أكدت دراسة بريطانية حديثة أن ابتسامة المرأة هي مفتاح جذب الرجل الذي يعشق الوجه المشرق والنظرة المباشرة والابتسامة العريضة التي تنسيه وقوفه على الأرض، فالابتسامة سلاح المرأة ووسيلة من وسائلها الغير لفظية للاتصال بالآخرين وإحدى لغات جسدها التي عرفت منذ القدم بمدى قوتها وفاعليتها فقد أكد علماء النفس بأن 60 % من حالات التخاطب والتواصل بين الرجال والنساء تتم بصورة غير شفهية أي عن طريق الإيماءات والإيحاءات والرموز ، لا عن طريق الكلام ، لذا تعتبر الابتسامة ذات تأثير قوى ، أقوى بعشر مرات من تأثير الكلمات.
، وإن كان الرجال قادرين على التميز بين ابتسامات المرأة الثلاثة البيضاء والصفراء والرمادية فسيدخلون بعد اليوم في دوامة غريبة تسمى ابتسامات المرأة الـ 18!.
18 ابتسامة!
تنفرد الكائنات البشرية عن غيرها من الكائنات بالابتسامة الصادرة من القلب، ولكن الابتسامة التي قد تبدو سلوكا إنسانيا بسيطا ما هي إلا سلوكا معقدا يحتوي على أنواع ومعان، فالمرأة لديها مواد كيميائية خاصة تفرزها أجهزة الجسم عندما تتعرض للخوف أو الحزن أو الكآبة أو القلق ، كما أنها تتميز بالقدرة على اصطناع الابتسامات أكثر من الرجل بحوالي 7 أضعاف فهناك الابتسامة البيضاء الصادقة، والصفراء الزائفة، والسوداء اليائسة.. هذا ما أكده دكتور خليفة المحرزي المستشار الأسري لمركز الأسرة السعيدة وقال: يؤكد الباحثون على وجود 18 نوعاً من الابتسامة، ومن بين هذه الأنواع المختلفة هناك نوع واحد فقط حقيقي ودافئ هو الابتسامة الصادقة، التي تعبر عن معان كثيرة منها الفرح والسرور – الانشراح – الاستقرار الداخلي – الثقة بالنفس – الشخصية السوية والمتوازنة – المحبة والود – القبول والموافقة – التواضع – وقد تعبر أيضاً عن : الخجل – الحرج – الحياء ، والمبتسم شخص يشعر بالسعادة من أعماق داخله لذا تظهر ابتسامته شفافة صادقة تبعد عنه كما تقول دراسة حديثة بأن شعور المرء بالسعادة يجنبه الإصابة بنوبات القلب وأمراضه وبالسكتة الدماغية والإصابة بداء السكري بل وبالبدانة أيضاً وأمراض العقل باختلاف أنواعها وأنها تطيل عمر الإنسان بمقدار 12 سنة بعد مشيئة الله. والسبب وراء ذلك بسيط للغاية فإن السعداء من الناس يفرزون كميات قليلة من هرمونين رئيسين للتوتر المضر بالصحة تسارع بشيخوخة كل عضو في جسم الإنسان.
وهناك طائفة كبيرة من المشاعر والأحاسيس تعبر عنها الابتسامة، فالإنسان يبتسم عندما يكون مبتهجاً أو يائساً أو حرجاً أو خجلاً أو لتغطية عدم الراحة أو لإرضاء شخص أقوى منه اجتماعيا ولذلك فإن للابتسامة مُسميات حسب نوع المشاعر التي تعبر عنها من ابتسامة الابتهاج العريضة إلى الابتسامة الخجلى، إلى الابتسامة الغامضة، ومن الابتسامة الاجتماعية المهذبة إلى الابتسامة الزائفة. لذلك ينصح المحرزي كل الأزواج ويقول لهم ابتسموا لبعضكم… ابتسم لزوجتك… ابتسمي لزوجك… ابتسموا لأطفالكم… وليس المهم إلى من توجه هذه الابتسامة، ولكن الابتسامة ستنمي الحب بينكم ستشعركم بالود والمساندة.
تحليل عضلات الوجه
ولأن الابتسامة أنواع، فإن الإنسان المتلقي يعرف أكثر من غيره معنى الابتسامة المقصودة والموجهة إليه، ويستشعر العواطف والأحاسيس التي تنطوي عليها هذه
الابتسامة، حيث تعتمد ابتسامات المرأة بأنواعها على عضلات الوجه، فجميعها تستخدم عضلات الوجه استخداما مختلفا ويستطيع الرجل توظيف خبرته الإدراكية التي يستمدها من التفاعل الاجتماعي في التمييز بين أنواع الابتسامات ومغزاها الشعوري ، ففي دراسة قام بها عالم النفس الأمريكي ألبرت ميهرابين حول طرق التواصل بين الأزواج أكتشف أن 7 % فقط من الاتصال يكون بالكلمات و 38 % بنبرة الصوت و 55 % بلغة الجسد ، ومن الأخطاء الجسيمة التي يقع فيها معظم الأزواج هو عدم فهم الابتسامات التي تطلقها الزوجة للتعبير عن المواقف والمشاعر ، فكل ابتسامة تحمل رسالة لا يفهمها الرجل في الغالب ، لأنه يتجاهل هذه اللغة ويهمل الإيماءات ويركز فقط في تحليل الكلمات التي قيلت له من دون أن يدرك مغزاها ، وعن كيفية كشف نوع الابتسامة من خلال عضلات الوجه قال المحرزي: أنه عندما يبتسم الإنسان يتحرك من (5- 17) عضلة في الوجه، خاصة العصب السابع الذي يسيطر على عضلات الوجه ، وعندما يكون في حالة تجهم وعبوس تنقبض (47) عضلة تكون واضحة على الوجه ، تسمى باللغة الإنجليزية باسم (تكس Tics)، وهي مجموعة من الحركات الناتجة من انقباض مجموعات صغيرة من العضلات ، ويعرف أن هذا يحدث لبعض الناس في حالات القلق والتوتر، أو عندما نتعرض لبعض المخاوف البسيطة حينما نكون في مقابلة الناس أو في مواقف اجتماعية معينة لذا تؤثر المشاعر الحقيقية على عضلات جانبي الوجه بالتساوي، أما إذا كانت المشاعر زائفة فإن حركة عضلات الجانب الأيسر من الوجه تفضح الإحساس الكاذب، لأن عضلات الجانب الأيسر من الوجه أكثر تعبيراً من عضلات الجانب الأيمن، فالابتسامة الحقيقية تحتاج إلى مجموعتين من العضلات المجموعة الأولى موجودة حول الفم وبالإمكان تحريكها إرادياً، والمجموعة الثانية موجودة حول العينين ولا تستجيب بحركتها إلا للمشاعر الحقيقية، وتعد الابتسامة البيضاء الصادقة الأداة الصحيحة اللتعبير عن الابتهاج العفوي والسرور وصدق المشاعر، وفيها ترفع عضلة وجنات الوجه الرئيسية زاويتي الفم، بينما يرتفع الخد بفعل عضلة أخرى ويجذب البشرة حول محجر العين إلى الداخل، وبقدر ما تكون العاطفة أقوى يتحدد أكثر فعل هذه العضلة.
مدة الابتسامة الصادقة والزائفة
وأوضح المحرزي أن أحد الأبحاث التي نُشرت بمجلة ( النجاح ) الأمريكية ، ذكرت المجلة أن الأطفال يبتسمون ويضحكون حوالي 400 مرة في اليوم تكون نابعة من القلب لا تتجاوز الخمس ثواني ، مقارنة بالكبار الذين يبتسمون 14 مرة فقط في اليوم
هذه الابتسامة قصيرة جدا وحدد مدتها قائلا: لا تلبث ظاهرة أكثر من أربع ثوان وقد تدوم نحو ثلثي الثانية لكنك تستشعر أنها نابعة من قلبه دون مواربه ، أما الابتسامة الزائفة فهي ، ابتسامة غير متناسقة، وكأن بعض الوجه يبتسم والبعض الآخر لا يبتسم، فهي مضللة عن عمد، كما أنها تدوم أطول من النوع الحقيقي، وهي أبطأ بالنسبة إلى الانتشار عبر الوجه ، ويقرر الخبراء أن الابتسامة الزائفة هي الأكثر شيوعاً بين الناس، وعن أفضل الوسائل للتعرف على الابتسامة الزائفة قال المحرزي: العينان اللتان تضيقان عندما تكون الابتسامة من القلب، تبقيان غير متأثرتين عندما يغطي الشخص بابتسامته الزائفة عواطف سلبية، كذلك عندما تكون الشفة العليا مرتفعة بطريقة مبالغ فيها، بينما تبدو الشفة السفلى مربعة دونما أي حركة في الفك، تأكد عندها أنها ابتسامة زائفة.
من حسن الحظ
ومن حسن الحظ أنه قلما تخدع الابتسامة الزائفة أي شخص، لأنها تحدث إحساسا مزعجاً وغير لطيف في الناظر، الذي لا يكون قادرا على تحليل رد فعله عليها، ولكنه غريزياً سرعان ما يدرك أن شيئاً ما ليس صحيحا تماماً، فالعضلات حول أعيننا والتي نستعملها للابتسامة الصادقة لا يمكن وضعها تحت السيطرة الشعورية الإرادية للدماغ، لذا ففي حالة الابتسامة الزائفة فإن الشفتين وحدهما يمكنهما أن تكذبا، أما العضلات حول أعيننا فهي عضلات صادقة بريئة لا نستطيع توظيفها للمشاعر الكاذبة.
تنقسم الابتسامات إلى الأنواع التالية :
1 -ابتسامة المتعة:
وهي الابتسامة التي تعبر عن شعور الشخص بالمتعة الكبيرة , حيث ترتفع فيها زوايا الفم إلى أعلى وتشد الوجنتان , ويشتد الجلد حول جيوب العينين إلى الداخل , وكلما كانت العاطفة أقوى كانت الابتسامة أكثر وضوحاً.
2-الابتسامة البسيطة :
وتحدث عندما يزم الفم إلى أعلى , وتبقى الشفتان مغلقتان , وغالباً ما ترتسم عندما لا يراقب أحد صاحب الابتسامة , وهي تدل على المتعة الخاصة .
3- الابتسامة الزائفة :
وهي تبدو عديمة التناظر بدرجة أكبر من الابتسامة الحقيقية , وتهدف خداع الآخرين وتضليلهم , وغالباً ما ترتسم على شفاه البائعين والموظفين الاجتماعيين وموظفي الاستقبال , وهي تستمر فترة أطول من الحقيقية , وتنتشر على صفحة الوجه بدرجة أبطأ .
4- الابتسامة العريضة :
وهي تكشف عن صفي الأسنان العلوي والسفلي , وعادة ما تسبق الضحكة المسموعة , ولا يكون هناك اتصال بين العيون .
5- الابتسامة البائسة:
وهي الابتسامة الزوراء التي تظهر مرارة النفس , ويكون لمنفعة الآخرين , وتعترف بالهزيمة والتعاسة . ويمكن اكتشافها بسهولة من خلال شكلها الظاهري والمائل إلى أحد الجانبين وكأن نصف الفم يبتسم والنصف الآخر تقطر منه المرارة .
6-الابتسامة العلوية :
وهي تشمل كشف الصف العلوي من الأسنان , وغالباً ما تظهر حينما يحيي الناس بعضهم بعضاً , ويكون هناك اتصال تلقائي بين العيون .
كما توجد هنالك ابتسامات أخرى لعل من أبرزها ابتسامه الفتنه والاغراء ، ابتسامه الحقد والغدر ، ابتسامه اليأس والقنوط ، ابتسامه الشماته ، ابتسامه الألم ، ابتسامة الفرح ، ابتسامة السخرية ، ابتسامة النفاق ، ابتسامة الخوف والقلق ، ابتسامة الجنون ، ابتسامة المواقف المضحكة.