلاقة الزوجية منذ بداياتها ، مما يسبب لهما حالة من الانكسار العاطفي وعدم القدرة على التفاعل مع الطرف الأخر في أغلب الممارسات الحياتية ، هذه الصعوبة تكون على أكثر من صعيد ويمكن للأشخاص إكتشافها خلال الخطوبة، فهي تكون بعدم التكافؤ في الإمتيازات ما يخلق عدداً من المشاكل في التقرّب وقدرة العيش سوياً. .مما يولد شيئا من المعاناة بين الزوجان في هذه الفترة المهمة من حياتهما حالة اضطراب في كيفية التكيف والانسجام مع الآخر، فإذا حاول كلا الطرفين التعديل من سلوكه بما يرضي وينسجم مع شخصية الآخر، وصلا إلى لغة مشتركة، ونجحا في المرحلة الأهم من حياتهما، وتجاوزا عقبة التكيف إلى خلق أطر حي
تقول د. وفاء عبد الجواد أن السبب الرئيسي لما تعانيه بعض الأسر من مشكلة الطلاق النفسي والملل والفتور إنما يرجع أساساً لخطأ الاختيار منذ البداية.
فالكثير من الأزواج لا يدرك الكثير من المفاهيم المتعلقة بالعلاقة الزوجية فهو لا يحمل صورة واضحة عن مفهوم الحب والسكينة و الرحمة. ناهيك عن عدم اتضاح الافكار حول الغاية من الزواج واهدافه النبيلة، ولعل هذه النقطة من أهم الأسباب عند العلاقات العاطفية الفاشلة ، وتختلف عن نقطة عدم الخبرة ان الشخص قد يكون قد عمل ودرس واختلط مع الناس وشخصيته قوية ومستعد نفسيا للزواج لكنه مايزال لا يعرف معنى الحب والهدف من الزواج.
كما أن الفتاة قد تختار على أساس مادي أو منصب اجتماعي دون النظر إلى الأخلاقيات وكذلك نفس الشيء بالنسبة إلى الشاب الذي يركز على جمال الفتاة أو مركز الأسرة بغض النظر عن التوافق في الطباع والأفكار .
فالاختيار الزوجي الخاطئ منذ البداية والتسرع في الاختيار ونقص المعرفة الشريك والتغاضي المؤقت عن العيوب تحت تأثير الحب كلها تلعب دوراً في تحطيم العلاقة لاحقاً. فاجتماع الزوجين في عش الزوجية مسؤولية اجتماعية وإنسانية واقتصادية كبرى ويرى الباحثون الاجتماعيون أن الزوجين يحتاجان إلى ثقافة زوجية في غاية الأهمية يتعلمان منها معايير الاختيار الصحيح. وينبغي أن يدرس كل من الزوجين ذاته أولاً ثم رفيقه الآخر وفق معايير صحيحة ويحدد النقاط التقارب والتباعد ويوازن بينهما. ويستجلي بعقلانية مجردة مدى إمكانية التكيف الزواجي حاضراً أو مستقبلاً.اتية مختلفة يشتركان معا في صياغتها وممارستها.
2 – كثرة الخلافات الزوجية :
تعد الخلافات الزوجية المتكررة مؤشرات على قرب وقوع الطلاق العاطفي، ودخول مرحلة الخطر، فالزوج في هذه الحال لا يكره زوجته ولا يحبها، ما يؤدي إلى إصابة حياتهما بالتبلد تعد تكرار المشاجرات الزوجية على امور تافه ولا تستوجب التعامل معها بشيئا من الانفعال الحاد أو العصبية مؤشرا واضحا على توفر الطلاق العاطفي خاصة إذا ظلت تلك الخلافات متراكمة في نفسيات الطرفين وأخذت بعدا آخر على العلاقة الزوجية مما يسبب المزيد من الشرخ في التواصل اللفظي والسلوكي والاجتماعي ، وفي هذه المرحلة يزداد عدد المشكلات كمًّا؛ فتنتشر بطريقة مستعرضة، فتشمل معظم جوانب حياة الزوجين، وتزداد فيها المشكلات نوعا وعمقا، فتصبح كل مشكلة على حدة وكأنها جبل يوشك أن ينهار على رأس الزوجين، وتظل في التعمق والتوغل حتى تستعصي على الحل، وفي هذه المرحلة يفكر الزوجان كثيرا في الإنفصال الفعلي بالطلاق، وذلك نتيجة تكرار الاصطدام بينهما، وإذا كانت طبيتعهما الشخصية تسمح بتبادل العنف.
وتؤكد الدراسات التي أجريت على حالات الطلاق في العديد من الدول(Drake and Lawrence: 2001) أن الكثير من الأسر المطلقة التي لم تستطع التفاهم في الأمور المتعلقة بحضانة وتربية أطفالهم، يواجهون صعوبات كبيرة في فهم العلاقات المعقدة الناجمة عن الطلاق، وعدم القدرة على التفاعل مع بعضهم البعض في تحقيق الرعاية المشتركة، وهم غالبا ما يلجئون إلى القضاء لحل الخلافات القائمة بينهم، وهؤلاء في الغالب يتسمون بالكراهية تجاه الطرف الآخر، ومن الممكن أن يؤدي استمرار الصراع بينهما إلى امتداد تلك المشاعر العدائية إلى أطفالهم، وتؤدي بهم إلى الميل إلى عقاب الطرف الآخر، والتعود منذ الطفولة على العدوانية والكراهية للطرف الآخر، واعتباره طرفا سيئا لا يصلح كوالدة أو والد.
3 – الإنفصال العاطفي وصعوبة التعبير عن المشاعر
تعبر قلة مستوى التوافق العاطفي بين الزوجين يمثل سبباً قد يؤدي إلى حالة من فتور المشاعر في القلوب، ناهيك عن عدم وعي أحد الزوجين أو كلاهما بأهمية العاطفة في الحياة الزوجية ، العاطفة قد تكون موجودة بين الزوجين لكن أحدهما أو كليهما لا يحسن التعبير عن عواطفه، توقف كلا الطرفين عن البوح عن رغباتهما وحاجاتهما وخاصة العاطفية والنفسية والشعورية ، وهي النتيجة الطبيعية للعلاقات التي يكثر فيها النقد ولا تُحل فيها المشاكل، ويستمر فيها الطرفان في لوم بعضهما بعضاً، وعدم الشعور بالرضا والإشباع النفسي والجسدي.
الباحثة الاجتماعية حليمة الساعدي، تقول: في الكثير من الاحيان تطالب الزوجة زوجها بالتعبير لها عن حبه واظهار مودته، وقد يصرح الزوج علنا بأنها تعلم انه يحبها ويودها، الا أنه يكابر في اظهار هذه المودة، الزوجة تعرف ان زوجها يحبها لكنها بحاجة لسماع ذلك من قبيل أحبك، أحتاجك، أريدك، وكذا الامر بالنسبة للزوج فهو يعرف انها تحبه وتقوم بواجبها ومخلصة له، لكنه يحتاج الى كلمات تعبر عن ذلك وهو ما يسميه مجتمعنا (ملح الحياة الزوجية).
4 – تراجع العلاقة الجنسية
ويقصد بها فقدان الشعور بأن العلاقة تعزز الارتباط العاطفي، وفقدان الشعور بالمتعة واللذة النفسية المصاحبة لها، وتباعد فترات الممارسة، أو أن تصبح بطلب أحد الطرفين، وليس برغبتهما، وتراجع مدة العلاقة، حيث يعتبر تراجع العلاقة الجنسية مؤشراّ على تدهّور مضطرد في العلاقة العاطفية وهي إحدى الموشرات الهامة في قياس مدى توفر الطلاق العاطفي .
فالتعامل مع العلاقة الحميميّة وكأنها واجب وروتين يومي مثله مثل أي عمليّة حيويّة أخرى خإلىة من المشاعر، ما يجعل الشريك، وخصوصاً المرأة لأنها عاطفيّه بطبعها، تنفر من العلاقة وتتحجج بأمور عديدة لعدم القيام بها، لأنها لا تهتم بالعمليّة الجنسيّة في حدّ ذاتها بقدر إهتمامها بالعاطفة والحنان التي تنتظرهما من زوجها أثناء اللقاء الحميم وهنا على كل طرف أن يرضي حاجات الآخر لإنقاذ العلاقة من الطلاق العاطفي.
كما يزيد مستوى كراهية كل منهما للآخر، وبعد تكرار ممارسة العلاقة الجنسية بينهما دون استمتاع، ودون إشباع نفسي، قد يعمد أحدهما أو كلاهما إلى الإنفصال الجسدي عن الآخر بطريقة عملية، فقد يبدأ أحدهما في استخدام فراش مستقل في نومه، ولم يكونا معتادين ذلك الأمر من قبل، ويبدأ بينهما التقصير المت فقدان العلاقة السريرية :
كشف الباحث في الجنسانية البشرية هشام الشريف بوصفه خبيرا لدى المحاكم التونسية في الصحة الجنسية والعلاقات الاسرية أنه على 100 حالة طلاق في تونس تتم 40 بالمائة منها بسبب مشاكل جنسية. وعزا فشل عديد الزيجات في تونس التي تنتهي بالطلاق الى غياب التربية والثقافة الجنسية والى الشهائد الطبية التي تسلم لهم قبل الزواج دون القيام بفحص شامل ودقيق للصحة الجنسية والنفسية والجسدية داعيا عدول الاشهاد وضباط الحالة المدنية الى عدم ابرام عقود الزواج اذا لم يتم الادلاء بشهادة طبية تتضمن تشخيصا مدققا للصحة النفسية والجسدية والجنسية للمقبلين على الزواج. فالتوافق الجنسي يقصد به اشباع حاجة الزوج الى الجنس مع الزوج الاخر وشعورهما بالمودة والحب والرضا عن تلك العلاقة ، فالعلاقة الحميمة بين الزوجين أحد المصادر الأساسية لتجديد الحب وتبادله ،لكن يمارسها الزوجان بروتين فاتر ، كما أن الانسجام الجنسي من أهم الأشياء التي تبعد عن الزواج الرتابة وتبلّد العاطفة. فالسلوك الجنسي لدى الفرد يلعب دورا كبيرا في توازنه النفسي وتكتسبه الفرد من خلال التجارب والثقافة الجنسية والاجتماعية المكتسبة.
5 – انشغال الأزواج طوال الوقت خارج المنزل
تصدر غياب وهجرة الآباء لمنازلهم أسباب الطلاق في الإمارات، بحسب دراسة ميدانية أعدتها جامعة الإمارات في مدينة العين. ونشرتها جريدة الرؤية في عددها الصادر 1096رقم 16 ديسمبر, 2015وأظهرت الدراسة التي أعدتها خريجة قسم الجغرافيا والتخطيط الحضري علياء سالم فيروز الرميثي أن الزواج المبكر والتعليم المنخفض يأتيان ثانياً في أسباب الطلاق.
6 – إجترار المواقف السلبية السابقة
إن تدهّور العلاقات العاطفية ليس مؤشراً فقط على سوء مستقبل العلاقة ، بل يعطي مؤشرا على وجود الطلاق العاطفي بين الطرفين ، فعندما يقعون في المشاكل سرعان ما يهرعون إلى إستعادة الصور والذكريات السلبية السابقة دون حل جذري لحل المشكلات الحالية ، وسيعودون لتذكّر التفاصيل السلبية التي لم يكونوا يتطرقون إلىها، كتأخر أحدهم أو انشغاله بأصدقائه أثناء حفل الزواج، والخبرات الصعبة التي لم يكن أحدهم داعماً فيها للآخر، حيث تعاد كتابة تاريخ العلاقة بما هو سيء فيها.
7 – فشل محاولات الإصلاح
ويعبر مصطلح فشل الإصلاح عن استمرار التفاعلات السلبية، وعدم نجاح أي جهد للتغيير في سلوك أحد الشريكين، سواء كان ذلك برفض الإصلاح والاستمرار في إلقاء اللوم، حيث أشارت دراسة أجراها الدكتور فاكر الغرايبة أستاذ علم الاجتماع في جامعة الشارقة ، الى أن 55 % من المطلقين بينهم صلة قرابة، حيث يفضي تدخل الأهل والأقارب إلى الطلاق أحيانا، فالتدخل في حياة الزوج وعدم استقلإلىة المرأة تحديدا، يؤديان إلى زيادة نسب الطلاق، حيث إن 54 % من المطلقين كانوا يعيشون بالقرب من الأهل. وبينت الدراسة الميدانية أن 67 % من المطلقين لم يختاروا شركاء حياتهم بأنفسهم، حيث يتم الاختيار عبر الأهل.
8- انفصال زوجين في المنزل في غرف منفصلة
وهي من المؤشرات الهامة على وجود الطلاق العاطفي بين الطرفين حيث يعمد الزوج غالبا عن الإنفصال عن غرفة النوم والبحث عن مكان بديل في ذات المنزل ليكون مقامه الجديد ، أو النوم في غرفة الابناء وترك الزوجة وحيده في غرفتها عقابا لها بالصورة العاطفية التي تسبب لها المزيد من الأذى النفسي . فمن مؤشرات الطلاق العاطفي نجد أن المودة بين الطرفين فى طريقه للذهاب بلا رجعه وعدم الإنسجام في العلاقة الحميمة تعد من المؤشرات الهامة في الطلاق العاطفي وهي تعتبر جوهر الزواج والمودّة والمحبّة، فلا خجل في الحديث عنها والعمل على صقلها لأن كثرة الكتمان والخوف من قول المشاعر الحقيقية يؤدّي إلى مشاكل نفسية تدفع في النهاية إلى الطلاق المحتم. .
9- الخيانة الزوجية
قد تكون خيانة الزوجة من أسباب الطلاق العاطفي في أكثر الدراسات والذي قد يستمر أثره على نفسية المتضرر لفترة زمنية طويلة ، بينما قد تغفر الزوجة لخيانة زوجها في بعض الأحيان ، وفي أحيان أخرى تلجأ إلى القضاء ولعل الأعراف لا تساعد المرأة إلى أن تنفصل أو تطلب الطلاق في هذا المجال ، والخيانة لا تتدرج كما هو شائع على المرأة فقط بل تقع على الرجل. والخيانة الزوجية في حد ذاتها مشكلة من مشكلات المجتمع وسلوك يتنافى مع القيم الأخلاقية والمعايير الاجتماعية.
فقد وجد (فورستر ومالوني 1980) أن ارتفاع التوافق الزواجي كان مرتبطاً بالأشخاص الأكثر تديناً وكذلك لاحظ لانديز ارتفاع مستوى السعادة الزوجية بين المتدينين وإنخفاضه كلما قات درجة تدينهم وترتفع نسبة الطلاق كلما ازداد التعارض بين المعتقدات الدينية لكل من الزوجين.
وفي دراسات أخرى لوحظ أن زواج المتدينين يصادف نجاحاً أكثر ممن لا يكترثون بتعإلىم دينهم وأن الاعتقادات الدينية والمشاركة في العبادة من خلال الزوج والزوجة لها ارتباط دال بالاشباع والتوافق الزواجي.
10- عدم الانسجام الروحي والنفسي بين الزوجين
سواء الإختلاف بينهما في الرغبات والميول مع الميل إلى رغبات النفس وعدم الاعتناء برغبات الطرف الآخر ، فعدم الإنسجام بين الزوجين ويشمل ذلك التوافق الفكري وتوافق الشخصية والطباع والانسجام الروحي والعاطفي
– الانسحاب بشكل جزئي أو كامل من فراش الزوجية.
– عدم وجود اهتمامات مشتركة أو أهداف مشتركة يجتمع عليها الزوجان..
– وجود حالة من السخرية والاستهزاء واللامبالاة باهتمامات الآخر ومشاعره ، بل من أي محاولة لكسر جمود العلاقة ومنحها قدر من الدفء.
– الشعور بأن استمرار الحياة الزوجية من أجل الأولاد فقط أو من الخوف من خوض تجربة الطلاق وحمل لقب مطلق أو مطلقة أمام الناس.
– عدم وجود إحساس بالإختلاف عند بعد الزوجين عن بعضهما ، أو قربهما ، بل قد يسود لدى الزوجين حالة من الراحة عند ابتعادهما عن بعضهما البعض.
11- انشغال الزوجين بصورة دائمة
هذا السبب يذكر في كثير من الدراسات التي تناولت ظاهرة الطلاق العاطفي وهو الهروب من المنزل باللجوء للخروج والسهر والسفر بالنسبة للزوج أو تكرار زيارات الزوجة لأقاربها وما شابه ، والهروب داخل المنزل بالانشغال بالصحف والتلفاز والحاسوب وغيره عن التواصل مع شريك الحياة..فيشعر كل من الزوجين بتقصير الشريك الآخر قد يصل الأمر إلى تعقد الحياة وعدم استمرارها وبالتالي حصول الطلاق .
12- فارق العمر بين الزوجين :
ان الإختلاف الكبير في السن بين الزوجين قد يؤدي الى الطلاق العاطفي بينهما فيما بعد , ان الفارق العمري بين الزوجين يولد فجوة كبيرة بين جيلين مختلفين جيل الزوجة التي يرغب في التمتع بشبابها وجيل الزوج الكهل الذي يعيش امراض الشيخوخة الكثيرة , او تنقلب الادوار فتنقلب السيطرة من الزوج الاكبر سنا الى الزوجة الشابة
13- كثرة وتراكم الأعباء المإلىة :
تعد الأعباء المإلىة أو تراكم الديون ( الأقساط ) على الزوج أو عدم إنفاق الزوج على زوجته بسبب البخل أو طمع الزوج براتب الزوجة أو عدم قدرة الزوج على مواصلة الإنفاق وتكإلىف المعيشة بسبب غلاء المعيشة من أبرز المؤشرات التي قد تؤدي الى الطلاق العاطفي ، والدراسات الماضية لم تذكر عادة إدمان الاستهلاك بينما أصبح هذا الإدمان من الأسباب البارزة لظاهرة الطلاق في عصرنا الحالي وكما أشارت دراسة سبتي ( 2011) إلى ذلك . وتعتبر الضغوط الماديّة من مسببات الطلاق العاطفي، فغلاء المعيشه مع متطلبات العائلة الكثيرة يضع كل من الزوجين أمام تحدٍ كبير وهو توفير مستوى معيشي يناسب الطرفين ولا يحرم الأطفال من مباهج الحياة.
فقد استنتجت دراسة أن غالبية المشكلات الزوجية التي تسببت في طلب الطلاق العاطفي من قبل الزوجات تعود لمشكلات مإلىة، حيث جاء ذلك في نتيجة دراسة مسحية نفذتها الجمعية الخيرية للزواج ورعاية الأسرة بمنطقة المدينة المنورة “أسرتي” على عينة عشوائية من المطلقين والمطلقات بمنطقة المدينة المنورة بلغ عددهم 307 حالات.
14- تعاطي المخدرات او الكحول :
نتيجة لانتشار المخدرات والكحوليات وسهولة الحصول عليها فأن بعض المتعاطين لهذا السم الأبيض قد يهمل أسرته وبالتالي يصل الأمر إلى الطلاق العاطفي ، أو أن الزوج يؤثر على زوجته في تعاطي المخدر ويتدخل أهل الزوجة بطلب الطلاق لإنقاذ الزوجة وأولادها من الضياع ، وقد زاد عدد من يتعاطى المخدرات في المجتمعات العربية بسبب سهولة الانتقال الأفراد والسلع وغيرها عكس ذلك في الماضي ، نادراً ما نجد أن تعاطي الخمور والمخدرات كان سبباً هاماً من أسباب الطلاق بينما نجد هذا السبب من الأسباب الثانوية في الماضي
15- ضعف شخصية أحد الزوجين :
نتيجة اعتماد الأزواج الشباب على الوالدين حتى في اختيار شريك الحياة فأن هذا الاعتماد يدفع الوالدين أو أحدهما إلى التدخل في كل صغيرة و كبيرة في شئون الزوجين مما يشعر أحد الزوجين بالظلم ويرى سلبيات شريك حياته ضعيفاً في اتخاذ قراراته أو أنه ما زال صغيراً لا يمكن الاعتماد عليه في إدارة بيت الزوجية
وهذا السبب نراه في حالات الطلاق العاطفي بين الزوجين ولم تدم حياتهما الزوجية ما بين سنة واحدة وخمس سنوات ، مع أن الدراسات الحديثة لا تشير صراحة إلى هذا السبب أي ضعف شخصية أحد الزوجين أو كليهما كسبب من أسباب حالات الطلاق ، إلا أن الباحث يراه نتيجة من نتائج الطلاق خاصة وأن بعض شباب إلىوم يعتمد اعتماداً كلياً على الوالدين في أمور كثيرة فبالتالي تجد مثلاً الزوجة ضعف الشخصية في زوجها عندما يستشير والده أو والدته في أبسط الأمور ويعتمد على والده في توفير حاجيات زوجته
16 – الانتقادات المستمرة :
وهو قيام أحد الطرفين بممارسة انتقاد كل طرف للآخر بطريقة مستمرة ، وهذه إحدى مؤشرات الطلاق العاطفي التي تدعو للقلق ، فالكآبه التي تسبّبها الانتقادات المستمرّة بين الطرفين خصوصاً إذا لم يكونا من الأزواج الذين يتعاطون مع مشاكلهم برويّة ويحلانها بعقلانيّة وهدوء .
17 –منهجية الزواج الذهنية
ترسخ لدى بعض الأزواج النظرة الذهنية السلبية عن ” الزواج ” وهذا الأمر يتأتى من المفاهيم والمعتقدات للزواج في المجتمع ومن جذور التربية المنزلية التي نشأ فيها الزواج او الزوجة ، ولعل في المجتمع العربي تخلفا واضحا في النظرة إلى الزواج ليس باعتباره ” ميثاقا مقدسا ” بل مجرد هروب من واقع نفسي او اجتماعي نتيجة للأحباطات التي يعيشها الناس ، او تفريغا للنزوات والغرائز او خوض تجربة حياتية معينة جديدة ، والأمثلة على هذا السلوك المتخلف كثيرة ومنها : زواج الابن بعد وفاة الأب او الأخ لتغيير الترح إلى الفرح وزواج الشاب الذي يعاني من مرض نفسي مثل الكآبة الانفعإلىة او الذي يعاني من تعاطي الكحول او المخدرات كحل من منظور الأهل ظناً منهم إن الزواج سوف يعيده إلى الإستقرار ” كعلاج وهمي ” او زواج الفتاة التي تعاني من جملة عقد نفسية فتتزوج ظناً إن هذه الحالات النفسية أسبابها عدم الزواج ، او وسيلة الخلاص للتخلي عن المسؤولية في علاجها وتحميل سلوكياتها المرضية للزوج المنتظر ، وزواج الابن للفرح به قبل الموت عند حصول مرض لأحد الوالدين ، او الزواج من اجل مصلحة المصاهرة للانتفاع الاقتصادي والنظرة السلفية والتمسك بالعادات والتقاليد البإلىة ( البنت لابن عمها ) .
18 – إذاعة الأسرار الزوجية :
قيام أحد الطرفين في إفشاء أسرار الشريك إلى الأخت أو الأخ أو الأم أو الأب هي أمور تقضي على العلاقة الزوجية وتدمرها ، لاسيما إذا كان الطرف الآخر يشعر بأنه معرض لكل تفاصيل حياته أمام الاخرين ، هذا لا يعني التخلي عن الأهل ، وإنما علي كل طرف أن يرسم خطة أو برنامجاً واضحاً في تحديد الأولويات ،من هنا وجب الحفاظ على الأسرار المنزلية وعدم إطلاع أيّ شخص آخر عليها، سواء تعلق الأمر بما يجري في البيت من أفعال وسلوكيات، ما يخص عادات خاصة داخل البيت، أو ما يرتبط بقضايا عمل الزوج أو الزوجة.
19 –عدم المشاركة وقضاء الوقت معاً :
اشار الباحثون بين سلوكيات الازواج السعداء والازواج الذين يعانون من طلاق عاطفي , وكان من بين ما تناولوه في هذا الشأن الوقت الذي يقضيه الزوجان معا , وهذا يشير الى اهمية قضاء الوقت معا , وان قلة الزمن الذي يقضيه الزوجان معا يعد من مشكلات التوافق الزواجي ، فقد يملك كلا الطرفين مستع من الوقت لقضاء وانجاز العديد من الأمور المشتركة ولكن في مؤشرات الطلاق العاطفي لا تجد هذا الحرص من الطرفين في المشاركة لقضاء بعض الوقت معا ، ، لا شك أن هذا الأمر لا يبدو طبيعياً ، نفس الشئ ينطبق على بعض الأزواج الذين يفضلون الجلوس على القهوة مع الأصدقاء للهروب من جحيم المنزل .
20– إهمال المناسبات واللمسات الرقيقة :
إن من أهم أسباب تدمير العلاقة الزوجية هو إهمال التعبير عن الأحاسيس والمشاعر، وعدم البوح بكلمات حب صريحة بين الزوجين، فحين يسكت حوار الهمس يتكلم الملل ، ويصبح الصمت أسوأ مرض يصيب الحياة الزوجية، إن الإفصاح عن المشاعر أفضل وسيلة لإنجاح الزواج، وإذابة الجليد الذي تكون بمرور السنين، فالصمت يؤدي إلى الملل، والملل يؤدي إلى الغربة، وما أبشع الإحساس بالغربة مع شخص تعيش معه تحت سقف واحد وباستمرار! الإحساس بالغربة يؤدي إلى الإنفصال العاطفي، أو ما يسمى بالطلاق الصامت، هذا الأمر وإن كان يبدو بسيطاً له اعتبارات كبيرة لدي المرأة بالتحديد التي تهتم بمثل تلك الأمور بشكل خاص على عكس الرجل تماما الذي قد يتناسى لحظات حياته وأيامه السابقة فلا يعيش ذكرياتها ، لأن التفاصيل الصغيرة تحدث دائماً فرقاً كبيراً في العلاقة بين الزوجين ، كطبع قُبلة على خد الشريك في الصباح أو لدى ذهابه إلى العمل، أو مفاجأته بهدية صغيرة من دون مناسبة محددة، أو لمس يده أثناء الجلوس بقربه وشكره عندما يفعل شيئاً لك.
21- الملل في التواصل المشترك بين الزوجين :
وفقا لمؤشرات الطلاق العاطفي فإن العوامل الأكثر تأثيرا في هذا الشأن هي العوامل النفسية التي كان لها دور كبير في حصول الطلاق العاطفي ، فعندما يتسلّل الملل للعلاقات الزوجية ويداهم الروتين ثنايا الحياة الزوجية تهرب السعادة وتغيب عن أعين الزوجين فيصبحان في عداد المطلقين لكن يعيشان تحت سقف واحد., فعلى الأزواج معرفة القيام بتسلية بعضهما البعض وعدم جعل الملل من الناحية الحياتية كما الجنسية بالتسرّب إلى يومياتهم. فالملل يقتل السعادة والحب والعطاء وكلّ ما هو جميل.
22- سوء المعاملة أو العنف اللفظي :
ان هبوط مستوى العلاقات العاطفية يؤدي الى حدوث الصراع بين الزوجين وظهور الازمات الزواجية مما يؤدي الى النفور والضيق والوصول الى قرار الإنفصال العاطفي والجسدي من زوجه الاخر .حيث يجد كلا الطرفان صعوبة التواصل مع الطرف الآخر بسبب سوء التعامل أو استخدام كلمات جارحة أو قاسية على نفسية المتحدث ، مما يجعل الطرف الآخر يشعر بالسوء والغضب ويؤدّي إلى التنافر والمشاجرة على الدوام ما يفقد الإحترام ويجعل العيش سوياً من أصعب الأمور.
وجد المتخصصون أن من أكثر الأمور تداولاً بين النساء المطلقات عاطفيا هو اعتبارهنّ أن أزواجهنّ لم يعرنهن الأهمية الكافية . في هذا الوضع المحتقن، تقدّم المرأة من ذاتها وقدراتها ووقتها، وتعطي من حبّها ومشاعرها وحنانها، لكن لا تجد من يبادلها الأمور عينها. فتصبح حزينة ونادمة وتطلب الطلاق. ما يجب أن تقوم به هو إعلام زوجها بما يخالجها من مشاعر حتى ينهضا بالعلاقة ويصلحاها.
23- الإهمال المشترك بين الزوجين
أظهرت دراسة جديدة أجراها كرسي الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز المختص بدراسات الشئون الأسرية ونشرتها جريدة الرياض السعودية ، أجريت على 1569 أسرة تعيش في مدينة الرياض وأن نحو 127 رجلاً سبق لهم اللجوء إلى الطلاق، فكان اللجوء إلى الطلاق يرجع لأسباب عديدة فكان لتقصير الزوجة وإهمالها في واجباتها الزوجية النصيب الأكبر حيث بلغ 21% من العينة المختبرة، و15% يرجع إلى تدخل الأهل في المشاكل الزوجية و11% يعود إلى عصبية الزوجة ثم حدة الطباع بنسبة 8.4%، وكان لتعدد الزوجات نسبة 8.4% و عدم الإنجاب 8.2% يليها 6% لكل من التقصير في الإلتزام الديني وعدم إحترام الزوج، وغير تلك الأسباب التي ذكرت بلغت نسبتها نحو 16% مع الأخذ في الإعتبار أن 90% من العينة المستطلع آرائها متزوجون من زوجة واحدة فقط.
24- الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي
رصدت دراسات حديثة حول إدمان مواقع التواصل الاجتماعي تسببه في زيادة حالات الطلاق في بعض المجتمعات المتقدمة ، وأظهرت دراسة حديثة نشرتها جريدة الراية القطرية يوم الجمعة 25/1/1437 هـ – الموافق 6/11/2015 م ، قام بها باحثون من جامعة بوسطن الأمريكية ، مفادها أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يتسبب بالفوضى في العلاقات العاطفية، حيث كشف الباحثون عن وجود علاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كـ”الفيس بوك” و”تويتر” والمشاكل الاجتماعية المتعلقة بالطلاق والعلاقات العاطفية، لافتة إلى أن الغيرة التي يسببها “الفيس بوك”، تزيد من المشاكل والمشادات بين الأزواج في جميع الأعمار.
وأكّدت الدراسة التي أجراها الدكتور”روسل كلايتون” من جامعة “ميسوري” وأساتذة بجامعة بوسطن الأمريكية، وشملت مستخدمي “الفيس بوك” الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و82 سنة، وكان السؤال: كم من الوقت يقضون على الفيس بوك وكم مرة حدثت مشكلة مع شركائهم العاطفيين بسبب هذا الموقع؟، فأظهرت نتائج الدراسات أن استخدام الفيس بوك، كان مؤشرًا كبيرًا على ارتفاع معدل الطلاق بين الزوجين وتزايد معدل المشاكل بينهما.
http://www.raya.com/Home/GetPage المصدر عبر الموقع الالكتروني
كما ذكرت دراسة حديثة أعدها مكتب محاماة بريطاني، أن واحدة من كل سبع حالات طلاق يقف وراءها موقع “فيسبوك”.وجاء في الدراسة أن واحدا من كل أربعة مستطلعين أكدوا أن مواقع التواصل الاجتماعي تكون موضوع الخلافات الزوجية التي تحدث بصفة يومية في حياتهم ، فيما كشفت دراسة أخرى أعدتها مؤسسة “مؤشر الأنترنيت العالمي” في لندن، أن 25% من حالات الخيانة الزوجية تتم عبر الأنترنيت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ، وأشارت نفس الدراسة إلى الفيسبوك كأول أسباب الطلاق في ألمانيا يليه موقع “تويتر”، وهو ما يعكس الدور الخطير الذي صارت تلعبه هذه المواقع في بعض المجتمعات.
25- عدم الشعور بالأمان:
تفتقد أغلب الحالات الزوجية صفة الإستقرار النفسي الثابت ، وذلك لعدم شعور أحدهما بالأمان تجاه الآخر والاطمئنان له. ومن علامات الأمان أن يبث كل من الزوجين همومه للآخرين ويتحدث كل منهما عن طموحه وأحلامه، ويرد د بين حين وآخر بأنه بحاجة للطرف الآخر وأنه يشكر الله تعالى أن جمع بينهما في علاقتهما الزوجية.
فعندما يشعر الزوجان بالارتياح وتحقيق الأمن في حياتهما تقوى علاقتهما بالمؤسسة الزوجية، ولعل حاجة المرأة للشعور بالأمان أكثر منها بالنسبة للرجل.
ولكن تطمئن المرأة فإنها تحب أن تستأثر بزوجها وتكون هي الوحيدة معه.. الوحيدة في الجلوس وفي ملامسته والوحيدة في….. وكأنها تحب أن تتملكه لتشعر بالأمان.
26- الأنانية بين الزوجين
وهي تعد من أبزر العوامل المهمة في هذا الصدد أيضًا ؛ إذ أن كلا من الزوجين يركز على ذاته، وإشباع رغباته الشخصية دون حساب للآخر، مما يساهم في زيادة الفجوة بين الطرفين مع مرور الوقت الذي يؤدي شيئا فشيئا إلى الطلاق العاطفي وبرود المشاعر بين الأزواج .
انعكاس تلك المؤشرات على نفسية الأزواج
علم النفس يؤكد أنه من الصعب على الطرفين تحمل أثار الطلاق العاطفي ، كون العلاقة ستميل نحو المزيد من الأذى النفسي الذي سينعكس على الزوجين ، وخاصة الرجل الذي عادة ما يميل لكبت متاعبه النفسية ومداراة أحزانه، ولا يبوح بها للغير كما تفعل النساء.
الدراسة تشير على إن الرجل يعاني من الطلاق العاطفي وقد تصل الى مرحلة أكثر من المرأة خاصة إذا كانت هذه الإمكانة هي بدأت تتعامل معه بنفس الطريقة وأصبحت في حالة من الجفاء والحدة في التعامل معه ، حيث يعاني الرجل إزاء ذلك من إحساس بالطعن في رجولته، فيتألم في صمت، ولايخبر في الغالب أحدا بالحقيقة، ونتيجة لهذه الخيبات وحفاظا على المظهر والمكانة الاجتماعية ، يكتم مشاعره مما ينتج عنه الإصابة، يما يسمى بأمراض الطلاق العاطفي ، ومنها النوبات القلبية المميتة التي تصيب الرجل
أكد مصطفى الحاروني أستاذ علم النفس التربوي بجامعة حلوان المصرية أن المنزل الذي يشهد مرحلة الطلاق العاطفي يعد منجما للأمراض النفسية والعاطفية ولن يستثنى أحدا من أفراد الأسرة الواحدة ، حيث تصبح أكثر الأمراض شيوعا لدى هؤلاء هي الإرهاق المزمن، القرحة، تساقط الشعر، امراض القلب والأمراض الجلدية.
أغلب العلماء يؤكدون بأن الطلاق العاطفي أشد خطورة من الطلاق الفعلي، واستمرار الزواج الفاشل يسميه علماء النفس بمقبرة الصحة بكل المقاييس.
ومن جانب آخر فقد كشفت دراسة جديدة أن العبء النفسي الناتج عن العلاقات العاطفية الفاشلة أو غير المستقرة أكثر عند الرجال من النساء على عكس الاعتقاد الشائع أن النساء هم الأكثر تأثراً، أجرى الدراسة عالما الاجتماع روبين سيمون من جامعة ويك فورست وآن باريت من جامعة فلوريدا.
وأوضحت عدة دراسات سابقة أن النساء الشابات غير المتزوجات يتعرضن لضغط عصبي ونفسي أكثر عند فشل العلاقات العاطفية، لكن يبدو أن العكس هو الصحيح كما يشير البحث الحديث، والذي دُرس فيه ردود الفعل العاطفية لـ1611 من الرجال والنساء غير المتزوجين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و23 عاماً بهدف رصد مدى تأثير العلاقات غير المستقرة على الجنسين في هذه المرحلة الانتقإلىة من المراهقة للنضج.
وتركز الدراسة على العلاقة الجنسية أيضاً والتي يقول الباحثون إنها تلعب دوراً مهماً في تحسين الحالة النفسية في فترة النضج بينما لا ينطبق هذا بالضرورة على فترة المراهقة. كما أن الدعم النفسي من الطرف الآخر في العلاقة مهم جداً للصحة العقلية، في دراسة كان حوالي نصف الخاضعين لها من الرجال والنصف الآخر من النساء، وتم جمع المعلومات من أجل بحث طويل المدى يهدف لدراسة الحالة النفسية والعقلية عند بدء مرحلة النضج.
كما أثارت هذه الظاهرة اهتمام العلماء وكانت المحرك وراء دراسة أجريت في جامعة Binghamton الأميركية في نيويورك وشملت الدراسة التي جاءت لرصد الإختلافات بين الجنسين في التعامل مع فشل علاقة زوجية يتوقف خلالها الحب بين الزوجين ، حيث خضع ما يقرب من 5705 أشخاص من 96 دولة قيموا درجة معاناتهم في علاقات عاطفية سابقة بدرجات تبدأ من صفر وتنتهي بـ10.
وكان متوسط معاناة النساء بعد فشل العلاقات العاطفية نحو 6.84 نقطة على هذا المقياس مقارنة بـ 6.85 نقطة للرجال ، أما الألم الجسدي الذي عانت منه النساء بعد فشل العلاقة فكان 4.21 درجة في المتوسط مقابل 3.75 نقطة للرجال.
وتعتبر هذه النتائج مفاجئة إلى حد بعيد إذ إن درجة المعاناة لم تختلف بشكل كبير، ما يؤكد أن الفرق يكون في شكل هذه المعاناة ومدتها.
أما عن الآثار السلبية على الأبناء فلا حصر لها إذ تشير الدراسات التي أجريت في المجتمعات العربية إن نسبة المنحرفين من أبناء هذه الأسر المفككة عإلىة جداً وقد وصلت إلى 64 % من نسبة المنحرفين في الأردن عام (96) . ونتيجة لهذا النوع من الطلاق العاطفي تنعدم في هذه الأسر إمكانيات اكتساب الأطفال للأخلاق وتعلم السلوك الاجتماعي السوي إذ أن الزوجين يمثلان بالأصل المثل الأعلى للأطفال ليتشربوا منهم الأخلاق والمثل والقيم والتعليم وبنفس الوقت هما الرادع القوي والعقاب المانع في حالة خروج الطفل عن السلوك السليم ، وبانهيار هذه العلاقة لا يجد الطفل سوى القلق والانفعال والانطوائية والشعور بالحرمان والعداء للمحيطين به والانتقام من وضعيته النفسية المأزقية وبطريقة غير واعية بالسلوك الشاذ من العنف والكذب والسرقة والشذوذ الجنسي والتسيب المدرسي ، والإيذاء والاعتداء على حقوق الآخرين ، انه الطفل الذي ليس قيادة ترفده بالتعليم والخلق والحنان وبنفس الوقت لا تردعه اذا كان سلوكه مشيناً
ومن هنا تتفشى وتنمو الشخصية السيكوبائية ضد الاجتماعية في نفسية الأبناء ، وهي الرافد والمنبع الأساسي في تفريخ الجريمة في المجتمع ، ذلك عدا ما يتركه هذا النوع من الطلاق من الجنوح والتدخين المبكر ، وتعاطي الخمور او المخدرات وحصول الاكتئاب النفسي بشكل عال ، والقلق والتوتر ونوبات الفزع وخلاصة القول أن هذا النوع من التصدع يبدد أمن المجتمع واستقراره ويشكل عقبة كبيرة في وجه مشاريع التنم إنّ الأبناء – وعى الآباء بذلك أم لم يعُوا- وهم يقفُون يوميا على أرض من الألغام المتفجّرة ويحترقون بشظاياها، ليتشرّبون من المشاعر السيئة، وليتجرّعون مرارة الحياة باستمرار، مع أنّهم لا يتجرّؤون على الإفصاح عن ميولهم لخيار انفصال الأبوين عن بعضهما رغبة منهم في الخلاص من واقع طالما أربك شخصياتهم الرهيفة، وهزّ ثقاتهم بأنفسهم وبمحيطهم العائلي، وربّما أورثهم هُمْ أيضا عجزا عن اتخاذ القرارات الصائبة في حياتهم الخاصة.
إنّ الطلاق النفسي يمثّل فعلا أزمة حقيقية تعصف بكثير من الأبناء لمخاطر تفوقُ تلك المخاطر المُفترضة التي قد تحصل جراء الطلاق النهائي، إذ في غياب البيت الطبيعي المُترع بالدف والحنان والحُبّ والسكينة والانسجام والتفاهم والنجاعة ينشأ الأطفال نشأة غير سليمة، ويُصابون بأمراض نفسية منها انفصام الشخصية وفقدان الثقة بالذات والعجز عن أخذ القرارات المناسبة..
نموذج الإستبيان
قام المجلس الإستشاري الأسري بقياس الفجوة العاطفية في العلاقات الزوجية ، ومدى انعكاسها على العلاقة المشتركة في مسعى للحصول على معلومات دقيقة حول نسب وأسباب الطلاق العاطفي ، يعرف بـ”مؤشر الطلاق العاطفي “. هذا المؤشر يعد الأول من نوعه، ومعلومات الاستبيان التي يلزم فرد العينة بتعبئتها تتضمن عدد بعض الممارسات التي تدل اشارة الى عدم او وجود الطلاق العاطفي بين الزوجين ، وانعكاس هذه الحالة على العلاقة الأسرية “، وهذه البيانات يهدف إلى إتاحة معلومات دقيقة عن نسب الطلاق العاطفي للباحثين والدارسين في المجالات الاجتماعية، بغية إيجاد حلول إيجابية تحد من ظاهرة الطلاق.
، ويعرف الاستبيان بأنه : ” سلسلة من الأسئلة أو المواقف التى تتضمن بعض الموضوعات النفسية أو الاجتماعية أو التربوية أو البيانات الشخصية التي تعطيك مؤشرات واضحة على وجود الفجوة المرصودة للبحث.
والنوع الذي تم استخدامه في هذا المقياس هو الاستبيان المقيد الذي يتكون من قائمة معدة من الأسئلة الموضوعية التي تعكس جوانب الدراسة الموضوعية ، وعلى المفحوص اختيار الاجابة المناسبة
نشكرك على تفضلك بالمشاركة في هذا الاستبيان الذي سيساعدنا على التعرف على الوضع الحالي بالنسبة لمدى انتشار ظاهرة الطلاق العاطفي من أجل تشخيص الوضع ووضع العلاجات المناسبة لها.
نرجو أن تقرأ الجملة المكتوبة بتمعن ثم قم باختيار الرأي الأقرب إلى انطباعك من حيث توفير الممارسات خلال مدة زمنية تمتد لثلاثة أشهر خلال الفترة الإمكانة مع الطرف الآخر .
مدة الزواج: | عدد الأبناء : | عمر الزوجين: | الدخل المإلى للزوجين: | التعليم للزوجين: | المسكن الحالي:
|
طريقة الزواج | تعارف في الخطبة |
عناصر الاستبيان | غالبا 100% | أحيانا 80% | قليلا 60% | نادرا
40% |
لا يوجد 20% |
1- الزوجين بينهما ممارسات عامة تتسم بالعاطفة والتودد والإهتمام المشترك لبعضها | |||||
2- يشعر الزوج بوجود الكثير من التوافق الفكري والنفسي والسلوكي والمهاري مع زوجته | |||||
3- تشعر الزوجة بأن شريكها يمنحها الأولوية في حياته في تلبية احتياجاتها ورغباتها | |||||
4- يحرص الزوج على منح زوجته قبلة قبل خروجه من المنزل والأمر نفسه عندما يدخل | |||||
5- يقوم الزوج أثناء خروجه من المنزل بصبحة زوجته بمسك يديها ولمسها | |||||
6- يحرص الزوج على الالتزام بالوعود التي يعطيها لزوجته ولا ينقضها بلا سبب محدد | |||||
7- يتبادل الزوج الرسائل النصية والمسجات عبر الهاتف مع زوجته وهو خارج المنزل | |||||
8- يقوم الزوج بالإتصال الهاتفي بالطرف الآخر عندما يكون خارج المنزل للاطمئنان عليها | |||||
9- يسعى الزوج لمشاركة الطرف الآخر لحضور محاضرة أو دورة تدريبية أو نشاط ثقافي | |||||
10- يتبادل الزوج الهدايا العينية مع زوجته سواء في المناسبات الخاصة والعامة | |||||
11- يحرص الزوج على الاحتفاء بزوجته أثناء المناسبات الخاصة بينهما دون طلب منها | |||||
12- توجد عدة هوايات مشتركة بين الزوجين يحرص الزوج على القيام بها مع زوجته | |||||
13- بإمكان الزوج تذكر تاريخ زواجه وتذكر تاريخ ميلاد زوجته بشكل سنوي وإخبارها | |||||
14- يقوم الزوج بالاعتذار لزوجته في حال وقوع خطأ ما أو تقصير وقع منه تجاهها | |||||
15- يقوم الزوج بمساعدة زوجته في شئون المنزل أو يسألها اذا كانت بحاجة للمساعدة | |||||
16- يحرص الزوج على القيام بنزهة أو دعوة عشاء مع زوجته لقضاء وقت معها لوحدها | |||||
17- يقوم الزوج بمناداة أسم زوجته بصورة تدل عل الدلال والترخيم باسمها | |||||
18- يحرص الزوج على قضاء أغلب وقته أثناء الإجازات مع زوجته وأبناءه في المنزل | |||||
19- يقوم الزوج بإصطحاب زوجته أثناء سفره خارج الدولة للسياحة أو للعمل | |||||
20- يقوم الزوج بالثناء على زوجته وفضائلها أمام أفراد الأسرة بحضورها وغيابها | |||||
21- يطرح الزوج موضوع الزواج من أخرى وأنه يفكر في هذا الأمر مستقبلا مازحا أو جادا | |||||
22- تشعر الزوجة بأن زوجها يكون في حالة عصبية ومزاجية دائمة وهو في المنزل | |||||
23- تشعر الزوجة بالأمان العاطفي مع زوجها وانه لا يقيم علاقات عاطفية خارج المنزل | |||||
24- تشعر الزوجة بالراحة النفسية والسعادة والإستقرار في علاقتها مع زوجها | |||||
25- هل ترى إن انعكاس الطلاق العاطفي قد يؤدي لإنفصال الزوجين جسديا دون طلاق | |||||
26- هل ترى إن انعكاس الطلاق العاطفي قد يؤدي لحالات الاكتئاب يصيب الأزواج | |||||
27- هل ترى إن انعكاس الطلاق العاطفي قد يؤدي لحالات الانيهار النفسي ، وهناك تشرد الأبناء عاطفيا وتأخرهم دراسياً | |||||
28- هل ترى إن انعكاس الطلاق العاطفي قد يؤدي لإصابة الأبناء بالتوتر والخوف والقلق | |||||
29- هل ترى إن انعكاس الطلاق العاطفي قد يؤدي لطلب الطلاق الرسمي بين الزوجين | |||||
30-هل ترى إن انعكاس الطلاق العاطفي قد يؤدي للخيانة الزوجية من قبل الطرفين |
إسم الباحث : …………………………………………………………..
الدولة : …………………………………………………………. |
يرجى كتابة أي ملاحظات أو اقتراحات لتطوير عملنا وتحقيق رضاكم : ……………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………..
|
كيف نستعيد حياتنا من جديد
يعاني الكثير من الأزواج من صعوبة في تخطي العلاقات الزوجية التي تعرضت للطلاق العاطفي ، وربما يصبح هذا الفشل في العلاقة محطة يقف بها الكثير من الأزواج ولا يستطيعوا الخطي قدمًا للانطلاق من جديد، وبالتالي يؤثر ذلك الفشل بالسلب علي أوجه حياتهم سواء المهنية أو الاجتماعية، وقد يعرض الإحساس بالفقدان العديد من الأشخاص للإصابة بالأمراض النفسية كالاكتئاب، والتوتر، وعدم القدرة علي التأقلم مع صعوبات الحياة.
لاشك أن مسألة التعامل مع فترة الطلاق العاطفي تختلف من شخص لآخر لكن يجب علينا التعامل مع تلك الأزمة بشئ من التحدي والإصرار على تخطى تلك المرحلة بكل هدوء ، ففي الوقت الذي ينجح فيه البعض في تخطي هذه الصدمة واستكمال حياته، يواجه آخرون صعوبات في تقبلها وقد يفشلون في التعامل معها.. فكيف نواجه الصدمات العاطفية من وجهة نظر علماء الاجتماع ومواصلة الحياة مرة أخرى؟.
على الرغم من أن العلاقات الفاشلة، تؤثر سلبياً على الإنسان من النواحي النفسية والجسدية، إلا أن هناك العديد من الدروس المستفادة منها، نقدم لكم فيما يلي أهمها
1- لنبدأ بالعلاج القرآني النبوي الذي لايضاهيه أي علاج آخر فمن إتبع كلام الله عز وجل ونبيه الكريم لن يجد في حياته مضرة بل إذا حدث شئ ما رده إلى الله ورسوله وهو مطمئن واثق من حكم خالقه .
” وعاشروهن بالمعروف ، خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ، إستوصوا بالنساء خيراً ، رفقاً بالقوارير، فإنظري أين أنتي منه فإنه جنتك ونارك ، إذا دعا الرجل إمرأته للفراش فأبت ألا تجئ لعنتها الملائكة حتي تصبح ، خير النساء من تسرك إذا نظرت وتطيعك إذا أمرت وتحفظ غيبتك في مالك ونفسها ، لو تعلم المرأة حق الزوج لم تقعد ما حضر غداؤه وعشاؤه حتي يفرغ منه ، لو صح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها ، ولا تضرب في الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت ، وخياركم خياركم لنسائهم ”
2- عامل الآخر كما تحب أن يعاملك
تفشل العلاقات في معظم الأحيان، بسبب تضارب الآراء والأفكار، وعدم توافق القيم والمثل الإنسانية، لذلك يجب أن يتعلم الإنسان كيف يعامل الناس بالطريقة التي يحب أن يعاملوه بها ليتمكن من تكوين علاقات ناجحة.
3- عدم إلقاء اللوم على الآخرين
يحاول البعض التملص من المسؤولية عن فشل العلاقة بإلقاء اللوم على الآخرين، ومن الضروري أن يبحث كل من الطرفين عن العيوب والنقائص في شخصيتهما، قبل البحث عنها في شخصية الآخرين.
4- التعافي من العلاقة أمر نسبي
يمر الإنسان بمشاعر متناقضة من وقت لآخر بعد المرور بعلاقة فاشلة، فتارة يشعر بالحزن والاكتئاب والإحباط، وتارة أخرى يجد نفسه بدأ بالتخلص تدريجياً من الآثار السلبية لنهاية العلاقة.
5- إحياء العلاقة أمر وارد
عندما يقرر الشريكان الإنفصال، يكون كل منهما في أعلى درجات الغضب والاستياء من الطرف الآخر، ومع مرور الوقت يمكن أن تهدأ النفوس ويبدأ الطرفان التفكير بتجاوز المشاكل القديمة وإعادة إحياء العلاقة على أسس سليمة.
6- البحث عن الصفات الإيجابية
عند انتهاء العلاقة، يتذكر كل من الطرفين الصفات السلبية وليس الإيجابية، ويفكران في نهاية العلاقة متناسيين كيف بدأت، ومن الضروري محاولة إعادة التفكير بالصفات الإيجابية في الطرف الآخر، وعدم الاقتصار على الصفات السلبية، لإعادة تقييم العلاقات في المستقبل بشكل موضوعي.
7- التنازل عن الذات العاطفية
على الطرفين ان يحاولا التنازل وتفهم وجهة النظر الأخرى وأن يضع كل شخص نفسه مكان الآخر و يفكر بطرق مختلفة للوصول الى فهم تفكيره الآخر وان الحياة العاطفية ليست معركة ولا يوجد فيها فائز وخاسر، ويتقبلا حصول الخلافات بينهم فهي دلالة وجود احتكاك ومودة ومحاولة لمعرفة الآخر وعليهما ان يتعلما ان ينظرا لهذه المشاكل بشكل ايجابي ينتج عنه معرفة أكمل وأعمق للآخر.
8- الاستفادة من أوقات الفراغ
يخلق إنهاء العلاقات العاطفية فراغاً كبيراً في حياة الطرفين، ويجد كل منهما الوقت لإنجاز بعض الأعمال المعلقة، أو إتقان مهارات جديدة والانخراط في علاقات اجتماعية جديدة.
9- تقبل الواقع
لا ينبغي علينا إنكار الواقع الذي نعيشه مع الطرف الآخر ، فمن الخطأ الاستمرار على الإنكار وإضفاء القدسية على العلاقة القائمة مع الاخر ، بل الحكم على الأمور بواقعية، فغالبًا فشل العلاقة يرجع لأسباب أدت إلى وصولها لنقطة النهاية . كذلك ان يميز الطرفان ان بعض الصفات في الطرف الآخر لا تتغير وبعضها ممكن تعديله، ويسأل كل شخص نفسه ‘هل أنا قادر على تحمل هذه الصفات؟’ . وان يتقبل الطرفان الإختلاف الموجود بينهما وان كل شخص من بيئة ومحيط مختلف ونظام تربوي ودراسي مختلف و معتقداته شخصية مختلفة و ان يكونا مرنان في تقبل الخلاف.
10- عدم نقد العلاقة الزوجية
ان حصل خلاف و مشاكل عاطفية بين الطرفين، فعليهما ان يكونا متفهمين، ومتقبلين، وان لا يكن احدهما للآخر كرها أو ضغينة أو كراهية الطرف الآخر . وعلى الشخص أن يدرك جيدا بأن الحزن الناتج عن فشل العلاقة العاطفية يجب أن يكون محدودا وليس دراميا ولا يخلق مشكلة أكبر كأن تنعدم الثقة بالرجال أو بالنساء نتيجة سوء فهم بين شخصين اثنين فقط.
11- التفكير في الماضي لا يفيد كثيراً
يقضي البعض ساعات طويلة في التفكير وتحليل الأسباب التي أدت إلى فشل العلاقة، وعلى الرغم من أن ذلك يعد جزءاً من عملية الشفاء، إلا أن المبالغة فيه تعطي نتائج عكسية، وتمنع من التقدم وتجاوز الأزمة.
12- استرجاع المشاعر السابقة بينكما
إستعادة الذكريات الخاصة السعيدة التي كنتم تفعلانها في بداية الزواج ومحاولة تكرارها مرة أخري عن طريق إعادة نشر الحب بينكم عن طريق وسائل معينة مثل الكلمات الطيبة والدعاء والإبتسامة وحسن الظن بالآخر واللمسة الرقيقة فالنفس تواقه للتجديد ، الصبر وإحتساب الاجر عند الله فيما تفعله لشريكك .
13- يجب على الزوجين الاتفاق على إلىة لحل الخلافات ومواجهة المشكلات، وأن تحاول الزوجة امتصاص غضب الزوج وأن يحاولا التجاوز عن الهفوات والصغائر، ولا تغلبهما التوافه ومن الضرورى فى هذا النقاش أن يكون هناك إنصات جيد
14- ضرورة وأد الخلافات الأسرية في مهدها
هذا هو الشعار الذي يجب أن يرفعه الزوجان، وذلك بأن يجعلا المناخ الأسري، والعلاقة بينهما بلا خلافات، وليس فيها مكان للمشكلات، وأن تكون العلاقة بينهما تربة صالحة، حتى لا تتأثر بها وتتضرر بقية أفراد العائلة ، فيجب وأْد هذه الخلافات مبكرًا، وأن تُجتزَّ من جذورها قبل أن يقوي عودها، ويصعب نزعها· ويجب على الزوجين أن يسرعا في علاج الخلافات في بدايتها، وأن لا يهملا هذا الأمر، فالتواني والقعود عن حلها يعني تأصيلها وتغلغلها في جسد الحياة الزوجية·
15- أن يكون بين الزوجين تفاهم مشترك وخاصة منذ بداية الزواج بأن يصرِّح كل منهما للآخر ما يحب وما يكره , والاتفاق على أن يحرص كل طرف على تلبية احتياجات الآخر النفسية والجسمية كالتقدير والإحترام والتقبل وعلى رأسها القبول الجسدي , ثم ترجمة هذا الاتفاق إلى سلوكيات وأقوال ..على مدى حياة زوجية مديدة بإذن الله .
16- هناك نقاط بسيطة لو حاول تطبيقها كلا الزوجين فسيلاحظان تغيرا جذريا في علاقتهما الصامتة ومنها مثلا: التجديد في المنزل .. من ترتيب للأثاث وتنويع في الديكورات. اللباقة في الحديث الجذاب وإثارة الموضوعات الشيقة وعرضها بصورة لطيفة لا تثير الجدل ..
17- ايجاد ثقافة الإجازة القصيرة ، بين الزوجين ولو لفترة مؤقتة ليتم الاشتياق .. والزوج لابد ان يكون متجددا ومتغيرا .. فكما يحب من زوجته أن تشتاق له عليه أن يبادلها جزء من مشاعره العاطفية ، فعليه أن يجيد الطرق التي يتودد فيها لزوجته.
18- إن تجديد الحياة الزوجية بين الرجل والمرأة من حين لآخر أمر ضروري، حتى لا تتعرض حياتهما للملل والروتين، وإذا أراد الزوجان أن يبعدا شبح الملل والفتور، وأن تنجح علاقتهما وتستمر فلا بد أن يحاولا معاً تزكية هذه العلاقة، وتدعيم حياتهما بألوان من الحب والعطف، والود والوضوح، والصراحة والشفافية، والإهتمام والعطاء، والتضحية المتبادلة
التوصيات في معالجة ظاهرة الطلاق العاطفي
أن وقوع الطلاق الحقيقي للأزواج الذين يعانون الطلاق العاطفي قد لا يكون حلاً نموذجياً أو مريحاً لطرفي الزواج خاصة إذا وجد أطفال، فوجود الأطفال في إطار الأب والأم معاً أفضل من انفصالهم نهائياً وتشتت الأطفال بينهما
أن الحل الأمثل يكمن في تكثيف برامج التوعية للأزواج والأسرة بكاملها للأخطار التي يسببها الطلاق العاطفي وتوضيح سبل تفاديها بتعليمهم طبيعة الحياة الزوجية الصحيحة القائمة على المشاركة والتشاور وليس الانفراد بالأدوار كما تم ذكر بعض التوصيات التي تساعد على علاج تلك المشكلة من أبرزها
- العمل على إعداد الدراسات التحليلية المتخصصة حول ظاهرة الطلاق بشكل عام وطلاق المواطنين من مواطنات بشكل خاص وإيجاد الحلول المناسبة لها.
- إنشاء مكاتب تتعلق بالاستشارات الزوجية، وإنشاء مركز للتوجيه والاستشارات الأسرية يتبع لوزارة الشؤون الاجتماعية
- إنشاء ما يسمى عيادات الأسرة في الأحياء عبر تأهيل أطباء الأسرة والمجتمع تضم متخصصين في علم النفس والاجتماع والتربية يستطيعون التعامل مع المشكلات الاجتماعية برؤيا مستنيرة وفكر متخصص
- إقامة دورات تأهيلية تثقيفية تربوية للزوجين قبل الدخول في الحياة الزوجية،
- العمل على إصدار التشريعات والأنظمة الرادعة والضابطة لعملية الطلاق، وتقييده إلى أبعد الحدود.
- العمل على إجراء مقابلة واختبارات نفسية لطرفي الزواج.
- استخدام أنظمة جديدة لحماية الأسرة خاصة الأبناء ورعاية المطلقات،
- توعية الوالدين بأهمية التنشئة الأسرية التي من شأنها إعداد الأبناء، واستخدام مناهج التربية الأسرية في سنوات الدراسة الثانوية والجامعية لبيان كيفية تحقيق السعادة الزوجية،
- إصدار كتيبات علمية ونشرات تتناول المشكلات الأسرية وسبل علاجها
- استحداث برامج علاجية تستهدف الزوجين والعلاج الأسري والعائلي المجتمعي
- إقامة مراكز خاصة برعاية المطلقات لإزالة ما قد يترسب في أذهانهن، وما يعلق فيها من آثار سلبية ناتجة عن الطلاق، والإهتمام بأسر المطلقات،
- إعادة التوافق النفسي للمطلقة وذلك بدمجها في المجتمع وتشجيعها على إكمال دراستها، وممارسة هواياتها والانضمام إلى العمل الاجتماعي والجهات الخيرية.
- تكثيف البرامج الخاصة بتشجيع العلاقات الزوجية على اكتساب المزيد من المهارات والبرامج تخلق التجانس والتكافؤ
- ـ توجيه الإعلام المرئي والمسموع والمقروء لزيادة مساحات التوعية بزيادة البرامج التي تهدف إلى التعريف بمضار الطلاق وأثره في المجتمع ومسببات
- إدراج قضية الطلاق ضمن المناهج التعليمية والتربوية بصورة أكثر اهتماما توضـّح مدى خطورة وآثار هذه القضية الخطيرة.
الخلاصة:
بينت هذه الدراسة بعض الآثار المرضية التي يخلفها الطلاق العاطفي على نفسية أفراد الأسرة الواحدة ، وهذا ما يجسد حكمة الأمر الرباني الموجه للمسلمين عموما، وللأزواج خصوصا بالمحافظة على المودة والإستقرار النفسي والعاطفي ، ونهيه سبحانه عن الشتات والفرقة في قوله ـ عز وجل ـ: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُواْ) فالقرآن لم ينه عن التفكك الأسري كأحد مظاهر تصدع الأمة الإسلامية، إلا لكون ضرره أكبر من نفعه.