هل زادت معدلات الخيانة الزوجية
ليست لدينا معلومات طبعا ولا إحصاءات ولا أبحاث، فالمراكز المتخصصة والأقسام الجامعية، والهيئات الرسمية وحتى المواد الإعلامية تتغافل عن مثل هذه المسائل، أو تعالجها بخفة وسطحية وإثارة حاولت البحث عن أرقام ذات صبغة رسمية سواء من المؤسسات المعنية أم من الجهات الرسمية فلم تتوفر لدي أية أرقام ولا معدلات ولا إحصائيات ، ولكننا لو مررنا على بعض المختصين لمعالجة هذه القضايا والتعامل معها بصورة مباشرة مثل الأطباء والمحامين ووكلاء النيابة وضباط الشرطة وشيوخ الإفتاء كون المعلومات التي يحصل عليها تلك الفئة حول موضوع الخيانات الزوجية تكون في دائرة من الصمت والسرية المطلقة ، والتي من الممكن أن تكتمل صورة مثل هذه الممارسات من ناحية أسبابها وأشكالها للتعرف على طبيعة ومقدمات ومناخ العلاقات المحرمة ، وربما عندها نستطيع تخمين أرقام تقريبية ، أو معدلات ازدياد أو تناقص ، أو ملامح تغيير طرأت أو تطرأ على هذه الممارسات.
لكن بعض الباحثين قاموا مؤخرا بإجراء دراسات واسعة وأكثر قوة موجهين أسئلة حول تجارب حقيقية في الحب والعلاقلت المحرمة التي انتشرت بصورة مخيفة في الكثير من البيوت فوجدوا لها أسباب مختلفة ومتنوعة لعل من أخطرها النمط السلوكي الخاص بالرجال ناهيك عن الجذور التربوية المضطربة التي نشأ عليها أغلب الرجال ، ويمكنكم التفكير أيضا في الأسباب الاجتماعية للخيانة الزوجية حين تكون البيئة المحيطة ضاغطة ومواتية وأحيانا متواطئة ، أستطيع الجزم بأن صور الخيانة أصبحت أكثر تنوعا،
كما برزت في السنوات العشر الأخيرة نوع جديد من الخيانة وهي الخيانة الإلكترونية نتيجة لشكل الحياة المعاصرة ومكوناتها ومستجداتها وبخاصة توفر أدوات الاتصال والمعلوماتية لدى كل الرجال في الحياة المدينة الحديثة ، حتى صارت لدينا خيانة إليكترونية بالمحمول والنت والصوت والصورة للكاميرا الديجيتال.
سنرى ذلك من خلال استعراض النظريات التي حاولت تفسير أسباب السعار الجنسي والتي تجعل من الفرد جائعا لكل قطعة لحم يراه تسير أمامه ، يود لو يقترب منها لكي يلامسها ، وفي حال عدم توفر ذلك فإنه يمارس الفعل ذاته بصورة إيحائية خيالية يستحضر وقتها الصور العديدة للمناظر التي تثير غريزته ، والأدهى من ذلك أن بعض الأزواج من يمارس الخيانة مع بني جنسه من الرجال الشواذ دون أي إعتبار يذكر للقيم السلوكية والأخلاقية التي تربى عليها.
مفهوم الجنس
السلوك الجنسي هو تعبير شامل، يتحدث عن السلوك المعروف عامةً والسلوك غير المعروف كذلك، ولذلك يشمل السلوك الجنسي كل من العلاقات الزوجية السليمة والمنحرفة والشاذة وحتى الأغتصاب أو الاعتداء الجنسي.
تعريف الجنس البيولوجي هو نوع من الودّ الحسّي الفطري ، غريزة تملكها كل الكائنات البشرية من أجل التكاثر وللحفاظ على العلاقات الاجتماعية وللتعبير عن بعض المشاعر المكنونة كالحب والرغبة والمتعة وتفريغ الطاقة الداخلية الممزوجة بالأحاسيس المختلفة المرتبطة بالشهوة لا تمارس سوى تحت بند الإرتباط أو الزواج كما في وردت في الديانات السماوية المختلفة ، وهي أحد الدوافع الأساسية لسلوك الإنسان لكل ثقافة أنواع عديدة من الأساليب كي يصل الشخص إلى الجنس .
السلوك الجنسي للإنسان هو السلوك المستخدم لدى الإنسان حين ينشد عن شريك يرتبط به من أجل ممارسة وتبادل المتعة الجنسية ، واللقاء الجنسي لا تعتبر للجنس محل في المجتمع إلا بالزواج الشرعي المتعارف عليه .
النظرية الوراثية القديمة
تستند هذه النظرية بأن أسباب الشذوذ تعود في أصلها إلى أسباب وراثية فى الجينات، وأهم ما أيد هذه النظرية البحث الذى أجراه “كالمان” وأثبت فيه أن التوأم المتطابق تماماً IDENTICAL TWINS (ينتميان إلى بويضة واحدة)، إذا كان واحد منهما شاذ جنسياً فالبويضة الأخرى تحمل مؤشرا عاليا على الشذوذ ، أما فى التوائم غير المتطابقة فالأمر لا يصبح بهذه الدرجة ، كان الباحث “كالمان” قد أجرى بحثه 1952 ووجد أن 100% من التوائم المتطابقة التى ينتمى فيها النصف إلى عالم الشذوذ لا بد أن يتصف النصف الآخر أيضاً بنفس الصفات تقريبا ، أما فى النوع الثانى من التوائم فقد بلغت النسبة 12% وهذا ما يؤيد الخلفية الوراثية ، لكن للأسف لم تثبت الدراسات البحثية التي قام بها عددا من الباحثين صحة هذه النظرية التي لم تلقى تجاوبا من المهتمين وإنما عدوها إحدى النظريات الغير دقيقة .
نظرية الهرمونات
النظرية الثانية هي النظرية البيولوجية التي ترجع المرض الجنسي إلى أسباب تتعلق بالهورمونات ، ومما أيد هذه النظرية أن بعض الباحثين وجدوا أن حقن أمهات الحيوانات ببعض الهورمونات يؤدى إلى ولادة حيوانات شاذة جنسياً ، وأيدتها بعض الأبحاث التي أجريت على بعض السيدات اللاتي يعانين من مرض يسبب زيادة الهورمون الذكرى ADRENOGENITAL SYNDROME، ووجدت هذه الأبحاث أنهن أكثر عرضة أيضاً للشذوذ الجنسي ، لكن هذه المشاهدات لم تؤيدها الأبحاث الأخرى التي تمت منذ بداية السبعينات، وخرجت اعتراضات عديدة عليها منها أن السلوك الجنسي في الحيوانات لا يشابه السلوك الجنسي في الإنسان، وثانياً أن محاولة علاج المدمنين على الجنس بالهورمونات باءت بالفشل ولم تحقق النجاح المطلوب فلا يعتد بهذه النظرية .
كما أظهرت دراسة أميركية جديدة أن ميل الأشخاص للخيانة والعلاقات الجنسية العابرة يكمن جزئياً في جيناتهم. ونقل موقع “لايف ساينس” الأميركي عن الباحثين أن نوعاً خاصاً من مورث المُستقبل 4 للدوبامين “دي ار دي 4” مرتبط بميل الأشخاص نحو الخيانة وممارسة العلاقات الجنسية العابرة. وكان الجين نفسه قد ربطت علاقته بالإدمان على الكحول والقمار ، وبالانفتاح على الأوضاع الاجتماعية الجديدة جمع الباحثون في دراستهم الجديدة تاريخاً مفصلاً للسلوك الجنسي وعلاقات 181 شاباً ، كما جمعوا عينات من الحمض النووي اخذت من خدود من شملتهم الدراسة وجرى تحليلها .وقال الباحث المسؤول عن الدراسة في جامعتي “بينغامتون” و”نيويورك” “ما وجدناه هو ان الأشخاص الذين يمتلكون نوعاً من “دي ار دي 4″ كان لديهم على الأرجح تاريخاً من الجنس غير الملتزم الذي يضم العلاقات الجنسية العابرة والخيانة”.وتبين ان من لديهم هذا المتغيّر الجيني كان على الأرجح لديهم تاريخاً من العلاقات العابرة الجنسية أكثر بمرتين تقريباً من الأشخاص الذين لا يوجد عندهم.
النظريات النفسية
لعل من أشهر النظريات النفسية التي حاولت فهم العلاقة الجنسية ومكوناتها في سلوك الإنسان هو رائد التحليل النفسي “سيجموند فرويد” الذى قال أننا نولد ولدينا هذه الرغبة الجنسية ، ثم يتطور النمو الجنسي إلى أن يصل الى مرحلة الرغبة في الجنس الآخر، ولكن بسبب بعض الظروف التي يتعرض لها الفرد خلال مراحل حياته يتوقف النمو الجنسي عند مرحلة أقل نضوجاً فيطفو على السطح سلوك جنسي غير متوازن أو ما نسميه بالشذوذ ، وأكثر من ذلك يقول فرويد بأن كل الناس عندهم ميول جنسية مثلية مضمرة أو مختفية تظهر عند ظرف معين مثل قلق الإخصاء عند الذكور ، ولكن الكثيرين من تلاميذ مدرسة التحليل النفسى إعترضوا على هذه النظرية مثل “كارلين” فى كتاب “الجنس والشذوذ” 1971، و”جرين” فى مجلة الطب النفسي 1974، و”تريب” فى كتابه”مادة الشذوذ” 1975. والعالم النفسى “إيرفنج بيبر” 1962
النظرية السلوكية المجتمعية
هذه النظريات ترجع الشذوذ إلى ممارسات سلوكية أى أنه ظاهرة مكتسبة من البيئة المحيطة التي يعيش فيها الفرد ، وهذا يفسر تحول بعض الناس من العلاقة الجنسية التى تفضل الجنس الآخر إلى الشذوذ لأنهم ببساطة لم يتم إشباعهم من خلال العلاقة الأولى أو صدموا فيها، مثل السيدات اللاتى يتم إغتصابهن فيتحولن تلقائياً إلى شاذات جنسياً LESBIANS.
كما تستند هذه النظرية على أن معظم هؤلاء الأفراد عاشوا فى أسر تضم أماً مسيطرة ومتسلطة وأباً ضعيفاً وسلبياً وعلاقات زوجية مضطربة ، ساهمت في بناء هذه الحاجة بصورة غير متوازنة عند الكبر .
النتيجة أن هذه النظريات جميعاً من بيولوجية ونفسية وسلوكية لم تستطع أن تدعى بأنها تملك الحقيقة المؤكدة أو تقدم التفسير الجاهز، وبعض هذه النظريات ينفع حالات معينة والبعض لا ينطبق على حالات أخرى ولذلك فالموضوع مازال قابلاً للمناقشة والدراسة والتحليل.
مصطلح الهلوسة الجنسية
أثبتت الدراسات التي قام بها العلماء أن هناك علاقة بين الاعتداءات الجنسية وبين الهلوسة الجنسية كالمبالغة فى استخدام الإيحاءات الجنسية وذكر الأعضاء الجنسية باستمرار والممارسة المبالغ بها للعادة السرية والافتخار بالأعضاء الجنسية والإشارة الدائمة للقدرة الجنسية وهذه ممارسات شائعة جداً لدى فئة كبيرة من الشباب . الجناة فى حوادث الأغتصاب يقدمون التبريرات التالية الضحية قامت بأغراء الجانى سواء من خلال ملابسها أو أفعالها.(السؤال هنا لماذا لايقوم كل الرجال بهذه الممارسة إذا كان هذا هو المحرك الفعلى ؟ فالمرأة العارية من الممكن أن يعجب بها الرجل الطبيعى أو يشتهيها ولكن أن يرغمها على الفعل الجنسى فهذا له أسباب آخرى كذلك فجرائم أغتصاب الأطفال بالطبع ليس محركها ملابس الأطفال والممارسة مع الحيوانات
نظرية الأسلوب التربوي يخلق الذكر المنحرف
تقوم هذه النظرية التي أرساها العالم النفسي جون مونى على فلسفة المخرجات التربوية الخاطئة التي يتلقاها الطفل وخاصة الأبن ، حيث يخضع إلى ممارسة ملؤها الإضطراب سواء في بيئة المنزل الذي يقطنه أو بيئة المجتمع الذي يعيش فيه سواء في الحي أو المدرسة فيتعرض إلى كمية هائلة من التوتر النفسي المكبوت جراء عدم الاستقرار العاطفي والسلوكي لفترة طويلة دون أي وعي من والديه ، حتى يصاب بمرض يطلق عليه السادية الجنسية هي نوع من الاضطراب في الممارسة الجنسية مع المرأة بشكل عام بهدف الحصول على الراحة النفسية والارتخاء في المشاعر المضطربة , وهو يعنى تكرار حدوث خيالات جنسية شديدة أو رغبات جنسية أو سلوك جنسي يتضمن معاناة نفسية أو جسدية لدى الطرف الآخر في العلاقة الجنسية , وهذه المعاناة تسبب إثارة جنسية لدى الشخص السادي.
وقد سمي هذا الاضطراب بهذا الإسم نسبة إلى “ماركيز دو ساد” وهو مؤلف وضابط فرنسي عاش في القرن الثامن عشر وقد تعرض للسجن عدة مرات بسبب سلوكه الجنسي المقرون بالعنف مع النساء.
وفي السلوك الجنسي السادي تختلط نزعتي الجنس والعدوان أثناء الفعل الجنسي، والعدوان هنا يكون تعبيرا صارخا عن الذكورة والفحولة الجنسية، يضاف إلى ذلك أن تفريغ شحنات الجنس والعدوان في ذات الوقت يعطى للشخص السادي ارتياحا خاصا لأنه يضرب عصفورين بحجر واحد. والشخصية السادية تستلذ برؤية عذاب الآخرين ومعاناتهم, وبعض الساديين ربما يصلون إلى درجة الإرجاز (الرعشة الجنسية) أثناء تعذيب ضحاياهم حتى ولو لم يكن هناك موقفا جنسيا من الأساس, فخروج دفعات العنف له طعم خاص لدى الشخصية السادية.
وهناك علاقة بين الرغبة في الاغتصاب وبين السادية الجنسية, وأحيانا ما تصل درجة العنف في الممارسة السادية إلى القتل وهو ما يعرف ب”قتل الرغبة (Lust Murder )” وقد تبين أن بعض هذه الحالات لديها اضطرابات نفسية مثل الفصام أو اضطراب الهوية الإنشقاقى أو لديهم تاريخ من الألم القديم الذي تطور مع مرور الزمن وأصبح له حضورا في سلوكيات ورغبات الرجل بصورة لا واعية .
أما فرويد فيعزو السادية الجنسية إلى الخوف من الخصاء فالشخص السادي لديه عقدة الخصاء ولذلك فهو يظهر درجة كبيرة من العنف أثناء الممارسة الجنسية كدفاع ضد احتمالات الخصاء التي يخشاها في عقله الباطن.