زوجي يشاهد الصور والمقاطع الإباحية عبر النت، هذه العبارة دائما ما اسمعها خلال تلقى الأستشارات الاسرية . أنّ اكتشاف الزوجة لما يفعله زوجها من مشاهدة للصور والمواقع الإباحية أمر محزِن يورث ضيقاً كبيراً.. فكل امرأة تريد من زوجها أن ينأى عن مواطن الرذائل، ويتحصّن بهذا الزواج، ويلبّي حاجاته الجسدية والنفسية بالحلال.. ولكنها ليست نهاية العالم وإن رأيتِها كذلك.. ونحن في زمن الفتن والابتلاءات، حيث أصبح من السهل جداً الوصول إلى هذه المواقع الإباحية مع دخول الإنترنت والفضائيات إلى كل بيت حتى غزونا في عقر غرفنا الخاصة! وليس في هذا الزمن معصوم، وكلّ أحَدٍ معرَّض للفتنة في أي وقت.. نسأل الله السلامة..
لعل الأمر هنا يتعلق في طريقة المعالجة وكيفية مساعدة الزوج عن التوقف عن تلك المشاهدة -في حال انه صارحك بعدما عرف زوجك أنك عرفت ذلك نسف ما تبقى من حياء عنده حيال هذا الأمر.. وما تفضلتِ به من أنه يصالحك ويعدك بالإقلاع عن هذه العادة، ثم بعد فترة يعود إليها أكبر دليل على أنّ طريقة الحل ليست ناجحة.. وعليك بالتفتيش عن حلول أُخرى قد تؤتي أكلها معه..
فأنا أقترح على الزوجة ما يلي
- فما يقوم به الزوج من رؤية الصور والمواقع الإباحية غالباً يكون في السر، لذلك يجب إخفاء الأمر عن الجميع وخاصة الأسرة والابناء ما دام الزوج يخفى أمره عن الناس من الفعل القبيح فهو ستر من الله، فيجمل بالمؤمن أن يشكر هذا الستر بالإقلاع عن هذا الذنب الخفي. فإذا تمت المكاشفة أمام الجميع تتحوّل المشكلة إلى مشكلة أكبر قد يصعب علاجها..
- التخلص من هذه الفعال يتطلب منك ممارسة بعض السلوكيات التي -بإذن الله- تساعدك على التخلص وأولها الدعاء بظهر الغيب لهذه المشكلة في كل سجدة ادعُ: اللهم نقِ قلبي من شهوة النظر المحرم.
- من الضروري التعرف عن أسباب دخول الزوج هذه المواقع.. وهذه الجزئية مهمة جداً للعلاج.. قد لا تكونين مقصِّرة في واجبك كزوجة، ولكن لربما متطلبات زوجك كانت مختلفة عما تقدمينه له.. فأخشى أن يكون عند زوجك نقص خاصة في الأمور الحميمية، فيحاول اللجوء لإشباع نهمه الجنسي في هذه المواقع.. فحاولي إيجاد السبب الرئيس الذي دفعه لهذه الأمور؛ ليسهل عليك إيجاد الحل والعلاج..
- مساعدة الزوج في التخلص من جميع الصور والأفلام التي في حوزته، ولا تفكر في أنك ستعود إليها، بل افعل واترك المستقبل حتى يأتي؛ لأنك لو اجتهدت في التخلص منها فسوف يصعب عليك الحصول عليها مرات متكررة،
- إذا كان الزوج يحصل على هذه الصور من مواقع على الشبكة، فأرسل الرابط فقط إلى هيئة تنظيم الاتصالات ليقوموا بحجبه، وهذا من أنفع الأساليب في تضييق الخناق على مصادر الصور، فإذا لم يجد الشخص الصور فماذا سيرى؟! سيضيع الوقت وهو يبحث عن موقع يرى فيه صورة ولا يجد،
- وضع الكمبيوتر في مكان بارز؛ بحيث يقل الوقت المتاح للمشاهدة، ثم بمجاهدة النفس تقلل هذه الشهوة حتى تزول بإذن الله.
- اسأل أهل الاختصاص عن كيفية زيادة المتعة مع الزوجة، فذلك يعزز وبقوة اللذة في الحياة الزوجية، بدلا من اللذة المتوهمة في النظر المحرم.
- استغلال أوقات فراغ الزوج في أعمال تكون بعيدة عن الكمبيوتر، بحيث لا يجد الوقت للانجرار وراء نوازع الشيطان للنظر المحرم.
- الإكثار من سماع القرآن وتدبره، وسماع الأشرطة التي تشرحه لهو من أنفس وأقوى ما يزاحم هذه الشهوات.
- الصبر على هذا الابتلاء، خاصة أن كان الزوج مدمن على أمور ليس بالسهل أن يتركها وعليك بالإصرار والتحدي وحسن التوكل على الله جل وعلا؛ لتصلي إلى الغاية التي تريدين..
- هناك أمر مهم جداً، وهو أنك لستِ مسؤولة عن دِين زوجك، ولا عما يقوم به؛ فإنه لا تزر وازرة وِزر أُخرى.. وكلٌّ يُحاسَب على أخطائه.. حاولي جهدك أن تنصحيه بالحسنى وبالفطنة وبالذكاء وبأي وسيلة متاحة، ولكنك غير مسؤولة عن النتائج.. وقد قال الله جل وعلا للحبيب عليه الصلاة والسلام “وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين” فمع كل حرصك على زوجك والتزامه، ولكن ليس لكِ من الأمر شيء؛ فأنت تزرعين وليس عليك الحصاد!
- لا تحاولي التفكير بما يتخيله زوجك أثناء الجماع.. فهل تستطيعين أن تشقّي عن قلبه لمعرفة ما يدور فيه؟! قومي بما عليكِ فعله بدون أفكار قد تكون مجرد أوهام ووسوسات شيطانية لتُحبَطي فلا تُشغِلي بالك به حتى لا يتفاقم كرهك لزوجك أكثر..
- محاولة كسر الروتين في العلاقة مع زوجك، وخاصة العلاقة الجنسية، وأبدعي وتفنّني في لفت نظره بتزيّنكِ له، وبتقرّبك إليه، واجعليه يشعر بحبّكِ له، وتمسككِ به..
- قلّلي من نسبة خروجك من البيت، وشاركي زوجك في كل أمور الأسرة، واجعلي أولادك يتقرّبون من أبيهم، ويتلاطفون معه، ويتودّدون له ليشعر بالجو الأُسري الحميم.
- حاولي أن لا تُبقيه لوحده لفترة طويلة، فإن كنتِ مشغولة في البيت فاشغليه بالأطفال، أكثِروا من زيارة الأقارب والأهل، ولتكن جلّ نشاطاتكم مشتركة بحيث لا يتبقّى له لا الوقت الطويل ولا الراحة للدخول إلى هذه المواقع..
- إيّاكِ أن تُدخِلي أحدًا في هذا الموضوع من أهلك أو أهله أو أي شخص، فاستري على زوجك ولا تفضحيه.. وإن فعلتِ فسيفقد الثقة بكِ،
- عندما يتواجد الزوج في المنزل أكثِري من الجلسات الوديّة بينك وبينه ولو على حساب راحتك، أو حتى لو تكلّفتِ الأمر رغماً عنكِ، وقومي بشتّى الوسائل التي تقرّبه منك.
- صارحيه برغبتك في تحديد متطلباته منكِ من الناحية الجسدية والنفسية، وحاولي تلبية هذه المتطلبات فيما لا يخالف الشرع..
- لا تُشعريه أنه مراقَب، ولا تستعملي معه أسلوب النهي والتهديد والوعيد؛ لأنكِ بذلك لن تصلي معه إلا لطرق مسدودة.. فالرجل لا يتقبّل هذا الأسلوب من زوجته، وقد يُبعِده عنها أكثر، بل قد يجعله يعاندها ويصِر على ما هو عليه!
- ركّزي على الجوانب الجيدة في زوجك، وضخِّمي الإيجابيات؛ حتى تعينك على الاستمرار في العطاء، وحاولي أن لا تنظري إلى زوجك نظرات ازدراء واحتقار.. بل هي الرحمة والحنان.
- حاولي أن تتشاركي معه في المناشط الايمانية، وذلك بمشاركته الأوراد والذكر والاستغفار وتلاوة القرآن والصلاة جماعة، ولو استطعتِ أن تسافري معه لأداء مناسك الحج أو العمرة فسيكون لهذا الأثر الكبير في تقوية ايمانه وتوبته..
- مشاركة الزوج قراءة الكتب المفيدة، وخاصة كتب التزكية، وحثّيه على الاستفادة من أوقات فراغه بالنافع وخدمة المجتمع المدني وما يشعر أنه منجذب إليه من أعمال مفيدة ومهمة له ولغيره.. ونظِّمي جلسات أسريّة تجتمع العائلة كلها فيها، ويتناقشون في أموراً مختلِفة وخاصة أمور الخوف والرجاء والتوبة..
- اطلبي من المقرّبين إليه من أهله أو أهلك -والملتزمين منهم خاصة- أن يرافقوه إلى مجالس العلم وصلاة الجماعة والنشاطات..
أسأل الله جل وعلا أن يهدي زوجك، ويبارك هذه العلاقة، ويجمع بينكما في خير إنّه سميع مجيب..