الزواج عن بعد
المأذون الشرعي خليفة محمد المحرزي
استطاعت الكثير من الأسر التعامل مع أزمة فيما يتعلق بإنشاء علاقات زوجية جديدة ، وقد أبرمنا عدة عقود زواج على الرغم من التباعد الاجتماعي الذي فرضه تفشي الجائحة ، مما عطل الكثير من العادات الإجتماعية التي كان يسير عليها المجتمع وأدى إلى اتخاذ الكثير من الإجراءات مثل إقامة الحفلات والتجمعات والولائم وحضور الأصدقاء ، للتأقلم مع الأوضاع الاستثنائية التي فرضتها الظروف الراهنة لا شك أن خدمة إتمام إجراءات عقد الزواج من بعد ، أحدث تحوّلا إيجابيا كبيرا في تسجيل وثائق الزواج بما يخدم الأزواج الجدد وتهدف إلى التسهيل على أفراد المجتمع بإتمام إجراءات عقود النكاح، واعتمادها من قبل المأذون الشرعي دون الحاجة إلى مراجعة المحاكم ، وإنهاء كل الخطوات المطلوبة من عقد القران إلى مصادقة المحكمة دون الحاجة إلى مغادرة البيت ، دون الحاجة إلى دعوة جميع الأطراف في مكان واحد”.
هذه الخدمة توفر على كافة الأطراف عددا من المميزات ، أهمها على الإطلاق إحداث تغيير نوعى في القيم السلبية لتحل محلها قيم الاعتدال والحكمة والاقتصاد في الإنفاق ، حيث ساهمت الجائحة في تخفيف الإلتزامات المالية على كاهل الزوج ، حيث نجد الكثير من الأعراس تتسم بالمبالغة التي لا مبرر لها من قبل معظم الأسر الإماراتية عند إقامة أفراحهم بهدف التباهي أمام الآخرين ، والرغبة في التقليد الأعمى والمباهاة والتفاخر الاجتماعي ، على الرغم أن كل تلك المصاريف العالية على حفلات الأعراس ليست من العادات الموروثة على مجتمع الإمارات ، ولكنها ظاهرة دخيلة على المجتمع. متجاهلين ظروف ارتفاع أسعار مستلزمات الزواج ، خاصة وأن متوسط تكاليف زفاف الشاب المواطن تتجاوز 700 ألف درهم، معظمها قروض من البنوك، مشيرة إلى أن التكاليف لا تتضمن سوى حجز قاعات العرس والأطعمة والمشروبات والفرق الموسيقية، إضافة إلى مجوهرات العروس وتجهيزاتها وملابس العروسين، وذلك من دون احتساب تكاليف أو قيمة الحصول على منزل أو تأثيثه.
كما أن الزواج عن ساهم وبشكل كبير في إبعاد الشباب عن الإقتراض من البنوك لتسديد تكاليف صالات الأفراح والصالونات النسائية والرجالية، ناهيك عن أسعار المغنين والفرق الموسيقية وما يتبعها من ولائم ووجبات عالية التكلفة ، وساهم كذلك في إيقاف ثقافة التخطيط للسفر خارج الدولة لقضاء فترة شهر العسل .
وقد قمت بإجراء عقد زواج لإحد الأزواج الجدد ، وقال لي بأن هذه الجائحة كانت نعمة عليه وليست نقمة ، لإنها انقذته من تكاليف الزواج التي كانت تتجازو 200 ألف درهم، تشمل رسوم صالتي الأفراح الرجالية والنسائية، ورسوم الفرقة الموسيقية الشعبية، إضافة إلى بقية التكاليف التي تشمل فستان الزفاف والولائم والحلويات.
وأضاف عندما جاءت الجائحة اضطرت الكثير من الصالات لإلغاء الحجوزات وكذلك فعلت الصالونات النسائية والخياط وبطاقات الدعوة وحجوزات الوجبات وغيرها الكثير من المصاريف ، لقد وفرت على نفسي كامل المبلغ، وتقبلت زوجتي وعائلتها تلك الإجراءات الاحترازية، وارتداء الكمامات والقفازات ، كما أبلغنا المدعوين بالاكتفاء بإرسال التهاني عبر وسائل التواصل الاجتماعي .