الكاتب : المستشار خليفة محمد المحرزي
الطلاق قرار يتخذه الرجل بمفرده سواء كان بموافقة الزوجة أو بعدم رضاها أما الخلع فهو قرار تتخذه الزوجة سواء كان بموافقة الزوج أو بعدم رضاه وللقضاء النظر في هذه المسألة وتقدير الضرر الواقع عليها ، وتعد هذه المسألة أحدى الطرق التي تلجأ اليها المرأة للأنتقام من الرجل . والفرق هنا بين تلك المسألتين تتبين انه في حال قيام الزوج بالطلاق يكون مكلفاً بالنفقة والمهر المؤجل احياناً، اي يتحمل تبعات الطلاق المادية والمعنوية كاملة، اما في حال موافقته على طلب الخلع المقدم من قبل زوجه فانه هو من سيحصل على المال، ويصبح من حقه اخذ اكثر مما دفع، وبديهي ان من تطلب الخلع في هذه الحالة لا بد ان تكون مقتدرة ماديا، ولن يضيرها ان تدفع ما يرضي زوجها لتخلعه، ناهيك ان الزوج لن يوافق على الخلع حتى يضمن مصلحة ابنائه وعدم تشردهم.
لأن الطلاق مرتبط عادة بوضعية الرجل على أساس انها جزء من قوامته على الأسرة، بما أنه يتحمل الجزء الأكبر من المسؤوليات ويكون واجب عليه القيام بها. كما اوصاه المولى فقال: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)،..وعندما منح الإسلام للرجل حق القوامة فرض عليه مسؤوليات يفترض القيام بها وهي النفقة فان لم ينفق على اسرته تسقط عنه القوامة وتحق لزوجته بدلا عنه في حال انها هي المنفق على الأسرة ؟ من أجل هذا أعطى الرجل حق الطلاق، لكن المرأة أعطيت أشياء في المقابل، فلو كره الرجل المرأة وطلقها، أو ظلمها فطلقها من أجل شهوة أو غيره، فماذا تفعل المرأة إن كرهت الرجل ولم تطق الحياة معه؟ الشرع أعطاها عدة أشياء منها الخلع، تخلع نفسها من الرجل أو بتعبير القرآن تفدي نفسها منه (فلا جناح عليها فيم افتدت به)
هل الخلع ينصف المرأة عندما تطالب به أم انها سوف تخسر الكثير من حقوقها الشرعية .
أن قانون الخلع لا ينصف الزوجات في الغالب أو كما نرى من خلال التعامل مع الحالات التي ترد الينا ، لأنهن سوف يتنازلن عن كل مستحقاتهن المالية ويخسرن جميع الحقوق المستحقة لهن من مؤخر صداق وأثاث منزلى بل الزوجة هي التى سوف تدفع للزوج الذى يكون فى موقف أفضل منها لأنها هى التى تريد ان تودع الحياة الزوجية وليس هو حتى أن في بعض المرات كانت الزوجة ترغم عن التنازل عن حضانة اطفالها أو عدم المطالبة بالنفقة المستحقة لهم من أجل الحصول على الطلاق .
كما يعمد بعض الأزواج الى ارغام الزوجة وبطريقة غير مباشرة الى طلب الخلع حتى يتجنب دفع المستحقات المترتبة عليه ما بعد الطلاق وهي مؤخر الصداق ونفقة المتعة وأجر الحضانة ونفقة الأبناء وغيرها من الأمور المادية .
فعند حدوث أى مشكلة ترفض الزوجة اللجوء إلى الخلع لأن طرق التقاضى بالطلاق وإجراءات تحفظ لها حقوق عديدة لايكفلها الخلع .
الزوجة التى ترفع دعوى خلع سوف تخسر كثيراً لأنها تكون فى موقف صعب ليس من حقها أن تطالب بشىء وفى نفس الوقت سوف يكسب الزوج كل شىء الشقة وأثاث المنزل وربما يحصل على مال لأن الزوجة هى التى بادرت بطلب الخلع”.فالزوج احياناً فى قانون الخلع يكون هو الرابح لأنه سوف يتخلص من زوجته التى تصر على افتعال فضيحة على الملأ ليتخلص منها دون ان يدفع أى مقابل أو نفقة ” .
لكن من يتدبر نص الحديث الشريف الذي أحل الخلع، يجد أن المرأة التي طلبت الخلع وتزوجت رجلا لم ترتح اليه، وشعرت انها لن تسعد بقربه، ولما كانت حريصة على ايمانها، وطاعة ربها، وكان من حقها الحصول على زواج مريح ومقنع، تتمكن فيه من تكوين اسرة سعيدة، لجأت الى النبي صلى الله عليه وسلم مستنجدة به، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتعيدين له حديقته (وكانت مهرها) او كما قال؟! قالت: نعم. فأعادت اليه حديقته وخلعته، وبدهي انه يستطيع (بقيمة تلك الحديقة) الزواج بغيرها، دون اية مشاكل، او مضاعفات.
ما هي مدى مصداقية الكلام الشائع أن المرأة تتأثر بعواقف الطلاق أكثر من الرجل حتى لو كانت هي التي تطلب الطلاق منه
المراة تخشى العواقب التي نتجت عن العلاقة الزوجية السابقة التي انتهت بالخلع ، حيث تبين أن نمط هذا الزوج هي شخصية استغلالية تريد السيطرة على الطرف الآخر والخروج من العملية الزواجية بأقل التكاليف وعدم تحمل المسؤولية في المستقبل ، مما يجعلها أمام قلق وتوتر من خشية الآقدام على تلك التجربة الغامضة بالنسبة إليها ، إن القول الشائع لدي كثير من الناس أن الرجل لا يتأثر بل ولا يهتز لخبر الطلاق خاصة وان الزوجى هي التي اتخذت قرار الطلاق بدلا منه وأرغمته على التراضي في قبول طلاقها مقابل تنازلها عن بعض حقوقها ففي بداية الأمر يعتقد الزوج بأنه الرابح من تلك العملية وأنه خرج بأقل التكاليف ، لكن الواقع يقول عكس ذلك إذ إن الدراسات العربية والغربية تخبرنا أن المرأة تتمتع بمناعة أكثر ضد الصدمات العاطفية بعكس الرجل الذي سلب هذا الحق أثناء الطلاق وكان في مرحلة الرضوخ لا في مرحلة التخيير ، لكن الرجل يتغلب علي تلك الصدمة بالزواج مرة أخرى ، بعكس المرأة التي تشير الدراسات إلي أن عملية زواجها مرة أخرى تأخذ وقتاً أطول مقارنة بالرجل .إذن فالزوج يتأثر عاطفياً أكثر بل وقد يصاب بأعراض وأمراض نفسية مما يجعله أمام تردد البعض من النساء في الموافقة على الزواج منه .
هل الطلاق الخلعي له انعكاسات نفسية على الرجل أكثر من الطلاق العادي باعتبار انه يستجيب لطلب الزوجة لطلبها الطلاق
وفقا للدراسات التي أجراها العلماء وجدوا آن الانفصال بهذه الطريقة تترك آثار سلبية على الرجال أكثر من النساء، كما أن الآثار النفسية تمتد لفترة أطول عند الرجال، كذلك تبين أن الصعوبة في بدء علاقة جديدة تكون اصعب عند الرجال مقارنة مع النساء اللواتي يتكيفن مع الواقع الجديد بعد فترة من مضي الطلاق . .كذلك تبين من خلال الدراسة التي شملت آلاف الرجال والنساء ، أن النساء اللاتي كن قد انفصلن في السابق أو تعرضن لتجربة الانفصال اكثر من مرة يكن اكثر الأشخاص تأثرا. وتكون آثار الانفصال النفسية اكثر ظهورا وأطول امتدادا مقارنة مع النساء اللائى يخضن تجربة الانفصال لأول مرة.
أما الأمر الطريف فهو أن نتائج هذه الدراسة جاءت عكسية بالنسبة للرجال. فالرجال الذين تعرضوا للانفصال لمرة واحدة تخلصوا من الآثار السلبية بعد خمس سنوات والسبب الرئيس هو سرعة الاقتران بزوجة أخرى .
هل يلعب الأهل دورا في تقبل الزوج المخلوع وما هي الطريقة التي يمكن من خلالها أن يقوموا بتخفيف أثر الطلاق على نفسيته
يلعب الأهل دورا كبيرا في تقبل الزوج المخلوع والمرتبط حديثا بأبنتهم ، فالزوج بعد عملية الطلاق يرجع الى مرحلة الهدوء بعد مضى فترة من وقت الطلاق، بعامل الفراق وعامل الزمن ، ولكن عندما يقترن بزوجة جديدة تصدمه الحقيقة المُّرة وهو الواقع الجديد ما بعد عملية الطلاق والحياة الانفرادية التي سوف يعيشها من بعد فترة الشمل والاسرة الواحدة خاصة إذا كان لديه ابناء ، فالبعض من الرجال ليس لديهم الاستعداد النفسي للتوافق مع الحياة الجديدة ما بعد الطلاق ، وتصدمه الحقيقة الثانية وهي مشكلة الأولاد ومصيرهم التربوي والعاطفي والخشية من الانهزام العاطفي والتأثر ما بعد الطلاق ، والصدمة الثالثة مدى احتمالية اقتران الزوجة المطلق برجل آخر وترك الابناء تحت وصاية الجدة أو أن تتخلى عن أولادها وتخدم أولاداً غير أولادها إن هي تزوجت رجلاً أرمل أو مطلقًا مثلها – والصدمة الرابعة هو الصعوبة الكامنة في أن الزوج المطلق لن يتمكن من سد حاجيات أطفاله المادية والنفسية والاجتماعية والسلوكية كما كان الوضع في السابق بالإضافة إلى غيرة الزوجة الجديدة في حال زواجه من هؤلاء الأطفال كلما رآتهم؛ لأنهم يذكِّرونها دائماً بأن أمهم كانت لهذا الزوج قبلها فقد تسئ معاملتهم أو قد ترفضهم .
وتصدمه الحقيقة الخامسة وهي أن أهل الزوجة الجديدة يصطدمون بوضعية العائلة السابقة للزوج ومدى الحساسية في التعامل معهم ، كما أن البعض من أهل الزوجة من يخشون كلام الناس عنهم ، فيكونون تحت ضغط نفسي متواصل بهدف التخفيف عن الزوج الجديد ومنحه فرصة أخرى للاقتران من جديد ؛ لذا يجدون أنفسهم في حرج عندما يقومون في تزويجه قبل أن تلتئم جراحاته النفسية وفي كثير من الأحيان يرفض بعض العائلات من تزويج ابنتهم من رجل مخلوع خاصة إذا كان حديث عهد بطلاق .
الى أي مدى تنسحب أثار الطلاق الخلعي على جميع أفراد العائلة
عموما يعتبر الطلاق الخلعي مشكلة اجتماعية نفسية تؤثر على الطرفين بشكل عام لكنها تتتشعب آلي أطراف أخرى كالابناء والاهل ولكنها تتركز على الزوج بصورة خاصة .. وهي ظاهرة عامة في جميع الحالات التي تتعرض لعملية الانفصال لما يترتب عليه من آثار سلبية في تفكك الأسرة وازدياد العداوة والبغضاء والآثار السلبية المترتبة عليه ، لكنها عملية مؤلمة نفسيًّا بالنسبة للزوج لأن الزوجة ترى في الطلاق الخلعي انتصار لها ولقرارها الذي اتخذته ، وتوافق الزوج المطلق مع الطلاق يرتبط بمدى استعداده لمناقشة هذا الموضوع، والمقصود بالسلوك التوافقي: هو السلوك الموجه من الفرد عن وعي وإدراك للتغلب على العقبات والمشكلات التي تحول بينه وبين تحقيق أهدافه وإشباع حاجاته، ويتم ذلك عن طريق تعديل الفرد لذاته وبيئته؛ ليتحقق له الانسجام مع بيئصته بشكل يحقق له الرضا الذاتي والقبول الاجتماعي ويخفض توتراته وقلقه وإحباطاته. الزوج خلال الفترة التالية لأزمة الطلاق يحتاج إلى فترة يعيد فيها ثقته بنفسه، وإعادة حساباته، والتخلص من أخطائه وتعديل وجهة نظره نحو الحياة بصفة عامة والنساء بصفة خاصة، كما يحتاج الزوج المخلوع الى ضرورة تعويض الحرمان العاطفي والنفسي الذي خلفه الطلاق عليه ، وشغل الفراغ الذي خلفه ترك زوجته له وحيدا ، فالتغلب على ما يعانيه الزوج المخلوع من صراعات نفسية تولدت عن تجربة الفشل التي عايشه نتيجة لتغير النظرة إليه ، وانخفاض مفهوم الذات لديه ، وكذلك لما مرَّ به من حرمان ومآسي طوال حياته الزوجية الفاشلة أمر غاية في الصعوبة.
هل يسبب الطلاق الخلعي اثارا سلبية على نفسية الزوج وماهي المراحل التي يعيشها خلال تلك الفترة .؟
يسبب الطلاق الخلعي في كثير من الأحيان حالة نكوس حاد لدى الزوج لأحساسه بعدم تمكنه من المحافظة على العلاقة الزوجية وانه هو السبب في فشلها وان شريكته كانت تعيش أتعس أيام حياتها تحت سمائه، وانها لم تلجأ إلى الطلاق إلا بعد أن وصلت لذروة اليأس والفشل والألم، فينتقل هذا الأم آلي نفسية الزوج وينعكس على صلامته النفسية والعاطفية فيدخل مرحلة انغلاق الداخلي واحتباس المشاعر ويحتاج إلى فترة تطول أو تقصر ليعود آلي مرحلة التوافق النفسي ؛ كما أن الازواج في تلك الحالة ينقسمون الى عدة اصناف :
- فمنهم من يعيش مرحلة الصدمة: حيث يعاني المطلقون من الاضطراب الوجداني والقلق بدرجة عالية خاصة في الأشهر الاولى من عملية الطلاق .
- ومنهم من يعيش مرحلة التوتر: إذ يغلب عليهم القلق والاكتئاب وتتضح آثارها في الأساس بالاضطهاد والظلم والوحدة والاغتراب والانطواء والتشاؤم وضعف الثقة بالنفس، وعدم الرضا عن الحياة.
- ومنهم من يعيش مرحلة إعادة التوافق: وفيها ينخفض مستوى الاضطراب الوجداني، ويبدأ المطلقون إعادة النظر في مواقفهم في الحياة بصفة عامة، والزواج بصفة خاصة.
هل صحيح أن ظاهرة الطلاق الخلعي بدأت بالتزايد وأخذت تأخذ مجراها في المجتمع بين الكثير من الزوجات .
إن المرأة عندما تغضب تتطور طلبها الطلاق الخلعي من زوجها ، فتبدا بالمرحلة الاولى حيث تعمد الى ترك منزل الزوجية وتذهب إلى منزل أهلها وبالتالي فان الرجل يتمسك بمبدأ الكرامة والرجولة مرتبطا بتوصيات أهله وتدخلهما في حياة الزوجين وخصوصا والدته التي قد يكون لها الدور الأكبر في الخلاف بين الزوجين، ومن ثم فهو لا يكلف نفسه بان يرسل لها مصلح لردها ولا يطالب بعودتها وهي أيضا لا تعود إليه حفاظا على كرامتها رغم أنها تتمنى من داخلها أن تعود. والأصل أن أهل الزوجين غالبا ما يكونوا طرفا رئيسيا في تصعيد أسباب الخلاف فتسعى الزوجة بعد ذلك لاستثارة الزوج بان تقوم برفع أولى قضاياها بحيث تشن حربها عليه لاستفزازه ومن ثم الضغط عليه برفع قضية النفقة وعليه يدفع الزوج بنشوز الزوجة وخروجها عن طاعته ومن منزل الزوجية دون إذنه، أو أن الزوج يكون فعلا رجلا بلا وازع وبلا دين متناسيا أطفاله عابثا بهذا العقد الأبدي غير مكترث لما قد يمس أسرته فقد يكون رجلا عابثا يخرج صباحا ولا يعود إلا آخر الليل ويترك أبناءه وزوجته بلا نفقة ولا منفق يتنقل بين المقاهي والكوفي شوب وبيوت أصدقائه وان كان يعمل فهو ينفق دخله على المشروب او الدخان والسهر والعشيقة .
كما يلعب التقليد الأعمى لبعض الزوجات وانسياقهن وراء بعضهن في طلب الطلاق من زوجها هو الدافع الرئيس في اتخاذ البعض هذا القرار ، حيث نجد من خلال القضايا التي ننظرها أن الزوج يشتكي بان زوجته تطالبه بأشياء موجودة لدى صديقتها أو شقيقتها فقد تطلب منه مثلا أن يفرش لها البيت أو تطلب سيارة مثل هذه أو تلك دون أن يكون لديها وعي حول مدخلات الأسرة فهي لا تريد أن تتعايش مع ظروف الزوج المادية بل تريد العيش في الوهم والتقليد الأعمى وسواء إن تزوجت ميسور الحال فهي على حساب نفقات زوجها وأولادها ومن ثم لا يستطيع تلبية كل هذه الطلبات وعليه يثور الخلاف .
لكن أقول بأن كل زوجة تستطيع الحكم على نجاح زواجها او فشله خلال حياتها الزوجية وغالباِ ما يكون ذلك في السنوات الاولى ، وخاصة الحكم على شكل زوجها وتصرفاته وعاداته، فاما ان ينشرح صدرها، فتحبه وترتاح للعيش معه، واما ان تنفر منه وتكرهه.
في هذه المرحلة من الزواج فقط، اي قبل الانجاب، أرى أن تقرر الزوجة مدى رغبتها في الاستمرار مع زوجها أو انها تطلب الطلاق ، اما ان تعيش المرأة مع زوجها عشرة اعوام او عشرين عاما او اكثر، وتنجب منه الاطفال، ثم تأتي فجأة، فتطلب خلعه، فلا، لما يعود ذلك من ضرر محقق على الزوج، وما ينجم عن ذلك من تشرد الأبناء، وخراب البيوت، ولأنها ان كانت كرهته منذ البداية فلماذا لم تطلب خلعه وقتها؟؟
تعد مسائل الخلع من القضايا التي عارضها الكثير من الرجال على اعتبار ان الزوجة تستطيع من خلاله ان تقرر مدى جدوى استمرار الحياة الزوجية من عدمها ، لذا سنحاول ان نسرد بعض القصص على مواقف الخلع .
الموقف الاول
1- تقول (ل. م) “أثمر زواجى منذ خمس سنوات عن طفل واحد.. ومع إنشغالى بعملى بدأ زوجى يهمل فى الإنفاق على المنزل، ويطلب منى أن أتدبر أمر المنزل من مرتبى الخاص.. وبدأت الخلافات بيننا بسبب عدم رغبته فى المساهمة فى مصاريف المنزل.. حاولت بكل السبل إقناعه، وتدخل أهلى وأهله فى الموضوع.. ولكنه كان فى كل مرة يتراجع عن وعوده.. حتى شعرت بالملل من تصرفاته، ومن عدم تحمله المسئولية خصوصا مع إرتفاع تكاليف المعيشة، وعدم قدرتى على تلبية كافة متطلبات المنزل من مرتبى الخاص.. وطلبت منه الطلاق ولكنه بدأ يتخذ أسلوب العناد ويرفض الحوار، وتصاعدت المشاجرات بيننا حتى أضطررت للجوء للمحكمة لطلب الطلاق.. وهو رافض.. حتى ارغمت على الخلع وحصلت عليه في النهاية
الموقف الثاني
2- تقول ( ي . ق ) .. كنت أعمل فى نفس الشركة التى يعمل بها زوجى السابق.. ولكن مع وجود طفلين عمرهما ثلاث سنوات وسنة واحدة لم أستطع التوفيق بين عملى ورعايتى لأولادى.. وكان من الصعب أن أتركهم فى الحضانة لعدم ثقتى فى أسلوب رعاية الأطفال.. وطبعا كان لتركى العمل وحدوث نقص فى مستوى الدخل أثره السلبى على حياتى الزوجية.. حيث بدأت أطلب من زوجى الكثير من المال.. أحس زوجى بالضغط، وبدأ يتضايق.. فأوضحت له أن مستوى إنفاقنا لم يزد،. حاولت بكل السبل أن أشرح له هذا الموضوع، ولكنه لم يكن يواجهنى إلا بإتهامات بالإسراف، وبدأ يتدخل فى كل صغيرة وكبيرة فى المنزل، ويحاسبنى بشدة على كل قرش أنفقه وفى إحدى المرات اعتدى على بالضرب بعد مناقشة حادة بيننا.. ولم أستطع أن أتحمل قيام زوجى بضربى.. فقد كنت أتحمل قسوته ومشاكله.. ولكن عندما وصلت الأمور إلى حد الضرب لم أتمالك نفسى وتوجهت إلى المحكمة أطلب التطليق للضرر، ولكنه ارغمنى على أن اخلع نفسي حتى لا يلتزم بدفع المهر المؤخر لي ..
الموقف الثالث
3- ( ف . م) موظفة.. فتقول: إنتهت حياتى الزوجية نهاية غير متوقعة ومفاجئة بالنسبة لى عندما اكتشفت عن طريق الصدفة أن زوجى متزوج بأخرى دون علمى.. والحكاية بدأت كأى قصة رومانسية بين شاب وفتاة.ونمت بيننا قصة حب توجناها بالزواج.. وكانت حياتنا بالفعل هادئة وليس فيها ما يعكرها وكانت الأمور تسير على ما يرام حتى فوجئت بأن زوجى متزوج من أخرى.. لم أصدق فى البداية.. وفى نفس اليوم واجهته بالحقيقة فإعترف بكل بساطة.. ولم يكن أمامى إلا طلب الطلاق.. حاول زوجى أن يقنعنى بأنه يحبنى وأن حبه لى لم ولن يقل، ولكننى كنت مجروحة من تصرفه، وخصوصا أنه فعل ذلك رغم علمه الكامل بأننى أرفض هذه الفكرة تماما.. وفعلا تم الطلاق بناء على رغبتى. بعد أن خلعت نفسي منه .
الموقف الرابع
4- ( ف. ج ) موظفة تحول زوجى بعد الزواج من حمل وديع، وشاب مثقف هادىء إلى ذئب شرس وتلاشت عبارات الحب وحلت محلها المشاكل والمضايقات وطارت أفكاره المتحررة عن احترام المرأة فى الهواء. ولكننى شعرت بأن هناك فجوة كبيرة بين تفكيره بعد الزواج وتفكيرى.. ولكننى لم أطلب الطلاق منه لحرصى على أبنائى الذين أرفض تماما فكرة تربيتهم بعيدا عن أبوهم.. وتحملت الكثير من الإهانات والمضايقات من جانبه.. مرة يبخل بالإنفاق على المنزل، ومرة أخرى يتهرب من مسئولية متابعة الأولاد، ومرات عديدة يفشى أسرار حياتنا ومشاكلنا إلى أصدقائه وأسرته.. وطبعا يبرىء نفسه من أى خطأ ويلقى على باللوم الكامل حتى تفاقمت الأمور بيننا وساءت الحياة الزوجية حتى فكرت بالطلاق فقال لي إذا تنازلت عن مؤخرك فسوف اوافق على الطلاق
الموقف الخامس
5- ( ه. ب ) ربة منزل.. فتقول إنها تزوجت وهى فى التاسعة عشرة من عمرها.. ونظرا لأنها من أسرة غنية فقد تولت الإنفاق على الأسرة، وكان والدها يدعمها ماليا حتى لا تلجأ إلى زوجها.. واستمرت الحياة على هذا الحال حتى توفى والدها.. وترك لها بعض الأموال، والأملاك.. ولكن زوجها استغل طيبتها وقام بالتصرف فى أملاكها بموجب توكيل.. وفوجئت بأنها أصبحت فى حالة غير متسيرة ماديا ، وعدم منحها هذه الأموال التى حصل عليها من بيع أملاكها إلا أنها لم تطلب الطلاق، وبدأت تطلب من زوجها أن يقوم بدوره فى الإنفاق على الأسرة.. لكنه بدأ يتهرب من المسئولية، ويغيب أياما وأياما خارج المنزل.. حتى لا تواجهه بمسئولياته تجاه الأسرة.حتى استسلمت للواقع، ورفضت بشدة اللجوء إلى طلب الطلاق، وبدأت تتكيف مع الواقع لكن هذا الأمر لم يستمر كثيرا حيث أرغمها زوجها على الطلاق .
الموقف السادس
-قالت (س . غ ) انها كانت تعمل معلمة في احدى المدارس عندما تقدم لخطبتها شاب كان يسكن بالقرب من منزل عائلتها، وهو يدرس في كلية جامعية ، وسرعان ما تمت الموافقة، وتم الزواج ولم يمض وقت طويل على زفافهما حتى دخلا في دوامة من المشاكل والخلافات التي كانت كثيرا ما تندلع بسبب حبه الكبير لها الذي وصل حد الجنون والذي كان يتمثل في غيرته العمياء وشكه القاتل، الامر الذي حول حياتها الى جحيم مدمر..تصرفاته معها تطورت الى درجة لا يمكن ان يتصورها عقل، فقد كان يمنعها من قراءة المجلات والاستماع الى المطربين، بل وصل به الامر حد الغيرة من والدها وأعمامها الذين كان يرفض استقبالها لهم في المنزل، اضافة الى سيل المكالمات الهاتفية اليومية التي كانت تستقبلها منه ويسألها فيها: أين أنت؟ وماذا تفعلين الآن، وما الى ذلك حتى ضاقت بها الأمور ذرعا فاختارت الطلاق الخلعي وقالت الزوجة انها عرضت الانفصال بالمعروف على زوجها، غير انه رفض ذلك رفضا قاطعا، وأظهر مدى حبه وتمسكه حبها وحرصه على الابقاء على حياتهما الزوجية، وهي كذلك لا تنكر حب زوجها، والجميع يعلمون مدى هذا الحب، لكن يبدو ان هناك “من الحب ما قتل” كما يقولون!
وهكذا فقد وجدت “س” نفسها تتجه يوما الى المحكمة لتطالب بالخلع، ولم يمض سوى وقت قصير حتى كانت تقف امام القاضي لتسلمه بيد صكا بقيمة المهر، وباليد الأخرى كل ما تملك من ذهب ومجوهرات.